الخطوة الأولى للتصوير في مصر الفرعونية
نبدأ هنـا بكلمة أبو التاريخ ( المؤرخ هيرودوت ) ، اذ ذكر فيما روى أن سكان وادي النيل قد اخترعوا التصوير .. فشاركوا في توضيح ظلال الانسان التي القاها على الحائط واوضح الحدود بالخط . وفي الحقيقة فان المصرى قد بسط وحدات التصوير وحددها في خطوط ومسـاحات بسيطة والوان صريحة ، وكانوا يرسمون النسـاء بلون اصفر اهرة ، والرجال بلون احمر طوبي والبحر بلون ازرق او اخضر . وهذه الألوان كانت تلون بها المسـاحات بدون تدريج لاظهار الظلام او اظهار قيم مختلفة للون ، فكانوا يستعملون الألوان الأساسية في رسومهم بدون درجاتها الظلية ( شکل ۳ ) رسم على آنية من مادة الفخار يرجع تاريخها الى عصر ماقبل التاريخ المكتوب في مصر . رمنذ فجر التاريخ نرى في مصر محاولات للرسم على الأواني الفخارية ( شکل ۳ ) وعلى الأحجار الصلبة ، أو بالألوان البسيطة على ملاط مادة من الطين كما نرى في مقبرة وجدت في الكوم الأحمر المعروفة بالكاب حاليا ( وهي التي عرفت في العصر اليوناني باسم مدينة هيراكومبوليس ) . ويرجع تاريخ تلك الرسوم التي وجدت بهذه المقبرة الى اواخر عهد ما قبـل الأسرات ( اي أكثر من خمسة آلاف سنة ) . ( ۱ ) يعتبر العلماء بداية عهد الفراعنة في مصر القديمة من فجر التاريخ المصري أي حوالي سنة 7000 ق.م. ويستمر حتى حكم الاسكندر الأكبر سنة ٣٢ ق.م. ( ۲ ) يرى الدكتور باهور لبيب ( كما ذكر في كتابه لمحات ) أن كلمة قبطی تعنی مصری ، وأن العصر القبطى يبدأ من الناحية الشعبية المصرية منذ دخول الاسكندر الأكبر مصر ق.م. حتى دخول العرب مصر سنة 641 ميلادية ومنذ ذلك الوقت وجد في البلاد مواطن قبطی أي مصري مسيحي ، ومواطن مصری مسلم " .
ولذلك فيرى اساتذة التصوير انه اذا تكلمنا عن التصوير وتكنولوجيـا التصوير ( أي الوسائل الصناعية التي تستعمل في التصوير ) ، فيجب ان نذكر الفن المصرى القـديم . وهنـا نكرر ماذكـره کارلو لینزی Carlo Linzi اذ قال : « ان المصريين القدماء كانوا أساتذة في فن التصوير والتمبرا في التاريخ القديم .. » فلقد استعمل المصريون الألوان المختلفة في رسومهم وقد عملوا في البداية عدة محاولات للرسم على الأسطح المختلفة بالألوان التي توصلوا إلى استعمالها وعملوا على تثبيتها .. كما أنهم ثبتوها بالصمغ او الفراء أو زلال البيض او غيرها من المواد اللاصقة ، واستعملوا في بعض الأحوال تكسية الرسوم بطبقة من مادة تحفظ الألوان كمادة شمع عسـل النحل أو انواع المواد الراتنجية الطبيعية كالأصماغ المختلفة وهذه الطريقة كانت بداية البحث عن استعمال الورنيش فيما بعد . ومن المعروف كذلك ان المصريين استعملوا الوان الشمع كما نرى في الرسوم البديعة للوجوه المعروفة باسم رسوم الفيوم . واذا اردنا بحث رسوم المقبرة السابق التنويه عنها وهي التي وجدت بالكوم الاحمر منذ عهد ما قبل الأسرات ( شكل 4 ) ، نرى انها بنيت من اللبن ۲۲ وطليت ببياض من الطين ورسمت عليه المناظر المختلفة بطريقة الألوان المائيـة أو التمبرا . ونلاحظ ان البيـاض الطيني به أثر من الجبس مع اللون الذي یکسو اسطح الصورة الخلفية ويكسبها لونا اصفر ( مغرة ) ، والرسم باللون الابيض والأحمر الطوبي أو الاحمر المغرة والاسود ، وقد حددت بعض الرسوم الموجودة باللونين تيرين ( وهما الاحمر المغرة والاسود ) . كما رسم افریز من أسفل ، أو ما يسمى ( بالسفل ) ، باللون الازرق المائل الى السواد ، ونرى من فوقه خط تحديد باللون الاحمر . ولهـذه اللوحة اهمية كبيرة في تاريخ الفن وتكنولوجيا التصوير وخاصة فن الأفرسك ، اذ انها الخطوة الأولى التي مهدت لظهور فن الأفرسك بعد ذلك في العصور التاريخية التالية .
