قصة الكلبة لايكا: رحلة اللاعودة إلى أعماق الفضاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة الكلبة لايكا: رحلة اللاعودة إلى أعماق الفضاء

    قصة الكلبة لايكا: رحلة اللاعودة إلى أعماق الفضاء
    You are currently viewing قصة الكلبة لايكا: رحلة اللاعودة إلى أعماق الفضاء
    الرحلة المأساوية للكلبة لايكا
    Post author:وائل الشيمي
    Post published:23/11/2022
    Post category:غموض

    السباق إلى الفضاء
    سبوتنيك 2
    تدريب الكلاب
    اختيار الكلبة لايكا
    موت الكلبة لايكا
    كشف السر السوفيتي
    الإنجاز العلمي والقسوة الإنسانية
    الكلبة لايكا هي أول كائن حي يصل إلى الفضاء، لكن مصيرها كان مأساوياً، فلقد كان التضحية بهذا الحيوان ضرورة للتقدم العلمي الذي سمح للإنسان بالوصول إلى القمر. ومع ذلك ، يقول العديد من العلماء الذين عملوا في هذا المشروع إنهم نادمون على ما حدث. فما هي القصة المأساوية للكلب لايكا؟


    السباق إلى الفضاء
    قاد الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف الذي تولى قيادة الاتحاد السوفيتي بعد عامين من وفاة جوزيف ستالين سباقاً فضائياً ضد الولايات المتحدة. وكان هذا السباق ضمن نزاع بين القوتين العظمتين في العالم من أجل توسيع مناطق نفوذهما. وبهدف غزو الفضاء شرعت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في عرض دولي للقوة والتكنولوجيا والتطور العلمي.

    في خضم الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي خصص خروتشوف مبالغ ضخمة لأبحاث الفضاء. ومن هنا بدأ العمل على قدم وساق من أجل إطلاق أول قمر صناعي روسي في المدار. وفي 4 أكتوبر 1957 أطلق سبوتنيك 1، وهو قمر صناعي مزود بأجهزة استشعار لقياس درجة الحرارة في الداخل والخارج، وكان بمثابة وسيلة لجمع البيانات من أجل الاستفادة منها في عمليات الإطلاق القادمة.

    سبوتنيك 2
    وفي الذكرى الأربعين للثورة الشيوعية طلب الزعيم السوفيتي من المهندس المسؤول عن برنامج الفضاء سيرجي كوروليف أن يرسل كائن حي إلى الفضاء في الرحلة القادمة. وكان الهدف هو معرفة كيف سيتصرف كائن حي في ظروف انعدام الوزن، وذلك من أجل إرسال إنسان إلى الفضاء. وهكذا اقترح المهندس إرسال كلب إلى الفضاء.

    لم يكن من المتوقع أن تعود السفينة مع الكلب على قيد الحياة. فلا يزال السوفييت يفتقرون إلى التكنولوجيا الكافية لضمان عودة القمر الصناعي إلى الأرض، لذلك سيتم إرسال الحيوان إلى موت محقق. ورغم ذلك بدأ العمل على قدم وساق من أجل إطلاق سبوتنيك 2 وعلى متنها كلب تجارب. ولكن المعضلة التي واجهت العلماء هي نوع الكلب المختار وكيفية تدريبه.

    اقرأ أيضًا: حادثة ممر دياتلوف الغامضة: رحلة اللا عودة إلى جبل الموت
    تدريب الكلاب
    كان من المفترض أن يبحثوا عن بعض الكلاب الضالة لتكون سهلة في تدريبها، فهذه الكلاب يمكنها أن تتحمل التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة والجوع والظروف القاسية. وبكل تأكيد لن تتحمل الكلاب الصغيرة المدللة كل هذا الشقاء. وقد كان المفترض أن تمر الكلاب المختارة بعدد من التدريبات. ففي البداية يتم وضعها في مساحة صغيرة لتلائم المساحة المتوفرة في سبوتنيك 2، لكن الكثير من الكلاب بدأت تعاني من مشاكل صحية نظراً لعدم اعتيادها على العيش في مثل هذه الظروف.

    كما تم وضع الحيوانات في أجهزة طرد مركزي لمحاكاة إطلاق الصاروخ الذي تسبب في زيادة معدل ضربات القلب. حتى أن العلماء استخدموا الآلات التي تحاكي الأصوات التي يمكن أن يسمعوها بمجرد إقلاع السفينة، بحيث تتكيف الكلاب معها. ثم بدأوا بإطعام الكلاب غذاءً هلامياً فهو الطعام الذي يمكنهم الحصول عليه في الفضاء. وفي نهاية التدريبات تم اختيار الكلبة لايكا.

