تويت
فضاءات أقرب إلى انفجارات كونية فسيحة من اللّطف والدعّة
الفنان صالح الخضر في معرضه الجديد يقدم مقترحات جمالية جديدة ومدهشة
* غازي عانا
تناغمات لونية مدهشة في مربع واحد يجمعهم برغبة وحميمية تفيض من أي مشهد ومن أي جهة نظرت إليها، تفرّد في ضبط العناصر وقوة وتوازن في التكوين الرصين والحيوي في آن.
صالح الخضر هذا الفنان المدهش من بساطته وعشقه للفن الذي يضيف أحلاماً إلى فضاءاتنا الملوّثة بكل أحقاد الواقع الذي مازلنا نعيش أوهامه، كم يشبه هذا الفنان لوحاته أو أحلامه الصغيرة ..؟ مثلما تعكس تلك االأعمال أهم مقومات شخصيته ومشاعره الإنسانية النبيلة .
صالح الفنان المهوس بالتجريب والتجريد يقيم هذا المعرض في صالة زوايا بدمشق بعد تحضير لسنتين واشتغال باجتهاد على المواد وأدواته محاولاً إيهامنا من خلال تك المساحات من المتعة بأن الحياة ما زالت ممكنة، هو يرسم خطوطاً تحسبها عشوائية في البداية، وبعد تأمّل تبدأ بالإفصاح عن شكل هنا أو أشياء لطيفة هناك، وكأنه يزيل الرماد عن بعض الشكل لتظهر تلك الشبكة من الخطوط السوداء التي يرشقها بفوضى المكان المفترض بأنه فضاء اللوحة، هو الضوء القادم من بعيد والذي لا يلحظه سوى الفنان في البداية حيث يسعى جاهداً ومن خلاله الإفصاح تدريجياًعن كوادر غير مكتملة لأشكال هندسية في معظمها مربعات أو قصاصات ملوّنة سقطت واستقرّت تدريجياً في أمكنة تفاجئ الفنان للوهلة الأولى بتوضّها فيهيئ لها وسطاً ملائماً تتناغم مع جاراتها في زحمة الرماد الذي يغطي معظم المساحة التي تتحوّل إلى الرمادي بعد أن تطفئ أو تغطّي كثير من الألوان ولا يبقي منها سوى بعض الأثر لأزرق هنا أو أصفر مائل للأوكر في أكثر المناطق من اللوحة التي تقاسمها كل من الأسود والأبيض باتفاق غير معلن، قتظهر على شكل نوافذ مفتوحة على الأفق واحتمالات كثيرة لما هو مدهش ولطيف في هذا الكون الفسيح.
ببساطة شديدة يسعى الفنان مجتهداً إمتاعنا بتلك الكوادر التي لا تضمّ سوى أضغاث أحلام معلّقة هناك في الهواء، مثلما كان يعلّق مفرادات كثير من لوحاته السابقة على على أحبال من الغسيل وكأنهم سيسقطون بعد قليل مع تلك الخيوط الملوّنة التي تتدلّى لتصل إلى أسفل المشهد .
بهذه الصياغة السهلة الممتنعة يضعنا الفنان صالح الخضر أمام تلك المقترحات الجمالية الجديدة، وبهامش حرية فسيح يتنقّل من مربّع إلى آخر مستمتعاً هو أولاً باكتشافاته لسعادة هنا ولو قصيرة، ومموّهاً على كآبة هناك بفسحة من اللون المضيئ عساها تخفّف من وطأة الحزن أو مصيبةغطّاها الرماد، ودائماً ضمن نفس الفهم والمواد والأدوات يفضي لنا بمكنوناته على شكل همس ووشوشة يصعب تجاوز سماعها وسط هذا الصمت المُطبق الذي يسود معظم مشاهده، هو استخدم النقيضين (الأسود والأبيض) وبحرفية عالية وأتقان لشكل تعبير كل منهما منها، مستفيداً من مادة الرماد باختلاف درجات لونها ليعلن عن تلك المربعات المزجمة بالرموز والإشارات التي لاتشبه سوى ثرثرة بصرية ممتعة لاتجعلنا نفكّر بحقيقتها أكثر من سحرية دهشتها وما تعكسه من متعة ولو مؤقّته للبصر ونشوة للبصيرة، مثلما كانت تفعل بنا حكايات الجدّة، أو ألف ليلة وليلة سعيدة بعد نهار يغمره الضوء - رغم كثافة الرماد - حتى نهاياته.
