بخطى طليقة: تحويل الأسر إلى ظاهرة خلاقة
عصمت منصور 2 ديسمبر 2022
اجتماع
محمد سباعنة، فلسطين
شارك هذا المقال
حجم الخط
قادت مجموع التجارب الاعتقالية الفردية والجماعية إلى نشوء ظاهرتين متلازمتين تكمل إحداهما الأخرى: تحسن ملموس على ظروف الاعتقال وشروط الحياة داخل السجون، وتشكُّل جسم منظم متماسك ذي ملامح إنسانية ومنظومة قيمية وأخلاقية تتماهى وتجسد الدور الكفاحي الذي يؤديه الأسرى من جهة، والأهداف النبيلة والقيم السامية التي يناضلون من اجل تحقيقها.
انعكست هاتان الميزتان على الحياة الداخلية للأسرى الذي تنظموا ضمن تراتبية هرمية صارمة، وتحت منظومة قوانين مشددة ومرجعيات راسخة، وعاشوا في غرف أو زنازين أصبحوا يطلقون عليها اسم "خلايا"، وفي بعض السجون أصبحت تسمى قلاعا، بحيث لم يعد السجن مجرد مكان للاحتجاز المؤقت أو الطويل لمجموع المقاتلين، تمارس فيه ضدهم سياسات تنكيل وقمع ممنهجة بهدف كسر إرادتهم، وردعهم عن مواصلة المسار الذي انطلقوا به، بل حاضنة لنخبة منظمة وطليعة مناضلة، تنتمي لقضية شعبها، وتعد امتدادًا طبيعيًا لحركة تحرر وطني تخوض نضالًا عادلًا ضد احتلال عسكري.
هذه الروح التي تمثلت قيم الحرية والعدالة والتضحية بالنفس من أجل الهدف العام، تم تجسيدها بشكل ملموس من خلال اللوائح التي نظمت حياة الأسرى الداخلية ومن خلال سلوكهم اليومي وأولوياتهم ولغتهم.
شدد الأسرى على أن تكون القيمة العليا التي تعلي من شأن الأسير الفرد أو تخفض مكانته هي التضحية والمساهمة النضالية داخل السجن وخارجه، والنقاء الأخلاقي والوطني والسمعة الحسنة والسلوك الاجتماعي القويم، وليس القوة العضلية أو النفوذ الاجتماعي والمالي، وهو ما خلق واقعًا شبه مثالي، تحارب فيه ظواهر الأنانية والتنافس السلبي والتخاذل وتغليب الذات.
على المستوى الجماعي أرسى الأسرى نمط حياة ديمقراطي تشاركي يعطي الشرعية والقوة لمن يتم انتخابه بشكل دوري، ووفق برنامج إداري ومالي ونضالي يتقدم به المرشح لمجموع زملائه الأسرى.
اعتمد الأسرى نظام الانتخابات الشفافة والنزيهة والدورية كأساس وحيد لاختيار ممثليهم في داخل هيئات التنظيم الواحد، وهؤلاء الأعضاء المنتخبون من الفصائل السياسية الموجودة في السجن يشكلون معًا المرجعية الوطنية لكافة المعتقلين ويقومون بتوزيع الصلاحيات فيما بينهم وإدارة شؤون المعتقل بشكل جماعي، كما أنهم ينتخبون من بينهم ممثلًا عن الأسرى أمام إدارة السجن.
لم يكن الأسرى عبر ديمقراطيتهم الاعتقالية يصنعون نموذجًا عمليًا لإدارة شؤون حياتهم الداخلية وصراعهم مع الاحتلال فقط، بل كانوا يرون في هذا الأسلوب الحياتي نمطًا تربويًا يهذب الفرد ويصقله لينخرط بشكل أوسع في النضال الاعتقالي، وأيضًا أرادوا له أن يكون النموذج الحضاري والعملي لشكل دولتهم القادمة التي حرموا منها ويناضلون من أجل بنائها.
