إيتمار بن غفير يميني متطرف من أصل عربي شعاره "الموت للعرب"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إيتمار بن غفير يميني متطرف من أصل عربي شعاره "الموت للعرب"

    إيتمار بن غفير يميني متطرف من أصل عربي شعاره "الموت للعرب"


    بداية عصر بنيامين نتنياهو والتمهيد لقيادات جديدة في إسرائيل.


    الواقف على طرفي نقيض: حلم نتنياهو وإسرائيل الجديدة

    القدس - كان أبرز ما ترك عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد سؤاله الفاقع عن عصر يعيشه الإسرائيليون اليوم يتسم بغياب القادة. السؤال الذي التقطه الفائز بالانتخابات رئيس الوزراء السابق و“اللاحق“ بنيامين نتنياهو بدهاء مفتتحا مرحلة قد تكون مرحلة صناعة قادة من طراز حليفه النائب اليمين المتطرف إيتمار بن غفير.

    الزعيم الإسرائيلي بن غفير ناشط سياسي ومحام لمع اسمه في السنوات الأخيرة مرتبطا بالمسجد الأقصى وحي ”الشيخ جراح“ في القدس، فقد قاد بنفسه عدة مرات محاولات اقتحامهما ومصادرة بيوت الفلسطينيين في الحي المذكور.

    يترأس بن غفير الذي ولد في القدس عام 1976 لوالدين من يهود العراق، فصيل ”عوتسما يهودت”، الذي يعني بالعربية “العظمة اليهودية“. وعرفت والدته بنشاطها في صفوف حركة صهيونية مسلّحة اشتبكت مع الفلسطينيين بعد أن تأسست عام 1931 تحت اسم ”إيتسل“ أي “التنظيم الوطني العسكري“.

    في عمر السادسة عشرة انضم بن غفير إلى حركة الشباب التابعة لـ”مولديت”، ثم لحركة ”كاخ” التي تزعمها الحاخام المتطرف الشهير مائير كاهانا.

    تعلّم بن غفير من كاهانا كل ما لم تحتمله إسرائيل ذاتها، وهي التي انتهى بها المطاف إلى تصنيفها كحركة “إرهابية وفاشية“، ليتم حظرها لاحقا. العرب بالنسبة إلى بن غفير ”أعداء“، وواجبه الديني – القومي يحتّم عليه طردهم من فلسطين، وهذا من وجهة نظره لا يمكن أن يتحقق بالمفاوضات والحلول السلمية، بل بالعنف وحده، ليخلوا الأرض لجميع يهود العالم الذين يجب أن يهاجروا إلى أرض إسرائيل التاريخية، كما يقول.
    زعيم بسجل جنائي



    ◙ اسم بن غفير ارتبط باقتحاماته المتكررة لحي "الشيخ جراح" بالقدس


    انخرط في دراسات دينية متقدمة بمدرسة “الفكر اليهودية“، والتحق بالجيش الإسرائيلي، إلا أنه لم يمكث فيها طويلا، فقد تم تسريحه بعد عامين فقط بسبب مواقفه اليمينية المتشددة، وحينها قال بن غفير “لقد خسرني الجيش الإسرائيلي“.

    يعرف هذا اليميني المتطرف، الذي يعيش في مستوطنة كريات 4 المتطرفة في الضفة الغربية المحتلة، بأنه أحد أشرس أعداء اتفاقية أوسلو، وسبق له وأن ظهر على شاشات التلفزة وهو يحمل جزءا منتزعا من سيارة رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين، مهدّدا بالقول “استطعنا الوصول إلى السيارة، وسنصل إلى رابين أيضا“، وما هي إلا أسابيع حتى اغتيل رابين وكان بن غفير في مقدمة من دافعوا عن قاتله إيغال عامير وطالبوا بالإفراج عنه.

    يمينية بن غفير ليست مجرد تشدد عاطفي، بل رجع إلى تيار فكري أسس له في شخصيته جيدا، ودعّمه بمحطات عديدة تظهره كتيار جاد ومؤثر، ولذلك ليس من المستغرب أن يعلّق على جدار منزله صورة تذكارية لمنفذ مجزرة المسجد الإبراهيمي التي قتل فيها باروخ غولدشتاين الذي يصفه بـ”البطل“ 29 مصليا مسلما عام 1994.


    إسرائيل تشهد هذه الأيام ولادة زعامات جديدة، ستحكم المرحلة القادمة


    ورغم كل تلك الأفكار التي يحملها، فقد أصر على دراسة القانون في كلية أونو الأكاديمية للحقوق التي تخرّج منها عام 2008، وحين حاول الانضمام لنقابة المحامين، رفض طلبه بسبب سجله ”الجنائي“، ما دفعه لإخراج مظاهرات تحتج على هذا الرفض، وضغط حتى رضخت له النقابة بعد أربع سنوات. عمل خلالها في مكتب النائب مايكل بن آري في الكنيست.

