آزاد بوياجیان سید تصوير الوجوه يبوح بأسرار نجاحه
منذ أكثر من ثلاثين عاماً واسم آزاد ، مرادف لصورة الوجه ( البورتريه ) التي لا تضاهى ، فهو سيد هذا اللون من التصوير ، والتقدير الذي ناله على صوره الرائعة تخطى حدود العالم العربي منذ وقت طويل في هذه المقابلة يتحدث آزاد عن رحلته الطويلة في ميدان التصوير منذ نيف وأربعين سنة حتى اليوم ، حيث أمضى اكثر من نصف عمره في الغرفة المظلمة ، كما يتحدث عن أسرار نجاحه .
أمضيت نصف عمري في الغرفة المظلمة
أول ما تشعر به وأنت تجالس آزاد بوياجيان بالوقار واللباقة . تحس أنك امام رجل اختصر فيه فن التصوير فامتزج الرجل بالفن ، والفن بالرجل . على وجهة ارتسمت معاناة أربعة وستين عاماً أمضى نحو ثلثيها في التصوير والتظهير متنقلا بين أنوار الاستوديو وظلام الغرفة المظلمة . وإذا كان هذا الأرمني الدمشقي قليل الكلام فإن التصوير هو وسيلة التعبير لديه فيعبر به بفصاحة ومرونة ظاهرة ، وينقش أحاسيسه وبراعة فنه في كل لوحاته التصويرية , وهو لا يجيبك على أي سؤال قبل أن يطلعك على صورة ما ، بحيث « ترى الجواب قبل أن تسمعه فكل صورة لها في ذهن آزاد قصة وتعبر عن مرحلة أو منعطف . ويمضي الوقت سريعا وهو يرد عليك ذكرياته الحميمة والجميلة حول وقائع الصور التي تؤرخ مراحل حياته وما يزال يتذكرها بكل لحظاتها الحية . . وللحديث مع آزاد معنى آخر . ان بساطة الكلمات وقوة التعبير عن فكرة ما بإنجاز ، ليك احترامه . . فهو يشعرك بأهمية الانسان الوجود . مسيرة الزمن الطويلة التي استغرقت نحو لاثة أجيال ، والتي تؤلف حياة آزاد ، عرضها نا بإيجاز كا يلي : ولـدت عـام 1919 ، وتلقيت علومي في درسة الفرير بدمشق . كانت طفولتي عادية لا يزها شيء عن طفولة أقراني باستثناء هوايتي لتصوير التي بدأت في عام ١٩٢٨ ، کا اتذكر ، ي عندما كان عمري تسع سنوات . كنت ستعمل خلالها كاميرا و ويست بوكت ، من سنع ايستمان يعود عمرها إلى عام 1900 ، هي من طراز المنفاخ بقياس 4 × 6 . كان ذلك يام الدراسة ، وكانت عملية استعمالها معقدة سبيا ولا شك ، ولم أكن أستوعبها في بداياتي . مع ذلك كنت أستعيرها بين أن وآخر من أقارب لعائلة الذين كانوا يزاولون تجارة الأفلام ، لذا لم نشأ أمامي صعاب كثيرة . والحقيقة انهم كانوا تمون عندي هذه الرغبة . ثم ، وعلى مراحل ، لنت أستعين ببعض المجلات عن التصوير باللغة لانكليزية . ولا شك أن المطالعة تنمي عند لانسان الموهبة والمقدرة . ثم وجدتني منجذباً نحو الغرفة المظلمة ، إذ جدت فيها سعادتي ومجال طموحي . كنت مضي معظم أوقاتي هناك ، أظهر الصور اطبعها وأكبرها . وشجعني نجاحي النسبي نذاك على الاشتراك في أول معرض للتصوير عام 1930 في دمشق ، وأذكر حينها أن لجنة المعرض للبت مني صوراً عن الجياد العربية لطبع ملصق لممعرض . وقد فزت بهذا المعرض بميدالية ذهبية من مجموعة الصور التي اشتركت بها في لمعرض . وكان عمري آنذاك 17 سنة . أما العمل الفعلي وبداية انطلاقتي الحقيقية لهي في عام 1947 ، حيث أسست استوديو تخصصاً بالبورتريه ؛ وما يزال موجوداً في دمشق حتى الآن بعد ذلك انتقلت الى بيروت .
