"دوامة" فيلم عن مآل الإنسان الذي نتحاشى ذكره
غاسبار نوي يكشف حقيقة الإنسانية من خلال زوجين يعانيان الضعف والخرف.
الأحد 2022/09/18
انشرWhatsAppTwitterFacebook
تقنية الشاشة المنقسمة
الفيلم المحبوك بعناية بين النص وموضوعه والأداء التمثيلي والصنعة الإخراجية يكون بالضرورة عملا مؤثرا يخترق كل من يشاهده ليسحبه إلى عوالمه التي تتحول من خيال في الشاشة إلى حقيقة. وهذا ما يمكن الخروج به من مشاهدة فيلم “فورتكس” أو “دوامة” الذي يذهب بنا إلى أشد المناطق الإنسانية ألما وقسوة وصدقا.
طرحت فكرة أمراض الشيخوخة أكثر من مرة في السينما، وبالتحديد تناولها لموضوع مرض الزهايمر؛ نذكر على سبيل المثال فيلم “الأب” الذي صدر في عام 2020 لفلوريان زيلير، وهو من بطولة أنتوني هوبكنز الذي حصد عددا من الجوائز. وكذلك الفيلم الأميركي “ما أزال أليس” وهو فيلم درامي تم إنتاجه في عام 2014، من بطولة جوليان مور وأليك بالدوين وكريستين ستيوارت وكايت بوسورث.
المخرج الفرنسي (الأرجنتيني الأصل) المثير للجدل غسبار نوي الذي ألهمه نزيف دماغه شبه المميت والذي أصيب به عام 2019، وكذلك حالة والدته التي كانت تعاني من مرض الزهايمر في آخر أيامها، كتابة وإخراج فيلم “فورتكس” أو “دوامة”. وعلى الرغم من أن منتج الفيلم أوضح أن العمل ليس سيرة ذاتية، إلا أنه من الصعب عدم تحديد بعض أوجه التشابه الأساسية، لكون هذا الفيلم مستوحى كثيرا من الحياة الحقيقية.
زوج وزوجة
يبدأ الفيلم بنغمة رقيقة “إلى جميع أولئك الذين ستتحلل أدمغتهم أمام قلوبهم”. ويتم تقديم أرجينتو وليبرون وأليكس لوتز (الذي يلعب دور ابنهما)، جنبا إلى جنب مع سنة ميلادهم، حيث يلوح الموت في الأفق منذ البداية. مرة أخرى، رغم النغمة اللطيفة، هذا لا يجعل الأمر أقل رعبا. يقول المخرج نوي “عندما تذهب إلى مستشفى للأمراض العقلية ويجلس الأشخاص المصابون بالخرف على كل سرير، فهذا أمر مخيف حقا. ويبدو الأمر حقا وكأنه فيلم زومبي. هذا هو سبب اعتبار فيلمي مخيفا. هناك شيء من الرعب النفسي. هل سيبقون على قيد الحياة؟”.
☚ المخرج غاسبار نوي يستخدم شاشة مقسمة للفصل بين التجارب المختلفة وتقديم صورة مؤلمة لما يمكن أن يكون عليه العقل المتدهور
ويقدم المخرج نوي اثنين من الممثلين الرواد هما الإيطالي المخضرم مخرج أفلام الرعب داريو أرجينتو وتشاركه الفرنسية فرانسواز ليبرون وإظهار السنوات الحقيقية لولادتهما، 1940 و1944 على التوالي. الزوجان ليس لهما أسماء في الفيلم، فهما مجرد زوج وزوجة، مسنّان يعيشان في شقة في باريس مليئة بالكتب والذكريات، الرجل ناقد سينمائي ومؤرخ وباحث في مجال الأفلام ويعاني من مرض في القلب. والمرأة طبيبة نفسية متقاعدة تعاني من الزهايمر ومع ذلك تستمر في كتابة الوصفات الطبية لنفسها.
وتمتلئ شقة الزوجين من الأرض إلى السقف بالكتب وتغطى جدران الشقة بالملصقات والبطاقات البريدية ومنشورات الأفلام القديمة. وبعد سلسلة من اللقطات المضادة للزوجين وهما ينظران إلى بعضهما البعض من النوافذ المقابلة، يتشاركان كأسا من النبيذ وبعض الطعام على طاولة في الشرفة.
ويرافق ذلك مقطع فيديو قديم لمغنية فرنسية شابة تدعى فرانسواز هاردي وهي تغني أغنية ساحرة “صديقتي الوردة”، ويحوم موضوعها حول الحياة القصيرة لوردة جميلة. التناقض بين شباب المغنية وموضوع الموت في الأغنية يضيف طبقة من التأثير مع بداية الإهداء “إلى جميع أولئك الذين سيتحلل دماغهم أمام قلوبهم”، وهي إشارة إلى شخصية ليبرون غير المسماة التي ينسب إليها اسم “الأم”.
