الاهــداء
ان الرجوع الى ذكريات الفن ورجال الفنون أحب الى قلبي من أي موضوع آخر .. فالفنان المثالى رجل عظيم .. تجتمع فيه طهارة القلب ، وصـدق الأحاسيس ، وشفافية الرؤيا ، والاخلاص في التعبير عن مكنونات قلبه ، لذلك فان رجوعي الى العمل في هذا الكتاب ـ بعد أن تركته عدة سنوات – جعلني أذكر أساتذة الفن الراحلين ورواده الأول ممن كان لهم أكبر الأثر في احيـاء الفنون في بلادنا 000 فأذكر منهم الفنان والشاعر الكبير المرحوم أحمد راسم من الكتابة كذلك الفنان الكبير محمود بن سعيد الذي اسعدني بتوجيهاته عندما كان يزورني في معارضی ويشترى من أعمالي المعروضة فيشعرني بروح الأخوة الصادقة من قلب فنان كبير مخلص ، وكذلك المرحوم الأستاذ محمد بك حسن مازلت أسمع رنين كلماته عندما همس في أذني وهو يزورني مع الفنان الفرنسي المسيو جورج ريمون سنة ١٩٤٠ ، وقال لي : « ان أسلوبك يعجبني ، وأنا أرى في رسومك الحديثة الاتجاه إلى التطور ولكن المهم ألا تشغلك العمارة عن التصـوير ... فكلاهما فن متمم للآخر 000 ، وأذكر كذلك الفنان الكبير محمد بك ناجي عندما زرته وكان مديرا للأكاديمية المصرية بروما ، وكان منهمكا في دراسـاته لتسجيل احساساته المصرية الخالصة . و يحضرني كذلك تلك اللحظات التي سعدت فيها برؤيا المرحومين الأستاد أحمد صبرى والأستاذ يوسف كامل وشـاهدت أعمالهما التي أثارت الطريق لتوجيه الجيل المعاصر من الفنانين . وكذلك اذكر المرحوم الأستاذ أدهم وانلى الذي طالما سعدت برؤيا أعماله الفنية المبدعة ، وكان من أوائل من ساهم معنا . أنا وزميلي الأستاذ رشدی اسکندر ـ في انشاء الجمعية الأهلية للفنون الجميلة ولا يفوتني في هذا المجال ان اذكر الفنان الكبير المرحوم بیبی مارتان فهو احد الأجانب القليلين ممن اخلصوا في حب مصر وعشقوا حياتها ، فعبر في رسومه وموضوعاته عن الريف المصرى وحياة الفلاحين بصدق وأمانة . فالي كل هؤلاء الفنانين الراحلين ممن كان لهم أكبر الأثر في تدعيم الفنون الجميلة التي أعتبرها المقياس الحقيقي لحضارة الشعوب ، والى زملائهم وتلاميذهم ممن وهبوا أنفسهم لخدمة الفن أهدى هذا المؤلف الذي أعتبره لبنة بسيطة في الصرح الفني الخالد الذي قاموا ببنائه فأصبحوا من الخالدين القاهرة في
١٦ – ۱۰ – ۱۹۷۲ دکتور مهندس محمد حماد ...