أراد الأسرى وبشكل واعٍ أن يكونوا النقيض القيمي والأخلاقي والسياسي لعدوهم وأن يتماهوا مع أنبل ما أنتجته التجربة البشرية من قيم وروح تسودها العدالة والتسامح والشراكة الحقيقية.
حوّل هذا النمط الحياتي الأسرى إلى خلايا نحل دائبة العمل على تطوير ذاتها، وساهم في تطورهم سلوكيًا وفكريًا ونضاليًا، بحيث أصبحوا أدوات فاعلة ومؤثرة ومنتجة، تنتج الأدب والثقافة والمعرفة، وتساهم في إغناء تجربة شعبها النضالية وتمدها بنموذج فريد من الإدارة الجماعية الخالية من الفساد والقادرة على احتضان الأسرى الجدد وتوفير المناخ والأرضية الخصبة أمامهم للإبداع والتطوّر والصمود ومواجهة ظروف الاعتقال القاسية، وأنتج ظاهرة خلاّقة وحالة من الإبداع الجماعي والتفاعل المنتج وتراكم الخبرات والمعارف التي أتاحت لهم أن يكوّنوا وجدانًا جماعيًا حيًا، وبنية صلبة شدت من لحمتهم الداخلية وروحهم المعنوية وطريقة تفكيرهم ما مكنهم من التعالي على الواقع اليومي الكئيب والقاتل والاحتفاء بإنسانيتهم والتفوق أخلاقيًا وسلوكيًا على جلادهم.
من الموقع المرتفع إنسانيًا وأخلاقيًا أطل الأسرى على حياتهم اليومية، وواجهوا القوانين الصارمة التي كانت تفرضها مديرية السجون ضدهم، وصاغوا فلسفة وجودهم التي أكسبت هذا الوجود معنى وقيمة تتجاوز الحدود الجغرافية الضيقة للسجن لتربطهم بروح ونسق الثورات العالمية وتجارب الشعوب منذ فجر التاريخ وصولًا إلى المستقبل الواعد الذي حلموا به.
لم تكن هذه أحلامًا طوباوية، أو شطحات خيال جامح يحتال بها الإنسان على واقعه المرير، بل إعادة اكتشاف للقانون الجوهري الأول الذي يربط بشكل عضوي بينهم وبين كل ثائر ومقاتل حرية عبر التاريخ، وهو قانون النضال من أجل العدالة والحرية وتحدي الظلم والاستعباد.
يروي الأسرى تجاربهم الحياتية اليومية داخل زنازينهم التي كانوا يقضون فيها ما لا يقل عن 20 ساعة يوميًا، وكيف كانوا يتسابقون في خدمة بعضهم البعض والسهر على من يصيبه المرض بينهم، وكيف يعلّم أحدهم الآخر القراءة والكتابة، أو كيفية تقسيم أعباء التنظيف والخدمة فيما بينهم بشكل متساوٍ، لتكشف هذه الحكايات الحقيقية والتفاصيل البسيطة أن هناك روحًا عظيمة وإرادة جبارة نمت وتطورت عبر النضال لدى هؤلاء الأسرى وجعلتهم أكبر من السجن وأصلب من أن يفتك بهم السجان.
اعتبر الأسرى أن النشاط البدني والذهني أدوات للصمود وعوامل لبناء الأسير الجديد المتفوق على سجانه وظروف اعتقاله، فكان نهارهم يبدأ من الساعة السادسة وينتهي عند إغلاق الزنازين عند السادسة مساء دون أن تجد لحظة فراغ واحدة.
النهار يبدأ بالرياضة، ومن ثم إفطار جماعي، ونظافة وترتيب للزنازين وجلسات تثقيفية وقراءة ذاتية وفترات استراحة وسط النهار (قيلولة) وحتى برامج التلفاز والراديو كانت منتقاة وتعطي الأولوية للبرامج المفيدة.