ويقدم الفيلم بالفعل صورة مؤلمة لما يمكن أن يكون عليه العقل المتدهور. ويستخدم نوي شاشة مقسمة للفصل بين التجارب المختلفة للزوجة والزوج أثناء اقترابهما من نهاية قاتمة وغير عاطفية. وينشغل الزوج بإنجاز كتابه عن “السينما والأحلام” في حين تتجول زوجته في أرجاء الشقة بلا هدف وتظهر بشكل لا تستطيع معه أن تتذكر ما يفترض أن تفعله.
ويفتتح الفيلم بمشهد لحوار بين اثنين من كبار السن هما رجل وزوجته، وذلك عبر نافذتين متقابلتين حيث تخبره الزوجة بأن كل شيء جاهز وتقصد المائدة التي يتوجهان إليها ويتبادلان الأنخاب، وتقول الزوجة “الحياة حلم، أليس كذلك؟” ويرد الزوج “نعم، إنها حلم داخل حلم”، وهي قصيدة للأميركي إدغار آلان بو.
ثم يعمد المخرج إلى إبراز أسماء الممثلين، وتظهر على الشاشة أسماء الممثلين وتاريخيْ ميلادهما؛ فرانسيس ليبورن (1944) وهي ممثلة فرنسية قديرة، وداريو أرجينتو (1940) وهو مخرج سينمائي إيطالي ومنتج وكاتب سيناريو واشتهر بأفلام الرعب.
بعد الانتهاء من الأغنية ينكشف المشهد عن الزوجين وهما نائمين، في تلك اللحظة يستخدم المخرج تكنيكا رائعاً ألا وهو تقسيم الشاشة إلى نصفين وكل جزء يتابع حركة الزوج والزوجة. تنهض الزوجة أولاً، وهي تائهة وتبحث عن شيء مفقود ومن حركة عينيها يظهر المخرج حالة التوهان؛ فهي طبيبة نفسية متقاعدة صارت تعاني من مرض الزهايمر، وتمارس ليبرون روتينها الصباحي المتمثل في إشعال الموقد لإعداد قهوة زوجها، وبعد الانتهاء تكتب وصفة طبية لها ولا يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى يتجلى ذلك، حيث تغامر ليبرون بالخروج لإلقاء كيس من القمامة في سلة المهملات، إذ ترتدي الكنزة الحمراء وتنزل من الشقة وتنزلق إلى الخارج وهي تائهة لا تعرف وجهتها، وحين تدخل المحل القريب من الشقة وتسأل عن لعب الأطفال تتحرك في المحل وهي لا تعرف ماذا تريد.
فيلم بين شاشتين
◙ شفق الحياة واختبار عتبة إنسانيتنا
تتجول الزوجة في السوق، لكنها لا تبحث في الواقع عن أيّ شيء. ومع مرور الدقائق ندرك أنها ليست متأكدة مما تفعله أو أين هي بالتحديد. إنها لا تتحدث كثيرا. وعادة ما تتمتم بشكل غير مسموع أو تظل صامتة. وحين ينهض الزوج من الفراش يذهب إلى المطبخ، ويسكب لنفسه فنجانا من القهوة ويتوجه إلى مكتبه في البيت لأنه يعمل على إنهاء كتابه عن “السينما والأحلام” ويبدأ بالعمل على الآلة الطابعة، ويراقب المشاهد حركة الاثنين وهما في مكانين مختلفين بفضل تقنية الشاشة المقسمة إلى نصفين، ونسمع صوت الراديو وحديثا عن الذاكرة السليمة والذاكرة المريضة التي يصفها بالمحاصرة والتي تتألم على الدوام.
ويفتقد الزوج الزوجة، فيرتدي ملابسه ويخرج مسرعا للعثور عليها، يسأل في البداية صاحب المكتبة الذي يؤكد عدم مشاهدته لها، أخيرا يعثر عليها في محل البقالة القريب ويشتري لها باقة من الورود ويعودا إلى المنزل، وبعد تقريعه للزوجة والتأكيد على ضرورة عدم خروجها وحدها في الشارع خوفا من الضياع ولكثرة الناس السيئين والوحوش في هذه المدينة الخطرة، تعترض على صفة “سيئين” وتشدد على أن الناس في الخارج طيبون وليسوا وحوشاً. ويرد عليها بأن العالم مليء بالمجانين وعليها أن تفهم ذلك. ويخبرها بأنه منشغل هذه الأيام بمحاولة الانتهاء من كتابه عن “السينما والأحلام”.
ويستنجد الأب بالابن “إستيفان” الذي يقوم بدوره الممثل الكوميدي الفرنسي أليكس لوتز، وهو نفسه غارق في مشاكله الخاصة من إدمانه المخدرات ومسؤوليته عن طفله الصغير “كيكي” الذي تركته له زوجته، ويقترح الابن انتقال الأم إلى دار لرعاية مرض الزهايمر لكون الأب مريضا بالقلب وغير قادر على السيطرة على أفعال زوجته وخاصة بعد فتحها غاز الطبخ ونسيانه وكادت تتسبب في كارثة داخل البيت.
