"الكبير" يحقق المعادلة الصعبة في الكوميديا المصرية
البساطة والابتعاد عن التغريب وتجديد القصة والشخصيات عوامل نجاح العمل.
الاثنين 2022/04/11
انشرWhatsAppTwitterFacebook
كوميديا الموقف لا الابتذال
استطاع المسلسل الكوميدي "الكبير أوي (قوي)"، الذي عاد بجزئه السادس في رمضان هذا العام بعد غياب دام سبع سنوات منذ تقديم آخر أجزائه، أن يجذب الجمهور إلى الأعمال الكوميدية مرة أخرى ويسحب البساط من بعض المسلسلات والبرامج التي تذاع في التوقيت نفسه، عقب الإفطار مباشرة.
القاهرة- تصدرت أحداث مسلسل “الكبير أوي (قوي)” وتفاصيل مشاهده النقاشات التي دارت بشأن مسلسلات رمضان هذا العام، وكشف العمل وكثافة الضحك وكوميديا الموقف فيه عن تشوق الجمهور المصري إلى الاستمتاع بهذا النوع من الأعمال التي أصبحت عملة نادرة. وعلى الرغم من عرض الكثير من المسلسلات التي دارت في قالب كوميدي خلال الأعوام الماضية، فإن اعتمادها على خلطة مبتذلة لاستجلاب الضحك لم يمكّنها من تحقيق هدفها.
وكشف المسلسل -الذي يقوم ببطولته الفنان أحمد مكي ورحمة أحمد وبيومي فؤاد وهشام إسماعيل وسماء إبراهيم- عورات الأعمال الكوميدية التي سيطرت عليها النكات والمواقف المتكررة دون اهتمام بالقصة، وعدم القدرة على المزج بين المواقف الكوميدية والسياق العام الذي يدور فيه العمل.
◙ المسلسل مزج بين قوة أداء ممثليه وبين قدرة مؤلفه مصطفى صقر على تطوير أحداثه
وظهرت هذه المشكلات نتيجة ضعف الكتابة وقلة خبرات المخرجين واعتماد البعض من الفنانين على فكرة الارتجال الذي قد يحقق نجاحا على خشبة المسرح لكن لا يكون قابلاً للتطبيق في التلفزيون ولا يتمكن من توصيل رسالته إلى الجمهور.
ومزج مسلسل “الكبير أوي” بين قوة أداء ممثليه وبين قدرة مؤلفه مصطفى صقر على تطوير أحداثه وتلافي التكرار الذي كان نقطة ضعف في موسمه السابق، وبدأت أحداثه بوجود “الكبير” الذي يجسده الفنان أحمد مكي دون زوجته “هدية” التي جسدتها في المواسم السابقة الفنانة دنيا سمير غانم، ولم يعد كبيرًا في قريته بل انفرطت الأمور من بين يديه، وهو ما أثر على البناء الكوميدي في ذهن المتلقين.
المعادلة الصعبة
دخلت شخصيات أخرى على الخط أضافت حيوية إلى المسلسل مثل شخصية “نفادى” صديق الكبير ويجسده الفنان حاتم صلاح، و”الكبيرة فحت (جدا)” وتجسدها الفنانة سماء إبراهيم، إلى جانب زوجته الجديدة “مربوحة” وتجسدها الفنانة الشابة رحمة أحمد، مع الحفاظ على الشخصيات الأساسية مثل “هجرس” الذي يجسده الفنان محمد سلام و”فزاع” الذي يجسده الفنان هشام إسماعيل.
وتمكن مخرج العمل أحمد الجندي -الذي قام بإخراج الأجزاء الثلاثة السابقة- من أن يحقق معادلة اللعب على وتر النوستالجيا (الحنين إلى الماضي) التي تجذب الجمهور إلى الأعمال القديمة بحفاظه على الإطار العام للأحداث والشخصيات مع إدخال تطورات أخرى بدت منطقية وملائمة للقصة الرئيسية، وحفاظه على روح شخصية الكبير الكوميدية، وإن لم تبد برشاقة وسلاسة قدرات مكي التمثيلية في الأجزاء الأولى من العمل.
