زجاج محابر الروح
رشا عمران
يوميات
"وعود" للفنانة التشكيلية السورية شذى الصفدي، 2012
شارك هذا المقال
حجم الخط
(1)
"إن الإنسان لفي خسر" (قرآن كريم، سورة العصر)، والخسر ليس سوى الموت: لقد خسر حياته، وهي آخر الخسارات، فما أن يموت المرء حتى تتوقف خساراته، أو حتى يصبح مجرد اسم يذكر مسبوقًا بالأسف، فاقدًا بالموت كل ما يمت إلى الوجود بصلة، لولا سيرة حياة سابقة وسلالة ستنقطع ذاكرتها عند جيل ما.
منبع الوجود هو الإدراك، منبع الربح والخسارة والألم والحب والاحتقار والكراهية والشك واليقين والفرح والحزن والغضب والرضى... هل نعدد أيضًا مفردات الوجود على كثرتها؟، ستتوقف كلها في لحظة الموت، سيتوقف الإدراك، وتلك هي أعظم الخسارات وأفدحها، وهي أيضًا آخر الخسارات، الموتى يتوقفون عن الخسارة لحظة موتهم مثلما يتوقفون عن الربح بينما يواصل الأحياء هذه المعادلة في انتظار غير مدرك لتوقفها...
كلما مات صديق أو قريب أو شخص أعرفه، يحيي في موته جزءًا رميمًا من ذاكرتي، فتعود إليّ تفاصيل تلك الحياة واللحظات والأوقات التي جمعتنا معًا، أتذكر كل شيء، لا المحاسن فقط، بل الأذى الذي وصلني منه، أو للحقيقة: الأذى الذي تبادلناه قاصدين أو عن غير قصد. قبل أيام سمعت بموت صديقة قديمة في سورية، لنقل إنها لم تكن صديقة حميمة أو قريبة، وأعترف أنني كنت قد نسيتها تمامًا حتى ذكرني موتها بها، البعد حجاب للذاكرة، مثلما القرب حجاب للعين والباصرة كما آمنت العرب.
حين سمعت بخبر موتها بدأت ذاكرتي تتداعى وتستعيد مواقف وأوقاتًا وأحداثًا كانت هي جزءًا من التراكم الذي شكل شخصيتي التي أنا بها الآن، شخصيتي الحالية بكل ما فيها من الجمال والقباحة، من الحسنات والسلبيات، من الثقل والخفة، من النضج والطفولة أيضًا. لم يكن خبر موت الصديقة تلك سوى المفتاح الذي أقفلت به الباب على غرفة في بيت ذاكرتي، تلك الغرفة التي تركت فيها لدود الوقت أن يأكل لحم التفاصيل ويتركها عظاممشفى أحياها الموت قبل أيام. في موتها، صديقتي خسرت، ككل الموتى، كل شيء، كل ما يشدها إلى عالم الأحياء، وربحت أنا. كما كل مرة أسمع بموت من أعرفهم، غبطة استعادة ذكريات ميتة، وأقول: غبطة، وأنا أعني ذلك تمامًا، إذ أنك حين تسترجع ما تظنه قد مات ستكتشف مع استعادتك له أنك ما زلت حيًا. هل من غبطة تعادل غبطة البقاء على قيد الحياة، أو امتلاك هذه النعمة التي اسمها الحياة، حتى لو كان امتلاكًا آنيًا، حتى لو كانت خسارتك مؤجلة، حتى لو كنت حزينًا على فقدان صديق وإن لم يكن مقربًا. حزنت على الصديقة إياها حقًا، لكن حزني لم ينح غبطة أنني ما زلت على قيد الحياة.
" إن الإنسان لفي خسر"! فلنغتبط إذًا بحياتنا قبل أن يلفنا النسيان بقماشته السميكة ويحجبنا عن ذواكر الآخرين إلى الأبد.