ونلاحظ ان هذه اللوحة رسمت من وحدات بشكل متناثر وكان يربط بينها خلفية الصورة الصفراء التي هي لون الجـدار الأصلي ، كما نلاحظ أن بعض الأشكال رسمت بالوان اساسية في مساحات ، بعضها ظهر بتحـديده باللون الاحمر او البنى حتى يمكن توضیح معالمه بخطوط مبسطة ، مما يدعونا الى ان نرى في هذه اللوحة الأثرية بداية الاتجاه الى التصوير الحائطي مع تبسيط الخطوط والمساحات ، والاتجاه نحو الأسلوب المصرى الثابت الذي حدد معالم التصوير بعد ذلك في عهد الأسرات استعمال الألوان : اما من الناحية الصناعية فيجمل بنا أن نذكر أن الفنان المصري استعمل الألوان التي وجدها في الطبيعة كالأكاسيد والمواد المعدنية بعد ان اعد منهـا مسحوقا ناعما يصلح للاستعمال في التصوير والدهانات .. وفي هذه اللوحة بالذات نلاحظ اللون الابيض الذي يظهـر انه اما كربونات الكلس يوم وهو مسحوق الحجر الجيري .. او كبريتات الكلسيوم وهو الجبس الذي يظن ان اسمه اشتق من اسم مصر التي تنطق بالإغريقية أجبتوس AILYIITOE وقد حورت في اللغات الاوربية فنطقت اجبت Egypt . اما اللون الاصفر ( المغرة ) فالمادة المكونة له هي اكسيد الحديد المائي ، واللون الاحمر الذي يعرف بالمغرة الحمراء ، فهو اكيد طبيعي للحـديد ويوجد في مصر بكثرة وخاصة في سيناء . ويمكن أن نقرر كذلك أن اللون الاسود الذي استعمله المصري هو مسحوق ناعم من السناج ( الهباب ) الذي يتخلف عن الحريق على اسـطح الأوعية التي كان الطعام يطهى فيها ، وعلى جدران الافران وحواجز المناقد . ولكن اللون الازرق الضارب الى السواد ـ الذي استعمل في السفل ـ فيظن انه مسحوق ناعم من الفحم النباتي ، وهو لا يخرج عن كونه من مادة الكربون . مواد التثبيت : ولا يمكن أن نجزم بأن الفنان المصرى استعمل نوعا من المواد اللاصقة في تثبيت اللون على هذه اللوحة بالذات ، وذلك لأنه استعمل فيهـا الالوان الثابتة كالجبس والوان المغرة الصفراء والحمراء التي لا تحتاج عادة الى مواد غروية لتثبيتها .. اما المواد المثبتة التي تعرف أنها استعملت في مصر القديمة فهي ، الجيلاتين والغراء والصمغ ومادة زلال البيض وشـمع النحـل الذي استعمل في بعض الأحوال لتغطية سطح اللوحة الملونة . هذا وقد استعمل المصرى الوانا أخرى غير التي استعملت في لوحة مقبرة عصر ماقبل الاسرات بالكوم الأحمر أو الأعمال الاخـرى من نفس العصر . كاللون الأزرق وهو كربونات النحاس الزرقاء ، واللون الأخضر وهو ايضا من مركبات النحاس كمسحوق الملاخيت الذي يستخرج عادة من مناجم والصحراء الشرقية واللون الرمادي الذي هو خليط من اللونين الأس والأبيض ، وكذلك الرهج الاصفر وهو كبريتور طبيعي للزرنيخ .