    اختيار الكلبة لايكا
    في 3 نوفمبر 1957 استعدت الكلبة لايكا التي تم اختيارها أخيراً للرحلة التي سيكتب التاريخ عنها أنها أول كائن يصل إلى الفضاء. وكانت الكلبة “ألبينا” والكلبة “موشكا” في قائمة الاحتياط. تم إلباس الكلبة لايكا زياً فضائياً ووضعت داخل سبوتنيك 2 في كبسولتها الضيقة ذات الجوانب المحشوة. كما تم تثبيتها وتقييدها بطوق. كانت الأجهزة الكهربائية المحيطة بها مثيرة للدهشة: مقياس للضغط والحرارة، مولد أكسجين، مقياس للحركة، وإلكترود لرصد نبضات القلب وحتى لاقط للبراز.

    اقرأ أيضًا: الأسرار الغامضة لكائنات تسكن جوف الأرض
    موت الكلبة لايكا
    الكلبة لايكا
    تمثال الكلبة لايكا في روسيا
    بعد الإقلاع مباشرة تسارع نبض قلب الحيوان الذي كان العلماء يتابعونه عبر أجهزة رصد خاصة. وارتبكت الكلبة المسكينة ولم تستعد هدوئها إلا حين وصلت سبوتنيك 2 إلى المدار الأرضي. وهناك حدثت مشكلة تقنية. حيث تعطل نظام التهوية الذي من المفترض أن يحفظ درجة الحرارة والرطوبة عند مستوى معقول. وصارت الحرارة خانقة مما أدى إلى توقف نبض قلب الكلبة المسكينة. لم تصمد لايكا سوى لفترة تتراوح من 5 الى 7 ساعات في الوقت الذي كان يجب على رحلتها الفضائية أن تدوم أسبوعاً كاملاً.

    كشف السر السوفيتي
    لسنوات عديدة، أكدت الحكومة السوفيتية خلال السنوات التالية أن لايكا ماتت دون ألم بعد أسبوع في المدار. ولم تعرف الحقيقة إلا عام 2002 من قبل ديمتري مالاشينكوف من معهد موسكو للمشاكل البيولوجية. حيث أخبر الجميع في مؤتمر الفضاء العالمي في هيوستن قصة الكلبة لايكا الحقيقية وأن وفاة الكلبة لايكا جاء بعد ست ساعات من إطلاق سبوتنيك 2، بسبب مجموعة من المشكلات مثل ضيق التنفس والسكتة القلبية بعد ارتفاع درجة حرارة المقصورة. كما قال مالاشينكوف: “كان من المستحيل عملياً إنشاء تحكم موثوق في درجة الحرارة في مثل هذا الوقت القصير”، في إشارة إلى بناء سبوتنيك 2.

    لقد حلّق القمر الصناعي بجسم لايكا في المدار 2370 مرة واحترق عند دخوله الغلاف الجوي في 14 أبريل 1958. ودخلت الكلبة لايكا التاريخ لأنها كانت أول كائن حي يحلق في الفضاء، وأول حيوان يوضع في تابوت يسبح في المدار.

    اقرأ أيضًا: مثلث برمودا المرعب: لغز حالات الاختفاء الغامضة في بحر الشيطان
    الإنجاز العلمي والقسوة الإنسانية
    أثارت قصة الكلبة لايكا وموتها باعتبارها أول كائن حي يصل إلى الفضاء ردود أفعال قوية من بعض جمعيات الدفاع عن الحيوانات، لكن هذه الاحتجاجات لم يكن لها تأثير يذكر، وتم إسكاتها من قبل وسائل الإعلام السوفيتية والأمريكية. ومع ذلك ما النقاش مستمراً حول إساءة معاملة الحيوانات في بيئات البحث، مع العديد من المنشورات العلمية التي تتساءل عن مكان رسم خط الحدود الأخلاقية للتجارب على الحيوانات.

    لقد أعرب العديد من العلماء أعضاء مشروع سبوتنيك عن أسفهم الشديد لموت الكلبة لايكا، ويقدورن عمق التضحية التي قدمتها للبشرية. واليوم لا تزال الكلبة لايكا من أشهر الحيوانات في التاريخ ولها تماثيل وآثار متنوعة تخليداً لذكرى تضحيتها. ومع ذلك لا يزال السؤال الأخلاقي حول المعاناة التي تعرضت لها الكلبة مثار جدل متكرر يتم إحياؤه كل عام مع ذكرى وفاتها.
يعمل...
X