صور الحرب مفجعة كالحرب ذاتها وليست صور الحرب أخيلة توهمت و صورت او رسمت ونقشت بل هي الحرب صارلها صورة وشكل أبدي يقبض على ذاكرة الكبار والصغار في لبنان والعالم وليس التصوير في زمن الحرب فن تمثيل الأشخاص والأشياء والأفكار بالألوان ، وإنما التصوير حجم الواقع وفظاعته بدون زيادة ولا نقصان صور الحرب بالأبيض والأسود ال دخلت صندوقة سوداء مظلمة على صفيحة سريعة التأثر بالنور 15 . وكان فن إثبات الحرب بالصورة الصامتة المتكلمة والمصور الصحافي في حرب لبنان الذي صور الكائنات الحية والجامدة وا والمنقة ، كان يمشي بين الرصاصة والرصاصة ، والشظية واختها - كان يقفز مع القضاء والقدر ليلتقط صورة للذكرى والتذكر ، لعل في ذكرى الحرب على لبنان ما ينفع المؤمنين والكافرين آن - Ca A صور الحرب ، كتبتها ، آلات تصوير فوتوغرافية مميزة البقاع ومتنوعة ، وركضت وراء الحدث في بيروت والجنوب ووادي صور الاجتياح الذي اجتاح كل الصور - هاربون في كل اتجاه والنار تطوقهم , كل شيء يشتعل وجثة ودماء تروي الأرض التي لا تموت طفل عار ومصاصة وطابة في يده الصغيرة واخته نشده بيده الحرة والنظرات مدمرة . ومن صور ر الحرب ا شاب من الدفاع المدني يحمل بيده الفظيعة يدأ مجهولة بترتها الحرب المعلومة اليد المقطوعة لا تزال تحتفظ بساعتها اليدوية مع بقايا قميص ممزق L شاب يحمل امه أو جدته ، على ظهره ويمشي بها نحو الخلاص . صورة فيها من شباب الشيخوخة وشيخوخة الشباب ، كلنا دخلنا عصر الشيخوخة المبكرة - في المستشفى سيدة عجوز سقطت في الانهيار التام على وقربها رجل محروق والاحتراق . للخلاص من الحريق صور مشتعلة - النار تكاد تاكل الصور وشبان يتسابقون وحرب الموت على الكورنيش .
قذائف وطائرات حربية وراجمات صواريخ وموت جو - أرض ، وموت أرض - أرض . و انسان يفتح يديه بعدما اكلت النار كل شيء . جثة مهشمة ، مشلعة وسيارات اسعاف ، واخرى مشتعلة أو مقلوبة ومصـورون يلتقطون بعض الحياة والكثير من الموت طفل يفرك عينيه ويسترق النظر إلى الكاميرا ، بحزن وغضب وهو يجلس في الملجا وأمامه كرسي قش وحوله وحواليه سيارة محترقة وأمامها ضحية الارض مزروعة بشظايا ودماء . ورجل مزقت الحرب كل جسده ففتح يده للجنون أو للخلاص . جثة سيارة ورصاصة في ظهر السائق وهو ، وهو مستلق على المقعد الجانبي رجل يحمل فراشه بين الأبنية المدمرة غير قرير العين قنابل مضيئة كأنها انفجارات الأمامي ضوئية أو عواصف رعدية أو القادم مع الغمام الأسود Na طائرة تحترق في سماء الجنوب وامرأة الحنان تشد ابنها صوب الحنايا وتركض باتجاه الأمن والأمان شیخان ، عکازتان ، منازل مهدمة دمار يشبه الخراب وخراب لا يوصف ، نظارتان سوداوان صندوق الكاميرا مظلم طفل بين الانقاض لا يعرف شيئا ، كأنه الوحيد الشاهد والعارف ينتظر الولادة الجديدة ، يتمتم « في حرب الكبار ما ذنب الطفولة . ؟ ! صورة مؤثرة رجلان وطفل جريح الجد يحمل الطفل المصاب والأب يحمل زجاجة المصل ويسيران في شوارع الحرب صيدا الی زجاجة الحليب ( البيبروني ) سقطت إلى الأرض ، والأم تحاول التقاطها ، ورضيعها يتامل ويأمل . رجال - المارينز - يخرجون من البحر إلى شاطيء الأمان . لیست الصورة من - الحرب العالمية الثانية أنها صورة من حرب لبنان وكفى جندي لبناني يحمي سياج العائلة اللبنانية وابتسامة للعلى للعلم .
تظاهرة أعلام لبنانية على جسر لبنان الذي لم تقو على هدمه الحرب ، علم واحد لا علمان خراطيم المياه تحاول اطفاء نار ال الحرب و ، لبنان السلام - مكتوبة حافظ صلب أحمر فابيض فأحمر تتوسط الأرزة البياض الدائم صور تترصد الحرب والسلام في لبنان تلاحق الضحية وتضرب ، فلاش ، على الجلاد صور مسجلة في ذاكرة ، فيلم الحرب . . المصورون أحصنة الصحافة المكتوبة والمذاعة والمرئية يركضون في كل اتحاد کا تصهل معهم ويسابقون الاحلام كثيرون قتلهم حلمهم بصورة وبعضهم قتلته صورة كاميراتهم الحرب ليلتقط صورة من الحرب في الحرب المصور الصحافي مرات عديدة دون ان يموت احيانا يتلطى له الموت نكة صغير ، وأحياناً يمارس هذا الموت حقه في الخطأ المصور الصحافي يكتب في لحظة ابلغ مقال والصورة المميزة هي وحدها الخبر الأكيد والرأي الحر هي الجرم المشهود والقرينة الراهية والثابتة كانه يصور المفاجاة يتسابق واللحظة والهنيهة يمتطي الخطر ويركب المغامرة والمجازفة من أجل لقطة يلتقطها وتلتقطه يحشرها وتحشره في زاوية الفن يناور المصور الصحافي يتلصص » ببصيص يعزي ويتعرى ويحاور يقامر بكل شيء من أجل صورة قد تصبح فيما بعد ، مانشبت الحرب أو السلام . والناس قد لا تلق بالذي تقرأه او تسمعه ، لكنها تلق أبدأ بالذي تراه فالصـورة الفوتوغرافية لا تعرف التحريف أو التحيز ، ولا تنامر لإخفاء الحقيقة الصورة هنا لا تكذب ولا تختلق الصورة لا تعرف القدح والذم لكنها تصورهما وتكشفهما في حرب لبنان كانت كاميرات المصورين الصحافيين مستعدة دوما لتسجيل المنظر - منظر الحرب لحظة لحظة ، ومنظر السلام خطوة خطوة 23 PUS C K
عبد الله عبود
تعليق