كشف ألغاز قصة حادثة روزويل الشهيرة
كشف لغز حادثة روزويل
حادثة روزويل واحدة من أعظم الألغاز في القرن العشرين. وقعت هذه الحادثة الشهيرة في المنطقة 51 بنيو مكسيكو في الولايات المتحدة، ويقول شهود عيان أنهم رأوا جثث الكائنات الفضائية في الأطباق الطائرة التي تحطمت هناك. في هذا المقال نخوض رحلة شيقة للتعرف على قصة حادثة روزويل الغامضة.
بداية قصة حادثة روزويل
وقعت حادثة روزويل في 2 يوليو 1947 فيما يسمى بالمنطقة 51. وما حدث في تلك الليلة سيسجل في ذاكرة الباحثين والعلماء وأيضاً الأشخاص الفضوليين المتحمسين لمعرفة المزيد عن الحياة خارج حدود الأرض. إن تحطم سفينة فضائية في وسط الصحراء من شأنه أن يؤثر في العالم بأسره. فماذا حدث بالضبط في تلك الليلة؟
في ليلة الثاني من يوليو عام 1947، عبر جسم فضي مضيء سماء نيو مكسيكو في اتجاه شمالي غربي. كانت سفينة بيضاوية الشكل محاطة بنور خلاب رآه العديد من الشهود في الليل. في صباح اليوم التالي، خرج مارك برازيل، رئيس عمال مزرعة مجاورة، في نزهة صباحية يومية، وانطلق إلى مكان ظهور هذه الأضواء ليتحقق منها. لكن ما إن وصل إلى هناك حتى كانت المفاجأة.
لم يكن يوماً عادياً بالنسبة لبرازيل. فعندما وصل إلى المكان المنشود وجد حطام كان على ما يبدو أنه بقايا طائرة. نظر إلى هذا الحطام وكأنه غنيمة يمكنه أن يتربح منها. لكن تلك الغنائم التي حصل عليها من شأنها أن تمثل بداية قضية روزويل المثيرة للجدل. لم يتردد رئيس العمال في حمل بعض بقايا الحطام، إلا إنه تفاجأ بمقاومة القطع الصغيرة التي حاول حملها، كانت القطع مرنة جداً ومنعدمة الوزن تقريباً. لذا كان يمكنه حمل قطعة كبيرة جداً في يديه دون عناء. وستكون هذه مجرد البداية لأحداث ستصبح أسطورة فيما بعد.
كانت القطع التي تم العثور عليها غريبة تماماً. وكما وصفت المراجعات المنشورة في صحيفة روزويل ديلي ريكورد – صحيفة محلية – أن هذه القطع كانت بحجم طاولة بمطاط رمادي، وكميات كبيرة من الورق الفضي وأشرطة لاصقة بها تصميمات نباتية وقضبان خشبية. لكن الأكثر إثارة للفضول هو أنه لم يعثر على أية قطعة يمكن استخدامها كمحرك.
ماذا حدث بعد حادثة روزويل؟
في اليوم التالي قدمت السلطات في روزويل تفسيراً لهذه الحادثة يقول أن أحد بالوناتهم لدراسة الطقس تعرض لعطل فني وتحطم. وكان هذا البالون جزء من مشروع موجول لدراسة الطقس. وتم إغلاق حادثة روزويل بهذا التوضيح ولم يعطها أحد الأهمية مرة أخرى.
بعد ثلاث سنوات، بدأ صحفي محلي التحقيق في القضية من جديد عبر نشر أخبار جديدة تهدم التفسير الذي قدمته السلطات، لكن الصحفي تعرض للتهديد والهجوم من قبل ممثلي الحكومة، وأمروه بالتزام الصمت. كانت تلك السرية والتهديدات “بعدم الحديث عما حدث في المنطقة 51” هي التي أشعلت الشرارة مرة أخرى.
بدأت أسرار المنطقة 51 في الظهور، مع تصرفات مختلفة من قبل الباحثين والعلماء والشخصيات الذين انتهى بهم الأمر بطريقة أو بأخرى إلى التورط في قضية روزويل. وبدأت سلسلة من الأحداث ساهمت في تأجيج أسطورة حادثة روزويل. دعونا نرى أهم هذه الأحداث.