ورغم أن ابنهما “أليكس لوتز” ليس مفيدا كثيرا فإن تعاطفه معهما يجعل من وجوده مبعث اطمئنان لوالديه، لكن رعاية والديه خارج قدراته الحالية. ويبذل الابن ستيفان قصارى جهده لمساعدة والديه أثناء محاولتهما البقاء مستقلين على الرغم من كبر سنهما وأمراضهما. وهناك مشهد غير عادي في النصف الثاني من الفيلم، حيث تتمتع ليبرون بلحظة من الوضوح عند مناقشة زوجها وابنها في كيفية تنظيم مستقبل عائلتهما الصغيرة.
شخصية الأب أرجينتو عنيدة ويرفض مغادرة الزوجة شقتهما. وعلى الرغم من أن العيش في مركز الرعاية سيكون أكثر ملاءمة لوضعها يصرّ على بقائها في الشقة وتحت رعايته، والتأكيد على هذه اللحظة غير العادية من التكاتف العائلي. وهناك أيضا المشهد الذي تظهر فيه الزوجة ولا تتذكر أين هي، بل لا تتذكر حتى زوجها! وتخبر ابنها بأنها تريد العودة إلى المنزل وأن شخصية أرجينتو تتابعها. ثم تطلب منه تحديد الرجل الغريب الذي يستمر في مضايقتها، ولا تعترف به كزوج. وبينما يحاول ثلاثتهم تحديد ما يجب القيام به، يقترح الابن دار رعاية ويرفض الأب، ويتبجح ويردد “سيكون كل شيء على ما يرام، سيكون كل شيء على ما يرام“.
أداء الممثلة ليبرون طوال الوقت مقنع تماما إلى درجة أنه يبدو وثائقيا عمليا، وباعتقادي هذا المشهد كان أفضل لحظة تمثيل في الفيلم بأكمله. وقدمت ليبرون أفضل أداء في هذا المشهد. شيء آخر يجب التحدث عنه هو تقسيم الشاشة بين الزوج والزوجة. هذا التكنيك الذي استخدمه المخرج في عملية الفصل بينهما يمكنك من رؤيتهما على كلا الجانبين، ويمكنك على سبيل المثال إلقاء نظرة فاحصة على الشخصين المسنين مباشرة بعد الوفاة المفاجئة للزوج. ونشاهد المزيد من البؤس عندما لا تفهم الزوجة ببساطة أن الزوج قد مات وتسأل ابنها عن حاله ومتى ينهض من غفوته.
يلعب المخرج الإيطالي داريو أرجينتو (وهو نفسه ليس غريبا عن صدمة الجمهور) دور الأب الذي لم يكشف عن اسمه، وهو مثقل بمرض في القلب ويجهد نفسه من أجل استكمال كتابه عن علاقة السينما بالأحلام أو اللاوعي وبالتأكيد لن يكمله أبدا. هذان الاثنان يحبان بعضهما البعض ويهتمان برفاهية بعضهما البعض ولكن في سن الشيخوخة. وذلك عن طريق تقنية جديدة تتمثل في شاشة منقسمة تصور الفجوة بينهما -رمز لها المخرج نوي بشريط فاصل أسود- ويكاد يكون من المستحيل إغلاقها مرة أخرى، فعندما تستيقظ الزوجة النائمة بجانب زوجها تنقسم الشاشة تدريجيا إلى قسمين.
ويظهر في القسم الأيسر من الشاشة الزوج وهو مستمر في النوم، بينما نتابع على القسم الأيمن الزوجة ليبرون وهي تنهض وتذهب إلى المطبخ لإعداد القهوة، وتبدأ من هذه اللحظة تجارب الزوجين في التباعد والتداخل. وبينما تتجول ليبرون في المكان بحثا عن شيء نسيته، يجعلك انقسام الشاشة لا تعرف تماما المكان الذي تبحث فيه، خاصة أنك لا تريد أن تغمض عينيك عن أيّ جانب من جانبي الصورة. مما جعل المخرج غاسبار نوي أكثر إبداعا بابتكاره في تصوير كل شيء في شاشة منقسمة باستخدام كاميرتين محمولتين تتابعان بطليه طوال الوقت حتى عندما يجلسان جنبا إلى جنب على الأريكة أو يستلقيان معا في الفراش.
وفي أحد المشاهد يجلس ستيفان ووالدته على جانب واحد من طاولة غرفة الطعام بينما يجلس والده وابنه الصغير على الجانب الآخر، حسب الشاشة المقسمة باستمرار للفيلم. يوبخ الجد حفيده لكونه صاخبا جدا في تعامله مع ألعابه، ثم فجأة تبدأ الجدة بالبكاء، ويبدو أنها لحظة مفاجئة من لحظات انكسار الروح. يصل الزوج عبر خط الشاشة المقسمة ليلمس ذراع زوجته بشكل مطمئن، مخترقا الفجوة الحالية وغير المعلنة بينهما.
