ماذا سيحدث خلال نهاية العالم الوشيكة؟
ماذا سيحدث في نهاية العالم
نهاية العالم تقترب بشدة، وحان الوقت كي نستعد لها. وإذا لم نستعد لها سنهلك مع الهالكين. ألا ترى الأوبئة والأحداث الغامضة والعلامات التي تشير إلى أن النهاية وشيكة. سينتهي العالم في وقت أقرب بكثير مما تعتقد! بكل تأكيد سمعت مثل هذه العبارات من قبل. فكما أن لكل شيء بداية لابد له من نهاية، وينطبق الوضع على العالم الذي نعيش فيه. ومن هنا ظهرت نظريات نهاية العالم. في السطور التالية نستعرض هذه النظريات لنتعرف على ماذا سيحدث في نهاية العالم.
مقدمة لابد منها
قبل أن نتطرق إلى الحديث عن نطريات نهاية العالم علينا أن نعي جيداً أنه مع ظهور الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أصبح تداول المعلومات أسهل كثيراً عما كان عليه الأمر من قبل. وقد ساعدت هذه الوسائل على انتشار المعلومات بسرعة رهيبة حتى وإن كانت معلومات مغلوطة. بل وبدأ المزيد من الناس في عرض نظرياتهم الخاصة حول نهاية العالم.
الأمر الهام هنا هو أن نطريات نهاية العالم التي سنقدمها في هذا المقال هي مجرد افتراضات وتخمينات ارتبطت ببعض الحقائق. على سبيل المثال ربط البعض ظهور وباء مثل كورونا في جميع أنحاء العالم بنهاية العالم الوشيكة. ويطلق على هذا الفعل اسم المغالطة الجدلية. لأنه يقدم حقيقة معينة ويربطها بحقيقة زائفة لا يمكن تبين حقيقتها، أو على الأقل لم يتم تأكيدها. وبعد هذه الملاحظة الهامة حان الوقت لنتعرف على نظريات نهاية العالم التي اكتسبت شعبية كبيرة في الآوانة الأخيرة.
الأحداث الطبيعية
صورة رمزية لاصطدام نيزك بكوكب الأرض
هناك نظريات مختلفة حول نهاية العالم وفي كل واحدة تقع مسؤولية نهاية العالم على حدث مختلف. من بين النظريات الأكثر شيوعاً، هناك تلك التي تتحدث عن حدث طبيعي مدمر سينهي البشرية جمعاء. وهذا، بالمناسبة، ليس بعيداً عن الواقع، فانقراض الديناصورات على سبيل المثال حدث عن طريق حادث طبيعي كما تشير بعض النظريات العلمية. حيث ضرب نيزك الأرض وأودى بحياة الكثير من أشكال الحياة التي كانت موجودة في ذلك الوقت.
لا يشترط هذا السيناريو أن تكون نهاية العالم عن طريق نيزك كبير يقترب من الأرض بسرعة هائلة، ولكن يمكن أن يكون شيئاً بسيطاً ومعقداً مثل الوباء. بالطبع، في الآونة الأخيرة، كانت هذه النظرية حاضرة في المقدمة بقوة، وذلك بسبب وباء كوفيد 19 وهو أقرب وباء تعرضت له البشرية. وعلى الرغم من ذلك يعتقد بعض الخبراء إلى أن هذا الوباء تم إنتاجه في المختبر. فإذا تم تأكيد ذلك يمكننا إخراج هذا الوباء من قائمة الأحداث الطبيعية التي ستنهي العالم.
الأحداث من صنع الإنسان
نظريات أخرى حول نهاية العالم ونهاية الزمان تستخدم الأحداث التي من صنع الإنسان كمحرك لتدمير كل شيء. كانت الدراسات والتجارب الحديثة لتعديل الحمض النووي، على سبيل المثال، موضوع هذه النظريات. حيث تشير بعض هذه التجارب إلى أن بعض الأخطاء في الجينوم، وبعض التغييرات في الحمض النووي، يمكن أن تنهي الحياة نفسها.
اكما ساعدت أفلام السينما في زيادة السيناريوهات المختلفة من نهاية الزمان بسبب الإنسان. حيث نرى على سبيل المثال نهاية العالم على يد الآلات التي اخترعها الإنسان لمساعدته كما فيلم The Matrix و Terminator. تطرح هذه النظريات فكرة أن في المستقبل البعيد ستكتسب الآلات مستوى عالِ من الذكاء بحيث تضع نفسها فوق الإنسان بل وتحاول القضاء عليه. حتى أن هذه الأنواع من النظريات قد دعت إلى التساؤل حول كيفية التعامل مع الذكاء الاصطناعي. وإلى أي مدى يمكننا أن نذهب في تقدمنا التكنولوجي، وذلك لأنه على الرغم من أنها نظريات تستند إلى المستقبل البعيد، إلا أنها لا تتوقف عن الافتراضات. والحقيقة التي ترتبط بها في الواقع هي ما تجعلها مقبولة.
