السورية ليزا غازي ترسم الأنثى بصفتها رمزا للحياة والحب
فنانة تشكيلية تعطي للمرأة مكانة خاصة في لوحاتها.
الجمعة 2022/07/29
انشرWhatsAppTwitterFacebook
فنانة تعطي المرأة الجانب الأكبر من لوحاتها
دمشق - يزخر قطاع الفن التشكيلي في الوطن العربي بتجارب نسائية رائدة، اعتمدت المرأة كتيمة دائمة وعامة، فأظهرتها في مختلف أحوالها، مستغلة اللوحة كمساحة ضيقة ذات تعبيرات غير محدودة للتعبير عن قضايا النساء داخل المجتمعات.
والفنانة التشكيلية ليزا غازي واحدة من عشرات الفنانات التشكيليات العرب، التي تحاول منذ احترافها الفن أن تنشئ لنفسها عالمها الفني الخاص، حيث تختلف رسوماتها عن غيرها من الفنانات، إذ تخاطب من خلالها الأنثى التي ترسمها بحالاتها المختلفة وتراها رمزا للحياة وأيقونة الجمال وحمامة السلام.
ورغم إعطائها الأنثى المكانة الأكبر في لوحاتها، إلا أن غازي تنظر إلى الرجل أيضا وتعبّر عنه كرمز لاحتواء المرأة ومصدر قوتها في الحب والحياة، وتظهره على أنه السند الحقيقي لها، فلا تكتمل مسيرة الكون إلا بهذه الثنائية.
غازي تنظر إلى الرجل أيضا وتعبّر عنه كرمز لاحتواء المرأة ومصدر قوتها في الحب والحياة وتظهره على أنه السند الحقيقي لها
لكن الفنانة تتعمد أيضا تشويه وجوه نسائها وغيرهن من شخصياتها، والهدف من ذلك الخروج من فكرة الكمال إلى فكرة التأثر، فنحن كبشر نتأثر بالزمن وتتبدل ملامحنا، لكن الأكثر تأثيرا هو الواقع الذي نعيشه، والذي قد يشوه أغلبنا إلى أن تتفسخ الملامح، وربما لا يمكن رصد التشوه بالعين المجردة، حيث هو في الداخل غالبا ما يكون أكثر خرابا مما نشاهده، وهذا ما التقطته الفنانة واستطاعت التعبير عنه في لوحاتها.
ليزا غازي ابنة البيئة الثقافية وأحد الكوادر العاملة بالقطاع الثقافي، تعتبر أن رحلتها في الفن التشكيلي انطلقت مع بداية حياتها الدراسية بمعهد التقاني للفنون التطبيقية، بعد فوزها بالمركز الأول عن لوحة الاختبار التي شاركت فيها وكانت للعالم سقراط والتي أهلتها لدخول المعهد.
وتقول الفنانة “كنت أحب الرسم منذ طفولتي، لكني لم أكن أعلم أني امتلك الموهبة التي اكتشفها أفراد أسرتي، من خلال متابعتي الدائمة للبرامج التي كانت تقدم أعمالا ورسومات لفنانين من مختلف الأعمار، كما شكلت الطبيعة اللوحة الكبرى التي استقيت منها أفكاري للوحات فيما بعد”.
وليزا غازي من منطقة صافيتا، خريجة معهد الفنون التطبيقية عام 2004، بدأت مشوارها الفني بشكل فعلي بعد التخرج برسم الحارات الدمشقية القديمة، لتطبق بعد ذلك نماذج الرسم التي تعلمتها بالمعهد، كالرسم على القماش مع تطبيع الألوان وإظهار الأشخاص، ومن ثم اتجهت لرسم الأنثى والطبيعة.
وترى الفنانة أن الألوان الزيتية تعطي للوحة حيوية أكثر وإن كانت تحبذ الأكرليك الذي يخدم اللوحة بمساحاته الكبيرة، ما يتيح للفنان الفضاء الرحب للتعبير عن مكنوناته الفنية الخاصة.
تأثرت ليزا غازي بالمسرح الذي عملت به كمساعد مخرج لعدد من المسرحيات، كمسرحيتي “سيد الجنرال” و”عطر سيمفونية الموت”، لتستمد في الكثير من الأحيان أفكارها منه وتجسد بعضا من العادات والتقاليد المتوارثة التي لا تموت وترسمها على هيئة أيادي الموتى التي تعبث بالأحياء، ليكون التعبير بالرسم من خلال الإيحاء وليس الرسم المباشر، مع إدخال بعض الأعمال اليدوية الأنثوية إلى بعض اللوحات.