وقدم المسلسل أساسيات تشكل نجاحا لأي عمل فني، بدءا من الحبكة الفنية والمواقف المتسلسلة والمترابطة التي تحتوي على قدر كبير من الضحك، واستخدم لغة أضحت ثيمة يمتاز بها أبطاله، وأظهر قدرة تجديدية على مستوى القصة والموقف والشخصيات.
◙ المسلسل كشف عورات الأعمال الكوميدية التي سيطرت عليها النكات والمواقف المتكررة دون اهتمام بالقصة
ويؤكد المؤلف والسيناريست فداء الشندويلي لـ”العرب” أن “مسلسل ‘الكبير أوي’ قادر على تحقيق المزيد من النجاح الجماهيري وتحقيق المعادلة الصعبة هذا العام، لأنه عمل فني ناجح، ويتسم بالبساطة التي غابت عن غالبية الأعمال الكوميدية التي قدمت في السنوات الماضية وسيطر عليها ‘التفلسف’ في الكتابة ووقوعها رهينة لمساعي التغريب التي اعتمد عليها من زعموا أنهم مجددون في الكوميديا المصرية”.
ويضيف أن “جمهور الكوميديا ينجذب إلى الأعمال الصادقة والبسيطة والقادرة على الوصول إلى أعماق البيئة الحياتية للمصريين، وشكل الغوص في تفاصيل حياة الشخصية الصعيدية أساسا مهما لنجاح المسلسل، مع الاعتماد على المواقف والقصص الكوميدية التي تعلق في أذهان المواطنين وبسببها تمكن ‘الكبير أوي’ من الحفاظ على نجاحه السابق وارتباط الجمهور به بعد غياب دام سنوات”.
وجاء عرض المسلسل هذا العام في ظل شح واضح في الأعمال الكوميدية، فمن بين نحو عشرين عملا دراميا توجد أربعة أعمال كوميدية فقط هي “مكتوب عليا” بطولة أكرم حسني، و”في بيتنا ربوت 2″ بطولة هشام جمال وليلى أحمد زاهر، بجانب عملين اجتماعيين بصبغة كوميدية، هما “أحلام سعيدة” بطولة يسرا، و”دايما عامر” بطولة مصطفى شعبان.
واعتبر الشندويلي -وهو أحد كتاب الكوميديا المخضرمين- أن غياب الأعمال الكوميدية يمثل خسارة للدراما المصرية، لأن إحصاءات المشاهدة في نهاية كل موسم تشير إلى أن النسبة الأكبر من المشاهدة تذهب إلى هذا النوع من المسلسلات، حتى في ظل تقديم أعمال ضعيفة المستوى، وأن القائمين على صناعة الدراما عموما كان يجب أن يفتشوا عن أسباب الفشل بدلاً من تقليص أعداد الأعمال المعروضة.
ندرة المواهب
◙ عمل فني ناجح يتسم بالبساطة التي غابت عن غالبية الأعمال الكوميدية
تعاني الدراما بوجه عام من ندرة في المواهب الجديدة على مستوى الكتابة والإخراج والتمثيل أيضَا، الأمر الذي كانت له انعكاسات سلبية خاصة على المسلسلات الكوميدية التي تعد أصعب الأنواع الفنية، في ظل عدم وجود مخرجين متخصصين في تقديم الأعمال الكوميدية، وغالبية الأسماء الحالية قدمت عملاً حقق نجاحاً بالصدفة ثم أكملت طريقها دون أن يكون ذلك بناء على تخصص ودراسة علمية.
ولدى العديد من القائمين على إنتاج الكوميديا قناعة بأن هناك أزمة أخرى على مستوى ثقافة الممثلين الذين يبحثون فقط عن الضحك باعتباره العامل الأول للنجاح، ويكون الاعتماد أساساً على ما يقدمونه من نكات، وهو ما كانت له تأثيرات سلبية على أزمة الكتابة، إذ أن غالبية الأعمال تتم كتابتها بالتعاون مع أبطال الأعمال بما يتماشى مع رؤيتهم للنكات والمواقف الكوميدية التي تخدمهم، وبما ينسجم مع طبيعة المنافسة الخفية بين الفنانين.
