العراق مهد الحضارات
من تاريخ العراق وآثاره_ ملف من ملفات وزارة الري البابلية
من أروع وصلنا من علوم البابليين الموثقة ،هو رقيم طيني مدون بالكتابة المسمارية يوضح لنا نظام الري المتبع في مدينة بابل وبالذات في الجزء الذي يقع الى الغرب من نهر الفرات ,وتلك نقطة مهمة في هذا الرقيم أذ ان للتنقيبات الأثرية في مدينة بابل سواء كانت الألمانية أو العراقية لم تصل الى أعماق أو مستوى الأرض التي تعود الى العهد البابلي القديم ليس فقط بسبب مشكلة المياه الجوفية وأنما بسبب عدم التركيز على التنقيبات في مدينة بابل في الجزء الذي يقع الى الغرب من نهر الفرات الذي كان يمر في بابل آنذاك . بينما نجد العكس من ذلك بأن التنقيبات الأثرية قد تركزت في الجزء الشرقي من المدينة وتمكنت البعثة الألمانية من عمل مجسات نزلت فيها الى عمق يتراوح مابين 12م -15 م الى الطبقة التي تعود الى العهد البابلي القديم وبالذات فترة الملك البابلي حمورابي 1792-1752قبل الميلاد.
ويضع لنا هذا الرقيم خارطة القنواة المائية وهي : قناة نابيؤم ,قناة دادي,قناة امامة وقناة موشاهيروم في حي نيرو والذي يرد ذكره لأول مرة في أسماء أحياء بابل مع سبع نقاط ذكرت فيها الطول والعرض وعمق كل قناة من القنواة المائية وسدادتها المائية وتؤرخ الى السادس والعشرين من شهر آبي -أن من سنة حكم الملك البابلي آمي ديتانا سنة 1684_1647 قبل الميلاد. وقياسات هذا الرقيم هي : الطول 12 سم ,العرض 9,5سم ,السمك 2,8سم. ويتألف الرقيم من أثنى وعشرون سطرا. أن هذا الرقيم يبين لنا كيف نظم العراقيون القدماء نظام الري المهم لحياتهم الزراعية التي كانت واحدة من أهم أساليب حياتهم المعيشية ناهيك عن الصناعة والتجارة في بلدنا الحبيب.
الترجمة من الأنكليزية والتعليق الآثاري
لأول مرة
محمد طاهر الشيخ حسين