مملكتي
مملكتي جزيرة تركوازية الجفون،
محفوفة بكل ألوان العصور،
التاج وردي و الثوب فضي و الشال من خيوط الشمس ،،،
فلا تسألوني عن العيون ،،
مملكتي شبه جزيرة خضراء ،،،
الماء معطفها و العشب سعفتها و السواحل تزين خصرها ،،،
فهل سأل الدهر عن يوم ميلادها؟،،
مملكتي بين بحر و نهر ،،،
تحضن المهاد و تعزف على اوتار الصبر،،،
فيها القدس و بيت لحم و فيها بحيرة و سجال طالت ملامحه ،،،
فيها طفولة و نخيل و شيخ و زيتون ،،،
فيها اشباح و دبابات و قناص و الف ،،،،
فيها حدائق و قصائد و حمامة تلبس راية فتحلق حول الباحة في كل فجر ،،،
فلا تسلني يا كاتب التاريخ عن المسارات و عن اليمام ،،،
هذه ارض السجال ، ارض محسودة ،رمتها العيون بمدافع إبليسية الرمش ،،،،
رماها القواس الخفي بسهم فأصاب ساقها الغربي ،،،
و حاصر خصرها الجنوبي بجدار مجنون ،،،،
مملكتي حكاية كتبها صائد الكنوز ،،،،
و لست ادري كم صفحة بقيت على العهد ،،،
مملكتي إسمها فلسطين في الانجيل ،،،
و في مسميات الكون إسمها فلسطين ،،،
و لو نطق الزهر و البدر و الحجر المزخرف و النخيل لما صدقهم الغازي ،،،،
مملكتي في دفتر الحضور غائبة و في قصيدة الغياب حاضرة ،،،
هنا بلادي تنام في خلدي ،و تستيقيظ كل صباح على بيت القصيد ،،
مملكة الزفاف لبست فستان كينونتها و بقيت خيوط كنعانيتها تشرق شمسا و شهيد ...
عبدالله ابراهيم جربوع