احمد قليج
فنان تشكيلي سوري مهاجر وهو الباحث في فراديس الالم الانساني للارض السورية العزيزة
ومن داخل حركة تطور الفنون التشكيلية السورية العالمية يأتي هذا الفنان الشمالي المهاجر عن ارض ميلاده منذ سنوات طويلة لقيم في روح بيروت سيدة عواصم العالم في الشرق الاوسط . راسما علامات مميزة للفن التشكيلي السوري المعاصر ...حيث هو نسيج نفسه وعشقه للحب والحياة والفن واللون والالم والحلم . ولهذا هو صوت احتجاج الفنان ضد كل اشكال القبح والعدوان . وضد كل اعداء الانسان والجمال . ومع جمال الكون هو كل انسان هذا العالم والبيدر الكوني في لوحة . حيث يرفض الا ان يكون هو الفنان في عالم من اللون والاحتجاج والموقف .حيث يصبح دور الفنان التشكيلي ضرورة لاغنى عنها ؟
احمد قليج يرسم الالم الانساني . والسوري منه . وكانه ليس فكاك من شكل الالم الانساني في تعبيرية لوحته . واصراره على الجمال واللون كمعادل ابدي . واسطوري . لخلق اهمية وجود الفنان وتاريخه وانتاجه الابداعي . بحيث يخلق حالة من التواصل الحضاري والابداعي والانساني . مابين علاقة الانسان والارض . وفق سياق تحليه الابداعي لصياغاته الشكيلية واللونية والخطية والايحائية . مع تقانة تقنيات اداوته التعبيرية الادائية حيث يوظف الخامة والاسلوب والصياغات الانفعالية والفكرية والنفسية . لصالح ان يقول الفنان احمد قليج كلمته . الفصل في معترك الاحداث الجارية على ارض الوطن الذبيح / الشهيد ؟
وهو الذي لايخضع عمله الفني ( اللوحة الاثيرة ) الى ارتهانات ثابتة . وقوانين جامدة . وانما يقلب شكل الحالة التصويرية ليقول لنا . ان اللون والانسان ودرامية . شكل الحدث . والدم والجرح . والموقف . والنار . والبارود . والبراكين الثائرة . ماهي الا ضرورة فسيولوجية لتوظيف وظيفة يد الفنان الثائر المتمرد . المنفلت من رقاب الاصابع الخمس . ليجلب لنا الطبيعة الانسانية . في عمق شكل الحالة الجمالية التصويرية . التي يريدها ان تمسك . وتقبض . وتحمل . قوانين النزاع التشكيلي الجمالي . الابداعي . على مسطح لوحته التصويرية . الموشومة بالالام الفقراء . والمحتاجين . والمهجرين . والنازحين . والمطحونين . من شمال البلاد حتى شرقها . وجنوبها وغربها حتى وسطها . وفي كل الحالات والاتجاهات . ركض اللون في خبايا الصهيل الملون .. وهو الذي يقدم انساق انفعالاته الانسانية التصويرية الحميمية . كي يكون للفنان اجاباته الشافية بالنسبة الى سر اسرار التشكيل الفني . في التكوين المبدع . حيث في لوحته والتي قوامها صقل قيم اشكاله . وابداع عناصره في عمله الفني . في مسارات دربه الحقيقي . عندما يتخذ من قضية الموقف والفنان . واللون . والانسان . هما دعائم عمله التشكيلي التصويري الذي يقدمه على مدار تجربته في عوامل خلقها في روح اكتمالها وكمالها . وجمالها . وهكذا بظل وفيا الى روح فلسفة اللون في مشاكل الانسان . وربما من وظائف طرح الاسئلة والاسئلة العميقة . في حرقة الاسئلة . عندها يظل هو العارف في نسيج قماشة لوحته . ومامدى سيبقى قلقه الحميم خالدا في شواهده على عصره . في لوحته . وقيمة اعادة تشكيل ذلك النور الطالع من الظلمة . عبر حنايا روح الثقة بالنفس وتلك الرؤيا العميقة لحقيقة الاشياء في الماورائيات . حيث الرؤيا التلقائية قد تحدو بالصائغ الماهر الفنان البارع . المصور الماهر . وهو كذلك . ذاته الفنان التشكيلي ( احمد قليج ) في لوحانه التي اوقفها على اهمية ان يكون شاهدا على عصره . تحت مقدرات ميلاد اضواءه