(2)
يتحدث أرسطو عن ثلاثة أنواع من الصداقة: الصداقة النفعية وصداقة المتعة وصداقة الفضيلة. ويشرح معنى كل نوع معتبرًا أن أميز الأنواع هي صداقة الفضيلة فهي تقوم على تشابه الخصال والفضائل بين الأشخاص. لكن أظن أن أرسطو كان يتحدث عن الصداقة دون أن يختبر صداقة حقيقية، أم هل هي قيم زمنه التي حددت مفاهيمه عن الصداقة؟
في وقتنا الحالي ما من علاقة إنسانية تخلو من المنفعة، أو من التبادل النفعي، لا يوجد حاليًا علاقة ما بلا غاية (هل وجدت يومًا؟). لا نعيش في يوتوبيا حتمًا، لكن أيضًا لا يجب أن نضع المنفعة المتبادلة تحت عنوان الديستوبيا. ذلك أن لكل عاطفة غايتها، وكل علاقة إنسانية تجر معها أحمال التوقعات والمطالب مهما ادعينا بأننا متطهرون من المنافع والغايات والمطالب. أريد من أصدقائي كل شيء مثلما أنا جاهزة لأن أمنحهم كل شيء: الوقت والاهتمام والاستماع والصحبة والمساندة والمساعدة والحضن والاشتياق والاحتياج، أريد منهم أن يبادلونني على قدر إمكانهم ما أقدمه لهم على قدر إمكاني، أليس في هذا منفعة متبادلة؟!.
ذات يوم، وأنا في محنة صحية شديدة احتجت فيها إلى الإحاطة من الأصدقاء في غياب العائلة، بحثت عن واحدة من صديقاتي المقربات جدًا فلم أجدها، اختفت تمامًا حضورًا وسؤالًا وكل شيء. أعترف أن شعورًا كبيرًا بالخذلان أصابني حينها، وشعورًا بالخسارة أيضًا، إذ ما من خسارة في حياتك تعادل الفراغ الذي يملأ جوفك عند اكتشاف خطأ ثقتك بأن أحدهم لن يخذلك حين تحتاجه، من إدراكك لفشلك في تقدير الآخرين. يحدث هذا مع من تظنهم أصدقاء حقيقيين، مع من تعتقد أنك وهم تتشاركون كل شيء، لا يختلف ذلك في وقت المتعة عن وقت المعاناة. هذه الصديقة اختفت أيضًا من مشاعري حين قررت أن تختفي حين احتجتها. لم تعد موجودة هناك، ماتت في داخلي تمامًا. في ظني أننا حين نميت الآخرين داخلنا فإننا نمارس عليهم قسوة تتناسب مع كمية الخذلان التي أعطونا إياها! هل هي فعلًا طريقة للعقاب أم هي طريقة للشفاء والتخفف من الضغينة؟!
يبدو الموت حاضرًا في كل تفاصيل الحياة، يكفي أن تميت الآخرين في داخلك حتى يختفوا كما لو أنهم ماتوا حقًا؛ مع الموت الفعلي المادي نحن نسترجع سيرنا معهم قبل أن ندفنها نهائيًا، مع الموت المعنوي للآخرين نحن ندفن معهم كل شيء، التفاصيل والسير والضحك والبكاء والمشاوير والسهرات والنقاشات، عالم كامل معهم ندفنه لحظة نقرر موتهم. نميتهم ونميت كل ما يتعلق بهم لأنهم لم يهتموا بشروط الصداقة أو العلاقة المتبادلة، لأنهم تجاهلوا فضيلة التشارك في كل التفاصيل. نحتاج الآخرين حين نحتاجهم، إذا غابوا تلك اللحظة يموتون. ليس الأصدقاء فقط من تحكمهم شروط العلاقة المتبادلة، المتعة والمنفعة والفضيلة، بل كل العلاقات الإنسانية الأخرى. في الحب وفي الأمومة وفي البنوة والأخوة والجيرة والزمالة وكل العلاقات المشابهة إن رأيناها بمنطق الوجود سوف نكتشف أنها محكومة بغاية ما، ما من مشاعر إيجابية خالية من الأنا، هذه توجد في الأساطير فقط، أما في الحياة فالأنانية أولا، لكن بمعناها الإيجابي المحفز والملهم. "إن لم تحب نفسك لن تعرف أن تحب الآخرين"، تلك واحدة من الجمل الأكثر انتشارًا بين البشر ومع ذلك هي الأقل حضورا في دواخلهم، ذلك أن حبك الصحي لنفسك هو ما يجعل من علاقتك بالآخرين (كل الآخرين) صحية ومعافاة، لكن كي يصل أحدنا إلى حب متوازن لذاته عليه اجتياز مراحل كبيرة من الخوض في طمي التجارب والتأمل والبحث والاكتشاف والمساعدة. قلما يفعل البشر ذلك (هل يفعلون؟)، لهذا تتشوه علاقاتنا بالآخرين، لهذا تصبح عاطفتنا نحوهم عن علة لا عن معافاة.
