مسبار "جوس" الأوروبي جاهز لرحلة طويلة إلى المشتري
المسبار الأوروبي يستعد لاستكشاف إمكانية وجود الحياة في أعماق الفضاء.
الخميس 2023/01/26
انشرWhatsAppTwitterFacebook
البحث عن الحياة
لا يزال حلم العلماء متعلقا بالبحث عن سبل الحياة في كواكب بعيدة، ومن ذلك المسبار الأوروبي “جوس” الذي بات جاهزا للانطلاق في رحلة تمتد على ثماني سنوات إلى كوكب المشتري وأقماره الجليدية.
تولوز (فرنسا) - استكمل المسبار الأوروبي “جوس” استعداداته للانطلاق في رحلة تمتد لثماني سنوات إلى كوكب المشتري وأقماره الجليدية، تهدف إلى استكشاف إمكانية وجود أشكال من الحياة في محيطاتها الموجودة تحت كتلة من الجليد.
ويعيش القمر الاصطناعي “جوس” (والاسم مؤلف من الأحرف الأولى بالإنجليزية لعبارة مهمة “مستكشف أقمار المشتري الجليدية”) لحظاته الأخيرة على كوكب الأرض في القاعة البيضاء لشركة “إيرباص” المصنعة له في تولوز، حيث بدا التأثر على وجوه المهندسين والفنيين والعلماء الذين عملوا لسنوات في هذه المشروع المهم لوكالة الفضاء الأوروبية.
رحلة المسبار ستكون متعرجة لبلوغ كوكب المشتري الذي يقع على بعد 740 مليون كيلومتر من الشمس
ويشرح هؤلاء لوسائل الإعلام أن المركبة التي تزن 6.2 أطنان مزوّدة بعشر أدوات علمية، وهوائيا يبلغ قطره 2.50 متر، إضافة إلى ألواح شمسية ضخمة ينبغي اختبارها مرة أخيرة.
ومن المقرر إطلاق المركبة الفضائية من غويانا الفرنسية في أبريل المقبل بواسطة صاروخ “أريان 5”.
ووضعت على ظهر المركبة لوحة تذكارية تحية لغاليليو، أول من اكتشف كوكب المشتري وأكبر أقماره عام 16
ويوضح مدير مشروع “جوس” في “إيرباص للدفاع والفضاء” سيريل كافيل وهو يحمل نسخة من “الرسالة الفلكية” لغاليليو، أول مرجع في تاريخ العالم عن علم الفلك والعالم، أن القمر البركاني آيو والأقمار الجليدية الثلاثة غانيميد ويوروبا وكاليستو هي “أول أقمار اكتُشِفت غير قمرنا”.
بعد 400 عام، يستعد الإنسان لاستكشاف معمّق للأقمار الطبيعية للكوكب الغازي العملاق، من خلال وضع مسبار للمرة الأولى في مدار أحدها. وسيكون “جوس” كذلك أول مهمة أوروبية تدخل النظام الشمسي الخارجي الذي يبدأ بعد المريخ.
لكنّ المهمة تستلزم الصبر إذ أن الرحلة طويلة، ومن المتوقع أن تصل المركبة إلى هدفها سنة 2031. كذلك ستكون الرحلة متعرجة، إذ لا يمكن سلوك مسار مباشر لبلوغ كوكب المشتري الذي يقع على بعد 740 مليون كيلومتر من الشمس.
وسيحتاج “جوس” بعد إطلاقه إلى الجاذبية الأرضية، ثم إلى جاذبية كوكب الزهرة. ويقول المدير العلمي للبعثة في وكالة الفضاء الأوروبية نيكولا ألتوبيلي، إن الأرض والزهرة سيكونان “أشبه بالمنجنيق الذي يعطي المسبار الزخم اللازم للوصول إلى المشتري”.
PreviousNext
كذلك يُفترض بالألواح الشمسية التي تبلغ مساحتها 85 مترا مربعا تخزين أقصى قدر من الطاقة قبل أن تواجه درجات حرارة قريبة من الصفر المطلق (نحو -220 درجة).