تصدير
لو كان لكل عمل ذكريات مرتبطة بتاريخه ۰۰۰ فان ذكريات هذا العمل الذي أقدم عليه اليوم ترجع الى عام ١٩٤٢ عندما التقيت بالفنان الراحل الأستاذ أحمد صبري في ميدان الأوبرا ... ولا تجاذبنا أطراف الحديث الذي دار بيننا عن أسلوب تعليم التصوير ، ذكرت له اننى افضل الطريقة التي كان يسير عليها استاذي الذي تتلمذت عليه في فن التصوير ( وأنا في سن السابعة من عمري ) وهو الفنان الايطالي الأستاذ « منشینی » . كان كالفنانين الايطاليين القـدامي يتذوق كل أنواع الفنون ويرى أن يمر بها كل طالب . فكان نحاتا ومصورا يجيد كل أنواع النحت والحفر والزخرفة ... وكان كذلك ذواقا للموسيقى . فعندما يأتي لاعطائي الدروس الفنية برسمى الصغير في المنزل ... كان يجلس ، في كثير من الأحيان ، الى جوار الحاكي ( وهو الجهاز الوحيد الذي كان من الممكن أن يستمع منه الانسان الى التسجيلات الموسيقية في تلك الأيام ) لينتخب بعض الأسطوانات التي يميل الى استماعها من الموسيقى القديمة ، وخاصة موسيقى باخ ، لتضفي على الموسم جوا شاعريا حالما يبعث التأمل والفكر . وكانت أول توجيهاته ـ عندما بدأت في دراسة التصوير الزيتي – أنه يجب على أن أتعـرف أولا على المواد التي سأستعملها على اللوحات وطرق تحضيرها حتى أتعرف على طبيعتها التكنولوجية فيسهل على استعمالها بفهم وعلم ودراية وكان دائما يضرب مثلا بالمصور « ليوناردو دافنشی » ... ذلك الانسان الفنان الذي يصفه المؤرخ « جورج فازاری » بأن مواهبـه العظيمة التي تفوق الحدود ، قد هبطت عليه من السماء فجمعت فيه الجمال واللطف والفضيلة في جسد واحد ولذلك فان كل عمل من أعماله يبدو قدسيا ومميزا عن غيره لانه هبة من عند الله . وكان يقول دائما ان تاريخ حياته الحافل بالأعمال الفنية والمخترعات ـ التي كان لها قيمتها في ذلك الوقت - تدل على ان هذا الرجل العبقرى لم يكن مصورا فحسب .. بل كان كذلك نحاتا ومهندسا ومخترعا ، وكان رائدا في كل عمل يمارسه 000 وذلك لأنه كان يقبل على كل عمل بدافع الحب والرغبة في أداء العمل ، والميل لخدمة البشرية . ولذلك كان يتبع في دراسته كل عمل يؤديه الاسلوب العلمي فيتثبت من النواحي التكنولوجية حتى يمكنه أن يطورها بعقله الراجح وتجربته وممارسته للحياة - . ولذلك فكانت نصيحته دائما أن يهتم الفنـان بتذوق كل الفنون ودراسة النواحي التكنولوجية دراسة وافية ... ... وكانت توصية أستاذي سببا في تفكيري لعمل مصنع صغير للألوان وأخذت هذه الفكرة تراود نفسي كأمنية جميلة ما لبثت أن تحققت عند قيام الحرب العالمية الثانية سنة 1939 ، فأحضرت آلة صحن ميكانيكية من انجلترا ، وبدأت في تحضير ألوان الزيت والجواش والباستل لنفسي لفترة من الزمن .
عندما فكرت في أن يكون هـذا العمل عملا تجاريا وعينت أحد العمال ليقوم بالعمل كسر آلة الصحن بعد اسبوع واحد ـ نتيجة لاهماله وعدم تقديره لقيمة العمل الذي يقوم به ـ فأوقفت العمل بعد ان زهدت في الناحية التجارية من هذه الصناعة ، واكتفيت بمتعة العمل الفني . ... لقد طال بی الحديث مع الأستاذ أحمد صبرى ولكننا خرجنا من هذا الحديث بنتيجة واحدة 000 وهي وجوب تأليف كتاب عن تكنولوجيا التصوير ليفيد منه الطالب الذي يريد ان يتفهم المواد التي يعاملها في دراسته وعمله بعد وهنا ابتسم الأستاذ صبري وهز راسه ثم قال : ذلك و نعم یا عزیزی ولكننا لا نجد عندنا المؤلف الفنان الذي يمكنه أن يجد من وقته متسعا ليعالج تكنولوجيا الفنون في كتاب لأن كبار الفنانين الذين يمكنهم القيام بهذا العمل يفضلون أن يصرفوا أوقاتهم كلها في تصوير اللوحة التي يسجلون عليها أحاسيسهم بدلا من الكتابة . ولذلك فيجب أن نجـد من بيننا من يجند نفسه للقيام بهـذا العمل كفدائي يض من وقته لخدمة فنه وأهله ( ثم صمت قليلا ونظر الى قائلا : و ولماذا لا تكون أنت أول الفدائيين ... فأنت من أول من كتبوا في خدمة الفن ونشر الوعى الفني بين ناس في