"الأرض خزنة ذهب" كتاب يسرد سير البحّارة العمانيين ورحلاتهم
الكاتبة استندت إلى مذكرات الحياة والرحلات البحرية لوالدها النوخذة محمد بن سالم الزعابي الذي بدأ قصة كفاحه وارتباطه بالبحر والسُفن منذ أنْ كان عمره 7 سنوات.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
البحر تاريخ تكتبه السفن (لوحة للفنان أنور سونيا)
صحم (عمان) – توثق الكاتبة العمانية جواهر الزعابي جانبا من حياة أهل الساحل في ولاية صحم بمحافظة شمال الباطنة من خلال كتابها الذي يحمل عنوان “الأرضُ خَزنَةُ ذَهَب”، تناولت فيه النشاط التاريخي الممتد لسنوات طويلة والمليء بالذكريات الجميلة للبحّارة و”النواخذة” ورحلاتهم ومغامراتهم البحرية، وارتباطهم بالبحر والسُفن التقليدية على اختلاف أنواعها والتي كل نوع منها يحمل قصة متكاملة.
للعرب قصة تاريخية خاصة مع البحر، تبدأ من البحث عن القوت ولا تتوقف عنداللغة والخيال الشعري. العلاقة القديمة مع البحر سجلها العربي في تراثه وتاريخه قولا وفعلا، إذ نظرت شعوب عربية عديدة إلى البحر بوصفه نقطة مركزية تمحورت حولها كل أنشطتهم، الاقتصادية والدينية والعسكرية والترفيهية، وهذا التميز لدى البعض من الشعوب العربية لم يحل دون إجماع كل العرب، حتى المقيمين منهم في فضاءات صحراوية، على أن البحر مرادف للحياة ولذلك وطنوا البحر في منطوقهم وتراثهم وعاداتهم وتقاليدهم. وهذا ما يؤكده الكتاب حول المكانة الحياتية والثقافية الكبيرة للبحر.
الكاتبة استندت في رواية جزء هام من تاريخ عمان على مذكرات الحياة والرحلات البحرية لوالدها ومجتمعها المحلي
واستندت الكاتبة في هذا الكتاب إلى مذكرات الحياة والرحلات البحرية لوالدها النوخذة محمد بن سالم الزعابي الذي بدأ قصة كفاحه وارتباطه بالبحر والسُفن منذ أنْ كان عمره 7 سنوات وإلى أنْ توفي عن عمر ناهز 78 عاما، كما عززت ذلك بجمع بعض المعلومات التاريخية من خلال مقابلة أشخاص عاصروا تلك الحقبة الزمنية وأيضا من خلال قراءة تحدثت عن الرحلات البحرية والأمجاد التي سطرها العُمانيون منذ أن عرفوا البحر.
تقول الكاتبة في تقديمها للكتاب “تحمل هذه السيرة بين سطورها معاني كثيرة، منها الأمجاد التي سطرها آباؤنا وأجدادنا العُمانيون منذ القِدم وعلاقتهم الوطيدة بالبحر. لنشم رائحة الليمون المجفف وسمك القاشع على شواطئ سلطنة عُمان، إلى أن نصل إلى شواطئ الهند فنشم رائحة البهارات والتوابل، فنشاهد عن قُرب الشواطئ الهادئة
تارة وقوارب الماشوة وتحليق النوارس في سماء الوطن، مرورا بمشاهدة السُفن العملاقة بكامل أناقتها تتحدى أمواج البحر الهائجة وتقف شامخة أمام العواصف العاتية لتصل بسلام إلى شواطئ السلطنة”.
وتُشير الزعابي في هذا الكتاب كذلك إلى أنواع السُفن العُمانية التي كانت تُستخدم في الرحلات البحرية خاصة منها التي كان يستخدمها أهالي ولاية صحم في رحلات تصدير الليمون المجفف، وطريقة صنع هذه السُفن وأنواع الحبال والأخشاب المُستخدمة في ذلك، كما تُشير إلى أبرز التحديات والمحن التي كان يعيشها البحّارة في رحلاتهم قبل ظهور عصر التطوُّر والتكنولوجيا.
