"إنيو" يتتبع حياة عبقري الموسيقى التصويرية إنيو موريكوني
وثائقي يرصد لحظات فارقة في مسيرة عازف البوق الذي تحوّل إلى مايسترو.
الاثنين 2022/07/04
انشرWhatsAppTwitterFacebook
الموسيقى لغة موريكوني التي لا تموت
لم تكن طريق الإيطالي إنيو موريكوني، عبقري الموسيقى التصويرية في السينما العالمية، مفروشة بالورود، وإنما كانت رحلة جمعته بداعمين ومحبطين، بواثقين ومشككين، وأدخلته في شراكات ثنائية وحتى في خلافات أجبرته على وضع أعمال موسيقية “وفق الطلب” لكنه استطاع بعد مسيرة عقود أن يغادر العالم تاركا إرثا موسيقيا لا يتكرر، ومخلّفا مادة تجعل منه بطلا لفيلم سينمائي مثير بعد أن عايش طوال عمره واحدا من نجوم كواليس أعمال الفن السابع.
باريس - لم يكن إنيو موريكوني إنسانا عاديا، بل إنسانا جعلت منه البيئة التي خلق فيها موسيقيا عبقريا، قدم سبعة عقود من عمره للفن، فخلّد اسمه وصار يعرف على نطاق عالمي واسع، وله الآلاف من المعجبين الذين يسعى بعضهم إلى تتبع حياته والتعلم منه ومن تجاربه التي جعلته واحدا من أشهر مؤلفي الموسيقى التصويرية في العالم، وأحد المؤلفين القلائل الذين تباع مؤلفاتهم الخاصة بالسينما على شكل ألبومات موسيقية.
تعلم موريكوني الموسيقى على يد والده الذي أعطاه دروسه الأولى حول كيفية قراءة الموسيقى وعلمه استخدام أدوات مختلفة، لينجح في كتابة أولى مقطوعاته في السادسة من العمر، ثم استطاع - مع والدين عملوا على توفير بيئة ملائمة لنمو موهبته - أن يؤلف بعضا من أكثر المقطوعات التي لا تنسى في تاريخ السينما، حيث قام بالتأليف الموسيقى لأفلام هامة منذ العام 1964، وبعضها أعيد استخدامها في أفلام عربية كانت آنذاك تحاول التأسيس لسينماها الخاصة.
وفي فيلم وثائقي يحمل عنوان “إنيو”، يروي الملحّن السينمائي الراحل إنيو موريكوني محطات مسيرته من طفولته إلى حصوله على جائزة الأوسكار، ويدلي عدد من النجوم بينهم بروس سبرينغستين بشهادات عن دوره المهم.
والفيلم من إخراج جوزيبي تورناتوري “سينما باراديسو”، ويُعرض بعد عامين على وفاة عبقري الموسيقى التصويرية.
مؤلف عظيم
"إنيو" تطرق إلى الروائع التي أنتجها التعاون بين سيرجيو ليوني وإنيو موريكوني، لكنه لم يركّز على الثنائي
يقول سبرينغستين في هذا الفيلم الذي شارك في مهرجان البندقية السينمائي عام 2021 وينطلق على الشاشات الباريسية هذا الأسبوع بعدما عُرض في إيطاليا “إنيو يعلمني أموراً باستمرار”، ويضيف أنه سارع عندما كان مراهقاً لشراء تسجيل الموسيقى التصويرية التي وضعها موريكوني لفيلم “ذي غود، ذي باد أند ذي آغلي” للمخرج سيرجيو ليوني، وكانت تلك المرة الأولى التي يشترى فيها موسيقى فيلم سينمائي.
ويتطرق “إنيو” الذي استغرق تصويره خمس سنوات واستند على أكثر من 70 مقابلة إلى الروائع التي أنتجها هذا التعاون بين ليوني وموريكوني، لكنه لم يركّز على الثنائي الأسطوري، إذ أن عمل الملحّن مع المخرج الكبير اقتصر على ستة أفلام من أصل أكثر من 500 عمل موسيقي ألّفها للشاشة الكبيرة.
وعندما ذهب ليوني ليعرض على موريكوني العمل معه على فيلم “إيه فيستفول أوف دولارز” الذي يستعد لإخراجه، تبيّن للموسيقي أنه يعرف المخرج إذ كانا معاً على مقاعد المدرسة نفسها.
