يوسف المساكني "النمس" يتخطى لعنة الإصابات والتونسيون يعلقون عليه آمالهم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يوسف المساكني "النمس" يتخطى لعنة الإصابات والتونسيون يعلقون عليه آمالهم

    يوسف المساكني "النمس" يتخطى لعنة الإصابات والتونسيون يعلقون عليه آمالهم


    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    قائد يجيد المراوغة

    سيخوض لاعب كرة القدم التونسي يوسف المساكني مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم لأول مرّة في تاريخ مسيرته الرياضية الطويلة، بعدما حرمته لعنة الإصابات في السابق من المشاركة في أغلى التظاهرات الرياضية للعبة الشعبية الأولى في العالم. وكان نجم كرة القدم التونسية قد حُرم من المشاركة مع منتخب نسور قرطاج في آخر نسخة كروية عالمية، بروسيا عام 2018، بعد تعرّضه لقطع في الرباط الصليبي.

    ويعلّق الشارع الرياضي في تونس على اللاعب الملقّب بـ”النمس” آمالا عريضة، في دلالة على الذكاء والمهارة، حيث تتطلع الجماهير الرياضية على اختلاف ألوانها ونواديها المحلية إلى تألق المساكني في التظاهرة العالمية التي ستقام لأول مرة على أراض عربية، مونديال قطر 2022، وخصوصا بعد تعافيه من إصابة أخيرة تعرّض لها مع فريقه العربي القطري في شهر سبتمبر الماضي.

    نسور قرطاج يطمحون إلى دخول بطولة كأس العالم لكرة القدم بروح عالية، معتمدين على صلابة لعبهم الجماعي ومهارات نجوم من طينة وهبي الخزري والمساكني، من أجل تحقيق الحلم الذي طال انتظاره

    المساكني يبرع في لعب خطة وسط ميدان هجومي، حيث يعتبره المدرب التونسي المشرف على المقاليد الفنية للنسور جلال القادري أحد أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم ملاعب تونس في آخر 20 سنة.

    ولد المساكني عام 1990 في منطقة باردو، قرب العاصمة تونس، وهو ينتمي إلى عائلة رياضية، حيث دافع والده منذر المساكني عن ألوان أندية الأولمبي للنقل والملعب التونسي والترجي الرياضي التونسي، ومنتخب تونس في فترة قصيرة.

    وبدأت موهبة “النمس” تظهر مع نادي الملعب التونسي “فريق البايات في تونس”، وأظهر منذ انضمامه إلى شيخ الأندية التونسية فريق الترجي عام 2008، وهو في سن الثامنة عشرة، مستوى فنيا جيدا، فهو لاعب يمتلك كل المواصفات الفنية؛ يجيد المراوغة وسريع وقادر على التمركز في المناطق الحساسة، مع حسّ مرهف في تسجيل الأهداف، فضلا عن ذكائه الحاد في تقديم التمريرات الحاسمة لزملائه، كما دافع عن ألوان الترجي في 104 مباريات سجل خلالها 37 هدفا.
    جاهزية بدنية حاسمة


    حقق مع الترجي ألقاباً هامة، أبرزها ثلاثية تاريخية في عام 2011 تحت قيادة المدرب نبيل معلول، بعد نيل لقب بطولة الدوري المحلي وكأس تونس وكأس رابطة الأبطال الأفريقية، فضلا عن المشاركة في بطولة العالم للأندية التي أقيمت باليابان آنذاك. كما أحرز المساكني مع النادي العريق أربعة ألقاب، بالإضافة إلى دوري أبطال العرب وكأس شمال أفريقيا.

    ومن بين الألقاب الشخصية التي نالها المساكني تتويجه بلقب هداف الدوري التونسي برصيد 17 هدفا في موسم 2012، واختياره كأفضل لاعب في الدوري المحلي عدة مرات.


    رضا الجدي: المساكني لديه الفرصة الأخيرة الآن لإثبات إمكاناته الفنية


    عائلة المساكني أنجبت لاعبين آخرين لعل أشهرهم إيهاب، شقيقه، وهو يحترف في النجم الساحلي وكان زميلا له في الترجي.