    وبدأ يترافع عن المتطرفين الذين كانوا يتورطون في جرائم ضد الفلسطينيين، ومن مواقفه التي تبرز تشدده دفاعه عن شابين إسرائيليين اتهما بالمشاركة في حادثة حرق متعمدة بقرية دوما، راح ضحيتها زوجان وطفلهما عام 2006.

    يقول إنه لا يقوم بذلك من باب التكسّب والربح، ويضيف “لا أفعل هذا لأجل المال، وفي أحسن الأحوال أغطي نفقات بنزين سيارتي فقط، وسبب فعلي هذا هو إيماني بأن هؤلاء الأشخاص بحاجة لمساعدتي”.

    خاض، بسبب نشاطه كمحام، صراعا مع الصحافة الإسرائيلية التي هاجمت موكليه، ونعتتهم بأنهم “مستوطنون مارقون“ بينما يسميهم بن غفير “ملح الأرض“ ويضيف “هؤلاء الأطفال الذين يسكنون قمم تلال يهودا والسامرة هم أكبر الصهاينة الموجودين”.

    وفي إحدى المرات دافع بن غفير عن مستوطن طعن مواطنا يهوديا بعد أن ظن أنه عربي، ومستوطن كان متهما بإضرام النار في كنيسة، بالإضافة إلى مراهق يشتبه في مهاجمته الحاخام أريك أشرمان، من منظمة “حاخامات من أجل حقوق الإنسان”، الرافضة للاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وغزة.

    تم توجيه الاتهام إلى بن غفير، حسب الإعلام الإسرائيلي، أكثر من 50 مرة، بارتكاب أشكال مختلفة من التحريض، ومع ذلك ”يعتقد أنه قد يكون لديه رقم قياسي وطني في أحكام البراءة، حيث تم إسقاط جميع التهم الموجهة إليه تقريبا، في نهاية المطاف".
    حكومة بلون بن غفير



    ◙ إسرائيل تشهد في هذه الأيام ولادة زعامات جديدة، ستحكم المرحلة القادمة


    عيّنه بن آري مساعدا خاصا له، ومن ثم اختاره ضمن قائمة مرشحيه في انتخابات العام 2013 ولكن بن غفير خسر فرصته تلك في سباق الوصول إلى الكنيست، ليعود ويترشح باسم حركة “العظمة اليهودية“ ولكن إخفاقه تكرّر ثانية. وحين حاول اختراق قائمة رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، رئيس حزب "اليمين الجديد"، والتي عرفت بـ"قائمة تحالف الصهيونية الدينية"، ووجه برفض بينيت لوجوده إلى جانبه.

    موقف بينيت موقف لم يتخذه نتنياهو الذي رحّب ببن غفير رئيسا لحركة "العظمة اليهودية"، ما جعله يتمكن أخيرا من الفوز ودخول الكنيست العام الماضي. وكان أول تصريح لبن غفير حينها قوله "يجب إزالة أعداء إسرائيل من أرضنا". في أكتوبر الماضي رشح بن غفير نفسه لتولي حقيبة وزارية، ويبدو أنه عينه على منصب وزير الدفاع أو الأمن الداخلي، كما نقل عن حليفه بتسلئيل سموتريتش رئيس حركة "الصهيونية الدينية".

    ◙ مشروع بن غفير الآن تطبيق أكبر قدر ممكن من أفكاره المتطرفة، بعد أن سجّل رقما قياسيا في الحصول على أحكام بالبراءة

    رحلة بن غفير الشاقة من النبذ في إسرائيل إلى تصدّر المشهد والمضي قدما في طريق الزعامة، جعلت منه بيضة القبان في صراع لابيد مع نتنياهو، ولولا دعمه للأخير لما كان قد تمكّن من العودة.

    مشروع بن غفير الآن هو تطبيق أكبر قدر ممكن من الأفكار التي كان يروّج لها لكسب الشعبية، وفي مقدمتها ضم الضفة الغربية لإسرائيل. وهو ما يتلاقى مع نوايا نتنياهو القديمة، وقد يسرّع ضغط بن غفير عليه لتحقيق هذا الأمر والإجهاز نهائيا على اتفاق أوسلو للسلام، لكن هذا قد يجعله يصطدم مع الولايات المتحدة والعديد من دول العالم.