وتشير الفنانة إلى أن حبها للأطفال وإدراكها لمواهبهم التي تحتاج للرعاية والاهتمام، ومنهم ابنتها إيزابيل ابنة الثماني سنوات التي كانت محاولاتها بالرسم مبكرة ولها مشاركات بعدد من معارض دمشق وعبر النت، ولّدا لديها فكرة تعليم الأطفال الرسم في مرسمها الذي خصصت له ركنا بمنزلها، ورأت أنها وإن كانت تعلمهم أصول استخدام الألوان وقواعد الرسم الأولى، إلا أنها أخذت منهم العفوية والبساطة تاركة لهم مجال التعبير عن مكنوناتهم الداخلية.
الفنانة ترى أن الألوان الزيتية تعطي للوحة حيوية أكثر وإن كانت تحبذ الأكرليك الذي يخدم اللوحة بمساحاته الكبيرة
وتعتبر غازي أن امتلاكها مرسما ضمن بيتها ساعدها على أن يكون لديها نتاج أعمال أكثر.
شاركت الفنانة بنحو عشرة معارض جماعية في دمشق، منها المعرض الذي أقيم في خان أسعد باشا العام الماضي وآخر في ثقافي أبورمانة، إضافة إلى مشاركتها بمعارض خارجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كمعرض “نبض العروبة” اللبناني الذي أقيم العام الماضي بمبادرة الفنان حسين سلوم.
وترى الفنانة أن المعارض تسهم في توسيع مدارك الفنان وتشكل حافزا للإبداع، من خلال تبادل الخبرات بين فنانين مخضرمين وهواة، عبر النقد التحفيزي وإثارة الشغف، لأنهما يشكلان الأساس بالفن والإبداع.
وتعكف ليزا غازي حاليا على انتقاء لوحاتها التي ستشارك فيها بالمعرض الفردي الأول لها في دمشق، وتعمل على تحقيق حلمها بإدخال رسومات الخط العربي الذي كان في صميم دراستها في المعهد على لوحاتها، للتعبير عن قضايا أنثوية بطرق جديدة تتمازج مع طبيعتها العاشقة الحالمة والمحبة للحياة وفنون ذلك الخط، مع الخروج به من القيود والأنماط التي تحد من جمالياته وقدرته على التعبير بأسلوب فني مميز.
فنانة تشكيلية تعطي للمرأة مكانة خاصة في لوحاتها.
الجمعة 2022/07/29
انشرWhatsAppTwitterFacebook
فنانة تعطي المرأة الجانب الأكبر من لوحاتها
دمشق - يزخر قطاع الفن التشكيلي في الوطن العربي بتجارب نسائية رائدة، اعتمدت المرأة كتيمة دائمة وعامة، فأظهرتها في مختلف أحوالها، مستغلة اللوحة كمساحة ضيقة ذات تعبيرات غير محدودة للتعبير عن قضايا النساء داخل المجتمعات.
والفنانة التشكيلية ليزا غازي واحدة من عشرات الفنانات التشكيليات العرب، التي تحاول منذ احترافها الفن أن تنشئ لنفسها عالمها الفني الخاص، حيث تختلف رسوماتها عن غيرها من الفنانات، إذ تخاطب من خلالها الأنثى التي ترسمها بحالاتها المختلفة وتراها رمزا للحياة وأيقونة الجمال وحمامة السلام.
ورغم إعطائها الأنثى المكانة الأكبر في لوحاتها، إلا أن غازي تنظر إلى الرجل أيضا وتعبّر عنه كرمز لاحتواء المرأة ومصدر قوتها في الحب والحياة، وتظهره على أنه السند الحقيقي لها، فلا تكتمل مسيرة الكون إلا بهذه الثنائية.
غازي تنظر إلى الرجل أيضا وتعبّر عنه كرمز لاحتواء المرأة ومصدر قوتها في الحب والحياة وتظهره على أنه السند الحقيقي لها
لكن الفنانة تتعمد أيضا تشويه وجوه نسائها وغيرهن من شخصياتها، والهدف من ذلك الخروج من فكرة الكمال إلى فكرة التأثر، فنحن كبشر نتأثر بالزمن وتتبدل ملامحنا، لكن الأكثر تأثيرا هو الواقع الذي نعيشه، والذي قد يشوه أغلبنا إلى أن تتفسخ الملامح، وربما لا يمكن رصد التشوه بالعين المجردة، حيث هو في الداخل غالبا ما يكون أكثر خرابا مما نشاهده، وهذا ما التقطته الفنانة واستطاعت التعبير عنه في لوحاتها.
