اكل الحشرات: فوائد وأضرار أغرب عادات الطعام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اكل الحشرات: فوائد وأضرار أغرب عادات الطعام

    اكل الحشرات: فوائد وأضرار أغرب عادات الطعام


    فوائد وأضرار أكل الحشرات
    أكل الحشرات هي عادة قديمة على عكس ما يعتقد الكثير، وفي حقيقة الأمر فإن استهلاك الحشرات في العالم ليس دائماً عرضياً، فهناك العديد من الثقافات التي تتناول الحشرات سواء للضرورة أو للمتعة. في السطور التالية نتعرف على تاريخ هذه العادة، ثم نستعرض فوائد وأضرار أكل الحشرات.


    تاريخ أكل الحشرات


    تختلف عادات الطعام من ثقافة إلى أخرى ومن شعب لآخر، لكن هناك أطباق غريبة في بعض الثقافات مثيرة للاهتمام، وأكل الحشرات من بينها. هذا على الرغم من أن أكل الحشرات لا يزال من المحرمات في بعض دول العالم، وفي بعض الأديان مثل الدين الإسلامي. إلا إن هذه العادة شائعة في بعض البلدان مثل أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا وأستراليا. لكن من أين جاءت هذه العادة؟

    تشتمل عادة أكل الحشرات على جميع أنواع الحشرات ماعدا السامة منها، كما تتضمن كذلك تناول العناكب والمفصليات. ويشير الخبراء إلى هذا النوع من النظام الغذائي بدأ منذ آلاف السنين، حيث كان أكل الحشرات ضرورياً للجنس البشري في العصور الموغلة في القدم، ففي ذلك الوقت لم يكن الإنسان قد اخترع أدوات الصيد ولا عرف الزراعة.

    ويظهر فن الكهوف كيف كان الإنسان البدائي يتناول الحشرات في طعامه. ليس هذا فحسب بل عثر العلماء على آثار النمل واليرقات والصراصير والقمل والنمل الأبيض في براز الإنسان المكتشف في هذه الكهوف. ربما كان موضوع أكل الحشرات غريباً على العلماء في ذلك الوقت، بعد أن اكتشفوا أن البشر اعتادوا على أكل الحشرات وخاصة عذارى الحشرات ويرقات النحل المحلاة بالعسل.

    ومنذ ذلك الوقت، تطور أكل الحشرات. حيث بدأت بعض دول العالم في تقديم وصفات الطهي بأنواع مختلفة من الحشرات الصالحة للأكل والتي تعتبر طعاماً شهياً. لكن في دول أخرى تعاني من الفقر فإن استهلاك الحشرات بمثابة ضرورة من ضروريات الحياة للبقاء على قيد الحياة.
    أنواع الحشرات الصالحة للأكل


    هناك ما لا يعد ولا يحصى من أنواع الحشرات، ولكن ليست جميعها صالحة للأكل، حيث توجد أنواع نادرة وخطيرة وسامة. وكانت هذه الأنواع الأخيرة تشكل خطراً جسيماً على الإنسان في العصور القديمة. لكن الإنسان يتعلم من خلال التجربة، وفي تلك الأزمان الغابرة كان عليه أن يعاني ليكتشف ما يصلح للأكل وما لا يصلح.

    أما الآن فهناك ما يقدر بنحو 2000 نوع من الحشرات الصالحة للأكل. وبفضل التطور والنظافة استطاعت العديد من الدول التي يدخل أكل الحشرات ضمن ثقافتها أن تعالج هذه الأنواع من الحشرات وتكييفها للاستهلاك الآدمي. ومن ثم تقدم أطباقاً لذيدة للآكلين. لكن قبل أن تخوض مثل هذه التجربة عليك أن تتساءل: ما هي فوائد أكل الحشرات؟ وما هي الأضرار التي يمكن أن تؤثر على صحة الإنسان؟
    فوائد أكل الحشرات

    أهم فوائد أكل الحشرات
    يشير العديد من العلماء إلى أن أكل الحشرات يمكن أن يكون علامة فارقة في غذاء الإنسان في المستقبل. بينما تشير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) إلى أن تجارة الحشرات واستهلاكها في أجزاء مختلفة من العالم قد نمت بصورة كبيرة منذ عام 2018، لدرجة أن الدول التي تقدم أطباق الطعام هذه أصبحت مناطق جذب سياحي. هذا النمو زاد من شعبية أكل الحشرات، وأثار تساؤلات حول ما إذا كان أكل الحشرات مفيداً أم سيئاً لصحتنا. دعونا نرى ما هي فوائد أكل الحشرات.
    1. مصدر البروتين