    كما يطالب الزعيم الإسرائيلي الجديد بترحيل غالبية عرب 48 إلى الدول العربية المجاورة للحفاظ على يهودية إسرائيل. بمجرد إعلان فوزه، علت هتافات أنصار بن غفير مطالبة بـ"الموت للعرب"، وكان نجاحه في الحصول على الموقع الثالث في الكنيست بعد "الليكود" برئاسة نتنياهو و”هناك مستقبل" الوسطي برئاسة لابيد، استعراضا حقيقيا للقوة، ولكنه أيضا انعكاس للرأي العام والشارع الإسرائيلي.

    وصفته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بأنه "طوّر سمعة كافية باعتباره محرضا مراهقا تم حرمانه من الخدمة في الجيش، وهي شارة العار التي يرتديها حتى يومنا هذا". بينما يصفه نواب الكنيست العرب بـ"الفاشي الجديد"، على حد تعبير النائب أحمد الطيبي الذي طالب المجتمع الدولي بمقاطعة أي حكومة إسرائيلية يمكن أن يشارك فيها بن غفير، أسوة بمقاطعة الحكومة الإسرائيلية لحكومة النمسا الفاشية التي شكّلت بمشاركة يورغ هايدر وحزب ”الحرية“ في العام 2000.
    لقد نضجت



    ◙ دفاع بن غفير عن المتطرفين يثير غضب الإسرائيليين أنفسهم


    أما عضو الكونغرس الأميركي روبرت مينديز فقد نقل عنه موقع "تايمز أوف إسرائيل" تحذيرات من خطر وصول بن غفير إلى حكومة جديدة في إسرائيل، بينما غرّد السيناتور براد شيرمان على حسابه في تويتر قائلا "أحث القادة السياسيين الإسرائيليين من جميع جوانب الطيف السياسي على نبذ المتطرفين مثل بن غفير، فهؤلاء تتعارض آراؤهم الفاحشة مع المبادئ الأساسية لإسرائيل المتمثلة في قيام دولة ديمقراطية ويهودية". وتابع شيرمان أن هؤلاء المتطرفين "يقوّضون مصالح إسرائيل والعلاقة الأميركية ـ الإسرائيلية التي عملت أنا وزملائي على تقويتها".

    بن غفير يدرك حساسية سيرته أمام طموحه لشغل حقيبة وزارية مهمة، ولذلك عاجل خلال الأيام الماضية إلى محاولة طمأنة الإسرائيليين عبر مقال كتبه على الصفحة الأولى في صحيفة "إسرائيل هيوم" قال فيه "لقد نضجت، أصبحت معتدلا، وأدركت أن الحياة أكثر تعقيدا".

    ◙ بن غفير يدرك حساسية سيرته أمام طموحه لشغل حقيبة وزارية مهمة، ولذلك عاجل خلال الأيام الماضية إلى محاولة طمأنة الإسرائيليين

    مقاله الذي عنونه بـ”رسالة إلى إخواني في اليسار”، كان موجها لكل الغاضبين من تقدّم بن غفير، لاسيما اليساريين في إسرائيل، فقد لمّح صديقه وشريكه سموتريتش مؤخرا إلى أن جهاز الأمن الداخلي "شين بيت" كان وراء اغتيال رابين، حين قال إن الأجهزة الأمنية "استخدمت التلاعب الذي يدل على انعدام الشعور بالمسؤولية، والذي لم يتم الكشف عنه بالكامل حتى يومنا هذا، لتشجيع القاتل".

    وتجنّب بن غفير في مقاله أي إشارة إلى المحادثات الإسرائيلية التي ترعاها الولايات المتحدة حول إقامة دولة فلسطينية، والتي توقفت منذ سنوات، فيما قالت إدارة الرئيس جو بايدن السبت الماضي إنها ترغب في إحيائها.

    لكن بن غفير عزف على الوتر الذي يقلق الإسرائيليين، وهو الأمن الداخلي، فقد قال إنه سيكافح الجريمة التي تعصف بعرب إسرائيل. وأكد أنه متفق مع الليبراليين “على 90 في المئة من القضايا”. وأضاف أنه لن يسعى لفرض قانون ديني أو كبح حرية المعارضة، موضحا “حتى لو لم يكن لدي حرص على المسيرة (فخر المثليين)، فسأضمن أقصى حماية للرجال والنساء في المسيرات".

    خفّف نبرته بعض الشيء، وبيّن أنه إنما يدعو لطرد من يعتبرهم "إرهابيين أو خونة" فقط، بمن فيهم أعضاء الكنيست العرب. بذلك تشهد إسرائيل في هذه الأيام ولادة زعامات جديدة، ستحكم المرحلة القادمة من الصراع مع من يعتبرهم هؤلاء "أعداء" لهم، لكن هذا سيكون مكبّلا أيضا باتفاقات التطبيع التي وقعتها إسرائيل مع العديد من الدول العربية، ومع نهج نتنياهو بتطوير ذلك التطبيع وتوسيعه نحو دول عربية إضافية.
يعمل...
X