ونلاحظ ان اسلوب التلوين المحدود الذي استعمل في عهـد ماقبل الأسرات والعهد العتيق ، كان يغلب فيه اللون الأحمر والأصفر والأسـود ، كان يتفق مع التكوينات البسيطة للرسوم 000 ومع ذلك فتوجد أيضـا لمسات من اللونين الأخضر والأزرق دام استعمالهما بتحفظ حتى الجزء الاول من الأسرة الرابعة . ويظهر اللون الأخضر في تصوير الكوم الأحمر الذي يرجع الى عهد الجرزة المتأخرة كما سبق ان راينا . اما اللون الأزرق فلم يعرف الا حديثا انه استخدم قبل حكم خوفو من الأسرة الرابعة الفرعونية ، عندما وجد في نماذج من الحصير الذي عثر عليه في مقابر سقارة التي ترجع الى عبد الأسرة الأولى . الفرشاة والأدوات : اما عن الأداة التي استخدمت في التلوين وهي الفرجون أو الفرشـاة . فكانت تصنع من نبات الحلفاء او الخوص كحزم مربوطة الى بعضها البعض . وتختلف درجة سمكها بما يتناسب والعمل نفسه ، كما وجد كذلك نوع آخر من الفرشاة يتكون من قطعة من الخشب ذي الألياف ، وقد هرس أحـد اطرافها بحيث تنفصل الألياف وتصبح كشعر الفرشاة . وقد وجد في الآثار بعض أمثلة منها على أشكال مختلفة ، ومازالت الألوان عالقة بها استعمالها في التلوين ويحدد طبيعة اللون الذي استعمل معها . كما يمكن كذلك ان نرى في بعض النقوش المصرية القديمة رسوما للكتاب والرسامين وهم يقومون بأعمالهم الفنية في عدة أوضاع ( شكل 5 ) في حالة جلوسهم أو في حالة وقوفهم ونلاحظ استعمالهم للفرشاة للرسم بها ... كما أنهم كانوا يضعون الفرشاة أو القلم على آذانهم ، اذ انه هو الوضع الطبيعي لوضع القلم أو فرشاة الرسم أثناء انشغال يد الرسام بالعمل ... ولا يدهشنا أن نرى هذه الطريقة التي مازالت ر شکل ه ) رسوم مختلفة للرسامين والكتاب المصريين وهم يقومون باعمالهم الفنية في عدة اوضاع ونرى معهم بعض ادواتهم المستعملة في اعمال الرسم والكتابة ، فنرى مثلا احدهم وهو الأول في الصف العلوي من اليسار يكتب بقلمه على ورق فوق لوحة وقد طوى ملف البردي تحت ابطه ، ويليه رجل يعرض لوحة مكتوبة ثم آخر يكتب وقد وضع الأقلام على اذنه وربط لوحة الالوان في حزام وسطه .
نبدأ هنـا بكلمة أبو التاريخ ( المؤرخ هيرودوت ) ، اذ ذكر فيما روى أن سكان وادي النيل قد اخترعوا التصوير .. فشاركوا في توضيح ظلال الانسان التي القاها على الحائط واوضح الحدود بالخط . وفي الحقيقة فان المصرى قد بسط وحدات التصوير وحددها في خطوط ومسـاحات بسيطة والوان صريحة ، وكانوا يرسمون النسـاء بلون اصفر اهرة ، والرجال بلون احمر طوبي والبحر بلون ازرق او اخضر . وهذه الألوان كانت تلون بها المسـاحات بدون تدريج لاظهار الظلام او اظهار قيم مختلفة للون ، فكانوا يستعملون الألوان الأساسية في رسومهم بدون درجاتها الظلية ( شکل ۳ ) رسم على آنية من مادة الفخار يرجع تاريخها الى عصر ماقبل التاريخ المكتوب في مصر . رمنذ فجر التاريخ نرى في مصر محاولات للرسم على الأواني الفخارية ( شکل ۳ ) وعلى الأحجار الصلبة ، أو بالألوان البسيطة على ملاط مادة من الطين كما نرى في مقبرة وجدت في الكوم الأحمر المعروفة بالكاب حاليا ( وهي التي عرفت في العصر اليوناني باسم مدينة هيراكومبوليس ) . ويرجع تاريخ تلك الرسوم التي وجدت بهذه المقبرة الى اواخر عهد ما قبـل الأسرات ( اي أكثر من خمسة آلاف سنة ) . ( ۱ ) يعتبر العلماء بداية عهد الفراعنة في مصر القديمة من فجر التاريخ المصري أي حوالي سنة 7000 ق.م. ويستمر حتى حكم الاسكندر الأكبر سنة ٣٢ ق.م. ( ۲ ) يرى الدكتور باهور لبيب ( كما ذكر في كتابه لمحات ) أن كلمة قبطی تعنی مصری ، وأن العصر القبطى يبدأ من الناحية الشعبية المصرية منذ دخول الاسكندر الأكبر مصر ق.م. حتى دخول العرب مصر سنة 641 ميلادية ومنذ ذلك الوقت وجد في البلاد مواطن قبطی أي مصري مسيحي ، ومواطن مصری مسلم " .