      أثبتت الأبحاث العلمية أن الحشرات مصدر جيد من مصادر البروتين. حيث يمكن يمكن للحشرات الصالحة للأكل أن تمد الإنسان ما بين 13٪ و 33٪ من الدهون الصحية. فهي غنية بالمعادن مثل الحديد والكالسيوم وبعض الفيتامينات. ومن المثير للاهتمام أنه ثبت أن نصف كيلو من النحل يقدم نفس البروتين مثل نصف كيلو من اللحم البقري. ولهذا السبب، يُعتقد أنه في غضون عشرين عاماً تقريباً، يمكن أن يحل استهلاك الحشرات محل استهلاك اللحوم. بينما سيؤدي هذا الأمر إلى إحداث تغيير كبير من شأنه أن يزيد بشكل إيجابي من آثار عدم تناول اللحوم على الجسم.
    2. حماية البيئة


      فائدة أخرى من فوائد أكل الحشرات هي أنها يمكن أن تكون إحدى العادات لمكافحة تغير المناخ وظاهرة الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى الحد من أخطر المشكلات البيئية التي تحدث أثناء عملية صناعة وإنتاج الأطعمة الأخرى.
    3. مكافحة الجوع


      من الفوائد الأخرى لهذه العادة هي أنها يمكن أن تساعد في مكافحة الجوع وتحسين نوعية حياة الأسر الفقيرة، وفقاً لما تعتقده منظمة الأغذية والزراعة، خاصة وأن إنتاج هذا الطعام بسيط ومستدام. وبالمثل، فقد قيل أنه بالمقارنة مع الثدييات والطيور، فإن الحشرات قد تكون أقل عرضة لنقل العدوى إلى البشر. وسيؤدي هذا في النهاية إلى تحسين صحة الأشخاص ذوي الدخل المنخفض الذين يعانون من حالات وأمراض مختلفة بسبب نقص النظافة.

    الجدير بالذكر أن هناك بعض الشركات العالمية انتبهت لهذا الأمر، حيث قامت مجموعة أسباير الغذائية بتربية الصراصير من أجل الاستهلاك البشري. بينما أنشأت الشركة السويسرية كوب خط إنتاج كامل يمكن من خلاله العثور على كل شيء من كرات اللحم إلى الهامبرغر المصنوع من الديدان. وبالتالي، يُقال أنه بحلول عام 2023 سيكون استهلاك الحشرات طبيعياً إلى حد ما في العالم.
    أضرار أكل الحشرات

    أضرار عادة أكل الحشرات على صحة الإنسان
    بعد أن تعرفنا على الفوائد، حان الوقت لتحليل أضرار أكل الحشرات. لكن في البداية يجب أن نذكر أن منظمة الأغذية والزراعة تضمن أن استهلاك الحشرات ليس ضاراً. ومع ذلك، تشير إلى ضرورة وأهمية التحضير الجيد للحشرات الصالحة للأكل. بمعني أنه يجب أن تخضع الحشرات إلى عمليات نظافة ممتازة مثل أي طعام آخر. وفيما يلي بعض أضرار أكل الحشرات:
    1. الحساسية


      على الرغم مما نصت عليه المنظمة، إلا أن هناك من يؤكد أن أكل الحشرات ليس جيداً تماماً. حيث يمكن أن يؤدي استهلاك الحشرات إلى زيادة أنواع معينة من الحساسية، كما هو الحال مع معظم اللافقاريات. وتتراوح الحساسية من حساسية خلايا النحل البسيطة إلى الصدمة التأقية[1].
    2. مضادات التغذية


      هناك ضرر أخر من أضرار أكل الحشرات هو أنها يمكن أن تجلب مواد مضادة للتغذية (خاصة بالهيكل الخارجي). أي المواد التي تمنع أو تعيق امتصاص العناصر الغذائية.
    3. المواد السامة


      تشير بعض الأبحاث كذلك إلى أن أكل الحشرات ليس جيداً لأن بعض مركباتها يحتمل أن تكون سامة. هناك فئتان من الحشرات السامة: سامة للرطوبة والتسمم الخفي. يمكن أن يتسبب الأول في تلف الفم والمريء. يحتوي الأخير، الذي تنتمي إليه الخنفساء، على هرمونات الستيرويد، مثل التستوستيرون. بينما يمكن أن يؤدي الاستهلاك المستمر لهذه الحشرات إلى تأخر النمو، ونقص الخصوبة، والوذمة، واليرقان، وسرطان الكبد.
    4. البكتريا والطفيليات المسببة للأمراض