وتبدأ الكاتبة كتابها في توثيق أدق تفاصيل الحياة قديما في قرية مطلّة على شاطئ البحر، يسكنها الأهالي ببساطة وهدوء وصفاء نفس، وكيفية تعلُّم الصغار من الكبار سنن البحر وضوابط الرحلات البحرية والصبر في مواجهة المخاطر والتحديات والتكافل والتعاون الجماعي خاصة في الغربة وسير الرحلات التي تمتد لعدة أشهر.
كما أوردت الزعابي في كتاب “الأرض خزنة ذهب” توثيقا لحياة والدها محمد بن سالم الزعابي الذي عُرف في ولاية صحم كواحد من أبرز “النواخذة” وصُنَّاع السُفن وصُنَّاع الفضيّات، كما ارتبط اسمه بسفينة “البوم” التي اشتراها من ولاية
صور وأطلق عليها اسم “طيبات صحم”، لتكون مخصَّصة لكل المناسبات الوطنية في محافظة صحم وبعض المحافظات الأخرى، حيث يتم نقل هذه السفينة من مكان إلى آخر عبر قاعدة بأربع عجلات تجرها السيارة وقد عرفت وهي محمّلة بالفرقة البحرية الشعبية، ولا تزال “طيبات صحم” حاضرة بكل ذكرياتها وصورها الجميلة رغم رحيل ربانها قبل نحو 10 سنوات.
وتؤرخ الكاتبة لمراحل مختلفة من تاريخ مجتمعات السفن الشراعية التي تغطي معلوماتها ما يزيد عن أكثر من 150 عاما ماضية، مضمنة بشكل سردي سلس الخبرات العلمية والعملية في ميادين الملاحة والإبحار وصناعة السفن وتجارة الأسماك واللآلئ، وانعكاسها على الثقافة اليومية للناس ونمط حياتهم.
كما تتطرق إلى سرد تفاصيل كثيرة من الواقع المجتمعي العماني الذي لا يختلف عن نظيره الخليجي، متناولة تفاصيل هيكلة السفن الشراعية وكل الأدوات التي تستعمل في صناعتها، وتفاصيل الطاقة البشرية التشغيلية في مراحل الصناعة والإبحار والملاحة والغوص والتجارة في سواحل الهند والصين وأفريقيا، متنقلة بقرائها بين المدن والأماكن بسلاسة عبر رحلات تتابع فيها سفن عمان في مختلف وجهاتها وعلى تنوع اختصاصاتها.
الكاتبة استندت إلى مذكرات الحياة والرحلات البحرية لوالدها النوخذة محمد بن سالم الزعابي الذي بدأ قصة كفاحه وارتباطه بالبحر والسُفن منذ أنْ كان عمره 7 سنوات.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
البحر تاريخ تكتبه السفن (لوحة للفنان أنور سونيا)
صحم (عمان) – توثق الكاتبة العمانية جواهر الزعابي جانبا من حياة أهل الساحل في ولاية صحم بمحافظة شمال الباطنة من خلال كتابها الذي يحمل عنوان “الأرضُ خَزنَةُ ذَهَب”، تناولت فيه النشاط التاريخي الممتد لسنوات طويلة والمليء بالذكريات الجميلة للبحّارة و”النواخذة” ورحلاتهم ومغامراتهم البحرية، وارتباطهم بالبحر والسُفن التقليدية على اختلاف أنواعها والتي كل نوع منها يحمل قصة متكاملة.
للعرب قصة تاريخية خاصة مع البحر، تبدأ من البحث عن القوت ولا تتوقف عنداللغة والخيال الشعري. العلاقة القديمة مع البحر سجلها العربي في تراثه وتاريخه قولا وفعلا، إذ نظرت شعوب عربية عديدة إلى البحر بوصفه نقطة مركزية تمحورت حولها كل أنشطتهم، الاقتصادية والدينية والعسكرية والترفيهية، وهذا التميز لدى البعض من الشعوب العربية لم يحل دون إجماع كل العرب، حتى المقيمين منهم في فضاءات صحراوية، على أن البحر مرادف للحياة ولذلك وطنوا البحر في منطوقهم وتراثهم وعاداتهم وتقاليدهم. وهذا ما يؤكده الكتاب حول المكانة الحياتية والثقافية الكبيرة للبحر.