ليزا غازي ابنة البيئة الثقافية وأحد الكوادر العاملة بالقطاع الثقافي، تعتبر أن رحلتها في الفن التشكيلي انطلقت مع بداية حياتها الدراسية بمعهد التقاني للفنون التطبيقية، بعد فوزها بالمركز الأول عن لوحة الاختبار التي شاركت فيها وكانت للعالم سقراط والتي أهلتها لدخول المعهد.
وتقول الفنانة “كنت أحب الرسم منذ طفولتي، لكني لم أكن أعلم أني امتلك الموهبة التي اكتشفها أفراد أسرتي، من خلال متابعتي الدائمة للبرامج التي كانت تقدم أعمالا ورسومات لفنانين من مختلف الأعمار، كما شكلت الطبيعة اللوحة الكبرى التي استقيت منها أفكاري للوحات فيما بعد”.
وليزا غازي من منطقة صافيتا، خريجة معهد الفنون التطبيقية عام 2004، بدأت مشوارها الفني بشكل فعلي بعد التخرج برسم الحارات الدمشقية القديمة، لتطبق بعد ذلك نماذج الرسم التي تعلمتها بالمعهد، كالرسم على القماش مع تطبيع الألوان وإظهار الأشخاص، ومن ثم اتجهت لرسم الأنثى والطبيعة.
وترى الفنانة أن الألوان الزيتية تعطي للوحة حيوية أكثر وإن كانت تحبذ الأكرليك الذي يخدم اللوحة بمساحاته الكبيرة، ما يتيح للفنان الفضاء الرحب للتعبير عن مكنوناته الفنية الخاصة.
تأثرت ليزا غازي بالمسرح الذي عملت به كمساعد مخرج لعدد من المسرحيات، كمسرحيتي “سيد الجنرال” و”عطر سيمفونية الموت”، لتستمد في الكثير من الأحيان أفكارها منه وتجسد بعضا من العادات والتقاليد المتوارثة التي لا تموت وترسمها على هيئة أيادي الموتى التي تعبث بالأحياء، ليكون التعبير بالرسم من خلال الإيحاء وليس الرسم المباشر، مع إدخال بعض الأعمال اليدوية الأنثوية إلى بعض اللوحات.
وتشير الفنانة إلى أن حبها للأطفال وإدراكها لمواهبهم التي تحتاج للرعاية والاهتمام، ومنهم ابنتها إيزابيل ابنة الثماني سنوات التي كانت محاولاتها بالرسم مبكرة ولها مشاركات بعدد من معارض دمشق وعبر النت، ولّدا لديها فكرة تعليم الأطفال الرسم في مرسمها الذي خصصت له ركنا بمنزلها، ورأت أنها وإن كانت تعلمهم أصول استخدام الألوان وقواعد الرسم الأولى، إلا أنها أخذت منهم العفوية والبساطة تاركة لهم مجال التعبير عن مكنوناتهم الداخلية.
الفنانة ترى أن الألوان الزيتية تعطي للوحة حيوية أكثر وإن كانت تحبذ الأكرليك الذي يخدم اللوحة بمساحاته الكبيرة
وتعتبر غازي أن امتلاكها مرسما ضمن بيتها ساعدها على أن يكون لديها نتاج أعمال أكثر.
شاركت الفنانة بنحو عشرة معارض جماعية في دمشق، منها المعرض الذي أقيم في خان أسعد باشا العام الماضي وآخر في ثقافي أبورمانة، إضافة إلى مشاركتها بمعارض خارجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كمعرض “نبض العروبة” اللبناني الذي أقيم العام الماضي بمبادرة الفنان حسين سلوم.
وترى الفنانة أن المعارض تسهم في توسيع مدارك الفنان وتشكل حافزا للإبداع، من خلال تبادل الخبرات بين فنانين مخضرمين وهواة، عبر النقد التحفيزي وإثارة الشغف، لأنهما يشكلان الأساس بالفن والإبداع.
وتعكف ليزا غازي حاليا على انتقاء لوحاتها التي ستشارك فيها بالمعرض الفردي الأول لها في دمشق، وتعمل على تحقيق حلمها بإدخال رسومات الخط العربي الذي كان في صميم دراستها في المعهد على لوحاتها، للتعبير عن قضايا أنثوية بطرق جديدة تتمازج مع طبيعتها العاشقة الحالمة والمحبة للحياة وفنون ذلك الخط، مع الخروج به من القيود والأنماط التي تحد من جمالياته وقدرته على التعبير بأسلوب فني مميز.