ميلاد الحضن
فم الأرض يضيئ نواميس الوصال ،
يشعل قناديل العشق بميلاد الحضن السخي،
يرتل الوان التراب و يصفصف العشب ميراثا و نسبا،
لسان الأرض يحوم حول سمع الفضاء و يزغرد في يوم الشهيد ،
تلك الأرض التي فيها بذار السلام و حصاد المعارك ،
تحوم حول حمامة مضت و معها بياض الوجه و الريش و الوان حدائقها ،،،
تلك الأرض التي فاضت فيافيها على تاريخ غريق لم تزل تغرس نوافلها،،
أجنحة الأرض تظل المهاد و تكتم صراخ اليتيم فتحجب عنه لون الرصاص و صوته المسعورا،
و الأرض العاشقة تبتسم بعد كل معركة فتلملم جراح كل حزينا،
خمائل الأرض قائمة ، تهرول اليك ايها العابر ،تحن إلى وجهك الكنعاني و تفرش لك سعفا و مقاما،
خصر الأرض يجمع كل من بعثر خيوط عبائته و يلظم الشمال بمسلة جنوبية فتزهر الحديقة مقاصدها،،
يد الأرض تلمس وجوها جديدة ، لكل وجه ظله وضلاله
فوق مدرعة أو خلف مدفع يقذف الدهر بوابل من حقد ،،
تبسطها على وجوه البراءة و تطوق احزان الأمومة بحضن ليس له مثيلا،
عين الأرض تبصر احفادها من خلف الستار ،غرب النهر و شرقه و في الركن السابع من ميلاد النخيل ،،،
و انا الابن الثامن بعد الخمسة عشر مليونا،،
تبصرني ،تلمسني ،تحضنني،و تبذر في خلدي ربيعا يتلوه ازهارا و حنينا،،
عبدالله ابراهيم جربوع ،،،