تأملات: أسود الأطلس ومحمد مهدي الجواهري
خطيب بدلة 31 ديسمبر 2022
آراء
محمد مهدي الجواهري
شارك هذا المقال
حجم الخط
(1)
وأنا أتابع تعليقات السادة العربان، على فوز فريق المغرب لكرة القدم على فريق إسبانيا، ثم وصوله إلى مستوى الفرق الأربع الكبار على مستوى العالم، لم أفاجأ بإطلاق لقب "أسود الأطلس" على لاعبي الفريق، فهذا متوقع ضمن سياق الثقافة العربية السائدة، المستقرة على نمط واحد، هو: تشبيه البشر بالحيوانات!
لا يختلف اثنان على أن أرقى الكائنات الموجودة على سطح كوكب الأرض هو الإنسان، لأنه الوحيد بين الكائنات الذي يفكر، ويتكلم، ويحلم، ويتطور، ويستخدم الأدوات، ويمارس لعبة كرة القدم! ولهذا فإن العكس هو الذي يجب أن يحصل، أي أن حيوانات الغابة، إذا رأوا بينهم حيوانًا قويًا، مقدامًا، ذكيًا، يمتلك مهارة الجري، والتوقف، والمناورة، والتمرير، وصد هجمات الخصوم بأناقة، من دون أن يسبب لهم أذى، يشبهونه بلاعبي المنتخب المغربي لكرة القدم.
(2)
لا يُشترط، في النمط اللغوي العربي السائد أن تُشَبَّهَ الفرق الرياضية القوية بالحيوانات المتوحشة الكاسرة، كالسباع، والضباع، والفيلة، والنمور، ففي بعض الأحيان يشبهونهم بالطيور الجوارح، بدليل أن المعلقين الرياضيين أطلقوا على منتخب سورية لكرة القدم لقب "نسور قاسيون"، هذا مع أن أهل سورية الذين يمثلهم هذا الفريق لا يقيمون، جميعهم، بالقرب من جبل قاسيون، فكأن مطلقي اللقب أرادوا أن يُغَلِّبوا الرمزَ الدمشقي على عموم رموز المدن والمناطق السورية، الأمر الذي يمنحنا الحق في أن نتساءل: لماذا لم يسموا المنتخب الوطني السوري "بواشق جبل الأقرع"، أو "عواقب الشهباء"، أو "كواسر العدية"، أو "صقور جبل الزاوية"، مثلًا؟
الأدهى من هذا كله أن لاعبي الفريق السوري، إذا أصررنا على استخدام لغة الطيور، ليسوا، على أرض الواقع، أكثر من شحارير، أو صيصان (كتاكيت)، بدليل أننا، إذا عدنا إلى الواقع الرياضي السوري، المستمر منذ أيام عدنان بوظو، في السبعينيات، وحتى إياد الناصر، ووجيه شويكي، نجد أن فريق كرة القدم، في معظم التصفيات الآسيوية، يفوز على فريق فلسطين، وأحيانًا على لبنان، ويتعادل مع الأردن، ويخسر مع العراق بفارق هدف واحد، ومع إيران بفارق كبير، ومع اليابان وكوريا الجنوبية يُسْحَق، وتتبهدل كبرتُه... وكل حسابات التأهل التي كنا نسمعها، في الاستحقاقات الدولية الكبرى، كانت تتركز على أن فريق "نسور قاسيون" يمكن أن يتأهل إذا فاز على فرنسا، بفارق ثلاثة أهداف، شريطة أن تفوز الصومال، في الوقت نفسه، على البرازيل بفارق ستة أهداف!
أنا، في المحصلة، لا أريد أن يكون كلامي محبطًا للاعبي بلدي سورية، ولكنني، وبمنتهى الصدق، حينما شاهدت آخر مباراة بين الفريقين السوري والعراقي، خطر لي أن لاعبي الفريقين، كليهما، لا يصلحون لأكثر من أن يقفوا على الخط، في أية مباراة تُقام في الدوري الإنكليزي، مثلًا، ليلتقطوا الكرات التي تتجاوز خط التماس، وليعطوها للاعب الذي سينفذ رمية التماس.