اختبار الإنسانية
في اللقطة الأولى لم تبك فرانسواز، ولكن في الثانية أجهشت بالبكاء حين لمحت وجه الطفل الصغير القلق لأنه يرى جدته تبكي. ربما شعر داريو بالقلق على الممثلة، لأنها كانت تبكي حقا ولأنها كانت تؤدي ذلك المشهد بشكل مبدع ومؤثر. وعند سؤال المخرج نوي عن هذا المشهد حيث كانت الإيماءات مثل يد أرجينتو عبر الشاشة المقسمة -الحب على الرغم من حتمية الخسارة- كافية؟ أجاب قائلاً “رأيت أمي عندما كانت حالتها متأخرة جدا في الخرف، ولم تفهم ما كنت أقوله، ولم أستطع أيضا فهم ما كانت تدركه لأنك لا تعرف ما هي الرؤى التي يمتلكها هذا الشخص، ولكن تعمّ في بعض الأحيان حالات من الفرح الكبير بمجرد لمس الشخص المريض”.
ربما يكون فيلم “دوامة” لغاسبار نوي هو فيلمه الأكثر إنسانية على الإطلاق. ومع ذلك، بطريقة أو بأخرى، هو أيضا الأكثر قسوة. وهذا الفيلم يتابع زوجين مسنين أثناء تعاملهما مع الضعف والخرف، باستثناء اللحظات العرضية حيث تتبع الكاميرا ابنهما الذي يطلق عليه اسم ستيفان. إنه يسمح لنا برؤية ما يفعله أيّ من الوالدين بصرف النظر عن بعضهما البعض. وحتى في المشاهد عندما يكونون معا، يخلق حاجزا مفروضا بينهما تماما كما يفعل الخرف أو الزهايمر بفريسته، ويستخدم نوي تكنيك تقسيم الشاشة في الغالب لتصوير نوع من الوعي المزدوج.
لكن المخرج يغير ذلك من حين إلى آخر، لاسيما عندما يزور ابن الزوجين، ستيفان (أليكس لوتز)، شقتهما المزدحمة مع ابنه الصغير كيكي. في هذه المشاهد، يتم تدريب العدسات على نصفين في نفس اللحظة. لكن مواضع الكاميرا ليست متزامنة تمامًا، فالدوامة هي تصوير قاتم ومؤثر لكيفية تعامل الأسرة مع الموت ومرض الشيخوخة (الزهايمر).
ويقدم هذا الفيلم المؤثر تجربة المرض التي تتعرج نحو النهاية الحتمية، حيث يصبح من المستحيل تجنب الشعور بالخوف من الأماكن المغلقة بسبب واقع الزوجين. الدوامة هي انطباع المخرج غاسبار نوي الشديد عن شفق الحياة واختبار عتبة إنسانيتنا.
ويكشف هذا الفيلم مرة أخرى عن شر الحياة ليراه الجميع، سواء أحببنا ذلك أم لا. ولا يخلو الفيلم -الذي يصل وقت عرضه إلى ساعتين ونصف الساعة- من لحظات حساسة نكأت الآلاف من الجراح التي تجعل العلاقات الطويلة تتلاشى على مر السنين، حتى مع بقاء الحب؛ فالأم والأب يريدان الأفضل لبعضهما البعض، وهما محبوبان من ابنهما وحفيدهما. لكن الفيلم يسعى لاكتشاف أن الحب قد يكون حصنا ضعيفا جدا في مواجهة اعتلال الصحة وبداية الرحلة نحو الموت.
فيلم “فورتكس” هو إطلالة سينمائية واقعية على أمراض الشيخوخة، يوفر نظرة ثاقبة وواقعية تماما لما سيواجهه العديد من البشر وعاشه الكثير من الناس مع أجدادهم ووالديهم. ويستكشف الفيلم التقدم في العمر وما الذي يعنيه فقدان الذاكرة شيئا فشيئا، ويجد المشاهد نفسه أمام شخصين كانا يحبان بعضهما بعضا، ويهتمان برفاهية بعضهما البعض، ولكن مع تقدمهما في السن يُصبحان كزوجين غريبين يعيشان في عالمين مختلفين. وهذا يظهر كيف يعاني شخصان من التقدم في العمر وإمكانية أن يصبح المرض خارجا عن السيطرة، وفي يوم من الأيام ستتعين علينا مواجهة أمراض الشيخوخة إذا عشنا عمرا طويلا.
ينشر بالاتفاق مع مجلة "الجديد" الثقافية اللندنية
انشرWhatsAppTwitterFacebook
علي المسعود
علي المسعود
كاتب عراقي
غاسبار نوي يكشف حقيقة الإنسانية من خلال زوجين يعانيان الضعف والخرف.