كل شخص يعمل معي هو آزاد نفسـه ابتدات بامكانات ضئيلة جدا ، واشتريت معدات بدائية ، ووضعت الكاميرا على صندوق خشبي ، إذ كنت لا أملك ثمن حامل ولا الأدوات اللازمة ، واعتمدت في عملي على موهبتي وقدرتي التقنية ، وبصورة خاصة اس توجيه الإضاءة ، لأنها العنصر الهام في تصوير البورتريه . فالموهبة هي الأساس ، وتأتي قبل رأس المال وقبل كل شيء آخر ، ويأتي بعدها تقنيات الغرفة المظلمة ، إذ من المهم أيضاً أن تحمض صورك بالشكل الفني المطلوب . ومعادلة التصـويـر التـاجح هي : المـوهـة + المقـدرة الفنيه + العمل داخل المختبر . هذه المعادلة هي الركيزة لأي عمل ناجح في مهنتنا ، وبالأخص تصوير البورتريه . من هنا فالخداع لا وجود له . فالمصور لا يخدع إلا نفسه إذا لم يكن متمكناً من عمله ومن نفسه . د هل لأحد تأثير على آزاد ؟ الأشخاص أنفسهم الذين صورتهم لعبوا دوراً مها في إبرازي كأحد مصوري البورتريه . وهم الذين تموا لدي مرحلة الاستلهام أو التعبير الانساني ، ولأكون صريحاً أكثر ، فقد كنت أدفع مالا لبعض هؤلاء الأشخاص لإحضارهم إلى الاستوديو لكي أتمكن من تسجيل ردة الفعل . وأمامك هذه الصور : وبسطها أمامي وقال : هذا شحاذ ، وهذا مجلة سكاكين ، وذاك فقير بائس ... إلى ما هنالك من الصور التي حفر الدهر في وجوه أصحابها تعابير ومعالي تغني عن الشرح ، بحيث أصبحت كل صورة لوحة ذات موضوع فني وإنساني هل للسواد الظاهر في صورك أي تأثير على طبيعة حياتك ؟ ـ في الحيز الأكبر من صوري تجد السواد الغالب داخل الصورة ، ربما لاعتقادي أنه يعكس الحالة بدون زيادة ولا نقصان . وللحصول على تعابير الوجه من المفروض أن تكون الخلفية قائمة ، فبذلك تستطيع تسليط الضوء كما تريد فوق العينين ، وعلى أقسام الوجه ، أفقياً أم عامودياً . فالإضاءة هي الأساس في تصوير البورتريه بعد دراسة أو مراقبة نفسية الشخص وتقاطيع وجهه . من هنا أجد تصوير البورتريه من أهم الفنون على الإطلاق ولكن ، بصراحة ، هناك فئة من الناس لا أرتاح كثيراً عندما أصورهم مثال ذلك مغنية تأتيني لتتصور وتريد صورها ضاحكة أو باسمة ، متصنعة أنها سعيدة ، بينها أشعر عكس ذلك تماماً ! كذلك الممثلة التي تعطيك التعبير عن البشر السعادة بقالب تمثيلي ، ولا تكون صادقة بمشاعرها . وهنا يكون العمل التجاري واضحاً جداً نفوس تعيسة ووجوه ضاحكة ! . . أي واحد من الأساليب ترتاح إليه أكثر تصوير البورتريه داخل الاستوديو ، أم ضمن المحيط ، أو التصوير الخارجي ؟ - ليس هناك شرط أساسي ، المهم أن تكون خلفية الصورة صافية لتبرز تقاطيع الوجه أما إذا كانت الخلفية ذات تداخل كثير في الأشياء والألوان ، فتلك المشكلة . وفي بعض الأحيان أفضل تصوير الأشخاص في محيطهم ، بمكان العمل أو في المنازل . فهناك يكونون أكثر راحة ويتصرفون بصورة طبيعية ذلك ان الكثيرين يشعرون بالارتباك لحظة دخولهم إلى الاستوديو وكان مقعد التصوير هو كرسي الاعتراف . . فتستنفر مشاعرهم ويضيع التركيز . من المعروف أن آزاد لـه أعمال كثيرة عن الطبيعة . فمع أيها ترتاح اكثر : البورتريه أم الطبيعة ؟ لكل شيء وقته - كما يقال باللغة الدارجة لتصوير الطبيعة ينمي مقدرني ويريح نفسي ، وفيها أرتاح وأنسى ذاتي فأصور بطريقة عفوية يتداخل فيها الفن بكل أبعاده . فالمنظر موجود وما عليك سوى اختيار الزاوية المدروسة ومعرفة تحولات الطقس والإضاءة الطبيعية من شمس و قمر .
