الهندسة البصرية وتشكيلاتها الجمالية في مرحلة الحواف الصلبة HARD EDG
بشرى بن فاطمة
تجريد ما بعد الحداثة ومراحل التجريب:
الهندسة البصرية وتشكيلاتها الجمالية في مرحلة الحواف الصلبة HARD EDGE
تحمّل التجريد في أشكاله التعبيرية العديد من الأساليب التي اندمجت وتماهت معه من خلال التوظيف الكامل للعناصر والأشكال ومنها الدمج الأسلوبي في الانطباعية والمفاهيمية والتقليلية والتعبيرية والهندسة والتركيب الشكلي، وهو ما جعل صياغتها تحمل نوعا من التشدد المتوافق مع حدّتها وتمرّدها ومواقفها الجمالية التي قد تبدو منظمة أو فوضوية أو لا مثالية في جمالها المقترح والبعيد عن المألوف التصويري المتعوّد.
*رالف بريكو
وهذا التحوّل التعبيري في الأشكال الفنية اعتبر سمة وميزة لحركة التجريب المعاصرة التي خاضت هذا التمرّد من خلال العديد من التشكيليين وهو ما سمي بالتعبير المتشدّد أو الحواف الصلبة، الذي ظهر في أواخر الخمسينات.
وهذا التصنيف الذي اعتُمد كمصطلح للتعبير عن التيار ككل كان قد ابتكره في تلك الفترة الناقد والفنان الأمريكي جولس لانجسنر إذ كان إشارة إلى التركيب والتغيير التشكيلي القائم على الهندسة واللون والضوء والخطوط وحساب الفضاء والمساحة وتداخل العناصر بحدّة مسؤولة الموقف الجمالي الذي يصل الترتيب الفني بحدّة متشدّدة في حواف صلبة تفصل الوعي واللاوعي وترتّب التناقضات في الفكرة الفنية، وهو ما بدا مع أعمال الرواد جاكسون بلوك وجون ماكلولين وهيلين لونديبرغ، ما صاغ جرأة اللون وحرّيته في مساحته وتأثيره في فضائه وانعكاسه الحاد وكثافاته الطاغية على الأشكال بتفاصيلها اللامألوفة وحوافها الحادة التي خلقت هذا الأسلوب المتشدّد في العمل الفني المتفرّد عن الطبيعة الاندماجية الأولى التي بدأت مع التجريد التعبيري.
*فيكتور فاسارلي
يوظّف التصوير التجريدي للهندسة فلسفة داخلية تبعده عن التشويش الذي بدوره لا يجذب الجمال الموضوعي بل يخوض في التجريب الماورائي للصورة ويستفز منها الرمزيات والعناصر المتصادمة في علاماتها والمتناقضة في حسّياتها حيث يربط بينها وبين دورها التعبيري الداخلي في عمق العاطفة الذهنية وفي تفاعل المفاهيم ومن هنا تكون القراءة في شرحها الأول قابلة لتحمّل التأويلات الفهمية التي تقع على المتلقي وتوقعه في التفسير بانطلاقة متحرّرة من قواعدها الثابتة في التفسير الجمالي الذي كسر قواعد المألوف بأسلوب مستفز أثبتت حركيّته الحيّة استمرارية تفاعلاته وقدرة استخراج اللون من جموده وبعث حيويته.
Arnold Goldberg
إن الرؤية الجمالية التي تفرض أسلوبها على التوافقات المفاهيمية في التعبير لا تقف عند الفلسفة فحسب بل توظّف الترتيب والقواعد التي تثبت مدى تكامل الجانب الهندسي وعبثيته المتمردة وفلسفيته المعبّرة وحكمته المنظمة وهي تخلق له قاعدة فنية تثبت انتماءه الحر لما بعد الحداثة في التعبير وتصله مع مدارس الفن دون أن يكون دخيلا أو متمرّدا أو حتى متشدّدا كما يوصف فهو كأسلوب يسعى إلى خلق النظام اللوني الخاص به وتحفيز الخط الجمالي في الهندسة الرياضية المتفوقة على الفضاء بتجريد الشكل والحضور والتناسق المتكامل الذي يميّزها بالأصالة التعبيرية في جوانبها المتفاعلة بصريا لتنسيق اللون واكسابه جرأة التحوّل وخلق ذائقة متحرّرة للفكرة الفنية خصوصا وأن تلك الفترة شهدت اعتمادا بصريا في عوالم التجريد على اللون مثل أسلوب التجريدية التعبيرية ما أعطى حضور اللون دورا مسؤولا في تحديد الفكرة وتوظيفها.
Dordevic Miodrag
يدخل الأسلوب التشكيلي الخط واللون والضوء مع هندستها العميقة والداخلية في محاورة حادة وجدلية جريئة في البحث عن منافذها فصراعها حتمي للتحرر من سطوة الفراغ ومن صمت الصخب الدائر في مفاهيمها فبالأسلوب تتدفق الأضواء ملونة لتسطع وتتفجر خارج المسطح أو لتغوص أعمق في تداخلات الخطوط محمّلة بالظلال والنور الذي يتدرّج مع اللون ومساحته التي تحدّدها الاشكال الدقيقة والمصفوفة والمتغيّرة عبر مراحلها التكوينية منذ البداية التي تحرّكها إلى آخر الوصف اللوني الذي يهبها الفكرة وفلسفة الحضور.