الأحد 2022/09/18
انشرWhatsAppTwitterFacebook
تقنية الشاشة المنقسمة
الفيلم المحبوك بعناية بين النص وموضوعه والأداء التمثيلي والصنعة الإخراجية يكون بالضرورة عملا مؤثرا يخترق كل من يشاهده ليسحبه إلى عوالمه التي تتحول من خيال في الشاشة إلى حقيقة. وهذا ما يمكن الخروج به من مشاهدة فيلم “فورتكس” أو “دوامة” الذي يذهب بنا إلى أشد المناطق الإنسانية ألما وقسوة وصدقا.
طرحت فكرة أمراض الشيخوخة أكثر من مرة في السينما، وبالتحديد تناولها لموضوع مرض الزهايمر؛ نذكر على سبيل المثال فيلم “الأب” الذي صدر في عام 2020 لفلوريان زيلير، وهو من بطولة أنتوني هوبكنز الذي حصد عددا من الجوائز. وكذلك الفيلم الأميركي “ما أزال أليس” وهو فيلم درامي تم إنتاجه في عام 2014، من بطولة جوليان مور وأليك بالدوين وكريستين ستيوارت وكايت بوسورث.
المخرج الفرنسي (الأرجنتيني الأصل) المثير للجدل غسبار نوي الذي ألهمه نزيف دماغه شبه المميت والذي أصيب به عام 2019، وكذلك حالة والدته التي كانت تعاني من مرض الزهايمر في آخر أيامها، كتابة وإخراج فيلم “فورتكس” أو “دوامة”. وعلى الرغم من أن منتج الفيلم أوضح أن العمل ليس سيرة ذاتية، إلا أنه من الصعب عدم تحديد بعض أوجه التشابه الأساسية، لكون هذا الفيلم مستوحى كثيرا من الحياة الحقيقية.
زوج وزوجة
يبدأ الفيلم بنغمة رقيقة “إلى جميع أولئك الذين ستتحلل أدمغتهم أمام قلوبهم”. ويتم تقديم أرجينتو وليبرون وأليكس لوتز (الذي يلعب دور ابنهما)، جنبا إلى جنب مع سنة ميلادهم، حيث يلوح الموت في الأفق منذ البداية. مرة أخرى، رغم النغمة اللطيفة، هذا لا يجعل الأمر أقل رعبا. يقول المخرج نوي “عندما تذهب إلى مستشفى للأمراض العقلية ويجلس الأشخاص المصابون بالخرف على كل سرير، فهذا أمر مخيف حقا. ويبدو الأمر حقا وكأنه فيلم زومبي. هذا هو سبب اعتبار فيلمي مخيفا. هناك شيء من الرعب النفسي. هل سيبقون على قيد الحياة؟”.
☚ المخرج غاسبار نوي يستخدم شاشة مقسمة للفصل بين التجارب المختلفة وتقديم صورة مؤلمة لما يمكن أن يكون عليه العقل المتدهور
ويقدم المخرج نوي اثنين من الممثلين الرواد هما الإيطالي المخضرم مخرج أفلام الرعب داريو أرجينتو وتشاركه الفرنسية فرانسواز ليبرون وإظهار السنوات الحقيقية لولادتهما، 1940 و1944 على التوالي. الزوجان ليس لهما أسماء في الفيلم، فهما مجرد زوج وزوجة، مسنّان يعيشان في شقة في باريس مليئة بالكتب والذكريات، الرجل ناقد سينمائي ومؤرخ وباحث في مجال الأفلام ويعاني من مرض في القلب. والمرأة طبيبة نفسية متقاعدة تعاني من الزهايمر ومع ذلك تستمر في كتابة الوصفات الطبية لنفسها.
وتمتلئ شقة الزوجين من الأرض إلى السقف بالكتب وتغطى جدران الشقة بالملصقات والبطاقات البريدية ومنشورات الأفلام القديمة. وبعد سلسلة من اللقطات المضادة للزوجين وهما ينظران إلى بعضهما البعض من النوافذ المقابلة، يتشاركان كأسا من النبيذ وبعض الطعام على طاولة في الشرفة.
ويرافق ذلك مقطع فيديو قديم لمغنية فرنسية شابة تدعى فرانسواز هاردي وهي تغني أغنية ساحرة “صديقتي الوردة”، ويحوم موضوعها حول الحياة القصيرة لوردة جميلة. التناقض بين شباب المغنية وموضوع الموت في الأغنية يضيف طبقة من التأثير مع بداية الإهداء “إلى جميع أولئك الذين سيتحلل دماغهم أمام قلوبهم”، وهي إشارة إلى شخصية ليبرون غير المسماة التي ينسب إليها اسم “الأم”.
