منذ سنة
Fareed Zaffour
1 فبراير 2022 م
أبو عمارحمص قصة عشق لاتنتهي
29 يناير 2022 ·
#حمدي_رمضان .....
#من_هو_موفق_الخاني? ?
هو محمد موفق الخاني بن بهاء الدين بن محمود، من أسرة الخاني الدمشقية، من مواليد دمشق في عام 1923تربى فيها وفي مدارسها .. نشر أول مقالة له في صحيفة محلية عام 1934 وهو في المرحلة الابتدائية.
بدأ الكتابة الصحفية العلمية عام 1946 في مجلة الجندي، واستمر في عدد من المجلات الأخرى المحلية والعربية كان آخرها جريدة "الثورة" حتى عام 1982، ثم ألف ونشر كتاباً باسم برنامجه التلفزيوني الشهير " من الألف إلى الياء " عام 1992.
شارك في الاستقلال عندما انسحب مع رفاقه من سلاح الطيران في الجيش الفرنسي في لبنان، وانضموا إلى قوات الدرك السوري، فحُكموا غيابياً من قبل القوات الفرنسية عام 1945.
بعد الاستقلال عام 1946 تسلم مع رفاقه مطار المزة العسكري باليد من القوات الفرنسية، وبنوا وجهزوا مطار الضمير العسكري ليكون مطاراً لوجستياً بعيداً عن دمشق، ثم أسس مع رفاقه سلاح الطيران العربي السوري من ثمانية عشر طائرة تدريب مروحية وثلاثة عشر طياراً، قاموا شخصياً بتحميلها بالأسلحة وقنبلتين، ودربوا أنفسهم بأنفسهم على قيادتها وإطلاق النار منها ورمي القنابل، لتكون جاهزة للقتال، ولا تزال صوره مع رفاقه تشهد على تلك الفترة.
شارك بطائرته (وكان يسميها لمياء) في حرب الإنقاذ في فلسطين عام 1948 في جزأيها قبل وبعد الهدنة، وكانت أبرز مشاركاته في معركة تحرير المالكية، وفي دك المواقع الصهيونية حول بحيرة طبريا، وفي مختلف أماكن الجليل وجبل الشيخ، ولا تزال رسائله لوالده ووالدته أثناء الحرب مثار إعجاب الجميع، وقد كان يطير أكثر من ستة عشر ساعة يومياً في مهمات قتالية، مما ساهم فيما بعد برفع رصيد ساعات الطيران لديه بحيث أنه عندما سرح من الجيش عام 1963 كان برتبه عميد ركن طيار مع قِدَم عسكري 22 عاماً وآلاف ساعات الطيران، وكان في التاسعة والثلاثين من العمر. بعد الحرب استلم إدارة التدريب الجوي ووضع القواعد الأساسية لها ونظم الأسماء وبعث الإيفادات وخرج الدورات لكل أجيال الطيارين اللاحقة، وكان هو من اختار تاريخ 16 تشرين الأول (يوم استلام مطار المزة من الفرنسيين) ليكون عيد الطيران، وكان هو من رسم بيده شعار الطيران في سورية ولا تزال لوحة عملاقة على مبنى (آمرية الطيران) في أبو رمانه تحمل الشعار الذي رسمه.
تسلم إدارة مؤسسة الخطوط الجوية السورية عام 1950 بعد أن تنازل عنها ملاكها من القطاع الخاص إلى الجيش بسبب إفلاسها، فساهم بإعادة تأسيسها واستلم إدارتها ما بين أعوام 1950 و1955 وكان يطير يوماً ويدير الشركة من مكتبه يوماً آخر، وفتح عدداً من الخطوط الجديدة، فأسس خط الحج، وخطوط القاهرة وإسطنبول والكويت ودبي واليمن وكراتشي واليونان وقبرص وضع أسس الخطوط الأوربية إلى لندن وأوروبا الشرقية، وأدار صفقتي شراء طائرات، وأسس مبدأ تعمير الطائرات، ووضع الجداول المحاسبية ودفاتر التشغيل وجميع الورقيات المستعملة إلى الآن، وجميع الاتفاقيات العاملة إلى الآن وخصوصاً اتفاقية الحج من الطيران السعودية حيث لا تزال كما وقعها هو مع حكومة المملكة العربية السعودية، وكانت شركة الطيران تحت إدارته تحقق أرباحاً بملايين الليرات السورية في ذلك الوقت.