منذ أكثر من ثلاثين عاماً واسم آزاد ، مرادف لصورة الوجه ( البورتريه ) التي لا تضاهى ، فهو سيد هذا اللون من التصوير ، والتقدير الذي ناله على صوره الرائعة تخطى حدود العالم العربي منذ وقت طويل في هذه المقابلة يتحدث آزاد عن رحلته الطويلة في ميدان التصوير منذ نيف وأربعين سنة حتى اليوم ، حيث أمضى اكثر من نصف عمره في الغرفة المظلمة ، كما يتحدث عن أسرار نجاحه .
أمضيت نصف عمري في الغرفة المظلمة
أول ما تشعر به وأنت تجالس آزاد بوياجيان بالوقار واللباقة . تحس أنك امام رجل اختصر فيه فن التصوير فامتزج الرجل بالفن ، والفن بالرجل . على وجهة ارتسمت معاناة أربعة وستين عاماً أمضى نحو ثلثيها في التصوير والتظهير متنقلا بين أنوار الاستوديو وظلام الغرفة المظلمة . وإذا كان هذا الأرمني الدمشقي قليل الكلام فإن التصوير هو وسيلة التعبير لديه فيعبر به بفصاحة ومرونة ظاهرة ، وينقش أحاسيسه وبراعة فنه في كل لوحاته التصويرية , وهو لا يجيبك على أي سؤال قبل أن يطلعك على صورة ما ، بحيث « ترى الجواب قبل أن تسمعه فكل صورة لها في ذهن آزاد قصة وتعبر عن مرحلة أو منعطف . ويمضي الوقت سريعا وهو يرد عليك ذكرياته الحميمة والجميلة حول وقائع الصور التي تؤرخ مراحل حياته وما يزال يتذكرها بكل لحظاتها الحية . . وللحديث مع آزاد معنى آخر . ان بساطة الكلمات وقوة التعبير عن فكرة ما بإنجاز ، ليك احترامه . . فهو يشعرك بأهمية الانسان الوجود . مسيرة الزمن الطويلة التي استغرقت نحو لاثة أجيال ، والتي تؤلف حياة آزاد ، عرضها نا بإيجاز كا يلي : ولـدت عـام 1919 ، وتلقيت علومي في درسة الفرير بدمشق . كانت طفولتي عادية لا يزها شيء عن طفولة أقراني باستثناء هوايتي لتصوير التي بدأت في عام ١٩٢٨ ، کا اتذكر ، ي عندما كان عمري تسع سنوات . كنت ستعمل خلالها كاميرا و ويست بوكت ، من سنع ايستمان يعود عمرها إلى عام 1900 ، هي من طراز المنفاخ بقياس 4 × 6 . كان ذلك يام الدراسة ، وكانت عملية استعمالها معقدة سبيا ولا شك ، ولم أكن أستوعبها في بداياتي . مع ذلك كنت أستعيرها بين أن وآخر من أقارب لعائلة الذين كانوا يزاولون تجارة الأفلام ، لذا لم نشأ أمامي صعاب كثيرة . والحقيقة انهم كانوا تمون عندي هذه الرغبة . ثم ، وعلى مراحل ، لنت أستعين ببعض المجلات عن التصوير باللغة لانكليزية . ولا شك أن المطالعة تنمي عند لانسان الموهبة والمقدرة . ثم وجدتني منجذباً نحو الغرفة المظلمة ، إذ جدت فيها سعادتي ومجال طموحي . كنت مضي معظم أوقاتي هناك ، أظهر الصور اطبعها وأكبرها . وشجعني نجاحي النسبي نذاك على الاشتراك في أول معرض للتصوير عام 1930 في دمشق ، وأذكر حينها أن لجنة المعرض للبت مني صوراً عن الجياد العربية لطبع ملصق لممعرض . وقد فزت بهذا المعرض بميدالية ذهبية من مجموعة الصور التي اشتركت بها في لمعرض . وكان عمري آنذاك 17 سنة . أما العمل الفعلي وبداية انطلاقتي الحقيقية لهي في عام 1947 ، حيث أسست استوديو تخصصاً بالبورتريه ؛ وما يزال موجوداً في دمشق حتى الآن بعد ذلك انتقلت الى بيروت .