المزيد من الأمثلة على النظريات حول نهاية العالم والتي تستند إلى أحداث من صنع الإنسان هي الحروب النووية، مثل الحرب العالمية الثالثة المحتملة، أو أنواع أخرى من الأحداث مثل تلك الناتجة عن أخطر مشكلات البيئة أو التلوث المفرط أو الاحتباس الحراري أو ندرة الموارد. بدون شك، إذا لم نعتني بكوكبنا جيداً، فيمكننا رؤية نهاية العالم خلال المائة عام القادمة أو حتى في وقت أقل من ذلك.
الله سينهي كل شيء
هذه النوع من النظريات يختص بالعديد من الأديان التي تنسب إلى الله بداية العالم ومن ثم نهايته كذلك. على سبيل المثال هناك نظرية الأختام السبعة التي ذكرت في سفر الرؤيا في الكتاب المقدس، ونظرية نهاية العالم الخاصة بالدين الإسلامي. ولسوف نتناول بالتفصيل قضية نهاية العالم طبقاً للأديان المختلفة في مقال أخر.
وعلى الرغم من تقدم الزمن وتطور المجتمعات البشرية، فإن هذه المعتقدات الدينية المتفاقمة بدأت تتضاءل، لكن مع ذلك هناك من لا يزال يؤكد أن نهاية العالم تقترب وأنها ستأتي بيد الله. وأولئك الذين يتمسكون بالإيمان هم فقط من سيحصلون على الخلاص، أما الباقي فسينتهي بهم الأمر في الجحيم.
لا تتوقف نظريات نهاية العالم على الأديان السماوية فحسب، بل هناك العديد من الأديان الوضعية الآخرى مثل رأى الإسكندنافيون أن العالم يمكن أن ينتهي بمعركة عظيمة للآلهة المعروفة باسم راجناروك. يمكننا أيضاً العثور على نظريات مماثلة حول نهاية العالم في الديانة الهندوسية وحتى في بعض ثقافات السكان الأصليين في أمريكا مثل السلتيين، الذين يروا أن العالم غير قابل للتدمير، ولكن في النهاية، أحد العنصرين الرئيسيين – الماء أو النار – سيفرض نفسه بشكل نهائي على العالم.
نهاية العالم على يد الكائنات الفضائية
صورة رمزية للكائنات الفضائية
يعتقد الكثير أن قوة خارقة من كوكب آخر يمكنها ببساطة أن تستعمرنا ومن ثم تدمرنا. تشيع هذه النظرية في الخيال العلمي، وتظهر كثيراً في أفلام الخيال العلمي، وهي ليست نظرية مرفوضة على الإطلاق. فالكون في نهاية المطاف هو مكان شاسع لا نعرف بدايته من نهايته، بل لا نعرف عنه سوى القليل جداً. لذا فكما يوجد احتمال كبير بوجود حياة على كواكب أخرى، يمكن أن تكون هذه الحياة أكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية من كوكبنا وتأتي في النهاية لاستعمار كوكب الأرض. وهذا لا يمنع أن نكون قريبين جداً من حدوث مثل هذا الأمر، فالحياة خارج الأرض مازالت لغزاً عظيماً لم يستطع البشر حله.
نهاية الكون إلى الأبد
آخر هذه الأنواع الخمسة من نظريات نهاية العالم لا تتعلق بنهاية الحياة على كوكب الأرض فحسب بل تتعلق بالنهاية النهائية للكون كله. وتشير هذه النظريات إلى حدث فلكي ذو أبعاد هائلة لا ينتهي بنا فحسب، بل ينهي أيضاً كل ما هو موجود، أي الكون نفسه. نشأ هذا النوع من النظريات بسبب جهلنا بالكون. فإذا عدنا إلى الوراء بضع سنوات سنكتشف أننا بالكاد نعرف أي شيء خارج نظامنا الشمسي، وإذا عدنا إلى الوراء بضعة قرون سنكتشف أن الإنسان كان يعتقد أن الأرض مركز الكون. وبمرور الوقت اكتشفنا أن هذا ليس هو الحال، حيث تمكن العلم من وضع بعض الفرضيات حول كيفية تشكل الأرض، لكن الكون يظل لغزاً كبيراً بالنسبة لنا.
