قراءات نقدية تشكيلية : للناقد والفنان التشكيلي عبود سلمان
٢ أبريل ٢٠١٢ ·
محمد هجرس الفنان النحات التشكيلي العربي المصري المقاتل الفدائي والسجين بقيد هواء الحرية . قراءة نقدية : عبود سلمان العلي العبيد / سوريا كلما تمتد يد هذا النحات العربي المصري المناضل (محمد هجرس ) المخضرم . في لغة الحياة . والإبداع . و التفأول . والفرح . تأتي هامة المقاتلين . المخضرمين . بالفن . لتقول أن ( المبدع العربي محمد هجرس ) سجن أكثر من مرة .فقط بتهمة القيام بعمل منحوتات سياسية . كان يتفاعل بحس قوي . بما يوازي . مابين عذابات الإنسان وحقيقة كفاحه . ضد الظلم وقوى الاستعباد . والاستغلال . وقوى العدو . وعملاءه الذين يقيدون حرية الإبداع . والمبدع . كي لا يفضح درب القبح والعدوان . ولهذا حقق الفنان النحات العربي المصري ( محمد هجرس ) صمود الإرادة . وسجل بفنه . مسيرة إبداعه . وحياته . ومواقفه . ونضاله . وهو الذي صرخ بوجه الطغمة الصهيونية . وأعداء الأمة العربية . وفلسطين . ونجوم الانفتاح المصري . الذين جسدهم بتمثاله ( الصرخة ) فكان لغة الثورة التي تحاكي البندقية . وعلى صداها ستتفجر الإرادة . ويكتب التاريخ النظيف . ومنه تفوح من أصابعه . همهمة تراقص الجسد المقاتل . كي ينتصر الفن المقاتل . ضد بلاهة الذل والخنوع . والاستسلام . حيث يحاكي الفنان النحات . برسالته النضالية . خلق رسالة الفن والثورة . وأهمية الفن المقاتل . في لغة تشكيلية عالمية . وروح الحالة الإبداعية . القوية المتمكنة . من مضمون العمل الفني . وإبداعه . إلى روح الشكل الذي يوازي عمق المضمون . ويستحيله إلى كيان أبداعي جميل ومدهش . قادرا على التحدي . في خصائص فن النحت . وقيمة إشكالية الفن . في تشكيل أفكار الفنان المبدع وطرق استلهاما ته . حيث تجسيد صورة العمل الفني . الإبداعي . مهمة عمق روح الفنان المبدع . وشكل إبداعه . هو في روح قوة الإنسان المبدع . عندما يتؤام لحظات البدء . بروح الفنان الملتهبة . كي تعبر عن مكنوناتها . الداخلية . لتعيد بحث الفنان . بمجد حلم الفنان . حين يكون الحلم . صورة أولى لتصورات أفكاره . وهواجسه . المنجزة في شكل إبداع . قد يحقق الانبهار . ليكتب روح الفنان . في عالم أصالة حقيقة المشهد . ويصنع منه قيمة تعبيراته . الإبداعية . والجمالية . في مواقف مناسبة . ومن هنا تنبع أهمية عقدة تجربة الفنان الذي يسخر إبداعه . لصالح قضايا حياة المجتمع وإحداثه . وهنا أيضا تتجسد الصور البيانية عن روح التصاق الفنان بناسه ومجتمع . وانتماءه بروح الالتزام . بقضايا إنسانه وبيئته . ولهذا يتناغم التكوين الكامل العام للحلم والعمل . ومن هنا يستطيع إن يجيش الفنان . إبداعه . لصالح وحدة إنسانيته . بمواقفه الحياتية . والعملية . ويعبر عنهم . بروح التشكيل والانسجام . وهذا ما أعطاه الفنان النحات ( محمد هجرس ) في تمثاله الشهير ( مقاتل يعانق فلسطين المحتلة ) فصار في خصائص فن إبداعه الفني والنحتي . حالة من الالتحام الكلي . للعيش بوسط