فيلم "موربيوس": التقنيات الرقمية تنتج نسخة جديدة من مصاصي الدماء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فيلم "موربيوس": التقنيات الرقمية تنتج نسخة جديدة من مصاصي الدماء

    فيلم "موربيوس": التقنيات الرقمية تنتج نسخة جديدة من مصاصي الدماء


    التغييرات الجينية تمنح الإنسان قدرات تخترق المكان وتلحق الأذى بالجميع.
    الاثنين 2022/05/30
    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    قدرات هائلة لا يستوعبها العقل البشري

    تعود بعض الأفلام الحديثة ومنها فيلم “موربيوس”، الذي صدر في أبريل الماضي، إلى سلاسل أفلام الكوميكس القديمة والشهيرة لتعيد تقديمها برؤية فيلمية وتصور سينمائي مختلف، لكنها قد تقع في فخ الاستنساخ والتكرار فتفقد جزءا كبيرا من قيمتها الفنية.

    في الدراما الفيلمية الحديثة يمكن تطبيق فرضية “ماذا لو”، ذلك السؤال السحري الذي لو طبقناه على بعض الأفلام الحديثة لتوصلنا إلى نتائج مدهشة من قبيل ماذا لو تجرّدت تلك الأفلام من الحلول والعناصر الرقمية التي تمنحها كل ذلك التدفق الصوري والخدع البصرية؟

    بالطبع من الصعب تخيّل كيف ستظهر تلك الأفلام من دون تلك العوامل والأدوات الساندة التي تجعل الفيلم السينمائي مدهشا ومسيطرا على الأبصار.

    ربما ينطبق ذلك على فيلم “موربيوس” للمخرج السويدي من أصول تشيلية دانيال سبينوزا والذي يعرض في الصالات الآن بعد تأجيلات جراء تبعات جائحة كورونا.
    توليفة خيالية


    يقدم المخرج هذا الفيلم لينضم إلى القائمة الأكثر شعبية من الأفلام المأخوذة عن سلسلة الكوميكس التي تنتجها مارفيل منذ منتصف الثمانينات وحققت إيرادات بالمليارات من الدولارات. وحيث أن ذاكرة المشاهدين حول العالم تتذكر أفلاما مثل “الرجل العنكبوت” و”الرجل الحديدي” و”أيكس مين” و”الأربعة المدهشون” و”كابتن أميركا” و”حراس المجرة” و”الأرملة السوداء” و”الدكتور سترينجر” وهي بالطبع أفلام أنتجت غالبيتها في شكل سلاسل سينمائية وما تزال حركة الإنتاج تدور للمضي في تلك السلاسل.

    الفيلم من دون التقنيات البصرية والخدع السينمائية لا يضيف الشيء الكثير إلى سلسلة الكوميكس

    والحاصل أن هذا الفيلم يستند إلى نفس تلك التوليفة الخيالية التي درجت عليها مارفيل من خلال تقديم الأشخاص ذوي القدرات الخارقة الذين يستطيعون اختراق المكان ولا تقف أمامهم أيّ عوائق بشرية.

    يقدم الفيلم شخصيتين رئيسيتين في مرحلة الطفولة وهما “موربيوس” (الممثل جاريد ليتو) و”ميلو” (الممثل مات سميث) وكلاهما مصابان بمرض جيني بسبب وجود نقص في تركيبتيهما الجينية تجعلهما يجدان صعوبة في الحركة من دون عكازين وعلى الرغم من تلك الإعاقة الجسدية فقد تميز “موربيوس” بذكاء استثنائي ولهذا يقرر الطبيب المعالج أن ينقله إلى الولايات المتحدة لكي يتلقى المزيد من الرعاية من جهة ولكي يكشف عن المزيد من قدراته الذهنية العالية من جهة ثانية.

    ها نحن مع “موربيوس” وقد أصبح عالما كبيرا في الجينات وها هو يرفض جائزة نوبل للطب مع أنه في أمسّ الحاجة إلى المال للمضي في مشاريع دراسته المعمّقة وأبحاثه.

