كشف ألغاز تجربة فيلادلفيا الغامضة
قصة إخفاء السفينة الأمريكية
- Post author:وائل الشيمي
- Post published:01/12/2022
- Post category:غموض
- نيكولا تيسلا ومشروع قوس قزح
- التجربة مع السفينة يو إس إس إلدريدج
- نتائج تجربة فيلادلفيا
- ماذا حدث لطاقم السفينة في تجربة فيلادلفيا
تجربة فيلادلفيا أو مشروع قوس قزح هي تجربة إخفاء المدمرة البحرية الأمريكية يو إس إس إلدريدج عن رادرات العدو خلال الحرب العالمية الثانية، لكن ما حدث في أكتوبر 1943 لا يمكن أن يتخيله عقل. في السطور التالية نتعرف على القصة الغامضة لاختفاء المدمرة الأمريكية مع طاقمها.
نيكولا تيسلا ومشروع قوس قزح
كان الجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية حريص على اكتشاف تقنيات جديدة، والتوصل إلى هندسة غير عادية تمنحه ميزة على العدو. فمن المتعارف عليه أن فترات الحروب هي أنسب الأوقات التي يمكن فيها إجراء أي نوع من التجارب من أجل الانتصار في الحرب. ولم يكن الجيش الأمريكي باستطاعته في ذلك الوقت أن ينافس الجيش الألماني الذي سخر كل الإمكانات العلمية والمادية والاقتصادية من أجل تحقيق التفوق العسكري على جميع دول العالم.
بدأت قصة تجربة فيلادلفيا مع أعمال نيكولا تيسلا المثيرة للاهتمام حول ديناميات الجاذبية. حيث أراد الجيش الأمريكي استغلال أبحاثه العظيمة والاستفادة منها في تجربة ستكون حديث العالم بأجمعه فيما بعد. اتفق الجيش مع مجموعة من العلماء من جامعة شيكاغو وبرينستون وعلى رأسهم نيكولا تسلا على تطوير تقنية هندسية تسمح بإخفاء السفن بالاستفادة من نظرية تيسلا في استخدام المجالات الكهرومغناطيسية، ونظريات ألبرت أينشتاين كذلك.
كان نيكولا تسلا العبقري يعمل على فكرة تشويه تدفق الضوء، وبالتالي محاولة تغيير العلاقة بين المكان والزمان من أحل تحقيق نوع من الانتقال الآني. شيء يمكنك أن تسمع به في مجال الخيال العلمي، ولكن لن تسمع عنه في الواقع. لذا لم تتردد البحرية الأمريكية في محاولة تجريب هذا الأمر. وما ساعد في ذلك أن العديد من العلماء في جامعة برينستون أيدوا فكرة أن الاختفاء يمكن تحقيقه بالفعل باستخدام الأجسام الصغيرة. وهنا كان رد البحرية الأمريكية أنه طالما الاختفاء ممكن مع الأجسام الصغيرة فلما لا نجربه على الأجسام الكبيرة؟
اقرأ أيضًا: كشف ألغاز السفر عبر الزمن |
التجربة مع السفينة يو إس إس إلدريدج
بالفعل تم الاتفاق على إجراء التجربة على المدمرة البحرية يو إس إس إلدريدج. وجاء اليوم الموعود. كانت التجربة بسيطة ومعقدة في الوقت نفسه. لقد أرادوا ببساطة أن يكونوا قادرين على تشتيت ضوء سفينة مرافقة لتحقيق الاختفاء أو على الأقل محاولة ذلك. ولهذا، تم اختيار سفينة أخرى مرافقة، ولتحقيق ذلك، قاموا أولاً بإجراء بعض التغييرات الملحوظة على السفينة لجعل التجربة ممكنة. ففي الداخل، حملت مولدين عملاقين بقوة 75 كيلوفولت لكل منهما، وأربع ملفات على سطح السفينة، وثلاثة أجهزة إرسال 2 ميغاواط، ودوائر التزامن والتعديل، وما يقرب من ثلاثة آلاف أنبوب تضخيم.
كان تهدف كل تلك الأدوات الهندسية المتطورة المثبتة في يو إس إس إلدريدج إلى توليد مجالات كهرومغناطيسية ضخمة قادرة على ثني موجات الضوء والراديو حول السفينة، لتوليد اختفاء كامل للرادار.