أسرار الكون
إن الكون مساحة تتسع بلا حدود، ولا يمكننا رؤيتها بالكامل. فكيف تم إنشاؤه؟ ومن أين جاء؟ وهل يمكن أن يزول؟ يمكن أن يحدث أن يتشكل ثقب أسود كبير جداً بحيث يبتلع كل شيء، أو أن الكون يتوقف عن التوسع، ويبدأ في الانكماش، وسحب كل ما بداخله. هناك العديد من النظريات حول نهاية العالم والكون في مجال الفيزياء، ولكن من المهم أن تضع في اعتبارك أن نظريات نهاية العالم هذه مجرد نظريات وتكهنات علمية لها أساس حقيقي، لكنها ليست بالضرورة حقائق علمية.
إن الحقيقة هي أننا مازلنا بعيدين عن فهم أسئلة مثل من نحن؟ ولماذا نحن هنا؟ وما الغرض من الحياة؟ بمعنى أوضح إننا نجهل حقيقة وجودنا على هذا الكوكب فكيف يتسنى لنا معرفة أسرار الكون العظيم. إننا لا نعرف ما إذا كان الكون لا يزال يتمدد، أو إذا كان هناك انفجار كبير بدأ كل شيء. وإذا كان هناك، فنحن أيضاً لا نعرف سبب هذا الانفجار العظيم، ولهذا السبب يستمر عدم اليقين هو المسيطر على حياتنا.
في الختام لا يسعنا سوى القول أننا لا نعرف ماذا سيحدث في نهاية العالم، أو ما إذا كان العالم سينتهي بالفعل أم لا. فربما تتحقق إحدى نظريات نهاية العالم وربما لا. فلا أحد يعلم على وجه اليقين.
ماذا سيحدث في نهاية العالم
- Post author:وائل الشيمي
- Post published:10/12/2022
- Post category:غموض
- مقدمة لابد منها
- الأحداث الطبيعية
- الأحداث من صنع الإنسان
- الله سينهي كل شيء
- نهاية العالم على يد الكائنات الفضائية
- نهاية الكون إلى الأبد
نهاية العالم تقترب بشدة، وحان الوقت كي نستعد لها. وإذا لم نستعد لها سنهلك مع الهالكين. ألا ترى الأوبئة والأحداث الغامضة والعلامات التي تشير إلى أن النهاية وشيكة. سينتهي العالم في وقت أقرب بكثير مما تعتقد! بكل تأكيد سمعت مثل هذه العبارات من قبل. فكما أن لكل شيء بداية لابد له من نهاية، وينطبق الوضع على العالم الذي نعيش فيه. ومن هنا ظهرت نظريات نهاية العالم. في السطور التالية نستعرض هذه النظريات لنتعرف على ماذا سيحدث في نهاية العالم.
مقدمة لابد منها
قبل أن نتطرق إلى الحديث عن نطريات نهاية العالم علينا أن نعي جيداً أنه مع ظهور الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أصبح تداول المعلومات أسهل كثيراً عما كان عليه الأمر من قبل. وقد ساعدت هذه الوسائل على انتشار المعلومات بسرعة رهيبة حتى وإن كانت معلومات مغلوطة. بل وبدأ المزيد من الناس في عرض نظرياتهم الخاصة حول نهاية العالم.
الأمر الهام هنا هو أن نطريات نهاية العالم التي سنقدمها في هذا المقال هي مجرد افتراضات وتخمينات ارتبطت ببعض الحقائق. على سبيل المثال ربط البعض ظهور وباء مثل كورونا في جميع أنحاء العالم بنهاية العالم الوشيكة. ويطلق على هذا الفعل اسم المغالطة الجدلية. لأنه يقدم حقيقة معينة ويربطها بحقيقة زائفة لا يمكن تبين حقيقتها، أو على الأقل لم يتم تأكيدها. وبعد هذه الملاحظة الهامة حان الوقت لنتعرف على نظريات نهاية العالم التي اكتسبت شعبية كبيرة في الآوانة الأخيرة.
