في مثل هذا اليوم
منذ سنة
Fareed Zaffour
3 فبراير 2022 ·
شخصيات مؤثرة
1 فبراير 2022 ·
اغتيال بيبرس الجاشنكير
خروج الناصر محمد بن قلاوون من مصر بحجة أنه يريد الحج، ولكنه توجه نحو الكرك وعزل نفسه من السلطنة فتولاها بيبرس الجاشنكير، وذلك فى 26 رمضان عام 708 هـ.
و الملك الناصر ناصر الدين محمد بن قلاوون، (ولد بالقاهرة في 684 هـ / 1285 - توفى بالقاهرة في 741 هـ / 1341)، هو تاسع سلاطين الدولة المملوكية البحرية لقب بـأبو المعالى وأبو الفتح، جلس على تخت السلطنة ثلاث مرات، من 693 هـ / 1293 إلى 694 هـ / 1294، ومن 698 هـ / 1299 إلى 708 هـ / 1309 ومن 709 هـ / 1309 وحتى وفاته في عام 741 هـ / 1341، من أبرز سلاطين الأسرة القلاوونية والدولة المملوكية الجاشنكير» هو الرجل المكلف بتناول الطعام والشراب، قبل السلطان، وذلك خشية أن يكون مسموماً. هكذا بدأ «ركن الدين بيبرس» مسيرته، مع أستاذه.. «المنصور قلاوون». والد «الناصر قلاوون»،. ترقى «بيبرس» فى سلكه الوظيفى حتى أصبح «استادار» مسؤولاً على كل القصور والمقار السلطانية. بعد وفاة السلطان، تولى السلطنة نجله «الأشرف خليل قلاوون»، هذا الذى اغتاله «بيدرا»، أحد مماليكه، بعد ثلاث سنوات من الحكم. ونصب نفسه سلطاناً. لم ينعم «بيدرا» بالسلطنة، إذ قام مماليك السلطان المغتال بقيادة «بيبرس الجاشنكير» بقتله واستدعاء الأخ الأصغر، الصبى «الناصر قلاوون»، وتنصيبه سلطاناً. بالطبع كانت سلطة «الناصر» صورية، إذ كان «بيبرس» هو من يحكم البلاد ويتحكم فى خزانتها حينما أدرك الملك السلطان الصغير، أنه بلا سلطات، وخشى على حياته من المؤامرات المستمرة، ترك القاهرة بدعوى ذهابه إلى الحج إلى مكة. ولكنه ذهب إلى مدينة «الكرك» (بالأردن الحالى)، وأقام هناك، ومن هناك أرسل خطاباً إلى القاهرة يعلن فيه تخليه عن «السلطنة» (وكانت مناورة ناجحة). اجتمع المماليك وذوى الشأن والخليفة الصورى، وبايعوا السلطان الجديد.. «الملك المظفر ركن الدين بيبرس». ومن سوء الحظ، ما كاد «بيبرس» يجلس على العرش، حتى عمت البلاد الأمراض والأوبئة، وتأخر فيضان النيل فشرقت الأرض..، وتشاءم الناس بطلعة «الملك المظفر بيبرس». وكانوا يسبونه فى الشوارع وتحت أسوار القلعة. وتمنوا عودة «الملك الناصر». إزاء إدراك بيبرس لرفض وكراهية الناس له، وتفاقم الأمور والمؤامرات واستغلال بعض أمراء المماليك لذلك، كتب للناصر معلناً تنازله عن الملك، وقيل إنه قال فى رسالته: «… إن حبستنى عددت ذلك خلوة، وإن نفيتنى عددت ذلك سياحة، وإن قتلتنى كان ذلك شهادة». ثم ترك القاهرة خلسة، محاولاً الهروب، ولكن تم إلقاء القبض عليه وإرساله إلى السلطان العائد لعرشه «الناصر قلاوون».
■ وأخيراً تحل نهاية المظفر بيبرس فى مشهد محاكمة الانتقام… بدأت باتهامات مضحكة، وانتهت بحكم مأساوى، ننقلها من كتاب «النجوم الزاهرة» لـ«ابن تغرى بردى»:
«مثل المظفر (بيبرس) بين يدى السلطان، وقبل الأرض، فعنفه الناصر، وأخذ يعدد ذنوبه على مسامعه ويقول: تذكر وقد رددت شفاعتى فى حق فلان.. واستدعيت نفقة فى يوم كذا من الخزانة فمنعتها، وطلبت فى وقت حلوى بلوز وسكر فمنعتنى، ويلك! …فلما فرغ كلام السلطان قال المظفر: وإيش يقول المملوك لأستاذه؟ فقال السلطان: أنا اليوم أستاذك؟! وبالأمس طلبت إوزاً مشوياً، فقلت إيش يعمل بالإوز؟ أيأكل عشرين مرة فى النهار؟ ….. ثم أمر به إلى مكان، وكان ليلة الخميس، فاستدعى المظفر بوضوء وقد صلى العشاء، ثم طلب السلطان الملك الناصر وتراً ليخنق به بيبرس أمامه، ثم خنق المظفر حتى كاد يتلف، ثم سيبه حتى فاق وأخذ الملك يعنفه ويزيد فى شتمه، وكرر الخنق والإفاقة والتعنيف حتى مات «بيبرس المظفر».