ولذلك فيرى اساتذة التصوير انه اذا تكلمنا عن التصوير وتكنولوجيـا التصوير ( أي الوسائل الصناعية التي تستعمل في التصوير ) ، فيجب ان نذكر الفن المصرى القـديم . وهنـا نكرر ماذكـره کارلو لینزی Carlo Linzi اذ قال : « ان المصريين القدماء كانوا أساتذة في فن التصوير والتمبرا في التاريخ القديم .. » فلقد استعمل المصريون الألوان المختلفة في رسومهم وقد عملوا في البداية عدة محاولات للرسم على الأسطح المختلفة بالألوان التي توصلوا إلى استعمالها وعملوا على تثبيتها .. كما أنهم ثبتوها بالصمغ او الفراء أو زلال البيض او غيرها من المواد اللاصقة ، واستعملوا في بعض الأحوال تكسية الرسوم بطبقة من مادة تحفظ الألوان كمادة شمع عسـل النحل أو انواع المواد الراتنجية الطبيعية كالأصماغ المختلفة وهذه الطريقة كانت بداية البحث عن استعمال الورنيش فيما بعد . ومن المعروف كذلك ان المصريين استعملوا الوان الشمع كما نرى في الرسوم البديعة للوجوه المعروفة باسم رسوم الفيوم . واذا اردنا بحث رسوم المقبرة السابق التنويه عنها وهي التي وجدت بالكوم الاحمر منذ عهد ما قبل الأسرات ( شكل 4 ) ، نرى انها بنيت من اللبن ۲۲ وطليت ببياض من الطين ورسمت عليه المناظر المختلفة بطريقة الألوان المائيـة أو التمبرا . ونلاحظ ان البيـاض الطيني به أثر من الجبس مع اللون الذي یکسو اسطح الصورة الخلفية ويكسبها لونا اصفر ( مغرة ) ، والرسم باللون الابيض والأحمر الطوبي أو الاحمر المغرة والاسود ، وقد حددت بعض الرسوم الموجودة باللونين تيرين ( وهما الاحمر المغرة والاسود ) . كما رسم افریز من أسفل ، أو ما يسمى ( بالسفل ) ، باللون الازرق المائل الى السواد ، ونرى من فوقه خط تحديد باللون الاحمر . ولهـذه اللوحة اهمية كبيرة في تاريخ الفن وتكنولوجيا التصوير وخاصة فن الأفرسك ، اذ انها الخطوة الأولى التي مهدت لظهور فن الأفرسك بعد ذلك في العصور التاريخية التالية .
ونلاحظ ان هذه اللوحة رسمت من وحدات بشكل متناثر وكان يربط بينها خلفية الصورة الصفراء التي هي لون الجـدار الأصلي ، كما نلاحظ أن بعض الأشكال رسمت بالوان اساسية في مساحات ، بعضها ظهر بتحـديده باللون الاحمر او البنى حتى يمكن توضیح معالمه بخطوط مبسطة ، مما يدعونا الى ان نرى في هذه اللوحة الأثرية بداية الاتجاه الى التصوير الحائطي مع تبسيط الخطوط والمساحات ، والاتجاه نحو الأسلوب المصرى الثابت الذي حدد معالم التصوير بعد ذلك في عهد الأسرات استعمال الألوان : اما من الناحية الصناعية فيجمل بنا أن نذكر أن الفنان المصري استعمل الألوان التي وجدها في الطبيعة كالأكاسيد والمواد المعدنية بعد ان اعد منهـا مسحوقا ناعما يصلح للاستعمال في التصوير والدهانات .. وفي هذه اللوحة بالذات نلاحظ اللون الابيض الذي يظهـر انه اما كربونات الكلس يوم وهو مسحوق الحجر الجيري .. او كبريتات الكلسيوم وهو الجبس الذي يظن ان اسمه اشتق من اسم مصر التي تنطق بالإغريقية أجبتوس AILYIITOE وقد حورت في اللغات الاوربية فنطقت اجبت Egypt . اما اللون الاصفر ( المغرة ) فالمادة المكونة له هي اكسيد الحديد المائي ، واللون الاحمر الذي يعرف بالمغرة الحمراء ، فهو اكيد طبيعي للحـديد ويوجد في مصر بكثرة وخاصة في سيناء . ويمكن أن نقرر كذلك أن اللون الاسود الذي استعمله المصري هو مسحوق ناعم من السناج ( الهباب ) الذي