      يمكن أن نجد الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض في الحشرات، مثل البكتيريا. فوفقاً لهيئة سلامة الأغذية الأوروبية (EFSA)، يمكن أن تحمل الحشرات التي لم تتم معالجتها بشكل صحيح مسببات الأمراض مثل السالمونيلا، والعطيفة، والإشريكية القولونية، والبكتيريا العصوية. كذلك تحمل الحشرات الكثير من الطفيليات. على سبيل المثال، يوجد في جسم الصراصير والذباب العديد من الأوليات والديدان الطفيلية في مراحل مختلفة من التطور.

    استهلاك الحشرات في العالم

    أهم الثقافات التي تستهلك الحشرات
    هناك العديد من الدول التي يعتبر هذا النوع من الغذاء فيها عادة يومية. ليس هذا فحسب بل تنتشر العديد من الأسواق لتلبية الطلب على هذه الحشرات. بينما تتصدر قارة آسيا كأكبر قارة في استهلاك الحشرات في العالم، وتليها أمريكا اللاتينية وأفريقيا.
    آسيا


    على مدى قرون عديدة كانت عادة أكل الحشرات أمراً طبيعياً في آسيا، لكن ازداد شيوع هذه العادة بعد أن احتلت الصين مكان بارزة في العالم. ففي الصين يتم إنتاج حوالي 6 مليارات صرصور للاستهلاك البشري، نظراً لأن أطباق الصراصير هي أحد الأطباق المثيرة للفضول في الطعام الصيني. هذا بغض النظر عن أطباق الجراد والعناكب السوداء في المطبخ الصيني.

    كذلك تبرز الفلبين كواحدة من أكثر الدول استهلاكاً للحشرات. وفيها يتم تناول النمل الأحمر المقلي وخنفساء الروث. وفي تايلاند تقدم أطباق ديدان الخيزران والجنادب.

    والجدير بالذكر أن شركة Living Farms – شركة ناشئة مقرها هونغ كونغ – طورت جهازاً يمكن المستهلكون من توليد 500 جرام من الديدان أسبوعياً عن طريق النفايات العضوية. وبهذه الطريقة، من المتوقع أن يزيد استهلاك الحشرات في العالم.
    أمريكا اللاتينية


    في أمريكا اللاتينية نجد أن المكسيك هي الدولة التي بها أكبر عدد من أنواع الحشرات الصالحة للأكل. حيث تبرز حشرات المن والخنافس والجنادب، من بين العديد من الأنواع الأخرى. وفي العادة فإن أكل الحشرات في هذه البلد عامل جذب سياحي مهم لها. حيث يأتي السياح من أجل التعرف على ثقافة المكسيك وفن الطهي.

    هناك عملاق آخر كبير في القارة الأمريكية عندما يتعلق الأمر باستهلاك الحشرات هو البرازيل، حيث أن الطبق الرئيسي هناك هو النمل. لكن من المتوقع أن تحل أوروبا محل أمريكا اللاتينية في السنوات القادمة بسبب زيادة الإنتاج والاستهلاك.
    أفريقيا


    بالطبع لا يمكننا تجاهل القارة الأفريقية. لقد أدت الحروب وصعوبات الغذاء والجفاف والقسوة الجغرافية إلى عدم التوقف عن أكل الحشرات، منذ الأزل وحتى الوقت الحاضر. أما بالنسبة للدول الأشهر التي تستهلك الحشرات تأتي غانا على القمة. حيث تعتبر اليرقات طعاماً شهياً حقيقياً، إما مقلية أو مطحونة لصنع الخبز. نجد أيضاً جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تتناول أطباق ديدان الغابة. وأخيراً الكاميرون التي تشتهر بتقديم أطباق الصراصير بالبصل.

    في الختام وبعد أن تعرفنا على تاريخ هذه العادة وفوائدها وأضرارها أكل يمكننا القول بأن هذا الموضوع الذي لا يزال من المحرمات في بعض دول يفتقر بشدة إلى الأبحاث العلمية التي يمكن بناءً عليها اعتماده كمصدر للغذاء. فهل من الممكن أن تحل عادة الغذاء هذه محل البروتين التقليدي؟ شاركنا برأيك من خلال التعليقات.

    هوامش

    [1] الصدمة الـتأقية هي رد فعل خطير لجهاز المناعة نتيجة التعرض لمادة مسببة للحساسية.
يعمل...
X