نتائج تجربة فيلادلفيا
اختفاء المدمرة البحرية الأمريكية يو إس إس إلدريدج
بدأت الاختبارات في يوليو 1943، ولقد حققت بعض النجاح. ففي لحظة إجراء تجربة فيلادلفيا كانت السفينة مغطاة بنوع من الضباب الأخضر. ثم اختفت ببساطة على الرادار لبضع ثوان. كان المشروع يسير على ما يرام، لكن طاقم السفينة اعتادوا على الشكوى من الغثيان والقيء ودوار الحركة، لذلك قرروا إجراء بعض التغييرات الصغيرة لضبط التكنولوجيا بشكل أفضل قليلاً.
استؤنف الاختبار في 28 أكتوبر من نفس العام، في حوض بناء السفن في فيلادلفيا. ولكن هذه المرة، حدث شيء غير متوقع. بدأت المولدات العملاقة في يو إس إس إلدريدج تهتز بشدة. وأصابت العديد من الطاقم بالصمم. ثم ارتفعت طبقة سميكة للغاية من الضباب الأخضر وغطت السفينة بالكامل. وعندما انتشر الضباب المذكور، أضاءت السماء ببرق أزرق واختفت حاملة الطائرات يو إس إس إلدريدج.
استمر اختفاء السفينة حوالي 15 دقيقة. وخلال ذلك الوقت، حدث شيء مذهل بقدر ما كان مقلقاً. حيث ظهرت السفينة فجأة على بعد مئات الأميال من فيلادلفيا، وتحديداً في قاعدة نورفولك البحرية في فيرجينيا. وبعد أن كانت هناك، ظهرت مرة أخرى في موقعها الأصلي في أحواض بناء السفن في فيلادلفيا. لكن … ماذا عن طاقم السفينة؟
ماذا حدث لطاقم السفينة في تجربة فيلادلفيا
كان كارل ميريديث ألين بحاراً في طاقم السفينة، وكان شاهداً وحاضراً أثناء تجربة فيلادلفيا وهو الذي روى لاحقاً وسلط الضوء على ما حدث في ذلك اليوم. ووفقاً له، عندما اختفت يو إس إس إلدريدج خلف البرق الأزرق، كان كل من كان هناك ليرى ما حدث يعاني من نزيف في الأنف ودوخة.
لكن الأسوأ حدث، فبعد بضع دقائق عادت السفينة إلى موقعها الأصلي، إلى حوض بناء السفن في فيلادلفيا. لكن كان هناك خمسة من أفراد الطاقم تمتزج أجسادهم مع الهيكل المعدني للسفينة. كما فقد بحارة آخرون جزءاً من أجسادهم مثل الأذرع والأرجل. ولم يستطع أحد تفسير أياً مما حدث، بينما أراد الجيش التستر على هذا الحادث ومحاولة إخفاؤه.
مستشفى الأمراض العقلية
بعد مرور العديد من السنوات على تجربة فلادلفيا لم يستطع البحار كارل ميريديث ألين تحمل ما حدث. وفي عام 1956 وتحت اسم مستعار أرسل ثلاث رسائل إلى أستاذ علم الفلك والرياضيات موريس ك. جيسوب لنشر ما حدث. وأوضح أيضاً أن العديد من رفاقه وأفراد طاقمه على متن السفينة يو إس إس إلدريدج قد اختفوا من أمامه كما لو أن ضوءاً قد أزالهم فجأة. بينما حُبس آخرون في مستشفيات للأمراض النفسية مدفوعين بجنون لا يمكن تفسيره.
هل كانت محاولة ألين للتنديد بما حدث قد آتت أكلها؟ نعم ولا. فبفضله عرفنا ما حدث في أكتوبر 1943، لكن لم يستطع أحد إثبات أن “مشروع قوس قزح” قد تم تنفيذه بالفعل. حيث لا يمتلك المعهد البحري لأمريكا الشمالية أية وثائق بيانية خاصة بسفينة يو إس إس إلدريدج. بينما تم تفكيك السفينة نفسها في اليونان عام 1951 وأعيد بناؤها تحت اسم ليون إتش إس.
أما بالنسبة لموريس جيسوب، العالم الذي تلقى رسائل ألين، فسرعان ما عُثر عليه ميتاً في سيارته على طريق سريع في فلوريدا. ولكن ماذا عن البحار كارل ميريديث ألين نفسه؟ ذلك الرجل الذي خاطر برواية ما حدث، لقد انتهت حياته مثل العديد من زملائه في البحرية، الشهود على تجربة فيلادلفيا: أُعلن أنه مجنون وحُبس في مصحة عقلية.