ولدى وصول المركبة إلى وجهتها، بعد أن تكون اجتازت مسافة ملياري كيلومتر، ستتموضع في مدار كوكب المشتري بعد عملية كبح تنفذها باستقلالية تامة. ويقول سيريل كافيل “إذا فشلت هذه العملية، تفشل المهمة”.
وسيُجري المسبار مسحا لنظام المشتري، أي للكوكب وتوابعه، فيطير فوق أقماره، ثم يدور حول غانيميد، وهو أكبرها. وستحاول الكاميرات وأجهزة الاستشعار ومقاييس الطيف والرادارات التي يحملها “جوس” جمع المعطيات التي تتيح معرفة إمكانية وجود ظروف مواتية للحياة.
وهذه الظروف يمكن أن تكون متوافرة ليس على السطح المتجمد، بل على عمق 10 أو 15 كيلومترا تحته، حيث تتحرك المحيطات السائلة، وهي بيئة يحتمل أن تكون مواتية لأشكال الحياة البدائية في الموائل العميقة، مثل البكتيريا، على ما يشرح ويوضح المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية يوزف أشباخر الذي يقول “لن نكتشف أسماكا كبيرة”.
ويتطلب وجود هذه الأشكال من الحياة توافر عدد من الشروط، من بينها الماء السائل ومصدر للطاقة التي قد تكون في هذه الحالة “تأثيرات المد والجزر” التي تمارسها جاذبية المشتري على أقماره. وبفضل الإشارات المغناطيسية لغانيميد، سيكون في إمكان “جوس” أن يكتشف ما إذا كان الماء متصلا بنواة صخرية، وهو ما قد يسمح لعناصر كيميائية ضرورية للحياة، مثل العناصر الغذائية، بأن “تذوب في الماء”.
وفي حال ثبت أن ظروف وجود أشكال من الحياة متوافرة على القمرين، ستتمثل الخطوة المنطقية التالية بإرسال مركبة هبوط إليهما، وهو “أحد أحلام العلماء”.
المسبار الأوروبي يستعد لاستكشاف إمكانية وجود الحياة في أعماق الفضاء.
الخميس 2023/01/26
انشرWhatsAppTwitterFacebook
البحث عن الحياة
لا يزال حلم العلماء متعلقا بالبحث عن سبل الحياة في كواكب بعيدة، ومن ذلك المسبار الأوروبي “جوس” الذي بات جاهزا للانطلاق في رحلة تمتد على ثماني سنوات إلى كوكب المشتري وأقماره الجليدية.
تولوز (فرنسا) - استكمل المسبار الأوروبي “جوس” استعداداته للانطلاق في رحلة تمتد لثماني سنوات إلى كوكب المشتري وأقماره الجليدية، تهدف إلى استكشاف إمكانية وجود أشكال من الحياة في محيطاتها الموجودة تحت كتلة من الجليد.
ويعيش القمر الاصطناعي “جوس” (والاسم مؤلف من الأحرف الأولى بالإنجليزية لعبارة مهمة “مستكشف أقمار المشتري الجليدية”) لحظاته الأخيرة على كوكب الأرض في القاعة البيضاء لشركة “إيرباص” المصنعة له في تولوز، حيث بدا التأثر على وجوه المهندسين والفنيين والعلماء الذين عملوا لسنوات في هذه المشروع المهم لوكالة الفضاء الأوروبية.
رحلة المسبار ستكون متعرجة لبلوغ كوكب المشتري الذي يقع على بعد 740 مليون كيلومتر من الشمس
ويشرح هؤلاء لوسائل الإعلام أن المركبة التي تزن 6.2 أطنان مزوّدة بعشر أدوات علمية، وهوائيا يبلغ قطره 2.50 متر، إضافة إلى ألواح شمسية ضخمة ينبغي اختبارها مرة أخيرة.
ومن المقرر إطلاق المركبة الفضائية من غويانا الفرنسية في أبريل المقبل بواسطة صاروخ “أريان 5”.