ويروي موريكوني في الوثائقي من منزله أن سيرجيو ليوني كان يناقش معه موسيقى الفيلم بالتفصيل قبل بدء الكاميرات عملها، فكانت الموسيقى المتعلقة بالشخصيات المحورية والمشاهد الرئيسية تُسجّل قبل التصوير، وتُبث في موقعه خلال تأدية الممثلين المشاهد.
وينقل ليوني في مقابلة أرشيفية عن الممثل روبرت دي نيرو اعترافه له ذات يوم “أنا حريص على الموسيقى لأنها تساعدني”، وهو ما نراه ونسمعه في فقرة يبدو فيها الممثل الأميركي خلال مشاهد من كواليس تصوير فيلم “وانس آبان إيه تايم إن أميركا”.
أما المغنية والموسيقية الأميركية جوان بايز فتخبر كيف قال لها موريكوني أن “ثمة شيئاً ناقصاً” في الموسيقى التصويرية لـ “ساكو أند فانزيتي” وأطلعها على لحن أغنية “هيرز تو يو” التي أدتها لهذا الفيلم وتناقلتها الأجيال.
تقدير متأخر
إنيو موريكوني إنسان جعلت منه البيئة التي خلق فيها موسيقيا عبقريا
عاش موريكوني طوال عقود مؤلفا موسيقيا مبدعا يشهد الجميع بموهبته، ويتسابق أشهر الممثلين على الاستعانة به في أعمالهم السينمائية، لكنه لم ينل تقديرا “دوليا” كافيا يعترف بقيمته الفنية، إلا بعد تقدمه في السن.
ولم يحصل موريكوني على تكريمات وجوائز مهمة إلا بعد تجاوزه الثمانين عاما حيث حصل أولاً على جائزة أوسكار فخرية عام 2007 قبل أن يكافأ أخيرا عام 2016 وهو في السابعة والثمانين عن الموسيقى التصويرية لفيلم “ذي هيتفول إيت” للمخرج كوينتن تارانتينو، المعجب بلحن “ذي إكستازي أوف غولد” الشهير ضمن “ذي غود، ذي باد أند ذي آغلي”.
وقبل ذلك، منح إنيو موريكوني جائزة في مهرجان لوكارنو السينمائي لعام 1989، وحصل على جائزة في مهرجان البندقية السينمائي عام 1995.
وكان موريكوني رشح لجوائز الأوسكار 5 مرات ما بين عامي 1979-2001، وفاز بثلاث جوائز جرامي، وجائزتين من جوائز غولدن غلوب، و5 جوائز ”بي أيه أف تى أيه أس“ خلال 1979-1992، و10 جوائز من ديفيد دي دوناتيلو، و11 جائزة من ناسترو دارجينتو، وجائزة الأسد الذهبي الفخرية، وجائزة الموسيقى القطبية في عام 2010.
ويكشف كوريكوني أن موسيقى فيلم “ذي سيسيليان كلان” كانت الأصعب من حيث التأليف، في حين أن موسيقى “ذي ميشن” – التي رفضها في البداية عند مشاهدة الفيلم، إذ لم يكن يعرف ما الذي يضيفه إلى مشاهد المجزرة في حق السكان الأصليين – لم تستغرق سوى شهرين.
ويتضمن الوثائقي شهادات مميزة لعدد من المخرجين. ويروي أوليفر ستون مثلاً كيف استشاط موريكوني غضباً عندما طلب منه أن يستلهم الرسوم المتحركة الشهيرة “توم أند جيري” لموسيقى “يو تورن”.
موريكوني يبدو متأثرا في الوثائقي عندما يذكر تكبر أقرانه في المعهد الموسيقي الذين كانوا يعتبرون أعماله تجارية الطابع
كذلك وبّخ الملحّن الإيطالي المخرج تارانتينو الذي شبّهه بموزار وبيتهوفن. وكان موريكوني يرى وجوب الانتظار 200 عام لإجراء هذا النوع من المقارنة.
ويتذكر تيرنس ماليك جلسة تسجيل في الأستوديو كان يفصله عن موريكوني خلالها ساتر زجاجي. وفي الوقت نفسه، كان يلعبان الشطرنج مِن بُعد، وتمكن الملحن الذي كان يحفظ رقعة الشطرنج عن ظهر قلب من أن يهزم المخرج.