يتخلف عن الحريق على اسـطح الأوعية التي كان الطعام يطهى فيها ، وعلى جدران الافران وحواجز المناقد . ولكن اللون الازرق الضارب الى السواد ـ الذي استعمل في السفل ـ فيظن انه مسحوق ناعم من الفحم النباتي ، وهو لا يخرج عن كونه من مادة الكربون . مواد التثبيت : ولا يمكن أن نجزم بأن الفنان المصرى استعمل نوعا من المواد اللاصقة في تثبيت اللون على هذه اللوحة بالذات ، وذلك لأنه استعمل فيهـا الالوان الثابتة كالجبس والوان المغرة الصفراء والحمراء التي لا تحتاج عادة الى مواد غروية لتثبيتها .. اما المواد المثبتة التي تعرف أنها استعملت في مصر القديمة فهي ، الجيلاتين والغراء والصمغ ومادة زلال البيض وشـمع النحـل الذي استعمل في بعض الأحوال لتغطية سطح اللوحة الملونة . هذا وقد استعمل المصرى الوانا أخرى غير التي استعملت في لوحة مقبرة عصر ماقبل الاسرات بالكوم الأحمر أو الأعمال الاخـرى من نفس العصر . كاللون الأزرق وهو كربونات النحاس الزرقاء ، واللون الأخضر وهو ايضا من مركبات النحاس كمسحوق الملاخيت الذي يستخرج عادة من مناجم والصحراء الشرقية واللون الرمادي الذي هو خليط من اللونين الأس والأبيض ، وكذلك الرهج الاصفر وهو كبريتور طبيعي للزرنيخ .
ونلاحظ ان اسلوب التلوين المحدود الذي استعمل في عهـد ماقبل الأسرات والعهد العتيق ، كان يغلب فيه اللون الأحمر والأصفر والأسـود ، كان يتفق مع التكوينات البسيطة للرسوم 000 ومع ذلك فتوجد أيضـا لمسات من اللونين الأخضر والأزرق دام استعمالهما بتحفظ حتى الجزء الاول من الأسرة الرابعة . ويظهر اللون الأخضر في تصوير الكوم الأحمر الذي يرجع الى عهد الجرزة المتأخرة كما سبق ان راينا . اما اللون الأزرق فلم يعرف الا حديثا انه استخدم قبل حكم خوفو من الأسرة الرابعة الفرعونية ، عندما وجد في نماذج من الحصير الذي عثر عليه في مقابر سقارة التي ترجع الى عبد الأسرة الأولى . الفرشاة والأدوات : اما عن الأداة التي استخدمت في التلوين وهي الفرجون أو الفرشـاة . فكانت تصنع من نبات الحلفاء او الخوص كحزم مربوطة الى بعضها البعض . وتختلف درجة سمكها بما يتناسب والعمل نفسه ، كما وجد كذلك نوع آخر من الفرشاة يتكون من قطعة من الخشب ذي الألياف ، وقد هرس أحـد اطرافها بحيث تنفصل الألياف وتصبح كشعر الفرشاة . وقد وجد في الآثار بعض أمثلة منها على أشكال مختلفة ، ومازالت الألوان عالقة بها استعمالها في التلوين ويحدد طبيعة اللون الذي استعمل معها . كما يمكن كذلك ان نرى في بعض النقوش المصرية القديمة رسوما للكتاب والرسامين وهم يقومون بأعمالهم الفنية في عدة أوضاع ( شكل 5 ) في حالة جلوسهم أو في حالة وقوفهم ونلاحظ استعمالهم للفرشاة للرسم بها ... كما أنهم كانوا يضعون الفرشاة أو القلم على آذانهم ، اذ انه هو الوضع الطبيعي لوضع القلم أو فرشاة الرسم أثناء انشغال يد الرسام بالعمل ... ولا يدهشنا أن نرى هذه الطريقة التي مازالت ر شکل ه ) رسوم مختلفة للرسامين والكتاب المصريين وهم يقومون باعمالهم الفنية في عدة اوضاع ونرى معهم بعض ادواتهم المستعملة في اعمال الرسم والكتابة ، فنرى مثلا احدهم وهو الأول في الصف العلوي من اليسار يكتب بقلمه على ورق فوق لوحة وقد طوى ملف البردي تحت ابطه ، ويليه رجل يعرض لوحة مكتوبة ثم آخر يكتب وقد وضع الأقلام على اذنه وربط لوحة الالوان في حزام وسطه .
تعليق