معرض صالح الخضر نوافذ نطلّ من خلالها على شكل يشبه حالة الاحتضار التي تشبه الحياة التي نعيشها اليوم، الفنان صالح الخضر أمام تلك المقترحات الجمالية الجديدة يقدم شكلاً مختلفاً من المشاهد الواقعية على طريقته، أو هي أجزاء من كوكبنا مكبّرة بعدسة مقرّبة آلاف المرات، هي متعة بشكل مختلف عمّا تعودنا عليه تبعث على الشرود في فضاءات أقرب إلى انفجارات كونية فسيحة من اللّطف والدعّة لا تشبه أي شيئ تعوّدنا مشاهدته من قبل بهذا الهامش من الحرية التعبيرية والتلقائية الواعية لكل تفصيل عى حدى .
معرض يستحق أكثر من مشاهدة .. شكراً للفنان صالح الخضر على ما قدّمه لنا من عصارة فكره وخياله وأوهامه مجتمعين برغبة في حلم واحد .
الفنان صالح الخضر في معرضه الجديد يقدم مقترحات جمالية جديدة ومدهشة
* غازي عانا
تناغمات لونية مدهشة في مربع واحد يجمعهم برغبة وحميمية تفيض من أي مشهد ومن أي جهة نظرت إليها، تفرّد في ضبط العناصر وقوة وتوازن في التكوين الرصين والحيوي في آن.
صالح الخضر هذا الفنان المدهش من بساطته وعشقه للفن الذي يضيف أحلاماً إلى فضاءاتنا الملوّثة بكل أحقاد الواقع الذي مازلنا نعيش أوهامه، كم يشبه هذا الفنان لوحاته أو أحلامه الصغيرة ..؟ مثلما تعكس تلك االأعمال أهم مقومات شخصيته ومشاعره الإنسانية النبيلة .
ببساطة شديدة يسعى الفنان مجتهداً إمتاعنا بتلك الكوادر التي لا تضمّ سوى أضغاث أحلام معلّقة هناك في الهواء، مثلما كان يعلّق مفرادات كثير من لوحاته السابقة على على أحبال من الغسيل وكأنهم سيسقطون بعد قليل مع تلك الخيوط الملوّنة التي تتدلّى لتصل إلى أسفل المشهد .
بهذه الصياغة السهلة الممتنعة يضعنا الفنان صالح الخضر أمام تلك المقترحات الجمالية الجديدة، وبهامش حرية فسيح يتنقّل من مربّع إلى آخر مستمتعاً هو أولاً باكتشافاته لسعادة هنا ولو قصيرة، ومموّهاً على كآبة هناك بفسحة من اللون المضيئ عساها تخفّف من وطأة الحزن أو مصيبةغطّاها الرماد، ودائماً ضمن نفس الفهم والمواد والأدوات يفضي لنا بمكنوناته على شكل همس ووشوشة يصعب تجاوز سماعها وسط هذا الصمت المُطبق الذي يسود معظم مشاهده، هو استخدم النقيضين (الأسود والأبيض) وبحرفية عالية وأتقان لشكل تعبير كل منهما منها، مستفيداً من مادة الرماد باختلاف درجات لونها ليعلن عن تلك المربعات المزجمة بالرموز والإشارات التي لاتشبه سوى ثرثرة بصرية ممتعة لاتجعلنا نفكّر بحقيقتها أكثر من سحرية دهشتها وما تعكسه من متعة ولو مؤقّته للبصر ونشوة للبصيرة، مثلما كانت تفعل بنا حكايات الجدّة، أو ألف ليلة وليلة سعيدة بعد نهار يغمره الضوء - رغم كثافة الرماد - حتى نهاياته.
معرض صالح الخضر نوافذ نطلّ من خلالها على شكل يشبه حالة الاحتضار التي تشبه الحياة التي نعيشها اليوم، الفنان صالح الخضر أمام تلك المقترحات الجمالية الجديدة يقدم شكلاً مختلفاً من المشاهد الواقعية على طريقته، أو هي أجزاء من كوكبنا مكبّرة بعدسة مقرّبة آلاف المرات، هي متعة بشكل مختلف عمّا تعودنا عليه تبعث على الشرود في فضاءات أقرب إلى انفجارات كونية فسيحة من اللّطف والدعّة لا تشبه أي شيئ تعوّدنا مشاهدته من قبل بهذا الهامش من الحرية التعبيرية والتلقائية الواعية لكل تفصيل عى حدى .
معرض يستحق أكثر من مشاهدة .. شكراً للفنان صالح الخضر على ما قدّمه لنا من عصارة فكره وخياله وأوهامه مجتمعين برغبة في حلم واحد .