التثقيف أيضًا كان موجودًا وحاضرًا بقوة واحتل مكان الصدارة في أولويات الأسرى الذين اعتبروه سلاحًا إضافيًا في معركة البقاء والانتصار الحقيقي الذي يبدأ بالانتصار على الذات وقتل الفراغ، بحيث سجلت معدلات الأمية مستوى صفريًا في كل السجون وكانت تحارب بشكل صارم وإلزامي، ومن ثم يتم تثقيف الأسير بتاريخ شعبه وقضيته وتاريخ الحركة التي يواجهها (الصهيونية) ومن ثم الثورات العالمية وتجارب الشعوب الأخرى لينطلق بعدها في عملية تثقيف ذاتي وفق اهتماماته وميوله، والتي كان يعبر عنها في كتابات كانت تنشر في مجلات ثقافية وحزبية واعتقاليه تصاغ بخط اليد ويتم اختيار أسماء لها تعبر عن توجهاتها واختصاصها وخلفية الجهة التي كانت تصدرها (يسارية أو قومية أو دينية) ولا يتم إغفال الرسومات أو الأطر الجمالية الفنية في تصميمها.
هذه العملية الدؤوبة والأصيلة، والتفاصيل اليومية الصغيرة والعادية، هي التي أغنت حياة الأسرى الداخلية وعززت من لحمتهم وخلقت هويتهم المتميزة وقدمت للعالم تجربة فريدة وممتدة تفوقت على جلادها، والتي من خلالها فقط تمكنوا من اجتراح هذه المعجزة الحية، وليس من خلال الشعارات والخطابات والمبالغات والعيش على الذكريات والأساطير والبطولات الفردية.
إن كل تجربة خلاقة وممتدة تنجح في اجتياز امتحان الواقع إنما هي في الواقع عبارة عن سلسلة تجارب فردية ومجموع حيوات وعيش يومي وحركات بسيطة تسير بقناعة وتناغم نحو غاية واحدة بروح وثّابة وارادة جماعية.
*أسير مُحرّر وروائي فلسطيني. وهذا النصّ فصل آخر من محاولة كتابة سيرة اجتماعية ـ ثقافية لتجربة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
عصمت منصور 2 ديسمبر 2022
اجتماع
محمد سباعنة، فلسطين
شارك هذا المقال
حجم الخط
قادت مجموع التجارب الاعتقالية الفردية والجماعية إلى نشوء ظاهرتين متلازمتين تكمل إحداهما الأخرى: تحسن ملموس على ظروف الاعتقال وشروط الحياة داخل السجون، وتشكُّل جسم منظم متماسك ذي ملامح إنسانية ومنظومة قيمية وأخلاقية تتماهى وتجسد الدور الكفاحي الذي يؤديه الأسرى من جهة، والأهداف النبيلة والقيم السامية التي يناضلون من اجل تحقيقها.
انعكست هاتان الميزتان على الحياة الداخلية للأسرى الذي تنظموا ضمن تراتبية هرمية صارمة، وتحت منظومة قوانين مشددة ومرجعيات راسخة، وعاشوا في غرف أو زنازين أصبحوا يطلقون عليها اسم "خلايا"، وفي بعض السجون أصبحت تسمى قلاعا، بحيث لم يعد السجن مجرد مكان للاحتجاز المؤقت أو الطويل لمجموع المقاتلين، تمارس فيه ضدهم سياسات تنكيل وقمع ممنهجة بهدف كسر إرادتهم، وردعهم عن مواصلة المسار الذي انطلقوا به، بل حاضنة لنخبة منظمة وطليعة مناضلة، تنتمي لقضية شعبها، وتعد امتدادًا طبيعيًا لحركة تحرر وطني تخوض نضالًا عادلًا ضد احتلال عسكري.
هذه الروح التي تمثلت قيم الحرية والعدالة والتضحية بالنفس من أجل الهدف العام، تم تجسيدها بشكل ملموس من خلال اللوائح التي نظمت حياة الأسرى الداخلية ومن خلال سلوكهم اليومي وأولوياتهم ولغتهم.
