تحليل فيلم Triangle of Sadness: رحلة بحرية من الجحيم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تحليل فيلم Triangle of Sadness: رحلة بحرية من الجحيم

    تحليل فيلم Triangle of Sadness: رحلة بحرية من الجحيم


    مراجعة فيلم Triangle of Sadness
    فيلم Triangle of Sadness هو الفيلم الفائز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي لعام 2022، وفيه يقدم المخرج روبن أوستلوند في قالب من الكوميديا ​​السوداء الشريرة هجاءً لاذعاً لكل شيء بدءاً من أدوار الجنسين، والمجتمع الرأسمالي، وفساد السلطة، ووصولاً إلى التسلسلات الهرمية الاجتماعية الناتجة عن نظام يشجع الانقسام الطبقي. في هذا المقال نقدم قصة فيلم Triangle of Sadness ثم تحليل فيلم Triangle of Sadness بمزيد من التفصيل.


    معلومات عن فيلم Triangle of Sadness
    • البلد: فرنسا | السويد | المملكة المتحدة | ألمانيا | الولايات المتحدة.
    • اللغة: الإنجليزية | السويدية | الألمانية | الفرنسية.
    • تاريخ الإصدار: 22 سبتمبر 2022.
    • المخرج: روبن أوستلوند.
    • الكاتب: روبن أوستلوند.
    • وقت العرض: 147 دقيقة.
    • النوع: دراما | كوميديا.
    • التصنيف: (R) للكبار فقط | يحتوي على مشاهد فاضحة وعنيفة.
    • فريق التمثيل: هاريس ديكنسون| شاربي دين| دوللي دي ليون | فيكي برلين | وودي هارلسون | زلاتكو بوريتش.
    • التقييم: 7.6.

    قصة فيلم Triangle of Sadness


    تنقسم قصة فيلم Triangle of Sadness إلى ثلاثة فصول، كل منها أكثر إمتاعاً من سابقه.
    الفصل الأول


    تدور أحداث الفصل الأول حول عارض الأزياء كارل – هاريس ديكنسون – وصديقته يايا – شاربي دين – اللذان يتجادلان حول من يدفع فاتورة العشاء في المطعم الفاخر. تظهر لنا محادثتهما أن هناك فجوة كبيرة في الأجور بين العارضين من الإناث والذكور. حيث تحصل يايا على أجر أعلى من كارل. يحاول كارل من خلال المحادثة أن يوضح المساواة التي تطالب بها النساء، عن طريق مشاركة صديقته في دفع الفاتورة كما فعل هو من قبل. لكن يايا تعتقد أن الأمر كله يتعلق بالمال. وبعد أن ينتهي الجدل بقيام الشاب بدفع فاتورة المطعم تتلقى يايا دعوة لرحلة فاخرة مع صديقها على متن يخت سياحي، لتبدأ أحداث الفصل الثاني.
    الفصل الثاني


    مع بدء الفصل الثاني، ننتقل إلى يخت سياحي فاخر، لنرى باولا – فيكي برلين – رئيسة الموظفين وهي تقنع موظفيها بالتفاني في خدمة الأثرياء على متن اليخت، وفي المقابل سيحصلون على المزيد من المال. ثم نتعرف بعد ذلك على الأثرياء الموجودين على اليخت. أولاً نتعرف على ديمتري – زلاتكو بوريك – وهو روسي ثري يشير إلى نفسه باسم “ملك القرف” في إشارة إلى عمله الذي يحتكر من خلاله صناعة الأسمدة في العالم. عندما يستقر كارل ويايا على متن اليخت يشرعان في مقابلة زملائهم الأثرياء الآخرين، بما في ذلك زوج وزوجته المسنان اللذان يعملان في تجارة الأسلحة. وثري أخر يعمل في البرمجيات، ثم نتعرف على القبطان الماركسي المختل توماس – وودي هارلسون – المنعزل في غرفته مع خموره. ينتظر الضيوف عشاء القبطان الذي يتحول إلى كابوس من الفوضى. لينتهي العشاء بتفجير القراصنة لليخت.
    الفصل الثالث