    يكرّس الفيلم مساحة لتلك العلاقة العميقة بين الصديقين التي تكتسب شكل أخوّة وجدانية ولهذا لن يتردد “ميلو” وهو المنحدر من عائلة ثرية في دعم مشاريع “موربيوس” في مجال بحوث الجينات لاسيما وأنه يقترب من التوصل إلى ذلك الخلل الجيني وكيفية معالجته ولهذا يطلب من صديقه أن يمضي في تلك التجارب ولكن على أرض بعيدة عن عيون السلطات الأميركية وليس أفضل من إجراء التجارب الأكثر خطورة على سطح سفينة راسية في عرض البحار وهو ما يحصل فعلا.

    على أن التحول الدرامي الأهم هو في نجاح تجربة “موربيوس” من خلال حقن الفئران بمصل يتضمن دماء الخفاش وهو ما سوف ينجح ويدفع “موربيوس” إلى تجربة تلك النتيجة على نفسه وإذا به يتحول إلى وحش كاسر ذي قدرات خارقة ويشبه الخفافيش مصاصة الدماء وبسبب ذلك إضافة إلى عدم قدرته على السيطرة على نفسه فإنه يرتكب جريمة يذهب ضحيتها العديد من البحارة.
    نسخة جديدة



    الفيلم يتماهى مع شخصية باتمان التقليدية


    من هنا سوف نكون أمام “موربيوس” في نسخة “فامباير جديدة”، فهو لا يستطيع أن يعيش من دون شرب الدماء وإذا شرب الدماء يفقد السيطرة على نفسه ولهذا وفي ظل التحول إلى دراما بوليسية باعتبار “موربيوس” مجرما قاتلا يقرر أن يستسلم للشرطة.

    هنا لا بد من وجود شخصية مضادة تكمّل “موربيوس” ولكن هذه الشخصية غير متاحة لكن الحل سوف يكون بتحول الصديق “ميلو” إلى “فامباير” هو الآخر وهنا يضطر “موربيوس” إلى الهرب من السجن لغرض إيقاف وحشية “ميلو” قبل أن يرتكب الجرائم.

    المواجهة بين “ميلو” و”موربيوس” والصراع بينهما واقتفاء أثر أحدهما الآخر هو الذي سوف يشكل الحبكة الثانوية أو الفرعية الجديدة التي سوف تصعّد الدراما الفيلمية، فيما على الطرف الآخر هنالك أجهزة الشرطة تلاحق الاثنين معا مع تركيزها على “موربيوس” وظنا منها أنه متحول ولا يمكن الوثوق من شكله بالضبط.
    الفيلم يستند إلى التوليفة الخيالية التي درجت عليها مارفيل من خلال تقديم الأشخاص ذوي القدرات الخارقة

    ما بين “ميلو” والشخص الذي حرص على تربيته تنتقل الدراما الفيلمية إلى مسار آخر عندما يفقد “ميلو” السيطرة على نفسه ويكاد يقتل ذلك المساعد الذي سوف ينجو بأعجوبة لكن “ميلو” لن يتوقف عن ارتكاب الجرائم التي يلاحق بها “موربيوس”.

    هذه السلسة المتلاحقة من الصراعات والقتل تكملها مشاهد الحركة والعنف وأداء دور الرجل الخفاش في مقاربة أخرى لتحدي الصعاب واختراق المستحيلات وبما في ذلك التحدي الجسدي الذي يتم من خلاله تقديم البطل الخارق ولتتوج تلك الدراما بقتل صديقة “موربيوس” وبالمواجهة الدائمة والحاسمة التي تقع ما بين الصديقين.

    ويرى العديد من النقاد أن هذا الفيلم من دون تلك التقنيات البصرية والخدع السينمائية لا يضيف الشيء الكثير إلى سلسلة الكوميكس. وحتى الفيلم في حد ذاته يتعكز على شخصية “الفامباير” من جهة في نوع من الرعب والجريمة وفي ذات الوقت يتماهى مع شخصية باتمان التقليدية.


    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    طاهر علوان
    كاتب عراقي مقيم في لندن
يعمل...
X