    وقد دعا لاعبون ومدربون سابقون المساكني إلى تحسين حضوره البدني حتى يكون جاهزا لخوض غمار التظاهرة الرياضية العالمية، معتبرين أن الجاهزية البدنية مهمة حتى يكون في أفضل حالاته الفنية والتكتيكية.

    وقال المدرب التونسي رضا الجدّي “المساكني قيمة فنيّة ثابتة منذ الصغر، ونتذكر جيدا كيف أنه تألق في فريق أصاغر منتخب تونس بين 2006 و2007، ثم خاض مسيرة جيدة مع الترجي الرياضي التونسي، لينطلق بعدها في تجربة احترافية خليجية لعدة سنوات”.

    وأضاف في تصريحات خاصة بـ”العرب” أن “الإصابة حرمت المساكني من المشاركة في نسخة روسيا 2018، كما لم يتمكن منتخب تونس من الترشح لمونديال البرازيل في 2014، ومن غريب الصدف أن اللاعب سيشارك هذه المرة في المكان الذي احترف فيه وسيقام فيه المونديال وهذا ما يساعد على التأقلم مع مختلف الظروف”.

    وتابع الجدّي “من الناحية الفنية اللاعبون الذين يمتازون بالموهبة، مثل زين الدين زيدان ودياغو أرماندو مارادونا وليونال ميسي، حين تأتي بطولة كأس العالم لكرة القدم يتوجب عليهم أن يقدموا مردودا فوق العادة، كما هو الشأن بالنسبة إلى يوسف المساكني في هذه النسخة”.

    ويعتقد الجدّي أن المساكني لديه الفرصة الأخيرة الآن لإثبات إمكاناته الفنية، فهو يجب أن يكون القدوة على مستوى الانضباط والمجهود والتعامل مع المنافسين، فضلا عن أهمية المجهود البدني الإضافي، لأن المهارات لا تطبق إلا في أفضل الحالات الفنية والبدنية، إلى جانب الحضور الذهني المتواصل والاستثنائي، على حد قوله.
    الصفقة الأغلى


    انطلقت مسيرة المساكني باكرا مع المنتخب في الفئات السنية موسم 2007 بمشاركة مضيئة في بطولة العالم للناشئين في كوريا الجنوبية تحت قيادة المدرب ماهر الكنزاري، ولا يزال هدفه الرائع في شباك الحارس الجزائري رايس المبولحي إثر تسديدة جميلة ومن مسافة بعيدة ضمن مباريات كأس أفريقيا 2013 عالقا في الذاكرة الرياضية.


    المختار ذويب: المساكني فلتة كروية وهو لاعب فنّان وذكي وصاحب تمريرات حاسمة


    ويمني “النمس” النفس بخوض موندياله الأول في قطر التي عَرِف ملاعبها جيدا منذ أن انتقل إلى نادي لخويا (الدحيل حاليا)، قادما من الترجي عام 2013، في صفقة وُصفت بـ”الأغلى” بين الأندية العربية مقابل 15 مليون يورو.

    وبعد الفشل في التأهل لمونديال البرازيل 2014 والإصابة التي تعرض لها قبل مونديال روسيا حقق المساكني مراده متأخرا، لكن التأهل هذه المرة لن يكون بوابته للاحتراف الأوروبي، بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من خوض تجربة في فرنسا إثر مونديال روسيا.

    ونوّهت وجوه رياضية بأهمية مكانة المساكني في قيادة منتخب تونس باعتبار خبرته الطويلة في الملاعب، مشيدة بعلو كعبه واستغلال هذه الفرصة العالمية لخطف الأضواء من جديد.

    وأفاد اللاعب السابق لمنتخب تونس المختار ذويب بأن “المساكني قيمة فنية وأخلاقية ورياضية مشرّفة في البلاد”، وقال “هذا المونديال فرصة له للبروز في أفضل وجه”.

    وأضاف “المساكني فلتة كروية، وهو لاعب فنّان وذكي وصاحب تمريرات حاسمة لزملائه، ومازلت على يقين من أنه سيتألق في مونديال قطر”.
    تونس والمونديال


    نجح المنتخب التونسي خمس مرات في التأهل للمونديال منذ نسخته لعام 1978 في الأرجنتين. وعلى الرغم من هذا الحضور المتكرر في التظاهرة العالمية، لم يتمكن منتخب النسور إلى حدّ الآن من فك عقدة الترشّح إلى الدور الثاني وتجاوز مرحلة المجموعات، بعد اصطدامه بمنتخبات عالمية قوية في مجموعته.