ويثير موريكوني التأثر تكراراً في الوثائقي “إنيو”، كما عندما يذكر تكبر أقرانه في المعهد الموسيقي الذين كانوا يعتبرون أعماله تجارية الطابع.
كذلك يتحسر لكونه لم يعمل مع ستانلي كيوبريك في “إيه كلوكوورك أورانج” لأن ليوني كان يريده له وحده.
ويستحضر الشعور “بالإذلال” لكونه كان في بداياته مجرد عازف بوق بسيط مثل والده، هو الذي كان يحلم بموسيقى عظيمة من العيار الثقيل. وقد حرص على أن يستخدم هذا النوع من الموسيقى، كتلك التي ألّفها باخ أو سترافينسكي، في الموسيقى التصويرية التي وضعها، حتى في تلك الخاصة بأفلام الوسترن.
وكان موريكوني عازف بوق حيث دخل رسميًا المعهد الموسيقي في عام 1940 في سن 12 عامًا، مسجلًا في برنامج تناغم مدته 4 سنوات، ودرس البوق والتأليف والموسيقى الكورالية، وتعلم حرفته في العزف على هذه الآلة النفخية على يد الملحن غوفريدوا بيتراسى، الذي أثر عليه، ومنذ ذلك الحين، خصص موريكوني مقطوعاته الموسيقية لبتراسي.
ودرس في الكونسرفتوار في أكاديمية سانت سيشيليا الوطنية للموسيقى على آلة الترومبيت، كمؤلف ومخرج موسيقى الكورال، وتزوج عام 1956 من ماريا ترافيا.
ومن أشهر أعماله، الألحان والمقاطع الموسيقية التي تميزت بها أفلام المخرج الإيطالي، سيرجيو ليوني، فيما عرف بأفلام: ”سباغيتي وسترن، قبضة مليئة بالدولارات، من أجل المزيد من الدولارات، الطيب والشرس، القبيح، حدث ذات مرة في أميركا“.
وشملت أعمال موريكوني جميع أنواع الأفلام تقريبًا من الرعب إلى الكوميديا، وربما كانت بعض ألحانه أكثر شهرة من الأفلام التي كتب عنها.
وثائقي يرصد لحظات فارقة في مسيرة عازف البوق الذي تحوّل إلى مايسترو.
الاثنين 2022/07/04
انشرWhatsAppTwitterFacebook
الموسيقى لغة موريكوني التي لا تموت
لم تكن طريق الإيطالي إنيو موريكوني، عبقري الموسيقى التصويرية في السينما العالمية، مفروشة بالورود، وإنما كانت رحلة جمعته بداعمين ومحبطين، بواثقين ومشككين، وأدخلته في شراكات ثنائية وحتى في خلافات أجبرته على وضع أعمال موسيقية “وفق الطلب” لكنه استطاع بعد مسيرة عقود أن يغادر العالم تاركا إرثا موسيقيا لا يتكرر، ومخلّفا مادة تجعل منه بطلا لفيلم سينمائي مثير بعد أن عايش طوال عمره واحدا من نجوم كواليس أعمال الفن السابع.
باريس - لم يكن إنيو موريكوني إنسانا عاديا، بل إنسانا جعلت منه البيئة التي خلق فيها موسيقيا عبقريا، قدم سبعة عقود من عمره للفن، فخلّد اسمه وصار يعرف على نطاق عالمي واسع، وله الآلاف من المعجبين الذين يسعى بعضهم إلى تتبع حياته والتعلم منه ومن تجاربه التي جعلته واحدا من أشهر مؤلفي الموسيقى التصويرية في العالم، وأحد المؤلفين القلائل الذين تباع مؤلفاتهم الخاصة بالسينما على شكل ألبومات موسيقية.
تعلم موريكوني الموسيقى على يد والده الذي أعطاه دروسه الأولى حول كيفية قراءة الموسيقى وعلمه استخدام أدوات مختلفة، لينجح في كتابة أولى مقطوعاته في السادسة من العمر، ثم استطاع - مع والدين عملوا على توفير بيئة ملائمة لنمو موهبته - أن يؤلف بعضا من أكثر المقطوعات التي لا تنسى في تاريخ السينما، حيث قام بالتأليف الموسيقى لأفلام هامة منذ العام 1964، وبعضها أعيد استخدامها في أفلام عربية كانت آنذاك تحاول التأسيس لسينماها الخاصة.