الآلام الجماهير المناضلة . ووسط روح مواقعها الثورية والنضالية . والكفاحية . فجسد إيمانه بالقضية الفلسطينية . وحمل أفكاره وهواجسه الثقيلة . روح الحب اتجاه . إنسانيته . وأهمية دور الفنان بالمجتمع . وتصالحه . من حب سامي . مع روح التطلعات لصحوة . عشق الإنسان لأرضه . وسماء فضاءاته . كي ينمو الحلم بسكن الأفكار . ويعيش الجمال . بفن شغفه . التي تسكن أفكار الفنان . ولهذا تعيش الحالة الجمالية . بروح الفنان . لتقول أن الروح تداعب . بصيرة هذا الوجود . لتعيد تشكيل جمال العالم . بروح بيدر جماليات هدف التواصل . وروح الحاجة إلى الأصالة . والهدف . وبهذا يلتهب الفنان جدية الحياة . ويهب المبدع . ذروة إحساساته . وذلك من خلال نافذة ارتجالياته. فيكون في عصف الأفكار الثائرة . قوة الأرض والإنسان . ونضج الفكرة . والحقيقة . في منتهى ارتجاف الحالة الإبداعية . للإنسان الفنان . حينما يدخل عوالم إبداعه . كي يستخرج منها . حقل حقول تصوراته المنجزة . ومن هذه الرؤى والمنجزات . يبقى الجمال الرابض . في احتراق روح الوعود النحيلة . مشهد معرض إبداعات الفنان الملتزم . بالإنسان والأرض . وكالواحات الغناء . في مدارات الأرض . يبحر بقلب مصلوب . وصوت نائي . وهو الساكن في أنفاس الساهرين . وقد أنهكه السهد والإعياء . كي يلامس بالأنفاس النشوى . بمواويل الجوعى . حين يطعمنا بالجمال والروح والأمل . نهر من الحب والهذيان . وفن إبداع المواقف الجمالية . لصالح الإنسان . حيث يكون الفنان يقظ وذكي ولماح . وإمام الناس قائد . ومعلم . وشاهد على عصره . في فعل ممارسته الإبداعية . لهذا اخذ على عاتقه النحات الفنان ( محمد هجرس ) أن يمارس فنه النحتي . بحقيقة الفنان الصلب . الشجاع . الذي حول من فنه وإبداعه . إلى مفهوم فلسفي نضالي . خاص برؤية الفنان . الذي نذر ملامح تربة إبداعه . بملامح تربة الوطن . والإنسان . فانتصر لصالح الإنسان المسحوق . الذي يحتاج دائما . لمن ينقل صوته للآخرين . وللعالم . ويجعل من مراحل حياته . درس للأجيال . في حركة مهرجان الفصول . في دورة الفصول الأربعة . بالحياة . وهنا تكمن روح التواصل الايجابي . لحضور الفنان النحات ( محمد هجرس ) الذي هو صاحب التجربة الغنية في مجالها الحيوي ( النحت والخزف ) وله كامل الحضور المميز والمتميز . في هذا المجال . وبحثه الدائم في جماليات . فن النحت واطلاعه المستمر على خامات إبداعه . وطريقة مقومات إبداعه . وسيطرته على أداوته التقنية والتعبيرية . الخبراتية . في روح التعاملات الفنية . مع خامات بيئته المتوافرة من خشب وطين وبرونز . وغيرها من المواد المساعدة . ما هي إلا دلالة واضحة . على أصالة مسعى الفنان الإبداعي . وسلامة اتجاهاته الفنية التشكيلية . التي تجعل من قدراته الفنية . والإنسانية . في روح منحوتاته الفنية . والإبداعية . ما هي إلا إضافة هامة . في دور مجيد وطليعي . لفنان تشكيلي عربي . تقدمي . مجدد بفكرة النحت العربي المقاوم . لقوى من اسكنوا النحت في صالات