◙ ضعف النصوص المكتوبة يجعل أغلب فناني الكوميديا المصريين يعتذرون عن التواجد في موسم رمضان
وهناك اتفاق على أن الرؤية الثاقبة للمخرج أحمد الجندي قادت إلى اكتشاف الفنانة الشابة رحمة أحمد في دور “مربوحة” زوجة الكبير التي استطاعت أن تقدم دورا كوميديا لافتا، مستفيدة من أعمالها السابقة المحدودة من خلال الأعمال المسرحية التي قدمتها وعبر مشاركتها في البرنامج الكوميدي “أمين وشركاه” مع الفنان أحمد أمين، ما يعني أن الاستسهال وتراجع عمليات التنقيب عن المواهب الفنية كانا سببًا في تراجع الوجبة الكوميدية في الآونة الأخيرة.
وبدا ما يمكن وصفه بـ”تسطيح الأعمال الكوميدية” طاغيًا على غالبية الأعمال المعروضة في مواسم رمضان الماضية، حيث تم تقديم مسلسلات لا تحمل أهدافا واضحة، وتلك الحالة التي هيمنت على السينما المصرية في السنوات الماضية انتقلت إلى التلفزيون، وباتت هناك رغبة في تقديم أعمال “الضحك من أجل الضحك” فقط، في حين أنها جاءت مبتذلة ولم تحقق الهدف الرئيسي التي جرى تقديمها من أجله.
ويوضح الكاتب والناقد الفني مدحت بشاي أن إهمال كبار كتاب الكوميديا والاتجاه إلى ورش الكتابة التي تعتمد شركات الإنتاج الحالية على التعاون معها من أبرز أسباب تراجع المسلسلات الكوميدية، وأن الأزمة تكمن في غياب الأفكار القادرة على تقديم قصص واقعية ومضحكة، وهيمنة عملية تجميع الشخصيات التي يكتبها العاملون في ورش الكتابة وتوفيقها من جانب مدير الورشة ما أدى إلى تقديم أعمال فنية مفككة.
ويذكر في تصريح لـ”العرب” أن “ضعف النصوص المكتوبة يجعل أغلب فناني الكوميديا يعتذرون عن التواجد في موسم رمضان المعروف بزيادة الإقبال الجماهيري، وينطبق هذا الأمر على السينما بعد أن سحبت الكثير من رصيدهم الفني”.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
أحمد جمال
صحافي مصري
البساطة والابتعاد عن التغريب وتجديد القصة والشخصيات عوامل نجاح العمل.
الاثنين 2022/04/11
انشرWhatsAppTwitterFacebook
كوميديا الموقف لا الابتذال
استطاع المسلسل الكوميدي "الكبير أوي (قوي)"، الذي عاد بجزئه السادس في رمضان هذا العام بعد غياب دام سبع سنوات منذ تقديم آخر أجزائه، أن يجذب الجمهور إلى الأعمال الكوميدية مرة أخرى ويسحب البساط من بعض المسلسلات والبرامج التي تذاع في التوقيت نفسه، عقب الإفطار مباشرة.
القاهرة- تصدرت أحداث مسلسل “الكبير أوي (قوي)” وتفاصيل مشاهده النقاشات التي دارت بشأن مسلسلات رمضان هذا العام، وكشف العمل وكثافة الضحك وكوميديا الموقف فيه عن تشوق الجمهور المصري إلى الاستمتاع بهذا النوع من الأعمال التي أصبحت عملة نادرة. وعلى الرغم من عرض الكثير من المسلسلات التي دارت في قالب كوميدي خلال الأعوام الماضية، فإن اعتمادها على خلطة مبتذلة لاستجلاب الضحك لم يمكّنها من تحقيق هدفها.
وكشف المسلسل -الذي يقوم ببطولته الفنان أحمد مكي ورحمة أحمد وبيومي فؤاد وهشام إسماعيل وسماء إبراهيم- عورات الأعمال الكوميدية التي سيطرت عليها النكات والمواقف المتكررة دون اهتمام بالقصة، وعدم القدرة على المزج بين المواقف الكوميدية والسياق العام الذي يدور فيه العمل.
◙ المسلسل مزج بين قوة أداء ممثليه وبين قدرة مؤلفه مصطفى صقر على تطوير أحداثه
وظهرت هذه المشكلات نتيجة ضعف الكتابة وقلة خبرات المخرجين واعتماد البعض من الفنانين على فكرة الارتجال الذي قد يحقق نجاحا على خشبة المسرح لكن لا يكون قابلاً للتطبيق في التلفزيون ولا يتمكن من توصيل رسالته إلى الجمهور.