    في المقابل ترى فئة من الجماهير الرياضية في تونس أن مردود المساكني تراجع في السنوات الأخيرة بالنظر إلى عدد الإصابات التي تعرض لها وتقدمه في السن الذي ساهم بشكل أو بآخر في تراجع حضوره البدني. كما لم يخف البعض نوعا من “التواكل” لدى المساكني، وذلك بعدم بذل مجهود إضافي والإيمان أكثر بقدراته.

    ويرى هؤلاء أن مردود المساكني تراجع بعد سنة 2017، ولم يعد قادرا بدنيا على مجاراة النسق العالي، كما أنه لا يمكنه لعب أكثر من 45 أو 60 دقيقة، لأن مستواه البدني تراجع.

    وقالت ميساء بن عائشة، وهي طالبة ماجستير حقوق في كلية تونس، إن “مردود المساكني تراجع، واختياره الاحتراف في البطولة القطرية هو خيار كروي خاطئ وكان بالإمكان الاحتراف في إحدى البطولات الأوروبية، لأن المستوى الجيّد ليس في البطولة القطرية”.


    "النمس" هدّافٌ يجيد المراوغة والتمركز في المناطق الحساسة


    وأوضحت لـ”العرب” قائلة “هناك تضخيم إعلامي وشعبي للاعب، وكان على المدرب التونسي ألاّ يشرك المساكني في مباراة البرازيل الودية التي جرت في أواخر سبتمبر الماضي، ومن الأفضل أن يدخل المساكني دائما أثناء زمن المباريات خصوصا تلك التي تتطلب مجهودا بدنيا كبيرا، ولا يمكنه اللعب أكثر من شوط”. وأضافت بن عائشة “هناك المساكني، وهناك البقية، لكن العديد من الأسماء أراها أهم من المساكني في المنتخب”.

    وتقول فئة أخرى من الشارع الرياضي في تونس إن مستوى المساكني مقارنة ببروزه في البدايات يبدو أقل بريقاً، وخصوصا في المواسم التي قضاها في صفوف الترجي، حيث كان يمثّل ثنائيا متكاملا وفعّالا صحبة اللاعب أسامة الدرّاجي.

    وأفاد عمارة المسمى، وهو موظّف في شركة، بأن “المساكني وإن نقص مستواه الفني مقارنة بالسنوات الماضية بداعي الإصابات التي تعرض لها وعامل التقدم في السن، فإنه قادر على إحداث المفاجأة بحكم الخبرة”. وأضاف “أحيانا يتشتت تركيزه، ويكون غير قادر على مجاراة النسق ذهنيا وبدنيا”.

    وبالمساكني ورفاقه يطمح منتخب نسور قرطاج إلى أن تكون “سادستهم” هذه ثابتة، عبر بوابة مونديال قطر، حيث يدخلونه بروح عالية، معتمدين على صلابة لعبهم الجماعي ومهارات نجوم من طينة وهبي الخزري والمساكني، من أجل تحقيق الحلم الذي طال انتظاره، وهو بلوغ الدور الثاني رغم أن القرعة قست عليهم وأسقطتهم في نفس مجموعة بطل العالم فرنسا، إضافة إلى منتخبيْ الدانمرك وأستراليا.

    وقال القادري مدرب المنتخب في تصريحات الاثنين إن “هدفنا الأساسي التأهل للدور الثاني وأمامنا حلم وهدف المشاركة السادسة، وكل شيء جائز مهما كان المنافس”.

    وأكَّد القادري “أن الجميع يعلم أن القرعة وضعت منتخب تونس في مجموعة صعبة ولكن نؤمن بحظوظنا ولا أبيع الأوهام للتونسيين ولدينا مجموعة جيدة من اللاعبين قادرة على تحقيق ما نطمح إليه”.


    تونس تشارك للمرة السادسة في كأس العالم، على أمل أن تفك عقدة الترشّح إلى الدور الثاني




    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    خالد هدوي
    صحافي تونسي
يعمل...
X