إجراء عمليات التشريح
بعد التهديدات بإسكات جميع المتورطين، لم تستغرق النظريات الجديدة وقتاً طويلاً للظهور: ما شوهد في تلك الليلة لم يكن بالوناً لاستكشاف المناخ، بل سفينة فضائية، سفينة تديرها كائنات مختلفة أسقطها صاروخ أمريكي. كما تم العثور على الجثث وبعضها لا يزال على قيد الحياة، وهي فرصة لم يتردد علماء المنطقة 51 في التحقيق فيها.
من المؤكد أنها هذه النظرية الخاصة بقصة حادثة روزيل يصعب تصديقها، لكن لم يمض وقتاً طويلاً حتى ظهر الدليل على هذه النظرية. فبعد سنوات، تم تسريب شريط فيديو مزعج يسجل عملية تشريح الجثة بأكملها والتحقيق في تلك الكائنات الصغيرة الشاحبة ذات الرؤوس المنتفخة التي غرست في المشاهد مزيجاً من الخوف والرعشة والشفقة. وقد أصبح الفيديو في متناول الجميع، وعرض على الملأ لسنوات، وحصد على مشاهدات بالملايين.
الملفات السرية
منذ وقت ليس ببعيد، ظهر تقرير من أرشيف الأمن القومي بعد أن رفعت عنه السرية من قبل وكالة المخابرات المركزية، وعرض للجمهور عام 2011. يشير هذا التقرير إلى أنه في تلك السنوات كانت الحكومة الأمريكية تقوم بسلسلة من التجارب السرية من أجل تطوير طائرات جديدة للجيش.
كان المشروع يسمى برنامج U-2. وهو عبارة عن طائرة تحلق أعلى بثلاث مرات من الطائرات العادية. هندسة متطورة اعتادوا أن يتدربوا عليها عند الغسق، لتظهر ألواناً مذهلة في السماء، وهي ما كانت تجذب انتباه السكان الأصليين لهذا الأمر. لذلك كان الأمر يتعلق بطائرات لم يسبق لها مثيل من قبل، ومشاريع طيران غير عادية، كان الجيش بحاجة إلى الحفاظ عليها سراً، بالاعتماد على تلك القصص الغريبة التي اخترعها السكان المحليون عن كائنات من عوالم أخرى.
كشف بيل كلينتون
لطالما اشتهر الرئيس كلينتون بفضوله، مما جعله يتطرق أيضاً إلى قضية روزويل. فبمجرد وصوله إلى البيت الابيض، طلب زيارة ورؤية المنطقة 51 من الداخل، لمعرفة ما كان يحدث هناك. لقد أراد أن يفهم هل هناك سبب منطقي لتلك الاستثمارات الضخمة في تلك الصحراء المفقودة من المكسيك.
لم يعترض عليه أحد. لكن ماذا قال بيل كلينتون للصحافة فيما بعد؟ لقد قال: “أنه كان يشعر بالملل الشديد”. ففي المنطقة 51 لم ير سوى تنفيذ بعض المهام الدفاعية الشاقة، والأبحاث الهندسية التي لا تتضمن أي شيء غريب أو خارق للطبيعة.
الحقيقة وراء حادثة روزويل
بعد أن استعرضنا تفاصيل قصة حادثة روزيل الشهيرة كما بدت للعيان علينا الآن أن نبحث عن الحقيقة وراء هذه القضية المثيرة. وذلك من خلال بعض التصريحات لشهود عيان اختلفت تماماً كما ذكر من قبل.