الكاتبة استندت في رواية جزء هام من تاريخ عمان على مذكرات الحياة والرحلات البحرية لوالدها ومجتمعها المحلي
واستندت الكاتبة في هذا الكتاب إلى مذكرات الحياة والرحلات البحرية لوالدها النوخذة محمد بن سالم الزعابي الذي بدأ قصة كفاحه وارتباطه بالبحر والسُفن منذ أنْ كان عمره 7 سنوات وإلى أنْ توفي عن عمر ناهز 78 عاما، كما عززت ذلك بجمع بعض المعلومات التاريخية من خلال مقابلة أشخاص عاصروا تلك الحقبة الزمنية وأيضا من خلال قراءة تحدثت عن الرحلات البحرية والأمجاد التي سطرها العُمانيون منذ أن عرفوا البحر.
تقول الكاتبة في تقديمها للكتاب “تحمل هذه السيرة بين سطورها معاني كثيرة، منها الأمجاد التي سطرها آباؤنا وأجدادنا العُمانيون منذ القِدم وعلاقتهم الوطيدة بالبحر. لنشم رائحة الليمون المجفف وسمك القاشع على شواطئ سلطنة عُمان، إلى أن نصل إلى شواطئ الهند فنشم رائحة البهارات والتوابل، فنشاهد عن قُرب الشواطئ الهادئة
تارة وقوارب الماشوة وتحليق النوارس في سماء الوطن، مرورا بمشاهدة السُفن العملاقة بكامل أناقتها تتحدى أمواج البحر الهائجة وتقف شامخة أمام العواصف العاتية لتصل بسلام إلى شواطئ السلطنة”.
وتُشير الزعابي في هذا الكتاب كذلك إلى أنواع السُفن العُمانية التي كانت تُستخدم في الرحلات البحرية خاصة منها التي كان يستخدمها أهالي ولاية صحم في رحلات تصدير الليمون المجفف، وطريقة صنع هذه السُفن وأنواع الحبال والأخشاب المُستخدمة في ذلك، كما تُشير إلى أبرز التحديات والمحن التي كان يعيشها البحّارة في رحلاتهم قبل ظهور عصر التطوُّر والتكنولوجيا.
وتبدأ الكاتبة كتابها في توثيق أدق تفاصيل الحياة قديما في قرية مطلّة على شاطئ البحر، يسكنها الأهالي ببساطة وهدوء وصفاء نفس، وكيفية تعلُّم الصغار من الكبار سنن البحر وضوابط الرحلات البحرية والصبر في مواجهة المخاطر والتحديات والتكافل والتعاون الجماعي خاصة في الغربة وسير الرحلات التي تمتد لعدة أشهر.
كما أوردت الزعابي في كتاب “الأرض خزنة ذهب” توثيقا لحياة والدها محمد بن سالم الزعابي الذي عُرف في ولاية صحم كواحد من أبرز “النواخذة” وصُنَّاع السُفن وصُنَّاع الفضيّات، كما ارتبط اسمه بسفينة “البوم” التي اشتراها من ولاية
صور وأطلق عليها اسم “طيبات صحم”، لتكون مخصَّصة لكل المناسبات الوطنية في محافظة صحم وبعض المحافظات الأخرى، حيث يتم نقل هذه السفينة من مكان إلى آخر عبر قاعدة بأربع عجلات تجرها السيارة وقد عرفت وهي محمّلة بالفرقة البحرية الشعبية، ولا تزال “طيبات صحم” حاضرة بكل ذكرياتها وصورها الجميلة رغم رحيل ربانها قبل نحو 10 سنوات.
وتؤرخ الكاتبة لمراحل مختلفة من تاريخ مجتمعات السفن الشراعية التي تغطي معلوماتها ما يزيد عن أكثر من 150 عاما ماضية، مضمنة بشكل سردي سلس الخبرات العلمية والعملية في ميادين الملاحة والإبحار وصناعة السفن وتجارة الأسماك واللآلئ، وانعكاسها على الثقافة اليومية للناس ونمط حياتهم.
كما تتطرق إلى سرد تفاصيل كثيرة من الواقع المجتمعي العماني الذي لا يختلف عن نظيره الخليجي، متناولة تفاصيل هيكلة السفن الشراعية وكل الأدوات التي تستعمل في صناعتها، وتفاصيل الطاقة البشرية التشغيلية في مراحل الصناعة والإبحار والملاحة والغوص والتجارة في سواحل الهند والصين وأفريقيا، متنقلة بقرائها بين المدن والأماكن بسلاسة عبر رحلات تتابع فيها سفن عمان في مختلف وجهاتها وعلى تنوع اختصاصاتها.