"وحيدا بين مدينتين" رحلة مشوقة في زمن الجائحة التي شلت العالم.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "وحيدا بين مدينتين" رحلة مشوقة في زمن الجائحة التي شلت العالم.

    الكاتب العماني بدر الوهيبي يؤرخ لرحلاته بأسلوب روائي


    "وحيدا بين مدينتين" رحلة مشوقة في زمن الجائحة التي شلت العالم.
    الثلاثاء 2022/02/01
    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    أنظر من زاوية تهم محبي السفر وهواة الترحال

    يكتسي أدب الرحلة أهمية بالغة سواء معرفيا أو تاريخيا وثقافيا، وسواء بالنسبة إلى ذات الكاتب أو الآخر المكتوب أو القارئ، وقد يرى بعضهم أن أدب الرحلة قلّ دوره في ظل التطور التكنولوجي وشبكة الإنترنت التي حولت العالم إلى قرية مفتوحة لا مجهول فيها، لكن مهما توفرت من معلومات عن بلد أو شعب فإنها لن تتطرق كما يفعل الكتاب والأدباء إلى تفاصيل دقيقة قد تشكل فارقا كبيرا، وهو ما نجده في كتابات بدر الوهيبي.

    مسقط – تتشكل تجربة الكاتب بدر الوهيبي مع الكتابة من خلال علاقته الوطيدة بالسفر وجمالياته المتعددة، وتعرفه على ثقافة الغير مرورا بعادات وتقاليد الشعوب وما تتفرد به من خصائص إنسانية واجتماعية متنوعة.

    وفي شأن السفر ومقتضياته وعوالمه الساحرة والملهمة للكتابة صدر للوهيبي أخيرا كتابه الجديد “وحيدا بين مدينتين، رحلة في زمن كورونا”.
    أدب الرحلات


    كتاب "وحيدا بين مدينتين" يناقش موضوع السفر الانفرادي كأسلوب سفر مستقل ويوثق لمرحلة جائحة كورونا وتأثيراتها

    يتحدث الكتاب، الصادر عن مكتبة كنوز المعرفة، والذي يأتي عموما في أدب الرحلات، عن رحلة بدر الوهيبي إلى مدينتين في تجربة يخوضها لأول مرة يسافر فيها وحيدا، كما يسلط الكاتب الضوء على جائحة كورونا من منظور سياحي حيث كانت رحلته في ذروة تعقيدات السفر بسبب الإجراءات المفروضة من قبل دول العالم في مواجهة تفشي كوفيد – 19، فجاء الكتاب ليوثق هذه المرحلة المهمة من حيث تأثيرها على قطاع السفر بشكل خاص.

    ويقول الكاتب عن فكرة هذا الكتاب “لم تكن رحلتي إلى البوسنة وتركيا لغرض تدوين كتاب، ولكن بعد عودتي بفترة قصيرة وجدت أنه من المناسب الكتابة عن السفر الانفرادي الذي كان عنوان تلك الرحلة، فوجدتها فرصة للحديث عن هذا النمط من الأسفار بإيجابياته وسلبياته، ولأن الكتاب يختلف عن كتابي الأول ‘تذاكر سفر’ وكتابي المشترك الآخر ‘اربطوا الأحزمة’؛ فجاء كتاب ‘وحيدا بين مدينتين’ ليكون بشكل مختلف أحكي فيه مشاعري وتأملاتي وقصصي التي أعايشها في هذا السفر بطريقة تشبه السرد الروائي لوقائع وأحداث الرحلة التي جاءت في قالب متسلسل”.

    ويضيف “أما الفكرة الثانية التي جاء بها الكتاب فهي توثيق جائحة كورونا من زاوية عايشتها في رحلتي تلك، حيث تسببت قيود الدول للحد من انتشار الفايروس بإلغاء عدد من الرحلات، وساهمت في تغيير خطة الرحلة لأكثر من مرة، والمواقف التي رافقتني بسبب الجائحة التي أثرت بالفعل في مجريات رحلتي، فأدركت أنه من الضروري أن أقوم بتوثيق هذه المرحلة لتكون مرجعا في أدب الرحلات مستقبلا عن مدى التأثير الذي طال قطاع السفر والسياحة والترحال”.

    وفي شأن تجربته مع أدب الرحلات وأهميتها في مشواره مع الكتابة يوضح الوهيبي “عشقي للسفر أدى إلى اهتمامي بالقراءة في أدب الرحلات، ما جعلني أقتني كل إصدار متوفر في هذا المجال تقريبا، ومع كثرة الرحلات والأسفار وجدت نفسي شغوفا بتوثيق بعض المحطات والمواقف لهذه الرحلات على وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت فرصة للحصول على آراء الأصدقاء حول ما أنشر من تجارب، انطلقت في تأليف كتابي الأول ‘تذاكر سفر’ بعد تشجيع من بعض الأصدقاء لتدوين تجاربي في السفر، وتمكنت من توثيق بعض رحلاتي مستخدما الأسلوب الوصفي، والسرد السلس لكل تجربة منذ بداية فكرة الرحلة وحتى نهايتها”.

    ويضيف “رغم التردد الذي أحاط مشاعري قبيل الدفع بالإصدار الأول إلى القراء، إلا أن ردود الفعل من قبل الأصدقاء والمهتمين بالسفر كانت مفاجئة على الصعيد الشخصي، فلم أكن أتوقع ذلك الإقبال على الكتاب، وأصبح الكتاب ضمن قائمة الكتب الأكثر مبيعا بعد شهر من إصداره وذلك في منصة ‘نيل وفرات’ المتخصصة في بيع الكتب العربية على الإنترنت”.