بعد أن حصل برازيل على القطع من مكان الحطام ذهب في طريقه لإخبار الشريف جورج ويلكوكس. وهو بدوره نقل هذا الاكتشاف إلى سلطات القاعدة الجوية للولايات المتحدة في روزويل. توصل أحد عملاء القاعدة – جيسي مارسيل – بعد فحص أحد الأجهزة التالفة إلى استنتاج مفاده أن الجهاز التالف كان حتماً من عالم آخر. حتى أنه أخذ بعض المواد التي تم جمعها في المزرعة إلى منزله. لقد كان متحمساً للغاية ولم يتردد في عرض ذلك الجهاز على زوجته وأطفاله على طاولة المطبخ يقول ابنه خلال أحد حواراته الصحفية: “كانت مادة خفيفة للغاية وتحتوي على أحرف غريبة. لم أرَ شيئاً كهذا في حياتي”.
وقد قام جيسي مارسيل بنفسه بالتصوير مع رئيسه بجانب البقايا المزعومة التي عُثر عليها في مزرعة فوستر. لكن ابنه صرح بعد سنوات عديدة بأن والده أُجبر على المشاركة في المونتاج. كما أكد أن المادة التي وضعها والده في ذلك اليوم في المطبخ لا علاقة لها بالمادة التي عرضها على وسائل الإعلام.
شهادات شهود العيان في قصة حادثة روزويل
تلقى فرانك جويس، الصحفي الإذاعي في محطة KGFL وأول من أعلن عن قصة حادثة روزويل على موجات الأثير، مكالمة تهديد من البنتاغون. كما تلقى جورج جود روبرت، مالك المحطة، تهديدات لنشره الخبر. كانت الرسالة واضحة وشفافة. إذا اتبعوا هذا الخط من التحقيق، فسيغلقون المحطة إلى الأبد.
تعرض رجال الإطفاء الذين فحصوا الرفات التي تم جمعها في المزرعة لتخويف مباشر من الجيش. إنها حقيقة مثبتة أن الترهيب نجح. وفقدت حادثة روزويل أهميتها، على الأقل بالنسبة لجزء كبير من الرأي العام. ولمدة ثلاثين عاماً، ظل الحادث سراً غامضاً حتى قرر جيسي مارسيل، في السبعينيات، إجراء مقابلة تلفزيونية. ولدهشة الكثيرين، اعترف بأن العملية السرية لإسكات قضية روزويل كانت حقيقية.
كما كشف العميد توماس دوبوز، أكبر ضابط عسكري رفيع المستوى تحدث على الإطلاق عن القضية في مقطع فيديو تم تسجيله عام 1991، أن المؤامرة كانت حقيقية. لكن السؤال في هذه المرحلة ليس ما إذا كانت هناك مؤامرة لإسكات هذه القضية، ولكن لماذا كانت هناك من الأساس.
فرانك كوفمان وجيلين دينيس وروبن أنايا
قدم فرانك كوفمان، وهو عضو في مجموعة العمليات السوداء بالجيش الأمريكي في قصة حادثة روزويل، الشهادة التالية:
“تلك الإشارة على الرادار أقنعتنا أن شيئاً ما قد سقط في المنطقة. ربما صاروخ أو سفينة. ذهبنا للتفتيش ووجدنا جهازاً. كان أحد أفراد الطاقم خارجها. برز آخر من خلال ما يشبه نافذة صغيرة. وجدنا ثلاثة آخرين داخل السفينة. أخذنا كل شيء واتصلنا بشركة بالارد للجنازات لنرى ما إذا كان بإمكانهم فعل أي شيء للحفاظ على الجثث التي عُثر عليها في الحادث”.
لطالما أكد جلين دينيس، صاحب شركة الجنازات، قصة كوفمان، بل وادعى أنه رأى جثث “الكائنات الفضائية الصغيرة”. كما كشف عن أن الجثث كانت تنبعث منها رائحة سامة قوية لم تسمح له بالتنفس في حظيرة الطائرات.
اعترف روبن أنايا، سائق جوزيف مونتويا، حاكم ولاية نيو مكسيكو أنه بعد اصطحاب الحاكم إلى حظيرة الطائرات، وصف الكائنات التي رأها بأنها كائنات صغيرة جداً برؤوس غير متناسبة. ووفقاً لابنة الشريف ويلكوكس، كان أحدهم لا يزال على قيد الحياة وشوهد وهو يتجول في حظيرة الطائرات. لكن سرعان ما تم نقل هذه الكائنات إلى قاعدة سانت أندروز الجوية في واشنطن.