ووضعت على ظهر المركبة لوحة تذكارية تحية لغاليليو، أول من اكتشف كوكب المشتري وأكبر أقماره عام 16
ويوضح مدير مشروع “جوس” في “إيرباص للدفاع والفضاء” سيريل كافيل وهو يحمل نسخة من “الرسالة الفلكية” لغاليليو، أول مرجع في تاريخ العالم عن علم الفلك والعالم، أن القمر البركاني آيو والأقمار الجليدية الثلاثة غانيميد ويوروبا وكاليستو هي “أول أقمار اكتُشِفت غير قمرنا”.
بعد 400 عام، يستعد الإنسان لاستكشاف معمّق للأقمار الطبيعية للكوكب الغازي العملاق، من خلال وضع مسبار للمرة الأولى في مدار أحدها. وسيكون “جوس” كذلك أول مهمة أوروبية تدخل النظام الشمسي الخارجي الذي يبدأ بعد المريخ.
لكنّ المهمة تستلزم الصبر إذ أن الرحلة طويلة، ومن المتوقع أن تصل المركبة إلى هدفها سنة 2031. كذلك ستكون الرحلة متعرجة، إذ لا يمكن سلوك مسار مباشر لبلوغ كوكب المشتري الذي يقع على بعد 740 مليون كيلومتر من الشمس.
وسيحتاج “جوس” بعد إطلاقه إلى الجاذبية الأرضية، ثم إلى جاذبية كوكب الزهرة. ويقول المدير العلمي للبعثة في وكالة الفضاء الأوروبية نيكولا ألتوبيلي، إن الأرض والزهرة سيكونان “أشبه بالمنجنيق الذي يعطي المسبار الزخم اللازم للوصول إلى المشتري”.
PreviousNext
كذلك يُفترض بالألواح الشمسية التي تبلغ مساحتها 85 مترا مربعا تخزين أقصى قدر من الطاقة قبل أن تواجه درجات حرارة قريبة من الصفر المطلق (نحو -220 درجة).
ولدى وصول المركبة إلى وجهتها، بعد أن تكون اجتازت مسافة ملياري كيلومتر، ستتموضع في مدار كوكب المشتري بعد عملية كبح تنفذها باستقلالية تامة. ويقول سيريل كافيل “إذا فشلت هذه العملية، تفشل المهمة”.
وسيُجري المسبار مسحا لنظام المشتري، أي للكوكب وتوابعه، فيطير فوق أقماره، ثم يدور حول غانيميد، وهو أكبرها. وستحاول الكاميرات وأجهزة الاستشعار ومقاييس الطيف والرادارات التي يحملها “جوس” جمع المعطيات التي تتيح معرفة إمكانية وجود ظروف مواتية للحياة.
وهذه الظروف يمكن أن تكون متوافرة ليس على السطح المتجمد، بل على عمق 10 أو 15 كيلومترا تحته، حيث تتحرك المحيطات السائلة، وهي بيئة يحتمل أن تكون مواتية لأشكال الحياة البدائية في الموائل العميقة، مثل البكتيريا، على ما يشرح ويوضح المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية يوزف أشباخر الذي يقول “لن نكتشف أسماكا كبيرة”.
ويتطلب وجود هذه الأشكال من الحياة توافر عدد من الشروط، من بينها الماء السائل ومصدر للطاقة التي قد تكون في هذه الحالة “تأثيرات المد والجزر” التي تمارسها جاذبية المشتري على أقماره. وبفضل الإشارات المغناطيسية لغانيميد، سيكون في إمكان “جوس” أن يكتشف ما إذا كان الماء متصلا بنواة صخرية، وهو ما قد يسمح لعناصر كيميائية ضرورية للحياة، مثل العناصر الغذائية، بأن “تذوب في الماء”.
وفي حال ثبت أن ظروف وجود أشكال من الحياة متوافرة على القمرين، ستتمثل الخطوة المنطقية التالية بإرسال مركبة هبوط إليهما، وهو “أحد أحلام العلماء”.