تطور تكنولوجيا التصوير عبر العصور
ان كان يقصد الآن بالتصوير مايعني التصوير الزيتي فان نشأة التصوير قد اتخذت خطوات كثيرة حتى وصلت الى فن التصوير الذي نعر فه اليوم كما أن الوسائل الصناعية في التصوير ( التكنولوجيا ) أخذت عدة مراحل عبر العصور حتى وصلت الى الشكل الكلاسيكي الذي نعرفه ، ثم الأسـلوب الحديث الذي طوع كثيراً من أنواع المواد والألوان التي دخلت في الأعمـال المعاصرة لتتمشى مع فلسفة العصر ونظرته لمهمة الفنون الحديثة لمحة على تطور الأسلوب الصناعي في التصوير : يستحسن دائما أن يتعرف المصور على الاكتشافات الهامة التي ادت الى اشباع حاجات الفنان وأحاسيسـه فيحيط معرفة بطرق ووسائل الفنانين السابقين وان تاريخ الفن يحقق لنا ذلك ليستفيد منه كل المشتغلين في هذا الحقل .. بعد تفهمهم للخبرات السابقة ، وبذلك تصبح مهمتهم أكثر سهولة ويسرا والتصوير هو أحد الفنون الجميلة التي لها طرق تعبير متفرعة ومتعددة يصعب وضع قواعد علمية وعالمية سهلة لتحديدها . وان ماضي التصـوير مشتت ومتفرق في أعمال قديمة لم يمكن المحافظة عليها جيدا عبر العصور وهی : وهناك أربعة عناصر رئيسية يجب تتبعها دائما في دراسة تكنولوجيا التصوير 1 المادة الحاملة ۲ – أرضية التصوير 3 - الطلاء ( الأصباغ ) . . . ٤ ـ المادة المثبتة أو الوسيط . . . ولكن ماهي الظروف التي مرت على هذه المواد منذ نشأتها حتى عصرنا الحالي ؟ ان التصوير في الواقع لم يكن دائما كما يبدو لنـا اليـوم كفن للتعبير والايحاء .. أو العاطفة النابعة من شعور جمالي ، ولكنه بدأ أولا كفن تطبیقی مرتبط ـ الى حد ما ـ وظيفيا بأحد الأشياء أو الموضوعات ، ولكنه ليس بذاته موضوعا مادته عبـارة عن وظيفة لتعبير خاص ، وكان يخضع لفكرة مرتبطة بالسحر . مثل صورة الحيوان الذي ارتبط به الانسان فيما قبل التاريخ ورسمه في مناظر الصيد ، او رسوم لأسرار التوابيت او غرفة الدفن ) والأماكن الجنائزية ، وكان يستخدم أيضا لزخرفة وصيانة بعض المباني وهياكل السفن والأدوات المنزلية . ومن المؤكد ان للتصوير آثاره الخاصـة ولـكنه لايستطيع الوجود مستقلا عن المادة الحاملة وأرضية التصوير الذي وجد ليرسم عليها . وان الاختلاط المتعدد في اللغات القديمة بين صفتی نافع وجميل الذي يمكن تتبعه حتى عهـد « افلاطون » يبين في نفس الوقت ان القيمـة الروحية هي الدالة على المادية ، اي ان كلا المنفعة والجمال يجب ان تتوافر في كل شيء يفيد الانسان وقد مضى وقت طويل قبل الوصول الى فكرة المواد النافعة لاطلاقها على المعنى التصوري فقط .. وقد كانت هذه المسألة مترركة للوقت قبـل أن يحدث خلاف بين غرض الفنان المبدع والمجتمع الذي يتلقى عمله .. ومن هنا مشى الصانع في طريق خرج به من كونه مجرد صانع يعمل لخدمة أغراض المجتمع الى فنـان يعمـل لاشباع رغبته الفنية .. وذلك في أواخر العصور القديمة حتى القرن الخامس عشر الميلادي .. والأســوب الصناعي خير شاهد على تلك الذبذبات وهو الذي يضمن عمر الموضوع الفني والعمل الفني نفسه ويبدو لمرات عديدة انه وسيلة نجاح الفنان المعروف « فان دايك » . .. الاكتشافات الأولى لما قبل التاريخ : ويمكن الحديث عن التصوير ابتداء من اللحظة التي وجد فيها الانسان الطريق للتعبير بالرسم والحاجة الى تثبيت الالوان الاولية التي وضعتهـا الطبيعة في يده من طينة مختلفة الألوان وسهلة التشكيل ، وعصـارات النباتات ، وبقايا التفاعلات الكيماوية الأولية كالعظم المحروق .. وكل هذا اعطى للانسان وحيا باستخدام الالوان المتباينة للتعبير عن الاشكال المرسومة والمعاني التي كان كل لون من الالوان يحملها . كما ان خشونة الجدار ومقدرة الماء على اذابة الالوان سهلت للانسان