ومع ذلك، لا توجد وثيقة تثبت ما يقوله الشهود. حتى تسجيل تشريح جثة راي سانتيلي الشهير لكائنات روزويل الفضائية لم يكن صحيحاً. حيث يقول أن التسجيل الحقيقي كان في حالة سيئة للغاية ولهذا السبب كان عليه إعاده إنشائه.
النظرية النهائية في قصة حادثة روزويل؟
كشفت الصحفية الأمريكية آني جاكوبسن الغموض حول قصة حادثة روزويل في كتابها “المنطقة 51: تاريخ غير خاضع لرقابة القاعدة العسكرية السرية للغاية في أمريكا”. حيث تشير في كتابها أن هذه الكائنات التي عثر عليها في السفينة لم يأتوا من أي كوكب بعيد، ولكن من الاتحاد السوفيتي. وهؤلاء الكائنات الخضر هم في الحقيقة أطفال خضعوا لتجارب شنيعة من قبل علماء الاتحاد السوفيتي حتى يظهروا ككائنات فضائية. إنها خطة وضعت لإحداث الذعر في الشعب الأمريكي. وهي طريقة لإخبار هاري ترومان أنه يمكن أن يمتلك القنبلة الذرية – في ذلك الوقت لم يكن لدى السوفييت واحدة – لكن السوفييت كان لديهم أدوات حرب نفسية قوية جداً.
علماء نازيون
ووفقاً لتصريحات جاكوبسن، تقول أن الأمريكان جلبوا عشرة آلاف عالم نازي للعمل في الولايات المتحدة – كان فيرنر فون براون هو من صمم قنابل V2 لهتلر وأبولو لكينيدي – كما تمكن الروس من تجنيد مئات العلماء الذين كانوا يخدمون في السابق حكم الرايخ الثالث. وكان أحدهم هو الشخص الذي اخترع جسماً دائرياً طائراً في ألمانيا النازية. هذا الشيء نفسه هو ما وجده الأمريكيون في روزويل قبل 71 عاماً.
أما عن مصدر جاكوبسن فهو مهندس شارك في مشروع مانهاتن. وكانت إحدى مهامهم في هذا المشروع حل ما يسمونه “المشاكل الهندسية الخبيثة”. بينما تم تكليفه ورفاقه بحل لغز حادثة روزويل.
الاستنتاج القائل بأن الجسم الغريب كان سوفييتي أثار مخاوف المتشككين. لكن بعد كل شيء، فإن مصادر مؤلفة كتاب “المنطقة 51” هي ما تؤيد فقط هذه القصة. وبالإضافة إلى ذلك هناك أكثر من ستة ملايين وثيقة يمكن أن تلقي ضوءاً قاطعاً على هذه المسألة، لكنها لا تزال سرية. هذه الوثائق موجودة داخل الأرشيف الروسي.
في الختام فإن قصص الكائنات الفضائية كثيرة ومتنوعة. حيث تمتلئ القصص الشعبية بالعجائب والغرائب التي غالباً ما تتراوح ما بين الجنون والحيرة. ومن بين القصص الأكثر شعبية التي توضح الخيال الشعبي حول الفضائيين، تبرز قصة حادثة روزويل. فهي لا تزال القضية التي تثير الفضول بعد مرور أكثر من ثمانية عقود عليها.
المراجع
كشف لغز حادثة روزويل
- Post author:وائل الشيمي
- Post published:24/11/2022
- Post category:غموض
- بداية قصة حادثة روزويل
- ماذا حدث بعد حادثة روزويل؟
- إجراء عمليات التشريح
- الملفات السرية
- كشف بيل كلينتون
- الحقيقة وراء حادثة روزويل
- شهادات شهود العيان في قصة حادثة روزويل
- النظرية النهائية في قصة حادثة روزويل؟
حادثة روزويل واحدة من أعظم الألغاز في القرن العشرين. وقعت هذه الحادثة الشهيرة في المنطقة 51 بنيو مكسيكو في الولايات المتحدة، ويقول شهود عيان أنهم رأوا جثث الكائنات الفضائية في الأطباق الطائرة التي تحطمت هناك. في هذا المقال نخوض رحلة شيقة للتعرف على قصة حادثة روزويل الغامضة.