الأحداث الطبيعية
صورة رمزية لاصطدام نيزك بكوكب الأرض
هناك نظريات مختلفة حول نهاية العالم وفي كل واحدة تقع مسؤولية نهاية العالم على حدث مختلف. من بين النظريات الأكثر شيوعاً، هناك تلك التي تتحدث عن حدث طبيعي مدمر سينهي البشرية جمعاء. وهذا، بالمناسبة، ليس بعيداً عن الواقع، فانقراض الديناصورات على سبيل المثال حدث عن طريق حادث طبيعي كما تشير بعض النظريات العلمية. حيث ضرب نيزك الأرض وأودى بحياة الكثير من أشكال الحياة التي كانت موجودة في ذلك الوقت.
لا يشترط هذا السيناريو أن تكون نهاية العالم عن طريق نيزك كبير يقترب من الأرض بسرعة هائلة، ولكن يمكن أن يكون شيئاً بسيطاً ومعقداً مثل الوباء. بالطبع، في الآونة الأخيرة، كانت هذه النظرية حاضرة في المقدمة بقوة، وذلك بسبب وباء كوفيد 19 وهو أقرب وباء تعرضت له البشرية. وعلى الرغم من ذلك يعتقد بعض الخبراء إلى أن هذا الوباء تم إنتاجه في المختبر. فإذا تم تأكيد ذلك يمكننا إخراج هذا الوباء من قائمة الأحداث الطبيعية التي ستنهي العالم.
اقرأ أيضًا: الأسرار الغامضة لكائنات تسكن جوف الأرض |
الأحداث من صنع الإنسان
نظريات أخرى حول نهاية العالم ونهاية الزمان تستخدم الأحداث التي من صنع الإنسان كمحرك لتدمير كل شيء. كانت الدراسات والتجارب الحديثة لتعديل الحمض النووي، على سبيل المثال، موضوع هذه النظريات. حيث تشير بعض هذه التجارب إلى أن بعض الأخطاء في الجينوم، وبعض التغييرات في الحمض النووي، يمكن أن تنهي الحياة نفسها.
اكما ساعدت أفلام السينما في زيادة السيناريوهات المختلفة من نهاية الزمان بسبب الإنسان. حيث نرى على سبيل المثال نهاية العالم على يد الآلات التي اخترعها الإنسان لمساعدته كما فيلم The Matrix و Terminator. تطرح هذه النظريات فكرة أن في المستقبل البعيد ستكتسب الآلات مستوى عالِ من الذكاء بحيث تضع نفسها فوق الإنسان بل وتحاول القضاء عليه. حتى أن هذه الأنواع من النظريات قد دعت إلى التساؤل حول كيفية التعامل مع الذكاء الاصطناعي. وإلى أي مدى يمكننا أن نذهب في تقدمنا التكنولوجي، وذلك لأنه على الرغم من أنها نظريات تستند إلى المستقبل البعيد، إلا أنها لا تتوقف عن الافتراضات. والحقيقة التي ترتبط بها في الواقع هي ما تجعلها مقبولة.
المزيد من الأمثلة على النظريات حول نهاية العالم والتي تستند إلى أحداث من صنع الإنسان هي الحروب النووية، مثل الحرب العالمية الثالثة المحتملة، أو أنواع أخرى من الأحداث مثل تلك الناتجة عن أخطر مشكلات البيئة أو التلوث المفرط أو الاحتباس الحراري أو ندرة الموارد. بدون شك، إذا لم نعتني بكوكبنا جيداً، فيمكننا رؤية نهاية العالم خلال المائة عام القادمة أو حتى في وقت أقل من ذلك.
اقرأ أيضًا: نفق الصراخ المرعب: هل تجرؤ على إشعال عود ثقاب؟ |
الله سينهي كل شيء
هذه النوع من النظريات يختص بالعديد من الأديان التي تنسب إلى الله بداية العالم ومن ثم نهايته كذلك. على سبيل المثال هناك نظرية الأختام السبعة التي ذكرت في سفر الرؤيا في الكتاب المقدس، ونظرية نهاية العالم الخاصة بالدين الإسلامي. ولسوف نتناول بالتفصيل قضية نهاية العالم طبقاً للأديان المختلفة في مقال أخر.
وعلى الرغم من تقدم الزمن وتطور المجتمعات البشرية، فإن هذه المعتقدات الدينية المتفاقمة بدأت تتضاءل، لكن مع ذلك هناك من لا يزال يؤكد أن نهاية العالم تقترب وأنها ستأتي بيد الله. وأولئك الذين يتمسكون بالإيمان هم فقط من سيحصلون على الخلاص، أما الباقي فسينتهي بهم الأمر في الجحيم.