    يبدأ الفصل الثالث مع الناجيين من حطام اليخت، الذين وجدوا أنفسهم عالقين على جزيرة مهجورة ويقاتلون من أجل النجاة. هنا تتبدل الأدوار لتصبح عاملة المرحاض أبيجيل – دوللي دي ليون – هي المسيطرة على هؤلاء الأثرياء، فهي الوحيدة من بينهم التي تستطيع الصيد وإشعال النار. من هنا تستخدم سلطتها في التحكم بهؤلاء الذين كانوا من قبل على القمة. إلى هنا تنتهي قصة فيلم Triangle of Sadness فإلى تحليل فيلم Triangle of Sadness بمزيد من التفصيل.
    تحليل فيلم Triangle of Sadness

    مشهد من فيلم مثلث الحزن
    فيلم Triangle of Sadness هو أحدث أفلام روبن أوستلوند الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي. وهو هجاء أنيق ممتع يضرب فيه أوستلوند النخبة لما يقرب من ثلاث ساعات تقريباً. ويثبت فيه أنه خبير في إنشاء سيناريوهات مخيفة ومثيرة للأعصاب.

    مثلث الحزن هو الجزء الأخير من ثلاثية أوستلوند المناهضة للرأسمالية التي تعالج التفاوتات في الأنظمة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعرقية. ففي هذا الفيلم نجد أن ساحة المعركة كانت بين أيديولوجيتين متعارضتين: الرأسمالية والماركسية، حيث تقدم إدانة لاذعة للانقسام الطبقي في الرأسمالية. فالقبطان المدمن على الكحول يدعي أنه ماركسي أمريكي في سخرية لاذعة، بينما نجد في المقابل، ديميتري هو رأسمالي روسي متحمس يستخدم أقوال ريغان لنقل وجهة نظره.
    النخبة والمال


    عندما تذهب النخبة المهووسة بأنفسها في رحلة بحرية فاخرة، يتحدث المال نيابة عنهم، وينتظر أفراد الطاقم والعمال بطريقة ذليلة لتلبية مطالبهم. إنه يضع المجتمع الراقي البغيض للأثرياء تحت المجهر ويكشف عن جشعهم ونفاقهم وغرورهم وتعطشهم للسلطة. فمن أجل الأغنياء العاطلين عن العمل، يتم إنزال ثلاث عبوات من النوتيلا جواً من طائرة هليكوبتر لأن أحدهم يريدها في إفطاره، كما يطرد العمال دون تفسيرات بناءً على رغباتهم. بينما يتعاملون مع الموظفين وكأنهم عبيد ترفيه. في الفيلم يحصل كارل وصديقته يايا على رحلة مجانية في رحلة فاخرة لأن الجمال والجنس عملات قوية في عالم ما بعد الحداثة، ويوضح هذا بصورة جلية المثل السطحية الجوفاء والطبيعة التافهة للأثرياء.
    الطبقات الاجتماعية


    يحاول روبن أوستلوند قلب هذه الافتراضات السائدة رأساً على عقب. حيث يرمز اليخت الفاخر إلى التسلسل الهرمي للطبقات الاجتماعية الثلاث العليا والمتوسطة والدنيا. فاليخت نفسه ذو ثلاث طوابق يضع الأثرياء في القمة، والموظفين في المنتصف وطاقم التنظيف في الطابق السفلي. ولكن عندما تضرب العاصفة وتحدث الفوضى، ينهار التسلسل الهرمي عندما تتقطع بهم السبل في جزيرة مهجورة. بينما تنقلب التسلسلات الهرمية القائمة على الهيمنة والسلطة في لعبة البقاء للأصلح. حيث تتولى الطبقات الأدنى السلطة وتسيطر على الامتيازات مثل الطعام والماء. يرمز هذا الانقلاب إلى الوضع الاقتصادي الراهن القائم على شرور الاستهلاك، وتعقيدات الطبقة والجنس، ووجود الدافع التنافسي والتسلسل الهرمي في الطبيعة البشرية.
    فساد السلطة