ومزج مسلسل “الكبير أوي” بين قوة أداء ممثليه وبين قدرة مؤلفه مصطفى صقر على تطوير أحداثه وتلافي التكرار الذي كان نقطة ضعف في موسمه السابق، وبدأت أحداثه بوجود “الكبير” الذي يجسده الفنان أحمد مكي دون زوجته “هدية” التي جسدتها في المواسم السابقة الفنانة دنيا سمير غانم، ولم يعد كبيرًا في قريته بل انفرطت الأمور من بين يديه، وهو ما أثر على البناء الكوميدي في ذهن المتلقين.
المعادلة الصعبة
دخلت شخصيات أخرى على الخط أضافت حيوية إلى المسلسل مثل شخصية “نفادى” صديق الكبير ويجسده الفنان حاتم صلاح، و”الكبيرة فحت (جدا)” وتجسدها الفنانة سماء إبراهيم، إلى جانب زوجته الجديدة “مربوحة” وتجسدها الفنانة الشابة رحمة أحمد، مع الحفاظ على الشخصيات الأساسية مثل “هجرس” الذي يجسده الفنان محمد سلام و”فزاع” الذي يجسده الفنان هشام إسماعيل.
وتمكن مخرج العمل أحمد الجندي -الذي قام بإخراج الأجزاء الثلاثة السابقة- من أن يحقق معادلة اللعب على وتر النوستالجيا (الحنين إلى الماضي) التي تجذب الجمهور إلى الأعمال القديمة بحفاظه على الإطار العام للأحداث والشخصيات مع إدخال تطورات أخرى بدت منطقية وملائمة للقصة الرئيسية، وحفاظه على روح شخصية الكبير الكوميدية، وإن لم تبد برشاقة وسلاسة قدرات مكي التمثيلية في الأجزاء الأولى من العمل.
وقدم المسلسل أساسيات تشكل نجاحا لأي عمل فني، بدءا من الحبكة الفنية والمواقف المتسلسلة والمترابطة التي تحتوي على قدر كبير من الضحك، واستخدم لغة أضحت ثيمة يمتاز بها أبطاله، وأظهر قدرة تجديدية على مستوى القصة والموقف والشخصيات.
◙ المسلسل كشف عورات الأعمال الكوميدية التي سيطرت عليها النكات والمواقف المتكررة دون اهتمام بالقصة
ويؤكد المؤلف والسيناريست فداء الشندويلي لـ”العرب” أن “مسلسل ‘الكبير أوي’ قادر على تحقيق المزيد من النجاح الجماهيري وتحقيق المعادلة الصعبة هذا العام، لأنه عمل فني ناجح، ويتسم بالبساطة التي غابت عن غالبية الأعمال الكوميدية التي قدمت في السنوات الماضية وسيطر عليها ‘التفلسف’ في الكتابة ووقوعها رهينة لمساعي التغريب التي اعتمد عليها من زعموا أنهم مجددون في الكوميديا المصرية”.
ويضيف أن “جمهور الكوميديا ينجذب إلى الأعمال الصادقة والبسيطة والقادرة على الوصول إلى أعماق البيئة الحياتية للمصريين، وشكل الغوص في تفاصيل حياة الشخصية الصعيدية أساسا مهما لنجاح المسلسل، مع الاعتماد على المواقف والقصص الكوميدية التي تعلق في أذهان المواطنين وبسببها تمكن ‘الكبير أوي’ من الحفاظ على نجاحه السابق وارتباط الجمهور به بعد غياب دام سنوات”.
وجاء عرض المسلسل هذا العام في ظل شح واضح في الأعمال الكوميدية، فمن بين نحو عشرين عملا دراميا توجد أربعة أعمال كوميدية فقط هي “مكتوب عليا” بطولة أكرم حسني، و”في بيتنا ربوت 2″ بطولة هشام جمال وليلى أحمد زاهر، بجانب عملين اجتماعيين بصبغة كوميدية، هما “أحلام سعيدة” بطولة يسرا، و”دايما عامر” بطولة مصطفى شعبان.