مجلة العمارة منذ انشائها عام ۱۹۳۹ ، وكانت لك تجاربك الخاصة في تكنولوجيا الفنون وصناعة المواد كما أنك كفنان يجب عليك أن تكمل الرسالة ... » كان هذا حديثا ممتعا مع صديق عزيز احببته وأحببت أعماله ورقة احساسه ورهافة مشاعره ۰۰۰ وانتهى بنا الحديث بأن وعدته أن أحاول ... وأرجو الله ان يوفقني . وفعلا بدأت في تحضير هذا الكتاب ... الا ان ظروف الحياة ومشاغلي الكثيرة عاقت بيني وبين اكمال هذا العمل كي أحقق عهدا أخذته على نفسي . كما أن الزميل الفنان الأستاذ صدقى الجباخانجي كان أول الرواد فترجم كتابا في نفس هذا الموضوع للفنان الايطالي كارل فرایو Carlo Ferraio ) سنة 1946 • ومرت الأيام 000 وبعد فترة طويلة بلغت أكثر من ربع قرن ( في أوائل عام 1971 على وجه التحديد ) قابلت الزميل الفنان الأستاذ سيد عبد الرسول ، ودار بيننا الحديث حول هذا الموضوع نفسه ، وقصور المكتبة العربية في فرع الفنون بالذات ... فقلت ولو أني متجه الآن إلى المساهمة في سد الفراغ في الناحية الهندسية من المكتبة العربية الا أنني سأجمع أوراقي القديمة وأحاول بعون الله اخراج هذا المؤلف الذي بدأته منذ أكثر من ربع قرن من الزمان وقبل أن أبدأ هذا العمل أرى من واجبي أن أقدم شكري لكل من ساعدني أو عاونني لاخراج هذا العمل ، واخص بالذكر الزميل الأستاذ سيد عبد الرسول والمهندس الدكتور السعيد عبد الخالق لاظ والاستاذ رجاء ميلاد والاستاذ عبد الغني فؤاد ... وأرجو الله أن يوفقنا جميعا الى مافيه خير الوطن العربي ... والله ولي التوفيق القاهرة في
١٦ – ۱۰ – ۱۹۷۲ دکتور مهندس محمد حماد
ان الرجوع الى ذكريات الفن ورجال الفنون أحب الى قلبي من أي موضوع آخر .. فالفنان المثالى رجل عظيم .. تجتمع فيه طهارة القلب ، وصـدق الأحاسيس ، وشفافية الرؤيا ، والاخلاص في التعبير عن مكنونات قلبه ، لذلك فان رجوعي الى العمل في هذا الكتاب ـ بعد أن تركته عدة سنوات – جعلني أذكر أساتذة الفن الراحلين ورواده الأول ممن كان لهم أكبر الأثر في احيـاء الفنون في بلادنا 000 فأذكر منهم الفنان والشاعر الكبير المرحوم أحمد راسم من الكتابة كذلك الفنان الكبير محمود بن سعيد الذي اسعدني بتوجيهاته عندما كان يزورني في معارضی ويشترى من أعمالي المعروضة فيشعرني بروح الأخوة الصادقة من قلب فنان كبير مخلص ، وكذلك المرحوم الأستاذ محمد بك حسن مازلت أسمع رنين كلماته عندما همس في أذني وهو يزورني مع الفنان الفرنسي المسيو جورج ريمون سنة ١٩٤٠ ، وقال لي : « ان أسلوبك يعجبني ، وأنا أرى في رسومك الحديثة الاتجاه إلى التطور ولكن المهم ألا تشغلك العمارة عن التصـوير ... فكلاهما فن متمم للآخر 000 ، وأذكر كذلك الفنان الكبير محمد بك ناجي عندما زرته وكان مديرا للأكاديمية المصرية بروما ، وكان منهمكا في دراسـاته لتسجيل احساساته المصرية الخالصة . و يحضرني كذلك تلك اللحظات التي سعدت فيها برؤيا المرحومين الأستاد أحمد صبرى والأستاذ يوسف كامل وشـاهدت أعمالهما التي أثارت الطريق لتوجيه الجيل المعاصر من الفنانين . وكذلك اذكر المرحوم الأستاذ أدهم وانلى الذي طالما سعدت برؤيا أعماله الفنية المبدعة ، وكان من أوائل من ساهم معنا . أنا وزميلي الأستاذ رشدی اسکندر ـ في انشاء الجمعية الأهلية للفنون الجميلة ولا يفوتني في هذا المجال ان اذكر الفنان الكبير المرحوم بیبی مارتان فهو احد الأجانب القليلين ممن اخلصوا في حب مصر وعشقوا حياتها ، فعبر في رسومه وموضوعاته عن الريف المصرى وحياة الفلاحين بصدق وأمانة . فالي كل هؤلاء الفنانين الراحلين ممن كان لهم أكبر الأثر في تدعيم الفنون الجميلة التي أعتبرها المقياس الحقيقي لحضارة الشعوب ، والى زملائهم وتلاميذهم ممن وهبوا أنفسهم لخدمة الفن أهدى هذا المؤلف الذي أعتبره لبنة بسيطة في الصرح الفني الخالد الذي قاموا ببنائه فأصبحوا من الخالدين القاهرة في
١٦ – ۱۰ – ۱۹۷۲ دکتور مهندس محمد حماد ...