(3)
لعله من سوء حظ السوريين أن الرجل الذي وثب إلى الحُكم، بانقلاب عسكري سنة 1970، واستمر يحكم ويورّث الحكم حتى الآن، يحمل كنية (الأسد).
ولأن الإعلام التابع للحكام الديكتاتوريين اعتاد على خلط الحابل بالنابل، والخل بالزيت، وعباس بدباس، والسياسة بكرة القدم، فقد أطلق المعلق الرياضي الأول في سورية، عدنان بوظو، أول صيحة (رياضية/ سياسية/ ديماغوجية)، وهي: غووووووول لسورية الأسد!
كان عدنان بوظو يردد هذه العبارة فور تسجيل الهدف، بإلحاح، وينوع في طبقات صوته، ويمعن في التأكيد على أن سورية التي يقودها هذا "الأسد" هي قائدة الأمة العربية. ويحاول، وبشكل خفي، الإقلال من شأن الأمة العربية حينما تُقارن بسورية الأسد... وهكذا... حتى يتمكن الفريق العربي الضيف من تحقيق التعادل، فينخفض عنده اللحن (التون)، ويبدأ الحديث عن أن التعادل بين الأشقاء أمر طيب! وما الفرق أصلًا؟ حتى إذا بدأت أهداف الفريق الضيف تنهمر على مرمى حارس المنتخب السوري، مثل زخ المطر، تراه يعيد الاعتبار للوحدة العربية، والأمة العربية التي يقودها الأسد، ويبدأ بترديد البديهيات، التي يعود إليه الفضل في اكتشافها، مثل:
ـ حارس المرمى هو اللاعب الوحيد الذي يحق له لمس الكرة بيده.
ـ الحكم هو الميقاتي الوحيد في المباراة.
ـ اللعب ربح وخسارة، وأهم شيء هو الروح الرياضية، وأن يتقبل الفريق الخاسر خسارته بكل أريحية.
(4)
لا شك في أن الإعلام الديكتاتوري صانعٌ للعجائب، ومبدعٌ للطرائف الجميلة، لأن كل شيء فيه ممكن الحدوث، حتى إنه، في بعض الأحيان، يفضل الرئيس على الوطن نفسه، فأحد المتسلقين القدامى، أيام حافظ الأسد، سمع متسلقًا صاعدًا يصف الأسد بأنه "عظيمُ هذه الأمة"، فاشمأز، واشمأنط، واكفهرت سحنته، وراح يزجر الرجل، ويوبخه، ويقول له: كان يجب عليك أن تأتي بشيء من عندك، لا أن تقتبس عبارات الآخرين. ألا تعلم أنني أول من أطلق صفة "سيد هذا الوطن" على قائدنا حافظ الأسد، ولا فخرُ؟
ومما يروى، أيضًا، على سبيل التندر، أن سائحيْن أوروبييْن زارا سورية، ذات مرة، في أوج الهستيريا التي كانت تترافق مع تجديد انتخاب حافظ الأسد لسبع سنوات مقبلة، وكان الأول يشاهد عبارة تخاطب حافظ الأسد، مكتوبة على عدد كبير من اللافتات القماشية هي (يا باني سورية الحديثة)، فقال: كيف هو رئيس سورية، وهو في الوقت نفسه "ياباني"؟ ورأى الثاني كلمة (الأسد) مكتوبة في كل مكان زاره في سورية، ابتداء بالعاصمة، وانتهاء بأصغر قرية نائية، وعندما سأل المرافق السياحي عن معناها، أخبره أنها تعني (Lion)، فتساءل: يا ترى لماذا يحب أهل سورية هذا الحيوان بالذات، ويحتفلون به، إلى هذه الدرجة؟
(5)
في رأيي؛ أن أسوأ غرض من أغراض الشعر العربي هو مديح حاكم ما، لأنه ينطوي على تضليل للشعب الذي يقع تحت سلطة هذا الحاكم، فنحن السوريين، مثلًا، يجب ألا نسامح الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري، لأنه كان يأتي إلى دمشق، في أوج اضطهادِ حافظ الأسد لنا، وسحبِهِ أبناءنا إلى المعتقلات، وإلقائهم في السجون إلى أجل غير مسمى، وإفلاته مخابراته علينا، لتسيد وتميد، وتغتصب، وتعتدي... وأما شاعرنا العربي الكبير، الجواهري، فينترنا بقصيدة مديح لحافظ تتألف، في الحد الأدنى، من مئة بيت، وكل بيت أقوى من سابقه، وكلها تعبر عن فحولة حافظ الأسد، وأسديته، وبالأخص قوله:
وغابُ خَفَّانَ، زَأَّارٌ به أسدٌ
غضبانَ يدفع عن أشباله حنقا.