لا تتوقف نظريات نهاية العالم على الأديان السماوية فحسب، بل هناك العديد من الأديان الوضعية الآخرى مثل رأى الإسكندنافيون أن العالم يمكن أن ينتهي بمعركة عظيمة للآلهة المعروفة باسم راجناروك. يمكننا أيضاً العثور على نظريات مماثلة حول نهاية العالم في الديانة الهندوسية وحتى في بعض ثقافات السكان الأصليين في أمريكا مثل السلتيين، الذين يروا أن العالم غير قابل للتدمير، ولكن في النهاية، أحد العنصرين الرئيسيين – الماء أو النار – سيفرض نفسه بشكل نهائي على العالم.
اقرأ أيضًا: أوكيغاهارا: ما وراء أسطورة غابة الشيطان الملعونة |
نهاية العالم على يد الكائنات الفضائية
صورة رمزية للكائنات الفضائية
يعتقد الكثير أن قوة خارقة من كوكب آخر يمكنها ببساطة أن تستعمرنا ومن ثم تدمرنا. تشيع هذه النظرية في الخيال العلمي، وتظهر كثيراً في أفلام الخيال العلمي، وهي ليست نظرية مرفوضة على الإطلاق. فالكون في نهاية المطاف هو مكان شاسع لا نعرف بدايته من نهايته، بل لا نعرف عنه سوى القليل جداً. لذا فكما يوجد احتمال كبير بوجود حياة على كواكب أخرى، يمكن أن تكون هذه الحياة أكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية من كوكبنا وتأتي في النهاية لاستعمار كوكب الأرض. وهذا لا يمنع أن نكون قريبين جداً من حدوث مثل هذا الأمر، فالحياة خارج الأرض مازالت لغزاً عظيماً لم يستطع البشر حله.
اقرأ أيضًا: قصة خاتم سليمان: عندما حكم إبليس العالم |
نهاية الكون إلى الأبد
آخر هذه الأنواع الخمسة من نظريات نهاية العالم لا تتعلق بنهاية الحياة على كوكب الأرض فحسب بل تتعلق بالنهاية النهائية للكون كله. وتشير هذه النظريات إلى حدث فلكي ذو أبعاد هائلة لا ينتهي بنا فحسب، بل ينهي أيضاً كل ما هو موجود، أي الكون نفسه. نشأ هذا النوع من النظريات بسبب جهلنا بالكون. فإذا عدنا إلى الوراء بضع سنوات سنكتشف أننا بالكاد نعرف أي شيء خارج نظامنا الشمسي، وإذا عدنا إلى الوراء بضعة قرون سنكتشف أن الإنسان كان يعتقد أن الأرض مركز الكون. وبمرور الوقت اكتشفنا أن هذا ليس هو الحال، حيث تمكن العلم من وضع بعض الفرضيات حول كيفية تشكل الأرض، لكن الكون يظل لغزاً كبيراً بالنسبة لنا.
أسرار الكون
إن الكون مساحة تتسع بلا حدود، ولا يمكننا رؤيتها بالكامل. فكيف تم إنشاؤه؟ ومن أين جاء؟ وهل يمكن أن يزول؟ يمكن أن يحدث أن يتشكل ثقب أسود كبير جداً بحيث يبتلع كل شيء، أو أن الكون يتوقف عن التوسع، ويبدأ في الانكماش، وسحب كل ما بداخله. هناك العديد من النظريات حول نهاية العالم والكون في مجال الفيزياء، ولكن من المهم أن تضع في اعتبارك أن نظريات نهاية العالم هذه مجرد نظريات وتكهنات علمية لها أساس حقيقي، لكنها ليست بالضرورة حقائق علمية.
إن الحقيقة هي أننا مازلنا بعيدين عن فهم أسئلة مثل من نحن؟ ولماذا نحن هنا؟ وما الغرض من الحياة؟ بمعنى أوضح إننا نجهل حقيقة وجودنا على هذا الكوكب فكيف يتسنى لنا معرفة أسرار الكون العظيم. إننا لا نعرف ما إذا كان الكون لا يزال يتمدد، أو إذا كان هناك انفجار كبير بدأ كل شيء. وإذا كان هناك، فنحن أيضاً لا نعرف سبب هذا الانفجار العظيم، ولهذا السبب يستمر عدم اليقين هو المسيطر على حياتنا.
في الختام لا يسعنا سوى القول أننا لا نعرف ماذا سيحدث في نهاية العالم، أو ما إذا كان العالم سينتهي بالفعل أم لا. فربما تتحقق إحدى نظريات نهاية العالم وربما لا. فلا أحد يعلم على وجه اليقين.