من أجل تعريف المواطنين أكثر على الطيران وبهدف زيادة عدد ركاب شركة الطيران السورية قام بتأسيس نادي الطيران الشراعي في دمشق، واستلم إدارته وقام بتشغيله عشر سنوات مستعيناً بمدربين ألمان. أسس فرعي حلب وحماة للطيران الشراعي من بعد ذلك. ولا يزال العديد من المواطني السوريين يحملون شهادات طيران ويفتخرون بأنهم كانوا طيارين يوماً وكان أستاذهم موفق الخاني.
أسس سرب الطيران الزراعي في سورية بعد أن بدأه برف لتعفير محصول القطن عام 1954، وقد قام بعدة تجارب مضنية بإشراف خبراء من الأمم المتحدة استطاع بعدها إنقاذ محصول القطن من دودة القطن للموسم الزراعي في سورية في ذلك العام وحصل على ثناء خاص من رئيس الأركان لذلك السبب، عدل فيما بعد إلى وسام.
تسلم إدارة المؤسسة العامة للسينما في سورية عام 1965 وشغل منصب المدير العام لها حتى عام 1968، وأوفد العديد من الشباب إلى دول العالم لدراسة الإخراج والتصوير والذي يمثلون جيل الأساتذة في سورية اليوم، ولا يزال كبار المخرجين والجيل القديم من النجوم السوريين يذكرون تلك الفترة.
في نفس الفترة أسس المديرية العامة للسياحة وكان أول مدير عام لها وكان مديراً عام لمؤسسة السينما ومؤسسة السياحة معاً، وقام بتصوير المواقع السياحية في سورية لأول مرة من الجو، وجميع صور المواقع الشهيرة في سورية بالأبيض والأسود التي تعود لتلك الفترة قام بتصويرها المصور أزاد وكان هو قائد الطائرة.
بدأ إعداد وتقديم البرامج العلمية في الإذاعة السورية عام 1957 ولمدة ثلاثة وعشرين عاماً، ثم بدأ العمل في التلفزيون السوري في إعداد البرامج التلفزيونية العلمية والأفلام الوثائقية عام 1961 (أي منذ تأسيس التلفزيون) وقدم لسنتين برنامجاً تلفزيونياً علمياً أسبوعياً باسم "مجلة العلوم".
بدأ برنامجه التلفزيوني العلمي الأسبوعي " من الألف إلى الياء " عام 1963، وبقي مستمراً إلى عام 2006 على القناة الأولى للتلفزيون العربي السوري أي أكثر من ثلاثة وأربعين عاماً دون انقطاع. (لدى مراسلتنا لمؤسسة سجل غينيس Guinness للأرقام القياسية تبين أن الحاصل على لقب "مقدم أقدم برنامج تلفزيوني علمي لا يزال مستمراً في العالم " وهو السير " باتريك مور " قد بدأه عام 1957 أي في نفس التاريخ الذي بدأ فيه الأستاذ الخاني العمل في تقديم البرامج العلمية ولكن في الإذاعة لعدم وجود تلفزيون في سورية في ذلك الوقت، كما أن عدد الحلقات التي قدمها السير"مور" في برنامجه الشهري تزيد عن الخمسمئة بقليل، في حين يزيد عدد الحلقات التي قدمها الأستاذ الخاني في برنامجه الأسبوعي عن ألفي حلقة، ولا تزال المفاوضات مستمرة مع المؤسسة المذكورة).
أخرج في فترة السبعينات وبداية الثمانينات عدداً من الأفلام الوثائقية المهمة عن سلاح الطيران السوري، وعن مؤسسة مياه عين الفيجة والتي تشرب منها مدينة دمشق، وعن صناعة النفط في سورية، المواصفات والمقاييس العربية، ووثق فيلمياً مشروع جر مياه الشرب إلى مدينة دمشق والذي يعتبر من أضخم المشاريع في المنطقة، كما أعد عدداً كبيراً من البرامج عن المعادن والفوسفات والملح الصخري والجص، وتهجين القمح والذرة والمواشي الشامية واستنساخ النبات، وغيرها من المنجزات العلمية الحضارية في سورية.
عاد إلى مجال السياحة ليعمل مستشاراً لوزير السياحة في الفترة من عام 1980 إلى 1985 كانت فيها تمثل نواة الانطلاق السياحية في سورية لما شارك فيه من معارض بهدف نشر الوعي السياحي بسورية في الخارج، وذلك في اليابان وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وإنكلترا ودول الخليج العربي، مما أدخل ملايين السياح من البلدان المذكورة ولا يزال، ولا تزال عشرات الرسائل تصل سنوياً إلى صندوق بريده الخاص من ألمانيا وفرنسا تسأله عن المعلومات السياحية وغير ذلك، كما أن جميع أصحاب مكاتب السياحة والسفر والفعاليات السياحية يذكرون تلك الفترة بالخير.