ويقدم الفيلم بالفعل صورة مؤلمة لما يمكن أن يكون عليه العقل المتدهور. ويستخدم نوي شاشة مقسمة للفصل بين التجارب المختلفة للزوجة والزوج أثناء اقترابهما من نهاية قاتمة وغير عاطفية. وينشغل الزوج بإنجاز كتابه عن “السينما والأحلام” في حين تتجول زوجته في أرجاء الشقة بلا هدف وتظهر بشكل لا تستطيع معه أن تتذكر ما يفترض أن تفعله.
ويفتتح الفيلم بمشهد لحوار بين اثنين من كبار السن هما رجل وزوجته، وذلك عبر نافذتين متقابلتين حيث تخبره الزوجة بأن كل شيء جاهز وتقصد المائدة التي يتوجهان إليها ويتبادلان الأنخاب، وتقول الزوجة “الحياة حلم، أليس كذلك؟” ويرد الزوج “نعم، إنها حلم داخل حلم”، وهي قصيدة للأميركي إدغار آلان بو.
ثم يعمد المخرج إلى إبراز أسماء الممثلين، وتظهر على الشاشة أسماء الممثلين وتاريخيْ ميلادهما؛ فرانسيس ليبورن (1944) وهي ممثلة فرنسية قديرة، وداريو أرجينتو (1940) وهو مخرج سينمائي إيطالي ومنتج وكاتب سيناريو واشتهر بأفلام الرعب.
بعد الانتهاء من الأغنية ينكشف المشهد عن الزوجين وهما نائمين، في تلك اللحظة يستخدم المخرج تكنيكا رائعاً ألا وهو تقسيم الشاشة إلى نصفين وكل جزء يتابع حركة الزوج والزوجة. تنهض الزوجة أولاً، وهي تائهة وتبحث عن شيء مفقود ومن حركة عينيها يظهر المخرج حالة التوهان؛ فهي طبيبة نفسية متقاعدة صارت تعاني من مرض الزهايمر، وتمارس ليبرون روتينها الصباحي المتمثل في إشعال الموقد لإعداد قهوة زوجها، وبعد الانتهاء تكتب وصفة طبية لها ولا يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى يتجلى ذلك، حيث تغامر ليبرون بالخروج لإلقاء كيس من القمامة في سلة المهملات، إذ ترتدي الكنزة الحمراء وتنزل من الشقة وتنزلق إلى الخارج وهي تائهة لا تعرف وجهتها، وحين تدخل المحل القريب من الشقة وتسأل عن لعب الأطفال تتحرك في المحل وهي لا تعرف ماذا تريد.
فيلم بين شاشتين
◙ شفق الحياة واختبار عتبة إنسانيتنا
تتجول الزوجة في السوق، لكنها لا تبحث في الواقع عن أيّ شيء. ومع مرور الدقائق ندرك أنها ليست متأكدة مما تفعله أو أين هي بالتحديد. إنها لا تتحدث كثيرا. وعادة ما تتمتم بشكل غير مسموع أو تظل صامتة. وحين ينهض الزوج من الفراش يذهب إلى المطبخ، ويسكب لنفسه فنجانا من القهوة ويتوجه إلى مكتبه في البيت لأنه يعمل على إنهاء كتابه عن “السينما والأحلام” ويبدأ بالعمل على الآلة الطابعة، ويراقب المشاهد حركة الاثنين وهما في مكانين مختلفين بفضل تقنية الشاشة المقسمة إلى نصفين، ونسمع صوت الراديو وحديثا عن الذاكرة السليمة والذاكرة المريضة التي يصفها بالمحاصرة والتي تتألم على الدوام.
ويفتقد الزوج الزوجة، فيرتدي ملابسه ويخرج مسرعا للعثور عليها، يسأل في البداية صاحب المكتبة الذي يؤكد عدم مشاهدته لها، أخيرا يعثر عليها في محل البقالة القريب ويشتري لها باقة من الورود ويعودا إلى المنزل، وبعد تقريعه للزوجة والتأكيد على ضرورة عدم خروجها وحدها في الشارع خوفا من الضياع ولكثرة الناس السيئين والوحوش في هذه المدينة الخطرة، تعترض على صفة “سيئين” وتشدد على أن الناس في الخارج طيبون وليسوا وحوشاً. ويرد عليها بأن العالم مليء بالمجانين وعليها أن تفهم ذلك. ويخبرها بأنه منشغل هذه الأيام بمحاولة الانتهاء من كتابه عن “السينما والأحلام”.
ويستنجد الأب بالابن “إستيفان” الذي يقوم بدوره الممثل الكوميدي الفرنسي أليكس لوتز، وهو نفسه غارق في مشاكله الخاصة من إدمانه المخدرات ومسؤوليته عن طفله الصغير “كيكي” الذي تركته له زوجته، ويقترح الابن انتقال الأم إلى دار لرعاية مرض الزهايمر لكون الأب مريضا بالقلب وغير قادر على السيطرة على أفعال زوجته وخاصة بعد فتحها غاز الطبخ ونسيانه وكادت تتسبب في كارثة داخل البيت.
