إذا نظرنا إلى ما يحدث في حياتنا فإننا سنرى أن السعادة لا وجود فعلي لها، وتأثيرها سلبي أكثر مما هو إيجابي، ما هو إيجابي حقاً هو الألم والمعاناة. مثال: أنت تتعرض للاضطهاد دائماً من زملائك في العمل، وهذا يشعرك بالألم، لنتخيل أن زملائك قرروا أن يوقفوا عملية الاضطهاد فجأة ويعاملوك بأسلوب حسن، عندها ستشعر بالسعادة ليس لأن هناك شيئاً فعلياً إيجابيا حدث ولكن لأن نوع من الألم تم إنهاءه.
حتى أن الأمور الأخرى التي تظهر وكأنها إيجابية كالصداقة والثروة إلخ هي أشياء تحدث لتمنع عنا أمور أخرى مؤلمة كالعوز والوحدة وغيرها. وتلك هي رؤية شوبنهاور للسعادة بانه لا يوجد لها وجود إيجابي فعلي ولكن هي عبارة عن حالة أقل من الألم.
وهكذا يقول آرثر شوبنهاور:
«إن السعادة والرضا دوماً تعبران عن حاجاتٍ تتحقق، أي عن نوع من الألم تم إنهائه.
وهذا يفسر لماذا نجد اللذة بشكل عام أقل لذة مما توقعنا، ونجد الألم أكثر ألماً مما توقعناه بكثير .[...] الشر ذو صفة إيجابية أما السعادة فذو صفة سلبية.»
________________
✍️آرثر شوبنهاور
? من كتاب تهمة اليأس" / من مقالة في معاناة العالم
#words_from_another_world #كلمات_من_عالم_اخر