بداية قصة حادثة روزويل
وقعت حادثة روزويل في 2 يوليو 1947 فيما يسمى بالمنطقة 51. وما حدث في تلك الليلة سيسجل في ذاكرة الباحثين والعلماء وأيضاً الأشخاص الفضوليين المتحمسين لمعرفة المزيد عن الحياة خارج حدود الأرض. إن تحطم سفينة فضائية في وسط الصحراء من شأنه أن يؤثر في العالم بأسره. فماذا حدث بالضبط في تلك الليلة؟
في ليلة الثاني من يوليو عام 1947، عبر جسم فضي مضيء سماء نيو مكسيكو في اتجاه شمالي غربي. كانت سفينة بيضاوية الشكل محاطة بنور خلاب رآه العديد من الشهود في الليل. في صباح اليوم التالي، خرج مارك برازيل، رئيس عمال مزرعة مجاورة، في نزهة صباحية يومية، وانطلق إلى مكان ظهور هذه الأضواء ليتحقق منها. لكن ما إن وصل إلى هناك حتى كانت المفاجأة.
لم يكن يوماً عادياً بالنسبة لبرازيل. فعندما وصل إلى المكان المنشود وجد حطام كان على ما يبدو أنه بقايا طائرة. نظر إلى هذا الحطام وكأنه غنيمة يمكنه أن يتربح منها. لكن تلك الغنائم التي حصل عليها من شأنها أن تمثل بداية قضية روزويل المثيرة للجدل. لم يتردد رئيس العمال في حمل بعض بقايا الحطام، إلا إنه تفاجأ بمقاومة القطع الصغيرة التي حاول حملها، كانت القطع مرنة جداً ومنعدمة الوزن تقريباً. لذا كان يمكنه حمل قطعة كبيرة جداً في يديه دون عناء. وستكون هذه مجرد البداية لأحداث ستصبح أسطورة فيما بعد.
كانت القطع التي تم العثور عليها غريبة تماماً. وكما وصفت المراجعات المنشورة في صحيفة روزويل ديلي ريكورد – صحيفة محلية – أن هذه القطع كانت بحجم طاولة بمطاط رمادي، وكميات كبيرة من الورق الفضي وأشرطة لاصقة بها تصميمات نباتية وقضبان خشبية. لكن الأكثر إثارة للفضول هو أنه لم يعثر على أية قطعة يمكن استخدامها كمحرك.
ماذا حدث بعد حادثة روزويل؟
في اليوم التالي قدمت السلطات في روزويل تفسيراً لهذه الحادثة يقول أن أحد بالوناتهم لدراسة الطقس تعرض لعطل فني وتحطم. وكان هذا البالون جزء من مشروع موجول لدراسة الطقس. وتم إغلاق حادثة روزويل بهذا التوضيح ولم يعطها أحد الأهمية مرة أخرى.
بعد ثلاث سنوات، بدأ صحفي محلي التحقيق في القضية من جديد عبر نشر أخبار جديدة تهدم التفسير الذي قدمته السلطات، لكن الصحفي تعرض للتهديد والهجوم من قبل ممثلي الحكومة، وأمروه بالتزام الصمت. كانت تلك السرية والتهديدات “بعدم الحديث عما حدث في المنطقة 51” هي التي أشعلت الشرارة مرة أخرى.
بدأت أسرار المنطقة 51 في الظهور، مع تصرفات مختلفة من قبل الباحثين والعلماء والشخصيات الذين انتهى بهم الأمر بطريقة أو بأخرى إلى التورط في قضية روزويل. وبدأت سلسلة من الأحداث ساهمت في تأجيج أسطورة حادثة روزويل. دعونا نرى أهم هذه الأحداث.