معرفة كيفية تثبيت هذه الاصباغ الصناعية .. وقد أتاحت العبقرية والرغبة في اطالة عمر الصور المر الفرصة للفنان لاكتشـاف مادة مثبتة للجزئيـات الملونة .. ومن المستحيل تأكيد تركيب هذه المواد ، وان كان من المعروف استخدام بعض الدهون والعصارات النباتية والراتنجات الطبيعية ، فهي المواد التي عرفها الانسان والتي ساعدت على حفظ الصور القديمة التي ترجع الى عهود ما قبل التاريخ في مناطق « ماس دازیل ، Mas d'Azil « ومغارة التاميرا » والآثار المجدلية وغيرها من تلك العهود القديمة في العالم Altamira ويمكن معرفة معظم الأصباغ التي استخدمت في تلك الصور .. فهي من الوان الطينة الحمراء والصفراء واكاسيد الحديد والاهرة والعظم المحروق الذي يعطى اللون الاسود . وكذلك الكربون النباتي والأصباغ الزرقاء المشتقة من ثاني اكسيد المنجنيز ، كما توجد بقايا من الأصباغ النباتية وهذه الألوان كانت مسحوقة سحقا جانا او بواسطة الماء أو المواد الدهنية وربما الزيت بمعر وكان هذا العمل يجرى بمساعدة حجرين وقد تطورت صناعته فيما بعـد الواح سحق الألوان أو الملاخيت ثم الهاون كما سنرى الحضـارة المصرية القديمة وقد وجدت مواد التلوين كمـا وجدت كذلك قواقع او أحجار صغيرة كانت تحفظ بها تلك المساحيق الملونة ولا نشك أن الفنون قد نشأت في بلاد الشرق أول ما نشأت ، وانتشرت منه الى العالم كله وقد رأينا بداية التصوير منذ عصور ما قبل التاريخ في شمال أفريقيا وفى مصر ، ولذلك يهمنا أن نتتبع تطوره عندنا منذ أقدم العصور حتى نرى ما كان عليه في عهد الفراعنة ( 1 ) ثم في العهد القبطى ( ۲ ) ثم العهـد العربي حتى وصل الى الفنون المعاصرة ويهمنا أن نلاحظ دائما الأساليب التكنولوجية التي اتبعت وتطورت عبر العصور حتى وصلنا الى مفاهيم وأساليب جديدة في تكنولوجيا الفنون في حياتنا المعاصرة .. ♦
ان كان يقصد الآن بالتصوير مايعني التصوير الزيتي فان نشأة التصوير قد اتخذت خطوات كثيرة حتى وصلت الى فن التصوير الذي نعر فه اليوم كما أن الوسائل الصناعية في التصوير ( التكنولوجيا ) أخذت عدة مراحل عبر العصور حتى وصلت الى الشكل الكلاسيكي الذي نعرفه ، ثم الأسـلوب الحديث الذي طوع كثيراً من أنواع المواد والألوان التي دخلت في الأعمـال المعاصرة لتتمشى مع فلسفة العصر ونظرته لمهمة الفنون الحديثة لمحة على تطور الأسلوب الصناعي في التصوير : يستحسن دائما أن يتعرف المصور على الاكتشافات الهامة التي ادت الى اشباع حاجات الفنان وأحاسيسـه فيحيط معرفة بطرق ووسائل الفنانين السابقين وان تاريخ الفن يحقق لنا ذلك ليستفيد منه كل المشتغلين في هذا الحقل .. بعد تفهمهم للخبرات السابقة ، وبذلك تصبح مهمتهم أكثر سهولة ويسرا والتصوير هو أحد الفنون الجميلة التي لها طرق تعبير متفرعة ومتعددة يصعب وضع قواعد علمية وعالمية سهلة لتحديدها . وان ماضي التصـوير مشتت ومتفرق في أعمال قديمة لم يمكن المحافظة عليها جيدا عبر العصور وهی : وهناك أربعة عناصر رئيسية يجب تتبعها دائما في دراسة تكنولوجيا التصوير 1 المادة الحاملة ۲ – أرضية التصوير 3 - الطلاء ( الأصباغ ) . . . ٤ ـ المادة المثبتة أو الوسيط . . . ولكن ماهي الظروف التي مرت على هذه المواد منذ نشأتها حتى عصرنا الحالي ؟ ان التصوير في الواقع لم يكن دائما كما يبدو لنـا اليـوم كفن للتعبير والايحاء .. أو العاطفة النابعة من شعور جمالي ، ولكنه بدأ أولا كفن تطبیقی مرتبط ـ الى حد ما ـ وظيفيا بأحد الأشياء أو الموضوعات ، ولكنه ليس بذاته موضوعا مادته عبـارة عن وظيفة لتعبير خاص ، وكان يخضع لفكرة مرتبطة بالسحر . مثل صورة الحيوان الذي ارتبط به الانسان فيما قبل التاريخ ورسمه في مناظر الصيد ، او رسوم لأسرار التوابيت او غرفة الدفن ) والأماكن الجنائزية ، وكان يستخدم أيضا لزخرفة وصيانة بعض المباني وهياكل السفن والأدوات المنزلية . ومن المؤكد ان للتصوير آثاره الخاصـة ولـكنه لايستطيع الوجود مستقلا عن المادة الحاملة وأرضية التصوير الذي وجد ليرسم عليها . وان الاختلاط المتعدد في اللغات القديمة بين صفتی نافع وجميل الذي يمكن تتبعه حتى عهـد « افلاطون » يبين في نفس الوقت ان القيمـة الروحية هي الدالة على المادية ، اي ان كلا المنفعة والجمال يجب ان تتوافر في كل شيء يفيد الانسان وقد مضى وقت طويل قبل الوصول الى فكرة المواد النافعة لاطلاقها على المعنى التصوري فقط .. وقد كانت هذه المسألة مترركة للوقت قبـل أن يحدث خلاف بين غرض الفنان المبدع والمجتمع الذي يتلقى عمله .. ومن هنا مشى الصانع في طريق خرج به من كونه مجرد صانع يعمل لخدمة أغراض المجتمع الى فنـان يعمـل لاشباع رغبته الفنية .. وذلك في أواخر العصور القديمة حتى القرن الخامس عشر الميلادي .. والأســوب الصناعي خير شاهد على تلك الذبذبات وهو الذي يضمن عمر الموضوع الفني والعمل الفني نفسه ويبدو لمرات عديدة انه وسيلة نجاح الفنان المعروف « فان دايك » . .. الاكتشافات الأولى لما قبل التاريخ : ويمكن الحديث عن التصوير ابتداء من اللحظة التي وجد فيها الانسان الطريق للتعبير بالرسم والحاجة الى تثبيت الالوان الاولية التي وضعتهـا الطبيعة في يده من طينة مختلفة الألوان وسهلة التشكيل ، وعصـارات النباتات ، وبقايا التفاعلات الكيماوية الأولية كالعظم المحروق .. وكل هذا اعطى للانسان وحيا باستخدام الالوان المتباينة للتعبير عن الاشكال المرسومة والمعاني التي كان كل لون من الالوان يحملها . كما ان خشونة الجدار ومقدرة الماء على اذابة الالوان سهلت للانسان معرفة كيفية تثبيت هذه الاصباغ الصناعية .. وقد أتاحت العبقرية والرغبة في اطالة عمر الصور المر الفرصة للفنان لاكتشـاف مادة مثبتة للجزئيـات الملونة .. ومن المستحيل تأكيد تركيب هذه المواد ، وان كان من المعروف استخدام بعض الدهون والعصارات النباتية والراتنجات الطبيعية ، فهي المواد التي عرفها الانسان والتي ساعدت على حفظ الصور القديمة التي ترجع الى عهود ما قبل التاريخ في مناطق « ماس دازیل ، Mas d'Azil « ومغارة التاميرا » والآثار المجدلية وغيرها من تلك العهود القديمة في العالم Altamira ويمكن معرفة معظم الأصباغ التي استخدمت في تلك الصور .. فهي من الوان الطينة الحمراء والصفراء واكاسيد الحديد والاهرة والعظم المحروق الذي يعطى اللون الاسود . وكذلك الكربون النباتي والأصباغ الزرقاء المشتقة من ثاني اكسيد المنجنيز ، كما توجد بقايا من الأصباغ النباتية وهذه الألوان كانت مسحوقة سحقا جانا او بواسطة الماء أو المواد الدهنية وربما الزيت بمعر وكان هذا العمل يجرى بمساعدة حجرين وقد تطورت صناعته فيما بعـد الواح سحق الألوان أو الملاخيت ثم الهاون كما سنرى الحضـارة المصرية القديمة وقد وجدت مواد التلوين كمـا وجدت كذلك قواقع او أحجار صغيرة كانت تحفظ بها تلك المساحيق الملونة ولا نشك أن الفنون قد نشأت في بلاد الشرق أول ما نشأت ، وانتشرت منه الى العالم كله وقد رأينا بداية التصوير منذ عصور ما قبل التاريخ في شمال أفريقيا وفى مصر ، ولذلك يهمنا أن نتتبع تطوره عندنا منذ أقدم العصور حتى نرى ما كان عليه في عهد الفراعنة ( 1 ) ثم في العهد القبطى ( ۲ ) ثم العهـد العربي حتى وصل الى الفنون المعاصرة ويهمنا أن نلاحظ دائما الأساليب التكنولوجية التي اتبعت وتطورت عبر العصور حتى وصلنا الى مفاهيم وأساليب جديدة في تكنولوجيا الفنون في حياتنا المعاصرة .. ♦
تعليق