وفي فيلم وثائقي يحمل عنوان “إنيو”، يروي الملحّن السينمائي الراحل إنيو موريكوني محطات مسيرته من طفولته إلى حصوله على جائزة الأوسكار، ويدلي عدد من النجوم بينهم بروس سبرينغستين بشهادات عن دوره المهم.
والفيلم من إخراج جوزيبي تورناتوري “سينما باراديسو”، ويُعرض بعد عامين على وفاة عبقري الموسيقى التصويرية.
مؤلف عظيم
"إنيو" تطرق إلى الروائع التي أنتجها التعاون بين سيرجيو ليوني وإنيو موريكوني، لكنه لم يركّز على الثنائي
يقول سبرينغستين في هذا الفيلم الذي شارك في مهرجان البندقية السينمائي عام 2021 وينطلق على الشاشات الباريسية هذا الأسبوع بعدما عُرض في إيطاليا “إنيو يعلمني أموراً باستمرار”، ويضيف أنه سارع عندما كان مراهقاً لشراء تسجيل الموسيقى التصويرية التي وضعها موريكوني لفيلم “ذي غود، ذي باد أند ذي آغلي” للمخرج سيرجيو ليوني، وكانت تلك المرة الأولى التي يشترى فيها موسيقى فيلم سينمائي.
ويتطرق “إنيو” الذي استغرق تصويره خمس سنوات واستند على أكثر من 70 مقابلة إلى الروائع التي أنتجها هذا التعاون بين ليوني وموريكوني، لكنه لم يركّز على الثنائي الأسطوري، إذ أن عمل الملحّن مع المخرج الكبير اقتصر على ستة أفلام من أصل أكثر من 500 عمل موسيقي ألّفها للشاشة الكبيرة.
وعندما ذهب ليوني ليعرض على موريكوني العمل معه على فيلم “إيه فيستفول أوف دولارز” الذي يستعد لإخراجه، تبيّن للموسيقي أنه يعرف المخرج إذ كانا معاً على مقاعد المدرسة نفسها.
ويروي موريكوني في الوثائقي من منزله أن سيرجيو ليوني كان يناقش معه موسيقى الفيلم بالتفصيل قبل بدء الكاميرات عملها، فكانت الموسيقى المتعلقة بالشخصيات المحورية والمشاهد الرئيسية تُسجّل قبل التصوير، وتُبث في موقعه خلال تأدية الممثلين المشاهد.
وينقل ليوني في مقابلة أرشيفية عن الممثل روبرت دي نيرو اعترافه له ذات يوم “أنا حريص على الموسيقى لأنها تساعدني”، وهو ما نراه ونسمعه في فقرة يبدو فيها الممثل الأميركي خلال مشاهد من كواليس تصوير فيلم “وانس آبان إيه تايم إن أميركا”.
أما المغنية والموسيقية الأميركية جوان بايز فتخبر كيف قال لها موريكوني أن “ثمة شيئاً ناقصاً” في الموسيقى التصويرية لـ “ساكو أند فانزيتي” وأطلعها على لحن أغنية “هيرز تو يو” التي أدتها لهذا الفيلم وتناقلتها الأجيال.
تقدير متأخر
إنيو موريكوني إنسان جعلت منه البيئة التي خلق فيها موسيقيا عبقريا
عاش موريكوني طوال عقود مؤلفا موسيقيا مبدعا يشهد الجميع بموهبته، ويتسابق أشهر الممثلين على الاستعانة به في أعمالهم السينمائية، لكنه لم ينل تقديرا “دوليا” كافيا يعترف بقيمته الفنية، إلا بعد تقدمه في السن.
ولم يحصل موريكوني على تكريمات وجوائز مهمة إلا بعد تجاوزه الثمانين عاما حيث حصل أولاً على جائزة أوسكار فخرية عام 2007 قبل أن يكافأ أخيرا عام 2016 وهو في السابعة والثمانين عن الموسيقى التصويرية لفيلم “ذي هيتفول إيت” للمخرج كوينتن تارانتينو، المعجب بلحن “ذي إكستازي أوف غولد” الشهير ضمن “ذي غود، ذي باد أند ذي آغلي”.