إجراء عمليات التشريح
بعد التهديدات بإسكات جميع المتورطين، لم تستغرق النظريات الجديدة وقتاً طويلاً للظهور: ما شوهد في تلك الليلة لم يكن بالوناً لاستكشاف المناخ، بل سفينة فضائية، سفينة تديرها كائنات مختلفة أسقطها صاروخ أمريكي. كما تم العثور على الجثث وبعضها لا يزال على قيد الحياة، وهي فرصة لم يتردد علماء المنطقة 51 في التحقيق فيها.
من المؤكد أنها هذه النظرية الخاصة بقصة حادثة روزيل يصعب تصديقها، لكن لم يمض وقتاً طويلاً حتى ظهر الدليل على هذه النظرية. فبعد سنوات، تم تسريب شريط فيديو مزعج يسجل عملية تشريح الجثة بأكملها والتحقيق في تلك الكائنات الصغيرة الشاحبة ذات الرؤوس المنتفخة التي غرست في المشاهد مزيجاً من الخوف والرعشة والشفقة. وقد أصبح الفيديو في متناول الجميع، وعرض على الملأ لسنوات، وحصد على مشاهدات بالملايين.
الملفات السرية
منذ وقت ليس ببعيد، ظهر تقرير من أرشيف الأمن القومي بعد أن رفعت عنه السرية من قبل وكالة المخابرات المركزية، وعرض للجمهور عام 2011. يشير هذا التقرير إلى أنه في تلك السنوات كانت الحكومة الأمريكية تقوم بسلسلة من التجارب السرية من أجل تطوير طائرات جديدة للجيش.
كان المشروع يسمى برنامج U-2. وهو عبارة عن طائرة تحلق أعلى بثلاث مرات من الطائرات العادية. هندسة متطورة اعتادوا أن يتدربوا عليها عند الغسق، لتظهر ألواناً مذهلة في السماء، وهي ما كانت تجذب انتباه السكان الأصليين لهذا الأمر. لذلك كان الأمر يتعلق بطائرات لم يسبق لها مثيل من قبل، ومشاريع طيران غير عادية، كان الجيش بحاجة إلى الحفاظ عليها سراً، بالاعتماد على تلك القصص الغريبة التي اخترعها السكان المحليون عن كائنات من عوالم أخرى.
كشف بيل كلينتون
لطالما اشتهر الرئيس كلينتون بفضوله، مما جعله يتطرق أيضاً إلى قضية روزويل. فبمجرد وصوله إلى البيت الابيض، طلب زيارة ورؤية المنطقة 51 من الداخل، لمعرفة ما كان يحدث هناك. لقد أراد أن يفهم هل هناك سبب منطقي لتلك الاستثمارات الضخمة في تلك الصحراء المفقودة من المكسيك.
لم يعترض عليه أحد. لكن ماذا قال بيل كلينتون للصحافة فيما بعد؟ لقد قال: “أنه كان يشعر بالملل الشديد”. ففي المنطقة 51 لم ير سوى تنفيذ بعض المهام الدفاعية الشاقة، والأبحاث الهندسية التي لا تتضمن أي شيء غريب أو خارق للطبيعة.
الحقيقة وراء حادثة روزويل
بعد أن استعرضنا تفاصيل قصة حادثة روزيل الشهيرة كما بدت للعيان علينا الآن أن نبحث عن الحقيقة وراء هذه القضية المثيرة. وذلك من خلال بعض التصريحات لشهود عيان اختلفت تماماً كما ذكر من قبل.
بعد أن حصل برازيل على القطع من مكان الحطام ذهب في طريقه لإخبار الشريف جورج ويلكوكس. وهو بدوره نقل هذا الاكتشاف إلى سلطات القاعدة الجوية للولايات المتحدة في روزويل. توصل أحد عملاء القاعدة – جيسي مارسيل – بعد فحص أحد الأجهزة التالفة إلى استنتاج مفاده أن الجهاز التالف كان حتماً من عالم آخر. حتى أنه أخذ بعض المواد التي تم جمعها في المزرعة إلى منزله. لقد كان متحمساً للغاية ولم يتردد في عرض ذلك الجهاز على زوجته وأطفاله على طاولة المطبخ يقول ابنه خلال أحد حواراته الصحفية: “كانت مادة خفيفة للغاية وتحتوي على أحرف غريبة. لم أرَ شيئاً كهذا في حياتي”.