تصدير
لو كان لكل عمل ذكريات مرتبطة بتاريخه ۰۰۰ فان ذكريات هذا العمل الذي أقدم عليه اليوم ترجع الى عام ١٩٤٢ عندما التقيت بالفنان الراحل الأستاذ أحمد صبري في ميدان الأوبرا ... ولا تجاذبنا أطراف الحديث الذي دار بيننا عن أسلوب تعليم التصوير ، ذكرت له اننى افضل الطريقة التي كان يسير عليها استاذي الذي تتلمذت عليه في فن التصوير ( وأنا في سن السابعة من عمري ) وهو الفنان الايطالي الأستاذ « منشینی » . كان كالفنانين الايطاليين القـدامي يتذوق كل أنواع الفنون ويرى أن يمر بها كل طالب . فكان نحاتا ومصورا يجيد كل أنواع النحت والحفر والزخرفة ... وكان كذلك ذواقا للموسيقى . فعندما يأتي لاعطائي الدروس الفنية برسمى الصغير في المنزل ... كان يجلس ، في كثير من الأحيان ، الى جوار الحاكي ( وهو الجهاز الوحيد الذي كان من الممكن أن يستمع منه الانسان الى التسجيلات الموسيقية في تلك الأيام ) لينتخب بعض الأسطوانات التي يميل الى استماعها من الموسيقى القديمة ، وخاصة موسيقى باخ ، لتضفي على الموسم جوا شاعريا حالما يبعث التأمل والفكر . وكانت أول توجيهاته ـ عندما بدأت في دراسة التصوير الزيتي – أنه يجب على أن أتعـرف أولا على المواد التي سأستعملها على اللوحات وطرق تحضيرها حتى أتعرف على طبيعتها التكنولوجية فيسهل على استعمالها بفهم وعلم ودراية وكان دائما يضرب مثلا بالمصور « ليوناردو دافنشی » ... ذلك الانسان الفنان الذي يصفه المؤرخ « جورج فازاری » بأن مواهبـه العظيمة التي تفوق الحدود ، قد هبطت عليه من السماء فجمعت فيه الجمال واللطف والفضيلة في جسد واحد ولذلك فان كل عمل من أعماله يبدو قدسيا ومميزا عن غيره لانه هبة من عند الله . وكان يقول دائما ان تاريخ حياته الحافل بالأعمال الفنية والمخترعات ـ التي كان لها قيمتها في ذلك الوقت - تدل على ان هذا الرجل العبقرى لم يكن مصورا فحسب .. بل كان كذلك نحاتا ومهندسا ومخترعا ، وكان رائدا في كل عمل يمارسه 000 وذلك لأنه كان يقبل على كل عمل بدافع الحب والرغبة في أداء العمل ، والميل لخدمة البشرية . ولذلك كان يتبع في دراسته كل عمل يؤديه الاسلوب العلمي فيتثبت من النواحي التكنولوجية حتى يمكنه أن يطورها بعقله الراجح وتجربته وممارسته للحياة - . ولذلك فكانت نصيحته دائما أن يهتم الفنـان بتذوق كل الفنون ودراسة النواحي التكنولوجية دراسة وافية ... ... وكانت توصية أستاذي سببا في تفكيري لعمل مصنع صغير للألوان وأخذت هذه الفكرة تراود نفسي كأمنية جميلة ما لبثت أن تحققت عند قيام الحرب العالمية الثانية سنة 1939 ، فأحضرت آلة صحن ميكانيكية من انجلترا ، وبدأت في تحضير ألوان الزيت والجواش والباستل لنفسي لفترة من الزمن .