(3)
لي أصدقاء لم أرهم منذ أكثر من عشرة أعوام، ولا نتواصل إلا لمامًا، ومع ذلك حضورهم داخلي يعادل حياة لا تنتهي، البعد ليس دائمًا حجابًا للقلب والذاكرة، هو زجاج المحبرة التي نغمس فيها ريشة الشوق ثم نضع نقاطًا على حواسنا فنرى الوشوم التي صنعتها أرواحنا في البعد كل يوم؟.
الأصدقاء وشم تتباهى به كلما ضاقت عليك ثقتك واختنقت من الخسر...
زارني بعض المعارف قبل مدة، سألني أحدهم حينما رأى جدران بيتي مغطاة بلوحات أصلية لفنانين سوريين وعرب: هل أنت مقتنية لوحات؟ أنا مقتنية أصدقاء، أجبته.
الأصدقاء يشبهون اللوحات، عليك أن تكون بالغ الدقة في فهم خصوصيتك حين تصطفيهم؛ هم ربحك النادر في حياتك الخاسرة أيها الإنسان.
رشا عمران
يوميات
"وعود" للفنانة التشكيلية السورية شذى الصفدي، 2012
شارك هذا المقال
حجم الخط
(1)
"إن الإنسان لفي خسر" (قرآن كريم، سورة العصر)، والخسر ليس سوى الموت: لقد خسر حياته، وهي آخر الخسارات، فما أن يموت المرء حتى تتوقف خساراته، أو حتى يصبح مجرد اسم يذكر مسبوقًا بالأسف، فاقدًا بالموت كل ما يمت إلى الوجود بصلة، لولا سيرة حياة سابقة وسلالة ستنقطع ذاكرتها عند جيل ما.
منبع الوجود هو الإدراك، منبع الربح والخسارة والألم والحب والاحتقار والكراهية والشك واليقين والفرح والحزن والغضب والرضى... هل نعدد أيضًا مفردات الوجود على كثرتها؟، ستتوقف كلها في لحظة الموت، سيتوقف الإدراك، وتلك هي أعظم الخسارات وأفدحها، وهي أيضًا آخر الخسارات، الموتى يتوقفون عن الخسارة لحظة موتهم مثلما يتوقفون عن الربح بينما يواصل الأحياء هذه المعادلة في انتظار غير مدرك لتوقفها...
كلما مات صديق أو قريب أو شخص أعرفه، يحيي في موته جزءًا رميمًا من ذاكرتي، فتعود إليّ تفاصيل تلك الحياة واللحظات والأوقات التي جمعتنا معًا، أتذكر كل شيء، لا المحاسن فقط، بل الأذى الذي وصلني منه، أو للحقيقة: الأذى الذي تبادلناه قاصدين أو عن غير قصد. قبل أيام سمعت بموت صديقة قديمة في سورية، لنقل إنها لم تكن صديقة حميمة أو قريبة، وأعترف أنني كنت قد نسيتها تمامًا حتى ذكرني موتها بها، البعد حجاب للذاكرة، مثلما القرب حجاب للعين والباصرة كما آمنت العرب.