بشرى بن فاطمة
تجريد ما بعد الحداثة ومراحل التجريب:
الهندسة البصرية وتشكيلاتها الجمالية في مرحلة الحواف الصلبة HARD EDGE
تحمّل التجريد في أشكاله التعبيرية العديد من الأساليب التي اندمجت وتماهت معه من خلال التوظيف الكامل للعناصر والأشكال ومنها الدمج الأسلوبي في الانطباعية والمفاهيمية والتقليلية والتعبيرية والهندسة والتركيب الشكلي، وهو ما جعل صياغتها تحمل نوعا من التشدد المتوافق مع حدّتها وتمرّدها ومواقفها الجمالية التي قد تبدو منظمة أو فوضوية أو لا مثالية في جمالها المقترح والبعيد عن المألوف التصويري المتعوّد.
*رالف بريكو
وهذا التحوّل التعبيري في الأشكال الفنية اعتبر سمة وميزة لحركة التجريب المعاصرة التي خاضت هذا التمرّد من خلال العديد من التشكيليين وهو ما سمي بالتعبير المتشدّد أو الحواف الصلبة، الذي ظهر في أواخر الخمسينات.
وهذا التصنيف الذي اعتُمد كمصطلح للتعبير عن التيار ككل كان قد ابتكره في تلك الفترة الناقد والفنان الأمريكي جولس لانجسنر إذ كان إشارة إلى التركيب والتغيير التشكيلي القائم على الهندسة واللون والضوء والخطوط وحساب الفضاء والمساحة وتداخل العناصر بحدّة مسؤولة الموقف الجمالي الذي يصل الترتيب الفني بحدّة متشدّدة في حواف صلبة تفصل الوعي واللاوعي وترتّب التناقضات في الفكرة الفنية، وهو ما بدا مع أعمال الرواد جاكسون بلوك وجون ماكلولين وهيلين لونديبرغ، ما صاغ جرأة اللون وحرّيته في مساحته وتأثيره في فضائه وانعكاسه الحاد وكثافاته الطاغية على الأشكال بتفاصيلها اللامألوفة وحوافها الحادة التي خلقت هذا الأسلوب المتشدّد في العمل الفني المتفرّد عن الطبيعة الاندماجية الأولى التي بدأت مع التجريد التعبيري.
*فيكتور فاسارلي
يوظّف التصوير التجريدي للهندسة فلسفة داخلية تبعده عن التشويش الذي بدوره لا يجذب الجمال الموضوعي بل يخوض في التجريب الماورائي للصورة ويستفز منها الرمزيات والعناصر المتصادمة في علاماتها والمتناقضة في حسّياتها حيث يربط بينها وبين دورها التعبيري الداخلي في عمق العاطفة الذهنية وفي تفاعل المفاهيم ومن هنا تكون القراءة في شرحها الأول قابلة لتحمّل التأويلات الفهمية التي تقع على المتلقي وتوقعه في التفسير بانطلاقة متحرّرة من قواعدها الثابتة في التفسير الجمالي الذي كسر قواعد المألوف بأسلوب مستفز أثبتت حركيّته الحيّة استمرارية تفاعلاته وقدرة استخراج اللون من جموده وبعث حيويته.
Arnold Goldberg
إن الرؤية الجمالية التي تفرض أسلوبها على التوافقات المفاهيمية في التعبير لا تقف عند الفلسفة فحسب بل توظّف الترتيب والقواعد التي تثبت مدى تكامل الجانب الهندسي وعبثيته المتمردة وفلسفيته المعبّرة وحكمته المنظمة وهي تخلق له قاعدة فنية تثبت انتماءه الحر لما بعد الحداثة في التعبير وتصله مع مدارس الفن دون أن يكون دخيلا أو متمرّدا أو حتى متشدّدا كما يوصف فهو كأسلوب يسعى إلى خلق النظام اللوني الخاص به وتحفيز الخط الجمالي في الهندسة الرياضية المتفوقة على الفضاء بتجريد الشكل والحضور والتناسق المتكامل الذي يميّزها بالأصالة التعبيرية في جوانبها المتفاعلة بصريا لتنسيق اللون واكسابه جرأة التحوّل وخلق ذائقة متحرّرة للفكرة الفنية خصوصا وأن تلك الفترة شهدت اعتمادا بصريا في عوالم التجريد على اللون مثل أسلوب التجريدية التعبيرية ما أعطى حضور اللون دورا مسؤولا في تحديد الفكرة وتوظيفها.
Dordevic Miodrag
يدخل الأسلوب التشكيلي الخط واللون والضوء مع هندستها العميقة والداخلية في محاورة حادة وجدلية جريئة في البحث عن منافذها فصراعها حتمي للتحرر من سطوة الفراغ ومن صمت الصخب الدائر في مفاهيمها فبالأسلوب تتدفق الأضواء ملونة لتسطع وتتفجر خارج المسطح أو لتغوص أعمق في تداخلات الخطوط محمّلة بالظلال والنور الذي يتدرّج مع اللون ومساحته التي تحدّدها الاشكال الدقيقة والمصفوفة والمتغيّرة عبر مراحلها التكوينية منذ البداية التي تحرّكها إلى آخر الوصف اللوني الذي يهبها الفكرة وفلسفة الحضور.