الرفاهية والديكور . والكسل والتراخي الإبداعي . كي تصب قوائم مكاسبهم . بفكرة سقوط العمل الفني . عن مهام رياديته . لهذا يعد ( محمد هجرس ) واحد من مؤسسين الفن المقاتل . وشيخ أبداعي في فنون النضال النحتي . وهو من المثالين الذين سخروا إبداعهم . ومن مستوى أدائهم الفني . في منجزاتهم الإبداعية . والشخصية . كي يكونوا ذاكرة النحت العربي المناضل . ومن رواد فعل الرواد التشكيليين المقتدرين . والمجددين والطليعيين . في الفكر والأسلوب . وهو الذي قضى فترة كبيرة من حياته . مناضلا بإبداعه . ومن حياته التشكيلية . انحز في منحوتاته الخشبية والحجرية وغيرها . الكثير من المحتوى الاجتماعي . والوجودية . لواقعية الإنسان المنحوت . في إعماله النحتية . حيث امتلك بهم مقومات النحت الواقعي التعبيري . المضخم بسوبرمانية . رمزيته الفنية . التي تؤكد على جودة تواصله مع هذه المقومات . وتجعل من استمرارية تجربته الإبداعية . إدخال حس دراما تيكي في تزاوج جميل ومحبب للنفس . كي يظهر بمستوى تعبيراته المكونة لعمله الفني النحتي . حيث النظرة عميقة . وفاحصة . والفكرة ذات رؤى إبداعية . في طرح حالته الجمالية . التي يعزف عليها . في مضامين إعماله . لقوام فنون تجربته الفنية . حين يبدع في أدواته . ( أزاميل القطع ورأس مطرقة آلية العمل ) ومابين هما . تتكامل الحالة الرمزية . والفنية . وتأتي أنساقه المتكررة . على التوالدات التعبيرية . الجوانية . حيث تفوح منتهى الدلالات الرمزية . حيث الأشخاص والرموز . والحياة الأخرى . في سياقات فكره المنشود . ومابين روح الروليف النحتي . حيث الغائر والمنحي . والكشط التقني النافر . كنحت ثلاثي الأبعاد . تأتي منحوتاته . كحالة جمالية لمعزوفة فنية متكاملة الإطراف والإبعاد . ومنها تأتي روح الكتلة والفراغ . في فضاءات العمل الفني . وقدرة الفنان على شحن توظيف هذه التلقائية والفعل الإبداعي . في رموز إنسانيات إعماله . حيث الإنسان المتفجر . والصارخ . والرافض . والثائر . والمنتفض أبدا . في روح وحدة الأسلوب والتقنية . الناقلة لمأخوذياته . التي يستلهم منها الفنان النحات ( محمد هجرس ) روحية حالات إعماله . في حضارة توقه الى الحرية . والتسامي والتحليق .
والإبداع . راكض في حالاته الفنية . الإنسانية . كي يعبر عن حالات الظلم والقهر والاضطهاد الإنساني . والحرمان . الذي يسحق الإنسان . في مجريات إحداثه وأيامه . وقد استطاع الفنان أن يخرج بروحانية إعماله . ومن ثنايا أفكاره . أن يغوص عميقا في عمق روح التواصل التاريخي . لحضارات فن النحت القديم . بأصول دلالاته الرمزية المأخوذة بحضارات فن النحت والخزف والعمارة بالمنطقة العربية . كما في حضارة الفراعنة وبلاد مابين النهرين . وتدمر . واليمن والمغرب والسودان . والخليج العربي . ومن أهمية مكمن تجربته استطاع الفنان النحات ( محمد هجرس ) أن يتناول الواقع المعاش في حركة التاريخ الحديث . والقديم . راسم لوجود أعماله النحتية . جمالية الفكرة الفلسفية التعبيرية . الإنسانية . بمواقف موحية . تدلل على فنون النحت ألجداري النافر . حيث تمتد احتضان ذاكرته . وتستشرف دورة الحياة . وقيمة الإنسان . العامل . لتصب في تفاصيلها وفي جميع جزئياتها . المعروضة . روح الكائنات الحية . المرتبطة بالإنسان . حيث المرأة هي سيدة عمق مشهديه روح كل الحالات الفنية . بكل إيقاعاتها الحركية . المتوازية كعمق الدلالات الفنية . في روح الخصب والعطاء واستمرارية طبائع الإنسان . في هذا الكون . حيث الأجساد وإبراز تفاصيلها الجزئية . بروح النحت الواقعي . يعطي لمنحوتات الفنان النحات العربي المصري ( محمد هجرس ) روح المفاهيم الرمزية التي تتوق للاشتراك بدورة الحياة . حيث حميمية الملامح . تربة خصبة . لجميع المنحوتات التي أبدعها الفنان النحات . كي يظهر العلائق الجمالية . في جماليات علاقة المرأة والرجل والطيور . وإسرار المكان . حيث تنبض الحياة . في مكنوناته الإبداعية . لتخلد معاني الشهادة والنضال والمقاومة . والصمود . والحزن . والمشاعر الفياضة . الأخرى . حيث رحلة أعمار البشر . زاخرة بالعطاء الحاسم . ومسيرة الأثر الخالد . عنوان عريض . في أناشيد الفنان الجمالية . عندما جسد بالفن الملتزم . مساحة واسعة من إبداعاته . حيث تترسخ في حضوره الفني . ملامح ذهنية براعة الفنان . ومناظير واقعية النسب الذهنية . حيث روحية الآلام والمآسي . وحصاد حركة الأجساد الشهيدة . التي أبدع الفنان النحات . في تمثيلها . في سياق مسرحية تجانس إبداعاته . لروحية الالتزام . وقد تعمقت ذلك جيدا في عمر تجربته الإبداعية . فصارت لها مكانة مرموقة ومتفوقة بمزاياها الفنية . لملامسها الطبيعية . وبألوانها الفريدة . والنادرة . وهو الذي حافظ على مدار الأزمنة . على ميزة الإبداع الطبيعي . في شؤون خصائص فن النحت . فصنع منه قيمة أكاديمية . ذات منشأ إبداعي طالع من ارض الكنانة . ومصر المحروسة . حيث الإبداعي يأتي من هناك بشكله الطبيعي . ومن كوامن ارض مصر العربية . تستحيل الالتماعات الإبداعية . وتأتي في روح بيلوغرافيا المنشأ الأولي . ومنه يتواكب الفن بتطوره الإبداعي . ويترافق لشكله العام . ليكون في أجواءه . صورة زهو التناسق الجمالي . في تطور إيقاعات إبداع الفنانين التشكيليين في المحترف التشكيلي العربي المصري المعاصر . حيث النظام حتمي . والحضور ثقة مادة الروح العاشقة . وحالة عنفوان أصالة المنجز . هي طبائع علم الجمال المصري . الذي يزهو في الأفاق . منذ نشؤء هارمونية ملكة الإبداع . في الروح المصرية الفرعونية الحية . التي استند عليها بشكل طبيعي . كل مبدعي الفن والإبداع المصري . المعاصر والقديم . ولهذا جاءت فترة تأجيج الثورة في عمق التماعات الفنان النحات ( محمد هجرس ) لتكون ذات دلالة جمالية مصرية . معاصرة . ببنائية روحه ذات الطابع الكلاسيكي لفن النحت . حيث الروح الحية . الناطقة . بتلمس معاني الجمال . في حركية بناءه الدرامي . المشبع بهمومه . وآلامه . وانتصاراته . في حماس الفن . عندما ينتصر الفن . لعذابات