يُعد الاستاذ موفق الخاني أحد المساهمين الرئيسيين في نشر الوعي العلمي في المنظمات والجمعيات والمؤسسات والمدارس في سورية منذ عام 1978 وحتى اليوم، حيث قام بتأسيسه وإدارته لمستوصف خيري سماه مركز ابن اللبودي (طبيب دمشقي من العصر الأيوبي) في حي باب سريجة الشعبي في دمشق، تابع للجميعة السورية لمكافحة السل والأمراض التنفسية، والعمل في مجالات حماية البيئة ونشر الوعي الصحي واستخدام الطاقات البديلة والطاقة الشمسية ومكافحة التدخين ومكافحة الأمراض التنفسية والتوعية ضد مرض الإيدز وتعميم استخدام الأغذية البديلة وتعليم صناعة نماذج الطائرات، بلإضافة إلى عرض الأفلام الصحية والعلمية الهادفة لطلاب المدارس وذلك على نفقته الشخصية وبحافز تطوعي.
نال وسام الاستحقاق السوري عن مشاركته في حرب فلسطين عام 1948 وكذلك ثناء خاصاً من رئيس الأركان السورية (رئيس الجمهورية) عام 1954 عدل إلى وسام، نال وسام الوحدة عام 1958 من المشير عبد الحكيم عامر ووسام الشرف عام 1960 من ملك كمبوديا، حصل شهادة قائد الفرقة الجوية للإقليم الجنوبي في دولة الوحدة (مصر) عام 1960 التي عدلت عام 1963 بشهادة أركان حرب سورية وعلى دبلوم بول تيسانديه Diplome Paul Tissandier والصادرة عن اتحاد الطيران الرياضي العالمي باعتباره رجل الطيران لعام 1963 في سورية، ودبلوم (بول تيسانديه) وهو اسم شخص، هو شهادة اتحاد الطيران الرياضي الدولي، يمنحها الإتحاد لأنشط رجل خدم الطيران والوعي الجوي في بلاده إعلامياً وعملياً خلال ربع قرن من الزمان على الأقل، وقد منحت للعقيد الطيار أركان حرب موفق الخاني عام 1963 م اعترافا من الإتحاد بجهوده في هذا المضمار. وكذلك حصل على دكتوراه في العلوم العسكرية عام 1963.
تم ترشيحه ثلاث مرات في الاعوام: 1982 و 1995 و 2000 لجائزة كالينغا العالمية (Kalinga prize for popularization of science) والتابعة لمنظمة اليونيسكو في مجال تعميم وتبسيط العلوم.
حصل على تقدير وزير السياحة (د. سعد الله آغا القلعة) في عام 2003 ,و دأب المجلس الأعلى للعلوم في سورية على تكريمه سنوياً ولعدة سنوات، كما جرى تكريمه من وزارت الإعلام والسياحة والصحة والثقافة والنفط، ومؤسسة المياه، والجامعات، ونقابات المعلمين والفنانين والصحفيين، وغيرها، على جهوده المستمرة في التوعية الإعلامية العلمية.
زار معظم البلدان الرئيسية في العالم وقابل الكثير من الزعماء والشخصيات في مسيرته: الملكين سعود وعبد العزيز آل سعود، الإمام يحيى، عبد الناصر، جميع الرؤساء والمسؤولين السوريين وصولاً إلى فرانسوا ميتران وجاك شيراك.
لم ينخرط في حياته كلها بأي تنظيم سياسي ولم يشارك في أي عمل سياسي أو انقلابي رغم علاقته الوثيقة بجميع رموز وحركيي سورية في فترة الخمسينات والستينات من القرن العشرين.
وفي العقد الماضي كان يساهم في نشاطات نفعية متعلقة بمركز (ابن اللبودي) في منطقة باب سريجة الشعبية بدمشق، حيث يقوم بعرض أفلام لطلاب المدارس لتوعيتهم في المجالات السابق ذكرها، وكان يقوم وعلى نفقته الخاصة بجولات على المدارس والمعاهد لإلقاء محاضرات عن مكافحة التدخين والمخدرات ونشر الوعي الصحي، إضافة إلى مشاركاته في محاضرات وزارات الصحة كل ما من شأنه المساعدة في مكافحة التدخين ونشر الوعي الصحي والبيئي والشبابي والنفعي بشكل عام .
رحم الله الأستاذ موفق الخاني وعوضه الجنة وأعلى منزلته وجزاه كل خير عن كل ماقدم وبذل لهذه البلاد