ورغم أن ابنهما “أليكس لوتز” ليس مفيدا كثيرا فإن تعاطفه معهما يجعل من وجوده مبعث اطمئنان لوالديه، لكن رعاية والديه خارج قدراته الحالية. ويبذل الابن ستيفان قصارى جهده لمساعدة والديه أثناء محاولتهما البقاء مستقلين على الرغم من كبر سنهما وأمراضهما. وهناك مشهد غير عادي في النصف الثاني من الفيلم، حيث تتمتع ليبرون بلحظة من الوضوح عند مناقشة زوجها وابنها في كيفية تنظيم مستقبل عائلتهما الصغيرة.
شخصية الأب أرجينتو عنيدة ويرفض مغادرة الزوجة شقتهما. وعلى الرغم من أن العيش في مركز الرعاية سيكون أكثر ملاءمة لوضعها يصرّ على بقائها في الشقة وتحت رعايته، والتأكيد على هذه اللحظة غير العادية من التكاتف العائلي. وهناك أيضا المشهد الذي تظهر فيه الزوجة ولا تتذكر أين هي، بل لا تتذكر حتى زوجها! وتخبر ابنها بأنها تريد العودة إلى المنزل وأن شخصية أرجينتو تتابعها. ثم تطلب منه تحديد الرجل الغريب الذي يستمر في مضايقتها، ولا تعترف به كزوج. وبينما يحاول ثلاثتهم تحديد ما يجب القيام به، يقترح الابن دار رعاية ويرفض الأب، ويتبجح ويردد “سيكون كل شيء على ما يرام، سيكون كل شيء على ما يرام“.
أداء الممثلة ليبرون طوال الوقت مقنع تماما إلى درجة أنه يبدو وثائقيا عمليا، وباعتقادي هذا المشهد كان أفضل لحظة تمثيل في الفيلم بأكمله. وقدمت ليبرون أفضل أداء في هذا المشهد. شيء آخر يجب التحدث عنه هو تقسيم الشاشة بين الزوج والزوجة. هذا التكنيك الذي استخدمه المخرج في عملية الفصل بينهما يمكنك من رؤيتهما على كلا الجانبين، ويمكنك على سبيل المثال إلقاء نظرة فاحصة على الشخصين المسنين مباشرة بعد الوفاة المفاجئة للزوج. ونشاهد المزيد من البؤس عندما لا تفهم الزوجة ببساطة أن الزوج قد مات وتسأل ابنها عن حاله ومتى ينهض من غفوته.
يلعب المخرج الإيطالي داريو أرجينتو (وهو نفسه ليس غريبا عن صدمة الجمهور) دور الأب الذي لم يكشف عن اسمه، وهو مثقل بمرض في القلب ويجهد نفسه من أجل استكمال كتابه عن علاقة السينما بالأحلام أو اللاوعي وبالتأكيد لن يكمله أبدا. هذان الاثنان يحبان بعضهما البعض ويهتمان برفاهية بعضهما البعض ولكن في سن الشيخوخة. وذلك عن طريق تقنية جديدة تتمثل في شاشة منقسمة تصور الفجوة بينهما -رمز لها المخرج نوي بشريط فاصل أسود- ويكاد يكون من المستحيل إغلاقها مرة أخرى، فعندما تستيقظ الزوجة النائمة بجانب زوجها تنقسم الشاشة تدريجيا إلى قسمين.
ويظهر في القسم الأيسر من الشاشة الزوج وهو مستمر في النوم، بينما نتابع على القسم الأيمن الزوجة ليبرون وهي تنهض وتذهب إلى المطبخ لإعداد القهوة، وتبدأ من هذه اللحظة تجارب الزوجين في التباعد والتداخل. وبينما تتجول ليبرون في المكان بحثا عن شيء نسيته، يجعلك انقسام الشاشة لا تعرف تماما المكان الذي تبحث فيه، خاصة أنك لا تريد أن تغمض عينيك عن أيّ جانب من جانبي الصورة. مما جعل المخرج غاسبار نوي أكثر إبداعا بابتكاره في تصوير كل شيء في شاشة منقسمة باستخدام كاميرتين محمولتين تتابعان بطليه طوال الوقت حتى عندما يجلسان جنبا إلى جنب على الأريكة أو يستلقيان معا في الفراش.
وفي أحد المشاهد يجلس ستيفان ووالدته على جانب واحد من طاولة غرفة الطعام بينما يجلس والده وابنه الصغير على الجانب الآخر، حسب الشاشة المقسمة باستمرار للفيلم. يوبخ الجد حفيده لكونه صاخبا جدا في تعامله مع ألعابه، ثم فجأة تبدأ الجدة بالبكاء، ويبدو أنها لحظة مفاجئة من لحظات انكسار الروح. يصل الزوج عبر خط الشاشة المقسمة ليلمس ذراع زوجته بشكل مطمئن، مخترقا الفجوة الحالية وغير المعلنة بينهما.
