"السد" حكاية بلد على لسان عامل بناء
الفيلم ينافس على جائزة الهرم البرونزي لمهرجان القاهرة السينمائي ومؤهل للمنافسة على جائزة أفضل فيلم عربي.
الثلاثاء 2022/11/22
انشرWhatsAppTwitterFacebook
محاولة إعادة قراءة للتاريخ والسياسة
القاهرة - يرصد فيلم “السد” للمخرج اللبناني علي شرّي الانتفاضة التي أسقطت نظام عمر البشير في السودان عام 2019 من منظور مختلف، من خلال قصة شاب يعمل في مصنع للطوب يعتمد على طمي النيل عند سد مروي بعيدا عن العاصمة وحراكها الثائر.
وبينما يبدو ماهر بطل الفيلم هادئا طوال الوقت يظل هناك سر غامض يتعلق ببناء يعكف على تشييده بعيدا عن أعين الناس، خاصة عندما يتحول هذا البناء في بعض اللقطات إلى كائن يتحدث مع ماهر.
ولا يتوقف الفيلم عند حدود السياسة بل يمتد إلى تحليل شاعري لتصاعد حالة الغضب داخل النفس البشرية من خلال البناء الغريب الذي يصنعه ماهر والذي يصنع مساحة واسعة للخيال تحتمل الكثير من التأويلات.
الفيلم مدته 80 دقيقة ومن بطولة ماهر الخير ومدثر موسى وسانتينو أجوير دينج وأبوالقاسم سر الختم، وهو إنتاج فرنسي – لبناني – سوداني – قطري – ألماني مشترك وينافس ضمن المسابقة الدولية للدورة الرابعة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وكشف المخرج شرّي بعد عرض الفيلم في المهرجان أن مؤدي شخصية ماهر هو بالفعل أحد العمال الحقيقيين ولم يسبق له التمثيل من قبل، كما أنه لم يتلق أي تدريبات قبل التصوير.
وعن اهتمامه كمخرج لبناني بصنع فيلم عن السودان وقضاياه قال إنه مهتم منذ وقت طويل بسد مروي الذي يعد من أكثر السدود المسببة لأضرار بيئية على النيل وهو ما دفعه للقيام بأول زيارة ميدانية للمكان في 2017.
وأضاف أنه يظل يراقب مصنع الطوب والعاملين فيه لوقت طويل، كما شرع في تصويرهم دون ترتيب على فترات متباعدة، إلى أن تأكد أن فيلمه سيبدأ من هذا المكان، وبعدها تشجع ماهر وطلب منه أن يكون جزءا من الفيلم الذي يصوره وبالفعل اتفقا على الدور.
وأشار إلى أن الفيلم يأتي ضمن موضوع رئيسي يعمل عليه منذ سنوات يتعلق بالمناطق التي شهدت أعمال عنف غير مرئي ورصد آثار هذا العنف على البيئة والناس مع محاولة إعادة قراءة للتاريخ والسياسة.
وينافس الفيلم على جائزة الهرم البرونزي لمهرجان القاهرة السينمائي ضمن 14 فيلما تشملها المسابقة الدولية، كما أنه مؤهل للمنافسة على جائزة أفضل فيلم عربي.