عندما فكرت في أن يكون هـذا العمل عملا تجاريا وعينت أحد العمال ليقوم بالعمل كسر آلة الصحن بعد اسبوع واحد ـ نتيجة لاهماله وعدم تقديره لقيمة العمل الذي يقوم به ـ فأوقفت العمل بعد ان زهدت في الناحية التجارية من هذه الصناعة ، واكتفيت بمتعة العمل الفني . ... لقد طال بی الحديث مع الأستاذ أحمد صبرى ولكننا خرجنا من هذا الحديث بنتيجة واحدة 000 وهي وجوب تأليف كتاب عن تكنولوجيا التصوير ليفيد منه الطالب الذي يريد ان يتفهم المواد التي يعاملها في دراسته وعمله بعد وهنا ابتسم الأستاذ صبري وهز راسه ثم قال : ذلك و نعم یا عزیزی ولكننا لا نجد عندنا المؤلف الفنان الذي يمكنه أن يجد من وقته متسعا ليعالج تكنولوجيا الفنون في كتاب لأن كبار الفنانين الذين يمكنهم القيام بهذا العمل يفضلون أن يصرفوا أوقاتهم كلها في تصوير اللوحة التي يسجلون عليها أحاسيسهم بدلا من الكتابة . ولذلك فيجب أن نجـد من بيننا من يجند نفسه للقيام بهـذا العمل كفدائي يض من وقته لخدمة فنه وأهله ( ثم صمت قليلا ونظر الى قائلا : و ولماذا لا تكون أنت أول الفدائيين ... فأنت من أول من كتبوا في خدمة الفن ونشر الوعى الفني بين ناس في مجلة العمارة منذ انشائها عام ۱۹۳۹ ، وكانت لك تجاربك الخاصة في تكنولوجيا الفنون وصناعة المواد كما أنك كفنان يجب عليك أن تكمل الرسالة ... » كان هذا حديثا ممتعا مع صديق عزيز احببته وأحببت أعماله ورقة احساسه ورهافة مشاعره ۰۰۰ وانتهى بنا الحديث بأن وعدته أن أحاول ... وأرجو الله ان يوفقني . وفعلا بدأت في تحضير هذا الكتاب ... الا ان ظروف الحياة ومشاغلي الكثيرة عاقت بيني وبين اكمال هذا العمل كي أحقق عهدا أخذته على نفسي . كما أن الزميل الفنان الأستاذ صدقى الجباخانجي كان أول الرواد فترجم كتابا في نفس هذا الموضوع للفنان الايطالي كارل فرایو Carlo Ferraio ) سنة 1946 • ومرت الأيام 000 وبعد فترة طويلة بلغت أكثر من ربع قرن ( في أوائل عام 1971 على وجه التحديد ) قابلت الزميل الفنان الأستاذ سيد عبد الرسول ، ودار بيننا الحديث حول هذا الموضوع نفسه ، وقصور المكتبة العربية في فرع الفنون بالذات ... فقلت ولو أني متجه الآن إلى المساهمة في سد الفراغ في الناحية الهندسية من المكتبة العربية الا أنني سأجمع أوراقي القديمة وأحاول بعون الله اخراج هذا المؤلف الذي بدأته منذ أكثر من ربع قرن من الزمان وقبل أن أبدأ هذا العمل أرى من واجبي أن أقدم شكري لكل من ساعدني أو عاونني لاخراج هذا العمل ، واخص بالذكر الزميل الأستاذ سيد عبد الرسول والمهندس الدكتور السعيد عبد الخالق لاظ والاستاذ رجاء ميلاد والاستاذ عبد الغني فؤاد ... وأرجو الله أن يوفقنا جميعا الى مافيه خير الوطن العربي ... والله ولي التوفيق القاهرة في
١٦ – ۱۰ – ۱۹۷۲ دکتور مهندس محمد حماد
تعليق