واعتبر الشندويلي -وهو أحد كتاب الكوميديا المخضرمين- أن غياب الأعمال الكوميدية يمثل خسارة للدراما المصرية، لأن إحصاءات المشاهدة في نهاية كل موسم تشير إلى أن النسبة الأكبر من المشاهدة تذهب إلى هذا النوع من المسلسلات، حتى في ظل تقديم أعمال ضعيفة المستوى، وأن القائمين على صناعة الدراما عموما كان يجب أن يفتشوا عن أسباب الفشل بدلاً من تقليص أعداد الأعمال المعروضة.
ندرة المواهب
◙ عمل فني ناجح يتسم بالبساطة التي غابت عن غالبية الأعمال الكوميدية
تعاني الدراما بوجه عام من ندرة في المواهب الجديدة على مستوى الكتابة والإخراج والتمثيل أيضَا، الأمر الذي كانت له انعكاسات سلبية خاصة على المسلسلات الكوميدية التي تعد أصعب الأنواع الفنية، في ظل عدم وجود مخرجين متخصصين في تقديم الأعمال الكوميدية، وغالبية الأسماء الحالية قدمت عملاً حقق نجاحاً بالصدفة ثم أكملت طريقها دون أن يكون ذلك بناء على تخصص ودراسة علمية.
ولدى العديد من القائمين على إنتاج الكوميديا قناعة بأن هناك أزمة أخرى على مستوى ثقافة الممثلين الذين يبحثون فقط عن الضحك باعتباره العامل الأول للنجاح، ويكون الاعتماد أساساً على ما يقدمونه من نكات، وهو ما كانت له تأثيرات سلبية على أزمة الكتابة، إذ أن غالبية الأعمال تتم كتابتها بالتعاون مع أبطال الأعمال بما يتماشى مع رؤيتهم للنكات والمواقف الكوميدية التي تخدمهم، وبما ينسجم مع طبيعة المنافسة الخفية بين الفنانين.
◙ ضعف النصوص المكتوبة يجعل أغلب فناني الكوميديا المصريين يعتذرون عن التواجد في موسم رمضان
وهناك اتفاق على أن الرؤية الثاقبة للمخرج أحمد الجندي قادت إلى اكتشاف الفنانة الشابة رحمة أحمد في دور “مربوحة” زوجة الكبير التي استطاعت أن تقدم دورا كوميديا لافتا، مستفيدة من أعمالها السابقة المحدودة من خلال الأعمال المسرحية التي قدمتها وعبر مشاركتها في البرنامج الكوميدي “أمين وشركاه” مع الفنان أحمد أمين، ما يعني أن الاستسهال وتراجع عمليات التنقيب عن المواهب الفنية كانا سببًا في تراجع الوجبة الكوميدية في الآونة الأخيرة.
وبدا ما يمكن وصفه بـ”تسطيح الأعمال الكوميدية” طاغيًا على غالبية الأعمال المعروضة في مواسم رمضان الماضية، حيث تم تقديم مسلسلات لا تحمل أهدافا واضحة، وتلك الحالة التي هيمنت على السينما المصرية في السنوات الماضية انتقلت إلى التلفزيون، وباتت هناك رغبة في تقديم أعمال “الضحك من أجل الضحك” فقط، في حين أنها جاءت مبتذلة ولم تحقق الهدف الرئيسي التي جرى تقديمها من أجله.
ويوضح الكاتب والناقد الفني مدحت بشاي أن إهمال كبار كتاب الكوميديا والاتجاه إلى ورش الكتابة التي تعتمد شركات الإنتاج الحالية على التعاون معها من أبرز أسباب تراجع المسلسلات الكوميدية، وأن الأزمة تكمن في غياب الأفكار القادرة على تقديم قصص واقعية ومضحكة، وهيمنة عملية تجميع الشخصيات التي يكتبها العاملون في ورش الكتابة وتوفيقها من جانب مدير الورشة ما أدى إلى تقديم أعمال فنية مفككة.
ويذكر في تصريح لـ”العرب” أن “ضعف النصوص المكتوبة يجعل أغلب فناني الكوميديا يعتذرون عن التواجد في موسم رمضان المعروف بزيادة الإقبال الجماهيري، وينطبق هذا الأمر على السينما بعد أن سحبت الكثير من رصيدهم الفني”.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
أحمد جمال
صحافي مصري