الجمالية . حيث الكاميرا في احدى لوحاته . صارت في يد الانسان العادي ( شاهد عيان ) في شواهد احداث بلاده . هي دليل عنفوان . وصوت يرفض القهر . والاسكات . في لون يراقص تأمل الذات مع ايقاعات ساحة العمل الفني الذي يها الناس والجموع . لون يمتد . وينتشر . في روح انفعالية . قد تموج منها النفوس والمقارقات القدرية لتجعلك تموج معها وكانها الرحيل الابدي والمفاجىء . في حيز الفجيعة . ودون سابق انذار تجعلك احساس اخر. طالع من صدقية احساس الفنان الانفعالية المرتبطة اصلا بهمومه اليومية . و التي تخرج دوما من مساحاته اللونية في مداها التعبيري والقصدي والعفوي . لتقول ان الرماد . قسوة الذات المنفعلة وان حرارة اللون وتعبيريتها ماهي الا شخوص متناثرة وفق محددات فرشاة الفنان التي تأخذ من تحويرات الواقع رموز بقاءها في اللوحة . مع اهمية شخوصه المتناثرة في كل الحالات الانسانية المصورة وكانها اشلاء وعوالم جدلية وحزنا عميقا في النفوس والعيون الشاخصة . باحساس الفنان المصور . الذي يجيد استخدم اداوته والوانه وتعبيرات انسانه . باصالة تعبيرية وحرفنة متقنة تجعل . من ملامح اطفال لوحاته شحنات تأليفية بها ذات الملامح والمميزات الملحمية . بان شخوص اعماله ولوحاته ماهم افراد عاديين وانما هم مفردات كونية في سياق الهم الانساني ومعاناته ومن اجل لقمة العيش . ليس الموت كافيا . وانما الكفاح من اجل معاني اخلاقية وجمالية اخرى . يناضل الكثيرون . من الناس والجماهير . وان حكمة عين القنان وقلبه . تقول امام العالم ان ارادة الشعوب لاتقهر . وان الشعب الذي قرر كتابة يومياته . يبرهن على علاقة الفن وتطور الحياة المعاصرة والتي اصبحت واضحة في ظل ثورة كل الالوان . في روح الواقع المأزوم في شكل الواقع الجمالي الموشوم في مكوناته الابداعية . في مرسم الفنان المصور احمد قليج . حبث حركة الحياة والناس وايقاعاتها . هي روح بلورية اشكاله المرسومة في معمارية فلسفة توزع اسطح لوحاته . ومنها يلعب اللون والخط كل اشكال الحركة المؤدية لضبط فوضى الحواس . والحدود الدقيقة في هارمونية الوانه المتموجة بدور بارز على اشكاله العضوية لعناصره الانشائية . حيث الاطفال والشهداء والنساء والشيوخ والجرحى والمتاريس والحواجز وشاحنات نقل الركاب النازحون من الحرب . ( ومن الحب ماقتل ) . ومع روح التأكيد والالحاح على تزايد البقع اللونية المشغولة بشكل ملحمي في ضرورة لاغنى عنها . كي تجسد الحركة والشكل العضوي للوحة . وعلاقتهما بابداع روح الفنان وفكره . كي تسترعي انتباهنا في خطوط ملونة متداخلة منفعلة ترفض التقوقع ولكنها تتناغم بايقاعات الحركية في حس درامي يراقص الموسيقى الجنائزية والضوضاء الابدي في بقايا الصور لماتبقى من فوضى هذه الحياة الملعونة . لكائناته الحية . التي اوقف الفنان حركة بناءاتها البيولوجية عبر مساقات خلفية التكوين الحسي السيكولوجي لداخل الفنان الثائر في لوحة ترفض الاستسلام الا لوحدة الوجود وحركة الانسان الدائبة . في حركية الصفة المميزة للانسان . حينما يريد الفنان احمد قليج الانتصار للانسان والانسان فقط مع قيم الحق والخير والمحبة والجمال . والحركة الابدية للعاطفة الانسانية . التي يحملها في دواخله وهو الفنان المشبع بحركة معبرة متناغمة بحياة متدفقة مع تأملاته الجمالية والفلسفية لحياته واعماله ومسيرته .
تحية وتقدير الى فنان الالم السوري بامتياز
قراءة نقدية : عبود سلمان
الميادين : منبر الابداع العربي المعاصر / بيروت
تعليق