حين سمعت بخبر موتها بدأت ذاكرتي تتداعى وتستعيد مواقف وأوقاتًا وأحداثًا كانت هي جزءًا من التراكم الذي شكل شخصيتي التي أنا بها الآن، شخصيتي الحالية بكل ما فيها من الجمال والقباحة، من الحسنات والسلبيات، من الثقل والخفة، من النضج والطفولة أيضًا. لم يكن خبر موت الصديقة تلك سوى المفتاح الذي أقفلت به الباب على غرفة في بيت ذاكرتي، تلك الغرفة التي تركت فيها لدود الوقت أن يأكل لحم التفاصيل ويتركها عظاممشفى أحياها الموت قبل أيام. في موتها، صديقتي خسرت، ككل الموتى، كل شيء، كل ما يشدها إلى عالم الأحياء، وربحت أنا. كما كل مرة أسمع بموت من أعرفهم، غبطة استعادة ذكريات ميتة، وأقول: غبطة، وأنا أعني ذلك تمامًا، إذ أنك حين تسترجع ما تظنه قد مات ستكتشف مع استعادتك له أنك ما زلت حيًا. هل من غبطة تعادل غبطة البقاء على قيد الحياة، أو امتلاك هذه النعمة التي اسمها الحياة، حتى لو كان امتلاكًا آنيًا، حتى لو كانت خسارتك مؤجلة، حتى لو كنت حزينًا على فقدان صديق وإن لم يكن مقربًا. حزنت على الصديقة إياها حقًا، لكن حزني لم ينح غبطة أنني ما زلت على قيد الحياة.
" إن الإنسان لفي خسر"! فلنغتبط إذًا بحياتنا قبل أن يلفنا النسيان بقماشته السميكة ويحجبنا عن ذواكر الآخرين إلى الأبد.
(2)
يتحدث أرسطو عن ثلاثة أنواع من الصداقة: الصداقة النفعية وصداقة المتعة وصداقة الفضيلة. ويشرح معنى كل نوع معتبرًا أن أميز الأنواع هي صداقة الفضيلة فهي تقوم على تشابه الخصال والفضائل بين الأشخاص. لكن أظن أن أرسطو كان يتحدث عن الصداقة دون أن يختبر صداقة حقيقية، أم هل هي قيم زمنه التي حددت مفاهيمه عن الصداقة؟
في وقتنا الحالي ما من علاقة إنسانية تخلو من المنفعة، أو من التبادل النفعي، لا يوجد حاليًا علاقة ما بلا غاية (هل وجدت يومًا؟). لا نعيش في يوتوبيا حتمًا، لكن أيضًا لا يجب أن نضع المنفعة المتبادلة تحت عنوان الديستوبيا. ذلك أن لكل عاطفة غايتها، وكل علاقة إنسانية تجر معها أحمال التوقعات والمطالب مهما ادعينا بأننا متطهرون من المنافع والغايات والمطالب. أريد من أصدقائي كل شيء مثلما أنا جاهزة لأن أمنحهم كل شيء: الوقت والاهتمام والاستماع والصحبة والمساندة والمساعدة والحضن والاشتياق والاحتياج، أريد منهم أن يبادلونني على قدر إمكانهم ما أقدمه لهم على قدر إمكاني، أليس في هذا منفعة متبادلة؟!.