اختبار الإنسانية
في اللقطة الأولى لم تبك فرانسواز، ولكن في الثانية أجهشت بالبكاء حين لمحت وجه الطفل الصغير القلق لأنه يرى جدته تبكي. ربما شعر داريو بالقلق على الممثلة، لأنها كانت تبكي حقا ولأنها كانت تؤدي ذلك المشهد بشكل مبدع ومؤثر. وعند سؤال المخرج نوي عن هذا المشهد حيث كانت الإيماءات مثل يد أرجينتو عبر الشاشة المقسمة -الحب على الرغم من حتمية الخسارة- كافية؟ أجاب قائلاً “رأيت أمي عندما كانت حالتها متأخرة جدا في الخرف، ولم تفهم ما كنت أقوله، ولم أستطع أيضا فهم ما كانت تدركه لأنك لا تعرف ما هي الرؤى التي يمتلكها هذا الشخص، ولكن تعمّ في بعض الأحيان حالات من الفرح الكبير بمجرد لمس الشخص المريض”.
ربما يكون فيلم “دوامة” لغاسبار نوي هو فيلمه الأكثر إنسانية على الإطلاق. ومع ذلك، بطريقة أو بأخرى، هو أيضا الأكثر قسوة. وهذا الفيلم يتابع زوجين مسنين أثناء تعاملهما مع الضعف والخرف، باستثناء اللحظات العرضية حيث تتبع الكاميرا ابنهما الذي يطلق عليه اسم ستيفان. إنه يسمح لنا برؤية ما يفعله أيّ من الوالدين بصرف النظر عن بعضهما البعض. وحتى في المشاهد عندما يكونون معا، يخلق حاجزا مفروضا بينهما تماما كما يفعل الخرف أو الزهايمر بفريسته، ويستخدم نوي تكنيك تقسيم الشاشة في الغالب لتصوير نوع من الوعي المزدوج.
لكن المخرج يغير ذلك من حين إلى آخر، لاسيما عندما يزور ابن الزوجين، ستيفان (أليكس لوتز)، شقتهما المزدحمة مع ابنه الصغير كيكي. في هذه المشاهد، يتم تدريب العدسات على نصفين في نفس اللحظة. لكن مواضع الكاميرا ليست متزامنة تمامًا، فالدوامة هي تصوير قاتم ومؤثر لكيفية تعامل الأسرة مع الموت ومرض الشيخوخة (الزهايمر).
ربما يكون فيلم "دوامة" لغاسبار نوي هو فيلمه الأكثر إنسانية على الإطلاق، ومع ذلك يعد أيضا الأكثر قسوة
ويقدم هذا الفيلم المؤثر تجربة المرض التي تتعرج نحو النهاية الحتمية، حيث يصبح من المستحيل تجنب الشعور بالخوف من الأماكن المغلقة بسبب واقع الزوجين. الدوامة هي انطباع المخرج غاسبار نوي الشديد عن شفق الحياة واختبار عتبة إنسانيتنا.
ويكشف هذا الفيلم مرة أخرى عن شر الحياة ليراه الجميع، سواء أحببنا ذلك أم لا. ولا يخلو الفيلم -الذي يصل وقت عرضه إلى ساعتين ونصف الساعة- من لحظات حساسة نكأت الآلاف من الجراح التي تجعل العلاقات الطويلة تتلاشى على مر السنين، حتى مع بقاء الحب؛ فالأم والأب يريدان الأفضل لبعضهما البعض، وهما محبوبان من ابنهما وحفيدهما. لكن الفيلم يسعى لاكتشاف أن الحب قد يكون حصنا ضعيفا جدا في مواجهة اعتلال الصحة وبداية الرحلة نحو الموت.
فيلم “فورتكس” هو إطلالة سينمائية واقعية على أمراض الشيخوخة، يوفر نظرة ثاقبة وواقعية تماما لما سيواجهه العديد من البشر وعاشه الكثير من الناس مع أجدادهم ووالديهم. ويستكشف الفيلم التقدم في العمر وما الذي يعنيه فقدان الذاكرة شيئا فشيئا، ويجد المشاهد نفسه أمام شخصين كانا يحبان بعضهما بعضا، ويهتمان برفاهية بعضهما البعض، ولكن مع تقدمهما في السن يُصبحان كزوجين غريبين يعيشان في عالمين مختلفين. وهذا يظهر كيف يعاني شخصان من التقدم في العمر وإمكانية أن يصبح المرض خارجا عن السيطرة، وفي يوم من الأيام ستتعين علينا مواجهة أمراض الشيخوخة إذا عشنا عمرا طويلا.
ينشر بالاتفاق مع مجلة "الجديد" الثقافية اللندنية
انشرWhatsAppTwitterFacebook
علي المسعود
علي المسعود
كاتب عراقي