وقد قام جيسي مارسيل بنفسه بالتصوير مع رئيسه بجانب البقايا المزعومة التي عُثر عليها في مزرعة فوستر. لكن ابنه صرح بعد سنوات عديدة بأن والده أُجبر على المشاركة في المونتاج. كما أكد أن المادة التي وضعها والده في ذلك اليوم في المطبخ لا علاقة لها بالمادة التي عرضها على وسائل الإعلام.
اقرأ أيضًا: جبل شاستا: بقعة ساخنة خارقة للطبيعة |
شهادات شهود العيان في قصة حادثة روزويل
تلقى فرانك جويس، الصحفي الإذاعي في محطة KGFL وأول من أعلن عن قصة حادثة روزويل على موجات الأثير، مكالمة تهديد من البنتاغون. كما تلقى جورج جود روبرت، مالك المحطة، تهديدات لنشره الخبر. كانت الرسالة واضحة وشفافة. إذا اتبعوا هذا الخط من التحقيق، فسيغلقون المحطة إلى الأبد.
تعرض رجال الإطفاء الذين فحصوا الرفات التي تم جمعها في المزرعة لتخويف مباشر من الجيش. إنها حقيقة مثبتة أن الترهيب نجح. وفقدت حادثة روزويل أهميتها، على الأقل بالنسبة لجزء كبير من الرأي العام. ولمدة ثلاثين عاماً، ظل الحادث سراً غامضاً حتى قرر جيسي مارسيل، في السبعينيات، إجراء مقابلة تلفزيونية. ولدهشة الكثيرين، اعترف بأن العملية السرية لإسكات قضية روزويل كانت حقيقية.
كما كشف العميد توماس دوبوز، أكبر ضابط عسكري رفيع المستوى تحدث على الإطلاق عن القضية في مقطع فيديو تم تسجيله عام 1991، أن المؤامرة كانت حقيقية. لكن السؤال في هذه المرحلة ليس ما إذا كانت هناك مؤامرة لإسكات هذه القضية، ولكن لماذا كانت هناك من الأساس.
فرانك كوفمان وجيلين دينيس وروبن أنايا
قدم فرانك كوفمان، وهو عضو في مجموعة العمليات السوداء بالجيش الأمريكي في قصة حادثة روزويل، الشهادة التالية:
“تلك الإشارة على الرادار أقنعتنا أن شيئاً ما قد سقط في المنطقة. ربما صاروخ أو سفينة. ذهبنا للتفتيش ووجدنا جهازاً. كان أحد أفراد الطاقم خارجها. برز آخر من خلال ما يشبه نافذة صغيرة. وجدنا ثلاثة آخرين داخل السفينة. أخذنا كل شيء واتصلنا بشركة بالارد للجنازات لنرى ما إذا كان بإمكانهم فعل أي شيء للحفاظ على الجثث التي عُثر عليها في الحادث”.
لطالما أكد جلين دينيس، صاحب شركة الجنازات، قصة كوفمان، بل وادعى أنه رأى جثث “الكائنات الفضائية الصغيرة”. كما كشف عن أن الجثث كانت تنبعث منها رائحة سامة قوية لم تسمح له بالتنفس في حظيرة الطائرات.
اعترف روبن أنايا، سائق جوزيف مونتويا، حاكم ولاية نيو مكسيكو أنه بعد اصطحاب الحاكم إلى حظيرة الطائرات، وصف الكائنات التي رأها بأنها كائنات صغيرة جداً برؤوس غير متناسبة. ووفقاً لابنة الشريف ويلكوكس، كان أحدهم لا يزال على قيد الحياة وشوهد وهو يتجول في حظيرة الطائرات. لكن سرعان ما تم نقل هذه الكائنات إلى قاعدة سانت أندروز الجوية في واشنطن.