الفقراء والمحرومين والهامشيين . والمسحوقين . وهم إبطاله الميامين . ووجه الفن الحقيقي . لعالم قضيته في الفن . والنحت . فتمثال المقاتل الفلسطيني . وطفل الانتفاضة . والمناضل العربي . الذي يرفع يده كالشراع . أو كالقمر . أو يشمر عن ساعديه . ليشكل بحركته هذه . زاوية إبداعه المتحرك . في خواص فنه المندفع من الأسفل إلى الأعلى . ومن الأعلى . تسمو التماعاته . وتشتد في كفي مناضله . أو مشخصه المنحوت . روح المقاومة . والعزم . والدفاع عن إنسانية الإنسان . حيث الثبات في إقدامه الرابشة على الأرض . والنظام الجمالي والنفسي . في إيقاع حضوره التشكيلي . حيث يمتشق الجسد في حالة متماسكة . ويتناسق بعنفوان ثوري . لمنتصر قادم من المعركة . أو لمقاتل ذاهب إلى المعركة المصيرية . ومن هذا أو ذات . سكنت قوة تشكيل إعماله الفنية التشكيلية . النحتية . برأس مرفوع . وقامة صدر مندفع إلى الإمام . وروح الواثق المنتصر لأصابع المقاتل الذي يحمل حجارة ضد العدو الصهيوني المحتل . يعطينا روح حالة التماسك والإيمان المطلق . بطهارة سعي الفنان إلى تجسيد روحه المقاتلة . لأنه مؤمن بأهمية قضية الإنسان . في الشرق . وفلسطين ومصر وكل بقاع العالم . حيث اللهفة إنسانية . في حالة حسية . وعمق الدلالة إنسانية . وواقعية . دقيقة الصنع . في صعوبة المادة المعمول بها . لهذا تبدو التقاطيع والهندسية . التي تمثل روح القيد ضد الإنسان . شكل حركة صيرورة استحياءه . في دواخل إعماله النحتية . ولهذا ينفذ الفنان النحات . إلى تلك النفحة المأساوية والبطولية . للنضال الإنساني . التحرري . ويتجسد . في شخصياته . التي ينحتها . سواء لوجوه فلاحين أو عمال أو فقراء . أو مفجوعين لأنهم ضحايا حرب غير عادلة . او في صورة مقاتلين مازال الروح البطلة . تحدد ملامحهم وسماتهم . ليكون الفنان في روح عصره . شاهد على عصره . وهو المفعم بالقوة وتاريخ إنسان إبداعه الأول . في حضارة مصر العظيمة . حيث الصمود المعنوي . هو روح تجلياته اللا محدودة . لتأليه الفضاء . في قدرة كل الإشكال المواجهة . في بناءات حضارات إبداعه . حيث يعيد شموخ تمثال ( ابو الهول ) في العديد من شموخ ذلك الرأس الشامخ ضد ملايين السنين . والعواصف . والرياح الخماسين . محمد هجرس ومحمود مختار وعبد البديع عبد البديع وآخرون هم كوكبة الإبداع الحقيقي في روح الحركة الفنية التشكيلية النحتية . العربية المصرية . حيث من العسير جدا . نسيان خصائص ومميزاتها . دون ذكر حقائق علم الجمال النحتي المصري . القديم منه . والجديد . وبإيقاع حضور رائع لكامل التجربة النحتية للفنان التشكيلي النحات ( محمد هجرس ) حيث تنقل المبدع من ارض وادي النيل . إلى مدينة الفن والجمال في روما . والى لبنان في زمن الحرب . حيث عايش حروب الإخوة . الأعداء . ومن ثم دخل سورية . واستقر ذات يوم بعد اتفاقيات ( كامب ديفيد ) المشنية . ليسكن مخيم اليرموك بدمشق . حاملا هواجسه الثقيلة . وكأنه السيزيف المصري . في حلم المواطن المصري الشريف . الذي يرفض ضياع حق حقوقه . ليحلم الفنان الهجرس . بأيمانه بالقضية الفلسطينية . وثورتها . وقد أوصله . هذا الحلم . الى حالة الالتحام الكلي للعيش وسط جماهيرها المناضلة . حين يصير وسط مواقعها النضالية . ليكون في المقدمة النضالية . من خلال دوره كانسان وفنان ونحات . وقد استطاع ان يلتحق بجيش فلسطين المناضل . ويكون ثائرا . ومبدع . مقيم في حضن الثورة الفلسطينية . وكان له مااراد . وبسرعة التشكيل والانسجام . ولدت من اصابعه فنون ابداع قن النحت المقاتل . فكانت سجل لاعمال خالدة . ومنها عمله النحتي ( مقاتل يعانق فلسطين ) . حيث ثمة بهاء موفور الجمال والاشراقة . حين نقول ان ثوب الجمال واللحظة الحاسمة . وطرد العذابات . هما من فنون روح الإبداع في نزف جراح الإبداع . عنده . حين يسكن الفنان عذابات لحن الضجر الإنساني . كي يكون في كفيه خبز الجياع في ثورة فن الجياع . حين لا يمكن المساومة . على الكرامة والكبرياء والحرية الكبرى . حيث يشكل الفنان ( محمد هجرس ) حالة فنية فريدة بين النحاتين . وأينما حل وأقام . لابد من بناء ( الفرن الخاص لحرق وشي الفخار ) فمنذ ترك لبنان وما خلفه وراءه من أجواء نحتية وافران وأعمال كبيرة هناك . جاء إلى دمشق وسكن دمشق بمخيم اليرموك . وأول ما بدأ به بناء هذا الفرن . والفنانة النحاتة ( منى السعودي ) سجلت في كتبت صغير تصف الهجرس وهو يعمل : (( أنه لا يعرف العمل إلا إذا كانت النار تتوهج في الفرن . والفخار يحترق . فدائما في لحظة البدء . وتلميذه يعمل منذ الفجر على الدولاب . فتكتمل صورة العمل . الحركة. هنا . فيستطيع محمد هجرس . أن يبدأ بتشكيل أفكاره وتجسيدها بأشكال لأتعرف المهادنة . ولا الاسترخاء . منحوتاته تؤكد قوة الإنسان .. وقدرته على التحدي والاستمرار . هكذا دائما يبحث الهجرس عن مجد يليق بالإنسان ... سيد الأرض .)) وظاهرة إبداع ( محمد هجرس ) هي صورة روح التعب المر . والدرب المنسي . في وثائق الذاكرة التشكيلية العربية المصرية والعالمية . فقط لأنه دفع فواتير الثمن المرجو منه . ولانه رفض الاستسلام للفن الفارغ من محتوى الإبداع الحقيقي . وسكن عوالمه بصدق حقيقي . يرفض المساومة . والتنازل عن حق حقوق الإنسان. بالحياة والجمال . والفن النقي . محمد هجرس يمزج الحب بالشوق . وذكريات الأمكنة . بكتاب العمر . والنحت . كي يعاند طفولة التراب . ويطوي المسافات عدوا إلى فن بحار المسافات الإنسانية . حيث يسكب الحب والحزن . والفرح الباقي . في واحة فن النحت المصري المعاصر . وهو المطهم بالطهر والمواقف إلى حد التوجع . في وجع دموع الطين . لقارورة الأمس . حين يصادق عمق السواقي النيلية . بدموع نهر النيل الخالد . حيث يعج ماء النهر بأحلام الأرض والفقراء . وطعم الجراح المفتوحة في كل زواية . من زوايا الدروب البعيدة . حيث يبدع في لحظات التألق . وجه النحت المصري المعاصر . وكأنه الجدار الأبدي . لذاكرة الزمن الأخير.
جميع الحقوق محفوظة الميادين منبر الإبداع العربي الحر: عبود سلمان