    يظهر هجاء أوستلوند الاجتماعي مجازياً فساد السلطة. فأولئك الذين يمتلكون القوة والسلطة سيعاملون دائمًا “الآخر” على أنه أقل امتيازاً ويستخدمونهم كخدم للترفيه. في اليخت الفاخر، امتلك أصحاب الثروات السلطة على الدرجات الدنيا واستفادوا من موقعهم المتميز. لقد جعلوا الطاقم والعمال بمثابة دمى تلعب وفقاً لأهوائهم وأوهامهم. لكن عندما تنقلب السفينة وتنقطع السبل بالناجين، تتولى أبيجيل منصباً في السلطة، مما يؤدي إلى تخريب التسلسلات الهرمية الاجتماعية. حيث تتحول إلى ديكتاتور مستبد عندما تفسدها سلطتها الجديدة. هنا نرى كيف أن تريد أن يطلق عليها الجميع اسم القائدة، وتتحكم في الطعام والماء والامتيازات، بل وتعاقب المنشقين. عندما تدرك أبيجيل أن يايا ستصبح مميزة مرة أخرى إذا هربت عبر مصعد المنتجع، فإنها لا تتردد في القضاء عليها. بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية، فإن البشر متوحشون بطبيعتهم ويتم دفعهم بدوافع بدائية نحو الأنانية والوحشية والسيطرة على الآخرين.
    النسوية


    يتناول الفيلم قضية أخرى أو على الأقل يسخر منها، وهي قضية النسوية. يظهر ذلك بوضوح في الفصل الأول عندما كان كارل يتجادل مع يايا على من يدفع فاتورة العشاء. فكارل – الرجل – يريد المساواة مع المرأة في كل شيء إلا أن يايا صديقته يبدو أنها لا تريد أن تفعل ذلك خاصة عندما يتعلق الأمر بالمال. لكن هذا الفيلم لا ينتقد أن النسويات قد يكونن على خطأ. أو عندما يُظهر الأغنياء على أنهم أسوأ الناس لأنهم يشعرون أنهم أكثر الصالحين والمتغطرسين، حيث يبدو أنه مع ساعة رولكس يمكنك شراء أي شيء، فهذا الفيلم لا يهاجمهم ويسخر منهم بالضرورة. إنه مثل المشي على خط متوازن، فهو يريد أن يُظهر أشخاصاً سيئيين، لكنه أيضاً يريد أن يراهم ليسوا بهذا السوء. والذروة كانت على حق في النهاية. ففي النهاية أكد الفيلم على إنه إذا عكست أدوار الجنس والطبقة الاجتماعية، يتضح أن النظام الأمومي ليس أفضل من النظام الأبوي.
    الأداء في فيلم Triangle of Sadness


    إذا كان هناك عدالة في هذا العالم لحصلت دوللي دي ليون على جائزة الأوسكار كأفضل ممثلة هذا العام، فعلى الرغم من إنها لم تظهر حتى الفصل الثالث من فيلم مدته ساعتان ونصف، إلا أنها في الواقع امتلكت هذه الفصل بأكمله وبطريقة قيادية مذهلة.

    نأتي للشخصية الأخرى وهي وودي هارلسون، يعتبر وودي هارلسون بمثابة التوابل في أي فيلم يقدمه. فهو الشيء الذي يمكنك وضعه في أي طبق سينمائي ليجعل مذاقه أفضل بكثير. تكمن موهبة هارلسون الحقيقة في تقمص الشخصيات بعمق في وقت قليل، وعلى الرغم من ضآلة ظهوره أمام الشاشة إلا أنه ترك تأثيراً عميقاً في القصة من خلال الأداء الرائع كقائد فوضوي لحفلة اليخت المنكوبة.

    الشخصية الثالثة التي تستحق الإشادة هي شخصية المليادير الروسي التي قام بأدائها الفنان الرائع زلاتكو بوريتش، فهي تسحرك من خلال تعببيراته القوية وسخريته اللاذعة من كل شيء تقريباً. لكن ربما يبدو أداء بطلي القصة هاريس ديكنسون وشاربي دين هو الأضعف والأكثر سطحية إلا أن مثل هذا الأداء ضرورة للحبكة، فهما يرمزان إلى المثل السطحية الجوفاء التي يعاني منها عارضو الأزياء منها.
يعمل...
X