كل شخص يعمل معي هو آزاد نفسـه ابتدات بامكانات ضئيلة جدا ، واشتريت معدات بدائية ، ووضعت الكاميرا على صندوق خشبي ، إذ كنت لا أملك ثمن حامل ولا الأدوات اللازمة ، واعتمدت في عملي على موهبتي وقدرتي التقنية ، وبصورة خاصة اس توجيه الإضاءة ، لأنها العنصر الهام في تصوير البورتريه . فالموهبة هي الأساس ، وتأتي قبل رأس المال وقبل كل شيء آخر ، ويأتي بعدها تقنيات الغرفة المظلمة ، إذ من المهم أيضاً أن تحمض صورك بالشكل الفني المطلوب . ومعادلة التصـويـر التـاجح هي : المـوهـة + المقـدرة الفنيه + العمل داخل المختبر . هذه المعادلة هي الركيزة لأي عمل ناجح في مهنتنا ، وبالأخص تصوير البورتريه . من هنا فالخداع لا وجود له . فالمصور لا يخدع إلا نفسه إذا لم يكن متمكناً من عمله ومن نفسه . د هل لأحد تأثير على آزاد ؟ الأشخاص أنفسهم الذين صورتهم لعبوا دوراً مها في إبرازي كأحد مصوري البورتريه . وهم الذين تموا لدي مرحلة الاستلهام أو التعبير الانساني ، ولأكون صريحاً أكثر ، فقد كنت أدفع مالا لبعض هؤلاء الأشخاص لإحضارهم إلى الاستوديو لكي أتمكن من تسجيل ردة الفعل . وأمامك هذه الصور : وبسطها أمامي وقال : هذا شحاذ ، وهذا مجلة سكاكين ، وذاك فقير بائس ... إلى ما هنالك من الصور التي حفر الدهر في وجوه أصحابها تعابير ومعالي تغني عن الشرح ، بحيث أصبحت كل صورة لوحة ذات موضوع فني وإنساني هل للسواد الظاهر في صورك أي تأثير على طبيعة حياتك ؟ ـ في الحيز الأكبر من صوري تجد السواد الغالب داخل الصورة ، ربما لاعتقادي أنه يعكس الحالة بدون زيادة ولا نقصان . وللحصول على تعابير الوجه من المفروض أن تكون الخلفية قائمة ، فبذلك تستطيع تسليط الضوء كما تريد فوق العينين ، وعلى أقسام الوجه ، أفقياً أم عامودياً . فالإضاءة هي الأساس في تصوير البورتريه بعد دراسة أو مراقبة نفسية الشخص وتقاطيع وجهه . من هنا أجد تصوير البورتريه من أهم الفنون على الإطلاق ولكن ، بصراحة ، هناك فئة من الناس لا أرتاح كثيراً عندما أصورهم مثال ذلك مغنية تأتيني لتتصور وتريد صورها ضاحكة أو باسمة ، متصنعة أنها سعيدة ، بينها أشعر عكس ذلك تماماً ! كذلك الممثلة التي تعطيك التعبير عن البشر السعادة بقالب تمثيلي ، ولا تكون صادقة بمشاعرها . وهنا يكون العمل التجاري واضحاً جداً نفوس تعيسة ووجوه ضاحكة ! . . أي واحد من الأساليب ترتاح إليه أكثر تصوير البورتريه داخل الاستوديو ، أم ضمن المحيط ، أو التصوير الخارجي ؟ - ليس هناك شرط أساسي ، المهم أن تكون خلفية الصورة صافية لتبرز تقاطيع الوجه أما إذا كانت الخلفية ذات تداخل كثير في الأشياء والألوان ، فتلك المشكلة . وفي بعض الأحيان أفضل تصوير الأشخاص في محيطهم ، بمكان العمل أو في المنازل . فهناك يكونون أكثر راحة ويتصرفون بصورة طبيعية ذلك ان الكثيرين يشعرون بالارتباك لحظة دخولهم إلى الاستوديو وكان مقعد التصوير هو كرسي الاعتراف . . فتستنفر مشاعرهم ويضيع التركيز . من المعروف أن آزاد لـه أعمال كثيرة عن الطبيعة . فمع أيها ترتاح اكثر : البورتريه أم الطبيعة ؟ لكل شيء وقته - كما يقال باللغة الدارجة لتصوير الطبيعة ينمي مقدرني ويريح نفسي ، وفيها أرتاح وأنسى ذاتي فأصور بطريقة عفوية يتداخل فيها الفن بكل أبعاده . فالمنظر موجود وما عليك سوى اختيار الزاوية المدروسة ومعرفة تحولات الطقس والإضاءة الطبيعية من شمس و قمر .
تعليق