    ويطلعنا الوهيبي على تجربته من الناحية العملية والثقافية في رصيد الإنسان على وجه العموم، وفي رصيده الشخصي على وجه الخصوص ويفيد “أجد أن الكتابة في أدب الرحلات تكتسب أهمية كبيرة على مدى التاريخ، فهو إضافة إلى كونه أدبا أصيلا بذاته كونه يحكي رحلات وأسفارا ويخبر عن أحوال الشعوب وثقافات البلدان؛ فإنه كذلك يقوم بدور تأريخي في رصد الأمم ووصف معالم الجغرافيا ونقل الأحداث التاريخية للأجيال اللاحقة”.

    ويتابع “نجد أن الكثير من الدول تستشهد بما نقله الرحالة العربي الشهير ابن بطوطة في كتابه ‘تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار’ ليكون مرجعا لكثير منها للاستشهاد حول تاريخها وثقافتها وحضارة الشعوب التي زارها، وعلى الصعيد الشخصي فإن تجربتي في توثيق رحلاتي جاءت مختلفة في كل إصدار من الكتب التي ألفتها؛ فالكتاب الأول ‘تذاكر سفر’ جاء موثقا لرحلاتي وناقلا لمشاهداتي إلى عدد من الدول بمختلف مواقفها”.

    ويضيف “أما الكتاب الثاني الذي اشتركت فيه مع الدكتور معتصم السالمي فهو يتسم بدمج الأسلوبين العلمي والأدبي معا، فيما الكتاب الذي صدر مؤخرا ‘وحيدا بين مدينتين’ فإنه يناقش موضوع السفر الانفرادي كأسلوب سفر مستقل، وأيضا يوثق مرحلة نعايشها الآن وهي جائحة كورونا من زاوية تهم محبي السفر وهواة الترحال، لتكون مرجعا يؤرخ لهذه المرحلة للأجيال القادمة”.

    ويقول “كل تجربة أسهمت في تنمية أفكاري وتطوير أسلوب الكتابة، ولا زلت أتعلم ممن سبقني في هذا المجال، فهناك أسماء لامعة في عالم أدب الرحلة سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي، والقارئ يعتبر المقياس الحقيقي في معرفة نتائج الأعمال التي نقدمها”.
    السفر بالقارئ



    الكاتب يحكي مشاعره وتأملاته وقصصه التي عايشها في السفر بطريقة تشبه السرد الروائي لوقائع وأحداث الرحلة


    يقربنا بدر الوهيبي من ماهية كتابي “تذاكر سفر” و”اربطوا الأحزمة” ومدى مساهمتهما في توثيق تجربته مع الكتابة في أدب الرحلات وهنا يستند إلى قول الصحافي العماني خلفان الزيدي “في ‘تذاكر سفر’ سنقرأ عن الأمكنة التي حط الكاتب رحاله فيها لسنوات متباعدة من حياته، وسنتعرف ‏على تاريخ هذه الأماكن، وعلى عادات وتقاليد شعوبها ومجتمعاتها وفنونهم، ومأكولاتهم، ونعايش تفاصيل ‏الحياة فيها، وسيجد القارئ نفسه أمام برنامج رحلة متكامل يساعده على التخطيط لرحلة مشابهة، واختيار ‏خط السير المناسب بين الأمكنة المحيطة، فهنا الكاتب دليل إرشادي، لم يترك شاردة ولا واردة إلا أتى على ‏ذكرها، وبيان تفصيلها”.

    ويوضح الوهيبي “كتاب ‘تذاكر سفر’ يسرد رحلاتي إلى خمس عشرة وجهة في ثماني تذاكر أو فصول، من خلال قالب متسلسل يبدأ من قبل انطلاق الرحلة حتى العودة إلى أرض الوطن، وفي كل تذكرة هناك مخطط للرحلة يسترشد به القارئ خارطة المكان، ومع نهاية كل فصل ثمة بعض النصائح أو الإرشادات التي استخلصتها من تلك الرحلة”.

    أما كتاب “اربطوا الأحزمة” فيذكر عشرين مؤشرا يقيس مستوى رضا المسافرين عند اختيار وجهاتهم، وهي مؤشرات مبنية على أسس علمية قام الكاتب بنشرها بالاشتراك مع معتصم السالمي للقراء قبل أن يسردا تجاربهما في السفر تحت كل مؤشر بطريقة أدبية.

    أما المؤشرات التي ذكرها الكتاب فهي: التميز، الشكل، كسر الروتين، التنوع، الفترة الزمنية، التوازن، الصوت، البنية التحتية، الموسم، الثقافة، الديانة، السمعة، الوقت، المناخ، المسافة، الأنظمة والقوانين، الأمن والأمان، الترتيبات، التكلفة والخدمة.

    ويشير بدر الوهيبي إلى أنه استطاع من خلال كتاب “اربطوا الأحزمة” توثيق تجارب مختلفة من أسفاره لم تكن متضمنة في الكتاب الأول، مما ساهم في تعريف القارئ بالمؤشرات عن طريق تجارب مختلفة قام بها في السنوات الماضية، ويقول إن “توثيق التجارب في هذا الكتاب جاء بشكل موجز ويسلط الضوء على المواقف والمشاهد التي تتعلق بالمؤشرات المذكورة حصرا دون ذكر لتفاصيل كل الرحلات”.

يعمل...
X