وفي رأيي، أيضًا، أن الشاعر الذي يمدح زعيم دولة غير دولته، في العصر الحديث، لو حكى عن حب هذا الحاكم النظام، والعدل، وتطوير التعليم والصناعة والزراعة، لكان مديحه مقبولًا، حتى ولو كان ما يقوله غير صحيح، بمعنى أنه يحثه، بهذا المديح، على بناء دولة عصرية، راقية، تؤمن لأبنائها مستقبلهم، أما أن يمتدحه لأنه يحول الدولة إلى (غاب)، كما فعل الجواهري، وفيه أسد كاسر، كثير الزئير، زأَّار، فهذا أقبح أنواع المديح... والمديح قبيح أصلًا.
خطيب بدلة 31 ديسمبر 2022
آراء
محمد مهدي الجواهري
شارك هذا المقال
حجم الخط
(1)
وأنا أتابع تعليقات السادة العربان، على فوز فريق المغرب لكرة القدم على فريق إسبانيا، ثم وصوله إلى مستوى الفرق الأربع الكبار على مستوى العالم، لم أفاجأ بإطلاق لقب "أسود الأطلس" على لاعبي الفريق، فهذا متوقع ضمن سياق الثقافة العربية السائدة، المستقرة على نمط واحد، هو: تشبيه البشر بالحيوانات!
لا يختلف اثنان على أن أرقى الكائنات الموجودة على سطح كوكب الأرض هو الإنسان، لأنه الوحيد بين الكائنات الذي يفكر، ويتكلم، ويحلم، ويتطور، ويستخدم الأدوات، ويمارس لعبة كرة القدم! ولهذا فإن العكس هو الذي يجب أن يحصل، أي أن حيوانات الغابة، إذا رأوا بينهم حيوانًا قويًا، مقدامًا، ذكيًا، يمتلك مهارة الجري، والتوقف، والمناورة، والتمرير، وصد هجمات الخصوم بأناقة، من دون أن يسبب لهم أذى، يشبهونه بلاعبي المنتخب المغربي لكرة القدم.