ومع ذلك، لا توجد وثيقة تثبت ما يقوله الشهود. حتى تسجيل تشريح جثة راي سانتيلي الشهير لكائنات روزويل الفضائية لم يكن صحيحاً. حيث يقول أن التسجيل الحقيقي كان في حالة سيئة للغاية ولهذا السبب كان عليه إعاده إنشائه.
اقرأ أيضًا: أطلانتس المفقودة: قصة اختفاء قارة في ظروف غامضة! |
النظرية النهائية في قصة حادثة روزويل؟
كشفت الصحفية الأمريكية آني جاكوبسن الغموض حول قصة حادثة روزويل في كتابها “المنطقة 51: تاريخ غير خاضع لرقابة القاعدة العسكرية السرية للغاية في أمريكا”. حيث تشير في كتابها أن هذه الكائنات التي عثر عليها في السفينة لم يأتوا من أي كوكب بعيد، ولكن من الاتحاد السوفيتي. وهؤلاء الكائنات الخضر هم في الحقيقة أطفال خضعوا لتجارب شنيعة من قبل علماء الاتحاد السوفيتي حتى يظهروا ككائنات فضائية. إنها خطة وضعت لإحداث الذعر في الشعب الأمريكي. وهي طريقة لإخبار هاري ترومان أنه يمكن أن يمتلك القنبلة الذرية – في ذلك الوقت لم يكن لدى السوفييت واحدة – لكن السوفييت كان لديهم أدوات حرب نفسية قوية جداً.
علماء نازيون
ووفقاً لتصريحات جاكوبسن، تقول أن الأمريكان جلبوا عشرة آلاف عالم نازي للعمل في الولايات المتحدة – كان فيرنر فون براون هو من صمم قنابل V2 لهتلر وأبولو لكينيدي – كما تمكن الروس من تجنيد مئات العلماء الذين كانوا يخدمون في السابق حكم الرايخ الثالث. وكان أحدهم هو الشخص الذي اخترع جسماً دائرياً طائراً في ألمانيا النازية. هذا الشيء نفسه هو ما وجده الأمريكيون في روزويل قبل 71 عاماً.
أما عن مصدر جاكوبسن فهو مهندس شارك في مشروع مانهاتن. وكانت إحدى مهامهم في هذا المشروع حل ما يسمونه “المشاكل الهندسية الخبيثة”. بينما تم تكليفه ورفاقه بحل لغز حادثة روزويل.
الاستنتاج القائل بأن الجسم الغريب كان سوفييتي أثار مخاوف المتشككين. لكن بعد كل شيء، فإن مصادر مؤلفة كتاب “المنطقة 51” هي ما تؤيد فقط هذه القصة. وبالإضافة إلى ذلك هناك أكثر من ستة ملايين وثيقة يمكن أن تلقي ضوءاً قاطعاً على هذه المسألة، لكنها لا تزال سرية. هذه الوثائق موجودة داخل الأرشيف الروسي.
في الختام فإن قصص الكائنات الفضائية كثيرة ومتنوعة. حيث تمتلئ القصص الشعبية بالعجائب والغرائب التي غالباً ما تتراوح ما بين الجنون والحيرة. ومن بين القصص الأكثر شعبية التي توضح الخيال الشعبي حول الفضائيين، تبرز قصة حادثة روزويل. فهي لا تزال القضية التي تثير الفضول بعد مرور أكثر من ثمانية عقود عليها.
المراجع
1. Author: Donovan Webster, (7/5/2017), In 1947, A High-Altitude Balloon Crash Landed in Roswell. The Aliens Never Left, www.smithsonianmag.com, Retrieved: 11/24/2022. |
2. Author: Dave Kindy, (7/8/2022), 75 years ago, Roswell ‘flying saucer’ report sparked UFO obsession, www.washingtonpost.com, Retrieved: 11/24/2022. |
3. Author: ADAM JANOS, (12/17/2017), What Really Happened at Roswell, www.history.com, Retrieved: 11/24/2022. |