من طرائف الزهاوي
جلس الشاعران الزهاوي والرصافي يأكلان ثريدا فوقه دجاجة محمرة وبعد قليل مالت الدجاجة ناحية الزهاوي فقال: عرف الخير أهله فتقدم ..... فأجابه الرصافي كثر النبش تحته فانهد !
اشتهرَ الشاعر العراقي الخالد جميل صدقي الزهاوي (1863-1936) بطرائف نادرة، وجوانب تدعو للاستغراب، حري بنا تتبعها ونشرها لانها تسلط الاضواء على هذه الشخصية وتفصح عن معالمها غير المعروفة.
- من ذلك : اعتاد الزهاوي ان ياخذ من زوجته السيدة زكية هانم صباح كل يوم (يوميته) قبل ان يذهب الى المقهى التي تحمل اسمه حتى اليوم في شارع الرشيد ببغداد.
كان الزهاوي يحرص على ان تكون (اليومية) (خردة) تضعها له السيدة هانم في كيس صغير ليسهل عليه توزيع (آناتها) (المفردة: آنة) ثمناً لما يشربه تلاميذه من محبي شعره الذين يلتفون حوله في المقهى.. وبذلك كان الزهاوي واحداً من اشهر العراقيين بـ(الوير) فالوير عادة شعبية عراقية وهي ان يقوم المتقدم في الحضور الى المقهى او المطعم بدفع ثمن الشاي للذي يجيء متأخراً والغاية من ذلك اظهار الكرم وتقوية اواصر المحبة، وكلمة (وير) مشتقة من لفظة (فرمك) بمعنى اعطِ، ادفع ، كما ورد في (معجم الالفاظ الدخيلة في اللهجة العراقية الدارجة)
ومن الطرائف الزهاوية الاخرى :
ولع الشاعر بجمع اصناف مختلفة من اقلام (الباندان) فاذا بلغه وصول نوع جديد منها اسرع الى زكية هانم يطلب اليها ان تعطيه مبلغاً من المال لشراء ذلك القلم الجديد . وحدث ذات مرة ان ترددت زكية هانم عن دفع المبلغ له ، فشخر ونخر وسب الشمس والقمر، وطفق يصرخ ويبكي كالطفل الذي يريد لعبة جديدة له ، وامه تمانع! (الراوي: خيري العمري).
- وقد يعمد الزهاوي عندما يغضب على زوجته الى المقص ، فيعمل في ملابسها وفساتينها قصاً وشقاً، لكنه لايلبث ان يندم اشد الندم.فيرتقي دولاب الملابس حيث يجلس وهو يجهش بالبكاء ثم يعتذر للهانم!وينقل لنا المرحوم خيري العمري حقيقة اخرى طريفة عن الزهاوي فيقول:
ان الزهاوي كان يضيق ذرعاً بالحمام ويتهرب من الاستحمام ، وبذلك يسبب لزوجته مضايقات تضطرها الى ملاحقته واتخاذ كل الوسائل لاقناعه بالاستحمام ولا تتوصل الى ذلك الا بعد مفاوضات طويلة، يشترط فيها هو ان لا يتسرب الماء والصابون الى عينيه، وان تفتح ابواب الشبابيك ليتسرب البخار الى الخارج واذا اتفق ان البخار تكاثر او نفذ الصابون والماء الى عينيه ارتفع صوته يستغيث بالناس ان ينقذوه من الاختناق!
- والطريف ان الزهاوي -كما ذكرت السيدة عائدة عبد المحسن السعدون- كان يتبع نظاماً خاصاً في الاكل فكان يحرص على ان يتناول لوناً معيناً من الطعام مدة من الزمن لا يذوق سواه من الاطعمة الاخرى ، حتى اذا انقضت تلك المدة انتقل الى صنف اخر من الطعام كأن يكون هذا الشهر للباذنجان والشهر الاتي للباميا والشهر اللاحق للشجر وهلمّ جرة.
- يقال ان الزهاوي غضب يوماً على هرة، لانها افترست عصفوراً عني في تربيته فامر خادمه ان يقتلها عقاباً على ما جنته بعد ان حاكمها محاكمة عادلة !!!
ملاحق جريدة المدى
عن كتاب ذكريات عراقية
صدر عام 1976..