(2)
لا يُشترط، في النمط اللغوي العربي السائد أن تُشَبَّهَ الفرق الرياضية القوية بالحيوانات المتوحشة الكاسرة، كالسباع، والضباع، والفيلة، والنمور، ففي بعض الأحيان يشبهونهم بالطيور الجوارح، بدليل أن المعلقين الرياضيين أطلقوا على منتخب سورية لكرة القدم لقب "نسور قاسيون"، هذا مع أن أهل سورية الذين يمثلهم هذا الفريق لا يقيمون، جميعهم، بالقرب من جبل قاسيون، فكأن مطلقي اللقب أرادوا أن يُغَلِّبوا الرمزَ الدمشقي على عموم رموز المدن والمناطق السورية، الأمر الذي يمنحنا الحق في أن نتساءل: لماذا لم يسموا المنتخب الوطني السوري "بواشق جبل الأقرع"، أو "عواقب الشهباء"، أو "كواسر العدية"، أو "صقور جبل الزاوية"، مثلًا؟
الأدهى من هذا كله أن لاعبي الفريق السوري، إذا أصررنا على استخدام لغة الطيور، ليسوا، على أرض الواقع، أكثر من شحارير، أو صيصان (كتاكيت)، بدليل أننا، إذا عدنا إلى الواقع الرياضي السوري، المستمر منذ أيام عدنان بوظو، في السبعينيات، وحتى إياد الناصر، ووجيه شويكي، نجد أن فريق كرة القدم، في معظم التصفيات الآسيوية، يفوز على فريق فلسطين، وأحيانًا على لبنان، ويتعادل مع الأردن، ويخسر مع العراق بفارق هدف واحد، ومع إيران بفارق كبير، ومع اليابان وكوريا الجنوبية يُسْحَق، وتتبهدل كبرتُه... وكل حسابات التأهل التي كنا نسمعها، في الاستحقاقات الدولية الكبرى، كانت تتركز على أن فريق "نسور قاسيون" يمكن أن يتأهل إذا فاز على فرنسا، بفارق ثلاثة أهداف، شريطة أن تفوز الصومال، في الوقت نفسه، على البرازيل بفارق ستة أهداف!
"المعلقون الرياضيون أطلقوا على منتخب سورية لكرة القدم لقب "نسور قاسيون"، مع أن أهل سورية الذين يمثلهم هذا الفريق لا يقيمون، جميعهم، بالقرب من جبل قاسيون" |
أنا، في المحصلة، لا أريد أن يكون كلامي محبطًا للاعبي بلدي سورية، ولكنني، وبمنتهى الصدق، حينما شاهدت آخر مباراة بين الفريقين السوري والعراقي، خطر لي أن لاعبي الفريقين، كليهما، لا يصلحون لأكثر من أن يقفوا على الخط، في أية مباراة تُقام في الدوري الإنكليزي، مثلًا، ليلتقطوا الكرات التي تتجاوز خط التماس، وليعطوها للاعب الذي سينفذ رمية التماس.
(3)
لعله من سوء حظ السوريين أن الرجل الذي وثب إلى الحُكم، بانقلاب عسكري سنة 1970، واستمر يحكم ويورّث الحكم حتى الآن، يحمل كنية (الأسد).
ولأن الإعلام التابع للحكام الديكتاتوريين اعتاد على خلط الحابل بالنابل، والخل بالزيت، وعباس بدباس، والسياسة بكرة القدم، فقد أطلق المعلق الرياضي الأول في سورية، عدنان بوظو، أول صيحة (رياضية/ سياسية/ ديماغوجية)، وهي: غووووووول لسورية الأسد!
كان عدنان بوظو يردد هذه العبارة فور تسجيل الهدف، بإلحاح، وينوع في طبقات صوته، ويمعن في التأكيد على أن سورية التي يقودها هذا "الأسد" هي قائدة الأمة العربية. ويحاول، وبشكل خفي، الإقلال من شأن الأمة العربية حينما تُقارن بسورية الأسد... وهكذا... حتى يتمكن الفريق العربي الضيف من تحقيق التعادل، فينخفض عنده اللحن (التون)، ويبدأ الحديث عن أن التعادل بين الأشقاء أمر طيب! وما الفرق أصلًا؟ حتى إذا بدأت أهداف الفريق الضيف تنهمر على مرمى حارس المنتخب السوري، مثل زخ المطر، تراه يعيد الاعتبار للوحدة العربية، والأمة العربية التي يقودها الأسد، ويبدأ بترديد البديهيات، التي يعود إليه الفضل في اكتشافها، مثل:
ـ حارس المرمى هو اللاعب الوحيد الذي يحق له لمس الكرة بيده.
ـ الحكم هو الميقاتي الوحيد في المباراة.