وقبل ذلك، منح إنيو موريكوني جائزة في مهرجان لوكارنو السينمائي لعام 1989، وحصل على جائزة في مهرجان البندقية السينمائي عام 1995.
وكان موريكوني رشح لجوائز الأوسكار 5 مرات ما بين عامي 1979-2001، وفاز بثلاث جوائز جرامي، وجائزتين من جوائز غولدن غلوب، و5 جوائز ”بي أيه أف تى أيه أس“ خلال 1979-1992، و10 جوائز من ديفيد دي دوناتيلو، و11 جائزة من ناسترو دارجينتو، وجائزة الأسد الذهبي الفخرية، وجائزة الموسيقى القطبية في عام 2010.
ويكشف كوريكوني أن موسيقى فيلم “ذي سيسيليان كلان” كانت الأصعب من حيث التأليف، في حين أن موسيقى “ذي ميشن” – التي رفضها في البداية عند مشاهدة الفيلم، إذ لم يكن يعرف ما الذي يضيفه إلى مشاهد المجزرة في حق السكان الأصليين – لم تستغرق سوى شهرين.
ويتضمن الوثائقي شهادات مميزة لعدد من المخرجين. ويروي أوليفر ستون مثلاً كيف استشاط موريكوني غضباً عندما طلب منه أن يستلهم الرسوم المتحركة الشهيرة “توم أند جيري” لموسيقى “يو تورن”.
موريكوني يبدو متأثرا في الوثائقي عندما يذكر تكبر أقرانه في المعهد الموسيقي الذين كانوا يعتبرون أعماله تجارية الطابع
كذلك وبّخ الملحّن الإيطالي المخرج تارانتينو الذي شبّهه بموزار وبيتهوفن. وكان موريكوني يرى وجوب الانتظار 200 عام لإجراء هذا النوع من المقارنة.
ويتذكر تيرنس ماليك جلسة تسجيل في الأستوديو كان يفصله عن موريكوني خلالها ساتر زجاجي. وفي الوقت نفسه، كان يلعبان الشطرنج مِن بُعد، وتمكن الملحن الذي كان يحفظ رقعة الشطرنج عن ظهر قلب من أن يهزم المخرج.
ويثير موريكوني التأثر تكراراً في الوثائقي “إنيو”، كما عندما يذكر تكبر أقرانه في المعهد الموسيقي الذين كانوا يعتبرون أعماله تجارية الطابع.
كذلك يتحسر لكونه لم يعمل مع ستانلي كيوبريك في “إيه كلوكوورك أورانج” لأن ليوني كان يريده له وحده.
ويستحضر الشعور “بالإذلال” لكونه كان في بداياته مجرد عازف بوق بسيط مثل والده، هو الذي كان يحلم بموسيقى عظيمة من العيار الثقيل. وقد حرص على أن يستخدم هذا النوع من الموسيقى، كتلك التي ألّفها باخ أو سترافينسكي، في الموسيقى التصويرية التي وضعها، حتى في تلك الخاصة بأفلام الوسترن.
وكان موريكوني عازف بوق حيث دخل رسميًا المعهد الموسيقي في عام 1940 في سن 12 عامًا، مسجلًا في برنامج تناغم مدته 4 سنوات، ودرس البوق والتأليف والموسيقى الكورالية، وتعلم حرفته في العزف على هذه الآلة النفخية على يد الملحن غوفريدوا بيتراسى، الذي أثر عليه، ومنذ ذلك الحين، خصص موريكوني مقطوعاته الموسيقية لبتراسي.
ودرس في الكونسرفتوار في أكاديمية سانت سيشيليا الوطنية للموسيقى على آلة الترومبيت، كمؤلف ومخرج موسيقى الكورال، وتزوج عام 1956 من ماريا ترافيا.
ومن أشهر أعماله، الألحان والمقاطع الموسيقية التي تميزت بها أفلام المخرج الإيطالي، سيرجيو ليوني، فيما عرف بأفلام: ”سباغيتي وسترن، قبضة مليئة بالدولارات، من أجل المزيد من الدولارات، الطيب والشرس، القبيح، حدث ذات مرة في أميركا“.
وشملت أعمال موريكوني جميع أنواع الأفلام تقريبًا من الرعب إلى الكوميديا، وربما كانت بعض ألحانه أكثر شهرة من الأفلام التي كتب عنها.