«آراميك».. حكاية تمازج موسيقي في ألمانيا
المصدر:برلين - أيهم اليوسف
التاريخ: 09 يناير 2022
تحكي فرقة آراميك في ألمانيا تجربة تمازج موسيقي بين عازفين من جنسيات مختلفة بهدف الاندماج والتعرف إلى الهوية الفنية للآخر من خلال الموسيقى. وقد دأبت الفرقة على أن تقدم ألواناً شرقية تراثية وخاصة ما هو عربي منها، ليجول المستمع بخياله مع كل قطعة موسيقية في أجواء لوحة عالمية، كأنه يحلق مع طائر مهاجر في تضاريس ومعالم طبيعية، عابراً الحدود بلا جواز سفر.
أسست الفرقة في ألمانيا بداية 2020 بقيادة معلم العود العراقي رائد كشابة، وبعد توقفه عن القيادة ارتأى بعض العازفين ومعظمهم من سوريا والعراق مواصلة العمل والعزف معاً، ثم انضم إليهم موسيقيون جدد، ولم يكتفوا بالموسيقى العربية، وبذلك باتت الفرقة تضم عازفين من جنسيات وأصول مختلفة، يجمعهم هدف العزف معاً.
حاتم حاطوم، عازف العود، يقول: في البداية كنت أتمنى أن أحصل على مكان في الفرقة لكي نقدم الموسيقى الشرقية، ثم تعرفنا من خلال زملائنا إلى ثقافات أخرى، والآن تجمعنا بهم صداقات قوية وآفاق موسيقية واسعة.
ولم تكن البداية سهلة، لأن بعض المدربين الغربيين لم يلمسوا الموسيقى الشرقية بعد، أما العازفون من سوريا أو العراق فقد كانوا يجيدونها، من قبل، ولذلك استغرق الجمع بين هؤلاء بعض الوقت، ولكنهم عجزوا عن مواصلة التمرين معاً، عدة أشهر، بسبب قيود التواصل التي فرضتها جائحة كورونا.
تعدد ثقافي
عزف الموسيقى الشرقية عموماً كان سهلاً بالنسبة لبعضهم، مثل عازفي العود والساز، إلا أن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة للألمان والأوروبيين، لأنهم لم يتشربوا ويكبروا معها، ولكنهم وقعوا في حب ألحانها وإيقاعاتها وتملكتهم رغبة عزفها، وهنا تعززت فكرة المزج بينهم.
ويؤكد كريستيان مايار، عازف الإيقاع، أهمية وجوده في فرقة موسيقية متعددة الثقافات، ويقول: نعزف موسيقى شرقية وعربية، وأيضاً من تركيا ومنطقة البحر الأسود، ولكننا منفتحون على الأنماط الأخرى، وخاصة الفولكلور والموسيقى العالمية.
ويضيف: لدينا بعض المقطوعات العربية الكلاسيكية لأننا خرجنا من مجموعة عود كلاسيكية.
تأقلم
من الصعوبات التي تواجه الفرقة عدم إجادة بعض العازفين قراءة النوتات الموسيقية، وبما أن الفرقة تضم محترفين وهواة معاً فهناك اختلافات في المستوى الفني أيضاً، أضف إليها مشكلة تعلم المقطوعات السريعة والصعبة بالنسبة لبعضهم، والاضطرار أحياناً لكتابة أجزاء إضافية لآلات معينة حتى يتمكن الجميع من العزف معها، وأخيراً التحديات التي تشكلها المقامات العربية بالنسبة للموسيقيين الغربيين.
تناغم
تشير راهيل لوفن تراوت، عازفة تشيلو، إلى أنها تمكنت من تطوير تشيلو مع الأدوات الموسيقية التي تعرفت إليها مع زملائها الألمان في هذه الفرقة، وأن تتناغم مع بعضها بعضاً. كما أكدت لها تجربتها أن تعلم الموسيقى لا يأتي فقط من خلال الدراسة الجامعية التي حصلت عليها.