ـ اللعب ربح وخسارة، وأهم شيء هو الروح الرياضية، وأن يتقبل الفريق الخاسر خسارته بكل أريحية.
(4)
لا شك في أن الإعلام الديكتاتوري صانعٌ للعجائب، ومبدعٌ للطرائف الجميلة، لأن كل شيء فيه ممكن الحدوث، حتى إنه، في بعض الأحيان، يفضل الرئيس على الوطن نفسه، فأحد المتسلقين القدامى، أيام حافظ الأسد، سمع متسلقًا صاعدًا يصف الأسد بأنه "عظيمُ هذه الأمة"، فاشمأز، واشمأنط، واكفهرت سحنته، وراح يزجر الرجل، ويوبخه، ويقول له: كان يجب عليك أن تأتي بشيء من عندك، لا أن تقتبس عبارات الآخرين. ألا تعلم أنني أول من أطلق صفة "سيد هذا الوطن" على قائدنا حافظ الأسد، ولا فخرُ؟
"أن يمتدح الشاعر الحاكم لأنه يحوّل الدولة إلى (غاب)، كما فعل الجواهري، وفيه أسد كاسر، كثير الزئير، زأَّار، فهذا أقبح أنواع المديح" |
ومما يروى، أيضًا، على سبيل التندر، أن سائحيْن أوروبييْن زارا سورية، ذات مرة، في أوج الهستيريا التي كانت تترافق مع تجديد انتخاب حافظ الأسد لسبع سنوات مقبلة، وكان الأول يشاهد عبارة تخاطب حافظ الأسد، مكتوبة على عدد كبير من اللافتات القماشية هي (يا باني سورية الحديثة)، فقال: كيف هو رئيس سورية، وهو في الوقت نفسه "ياباني"؟ ورأى الثاني كلمة (الأسد) مكتوبة في كل مكان زاره في سورية، ابتداء بالعاصمة، وانتهاء بأصغر قرية نائية، وعندما سأل المرافق السياحي عن معناها، أخبره أنها تعني (Lion)، فتساءل: يا ترى لماذا يحب أهل سورية هذا الحيوان بالذات، ويحتفلون به، إلى هذه الدرجة؟
(5)
في رأيي؛ أن أسوأ غرض من أغراض الشعر العربي هو مديح حاكم ما، لأنه ينطوي على تضليل للشعب الذي يقع تحت سلطة هذا الحاكم، فنحن السوريين، مثلًا، يجب ألا نسامح الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري، لأنه كان يأتي إلى دمشق، في أوج اضطهادِ حافظ الأسد لنا، وسحبِهِ أبناءنا إلى المعتقلات، وإلقائهم في السجون إلى أجل غير مسمى، وإفلاته مخابراته علينا، لتسيد وتميد، وتغتصب، وتعتدي... وأما شاعرنا العربي الكبير، الجواهري، فينترنا بقصيدة مديح لحافظ تتألف، في الحد الأدنى، من مئة بيت، وكل بيت أقوى من سابقه، وكلها تعبر عن فحولة حافظ الأسد، وأسديته، وبالأخص قوله:
وغابُ خَفَّانَ، زَأَّارٌ به أسدٌ
غضبانَ يدفع عن أشباله حنقا.
وفي رأيي، أيضًا، أن الشاعر الذي يمدح زعيم دولة غير دولته، في العصر الحديث، لو حكى عن حب هذا الحاكم النظام، والعدل، وتطوير التعليم والصناعة والزراعة، لكان مديحه مقبولًا، حتى ولو كان ما يقوله غير صحيح، بمعنى أنه يحثه، بهذا المديح، على بناء دولة عصرية، راقية، تؤمن لأبنائها مستقبلهم، أما أن يمتدحه لأنه يحول الدولة إلى (غاب)، كما فعل الجواهري، وفيه أسد كاسر، كثير الزئير، زأَّار، فهذا أقبح أنواع المديح... والمديح قبيح أصلًا.