ذات يوم، وأنا في محنة صحية شديدة احتجت فيها إلى الإحاطة من الأصدقاء في غياب العائلة، بحثت عن واحدة من صديقاتي المقربات جدًا فلم أجدها، اختفت تمامًا حضورًا وسؤالًا وكل شيء. أعترف أن شعورًا كبيرًا بالخذلان أصابني حينها، وشعورًا بالخسارة أيضًا، إذ ما من خسارة في حياتك تعادل الفراغ الذي يملأ جوفك عند اكتشاف خطأ ثقتك بأن أحدهم لن يخذلك حين تحتاجه، من إدراكك لفشلك في تقدير الآخرين. يحدث هذا مع من تظنهم أصدقاء حقيقيين، مع من تعتقد أنك وهم تتشاركون كل شيء، لا يختلف ذلك في وقت المتعة عن وقت المعاناة. هذه الصديقة اختفت أيضًا من مشاعري حين قررت أن تختفي حين احتجتها. لم تعد موجودة هناك، ماتت في داخلي تمامًا. في ظني أننا حين نميت الآخرين داخلنا فإننا نمارس عليهم قسوة تتناسب مع كمية الخذلان التي أعطونا إياها! هل هي فعلًا طريقة للعقاب أم هي طريقة للشفاء والتخفف من الضغينة؟!
يبدو الموت حاضرًا في كل تفاصيل الحياة، يكفي أن تميت الآخرين في داخلك حتى يختفوا كما لو أنهم ماتوا حقًا؛ مع الموت الفعلي المادي نحن نسترجع سيرنا معهم قبل أن ندفنها نهائيًا، مع الموت المعنوي للآخرين نحن ندفن معهم كل شيء، التفاصيل والسير والضحك والبكاء والمشاوير والسهرات والنقاشات، عالم كامل معهم ندفنه لحظة نقرر موتهم. نميتهم ونميت كل ما يتعلق بهم لأنهم لم يهتموا بشروط الصداقة أو العلاقة المتبادلة، لأنهم تجاهلوا فضيلة التشارك في كل التفاصيل. نحتاج الآخرين حين نحتاجهم، إذا غابوا تلك اللحظة يموتون. ليس الأصدقاء فقط من تحكمهم شروط العلاقة المتبادلة، المتعة والمنفعة والفضيلة، بل كل العلاقات الإنسانية الأخرى. في الحب وفي الأمومة وفي البنوة والأخوة والجيرة والزمالة وكل العلاقات المشابهة إن رأيناها بمنطق الوجود سوف نكتشف أنها محكومة بغاية ما، ما من مشاعر إيجابية خالية من الأنا، هذه توجد في الأساطير فقط، أما في الحياة فالأنانية أولا، لكن بمعناها الإيجابي المحفز والملهم. "إن لم تحب نفسك لن تعرف أن تحب الآخرين"، تلك واحدة من الجمل الأكثر انتشارًا بين البشر ومع ذلك هي الأقل حضورا في دواخلهم، ذلك أن حبك الصحي لنفسك هو ما يجعل من علاقتك بالآخرين (كل الآخرين) صحية ومعافاة، لكن كي يصل أحدنا إلى حب متوازن لذاته عليه اجتياز مراحل كبيرة من الخوض في طمي التجارب والتأمل والبحث والاكتشاف والمساعدة. قلما يفعل البشر ذلك (هل يفعلون؟)، لهذا تتشوه علاقاتنا بالآخرين، لهذا تصبح عاطفتنا نحوهم عن علة لا عن معافاة.
(3)
لي أصدقاء لم أرهم منذ أكثر من عشرة أعوام، ولا نتواصل إلا لمامًا، ومع ذلك حضورهم داخلي يعادل حياة لا تنتهي، البعد ليس دائمًا حجابًا للقلب والذاكرة، هو زجاج المحبرة التي نغمس فيها ريشة الشوق ثم نضع نقاطًا على حواسنا فنرى الوشوم التي صنعتها أرواحنا في البعد كل يوم؟.
الأصدقاء وشم تتباهى به كلما ضاقت عليك ثقتك واختنقت من الخسر...
زارني بعض المعارف قبل مدة، سألني أحدهم حينما رأى جدران بيتي مغطاة بلوحات أصلية لفنانين سوريين وعرب: هل أنت مقتنية لوحات؟ أنا مقتنية أصدقاء، أجبته.
الأصدقاء يشبهون اللوحات، عليك أن تكون بالغ الدقة في فهم خصوصيتك حين تصطفيهم؛ هم ربحك النادر في حياتك الخاسرة أيها الإنسان.