شدد الأسرى على أن تكون القيمة العليا التي تعلي من شأن الأسير الفرد أو تخفض مكانته هي التضحية والمساهمة النضالية داخل السجن وخارجه، والنقاء الأخلاقي والوطني والسمعة الحسنة والسلوك الاجتماعي القويم، وليس القوة العضلية أو النفوذ الاجتماعي والمالي، وهو ما خلق واقعًا شبه مثالي، تحارب فيه ظواهر الأنانية والتنافس السلبي والتخاذل وتغليب الذات.
على المستوى الجماعي أرسى الأسرى نمط حياة ديمقراطي تشاركي يعطي الشرعية والقوة لمن يتم انتخابه بشكل دوري، ووفق برنامج إداري ومالي ونضالي يتقدم به المرشح لمجموع زملائه الأسرى.
"على المستوى الجماعي أرسى الأسرى نمط حياة ديمقراطي تشاركي يعطي الشرعية والقوة لمن يتم انتخابه بشكل دوري، ووفق برنامج إداري ومالي ونضالي يتقدم به المرشح" |
لم يكن الأسرى عبر ديمقراطيتهم الاعتقالية يصنعون نموذجًا عمليًا لإدارة شؤون حياتهم الداخلية وصراعهم مع الاحتلال فقط، بل كانوا يرون في هذا الأسلوب الحياتي نمطًا تربويًا يهذب الفرد ويصقله لينخرط بشكل أوسع في النضال الاعتقالي، وأيضًا أرادوا له أن يكون النموذج الحضاري والعملي لشكل دولتهم القادمة التي حرموا منها ويناضلون من أجل بنائها.
أراد الأسرى وبشكل واعٍ أن يكونوا النقيض القيمي والأخلاقي والسياسي لعدوهم وأن يتماهوا مع أنبل ما أنتجته التجربة البشرية من قيم وروح تسودها العدالة والتسامح والشراكة الحقيقية.
حوّل هذا النمط الحياتي الأسرى إلى خلايا نحل دائبة العمل على تطوير ذاتها، وساهم في تطورهم سلوكيًا وفكريًا ونضاليًا، بحيث أصبحوا أدوات فاعلة ومؤثرة ومنتجة، تنتج الأدب والثقافة والمعرفة، وتساهم في إغناء تجربة شعبها النضالية وتمدها بنموذج فريد من الإدارة الجماعية الخالية من الفساد والقادرة على احتضان الأسرى الجدد وتوفير المناخ والأرضية الخصبة أمامهم للإبداع والتطوّر والصمود ومواجهة ظروف الاعتقال القاسية، وأنتج ظاهرة خلاّقة وحالة من الإبداع الجماعي والتفاعل المنتج وتراكم الخبرات والمعارف التي أتاحت لهم أن يكوّنوا وجدانًا جماعيًا حيًا، وبنية صلبة شدت من لحمتهم الداخلية وروحهم المعنوية وطريقة تفكيرهم ما مكنهم من التعالي على الواقع اليومي الكئيب والقاتل والاحتفاء بإنسانيتهم والتفوق أخلاقيًا وسلوكيًا على جلادهم.
من الموقع المرتفع إنسانيًا وأخلاقيًا أطل الأسرى على حياتهم اليومية، وواجهوا القوانين الصارمة التي كانت تفرضها مديرية السجون ضدهم، وصاغوا فلسفة وجودهم التي أكسبت هذا الوجود معنى وقيمة تتجاوز الحدود الجغرافية الضيقة للسجن لتربطهم بروح ونسق الثورات العالمية وتجارب الشعوب منذ فجر التاريخ وصولًا إلى المستقبل الواعد الذي حلموا به.
لم تكن هذه أحلامًا طوباوية، أو شطحات خيال جامح يحتال بها الإنسان على واقعه المرير، بل إعادة اكتشاف للقانون الجوهري الأول الذي يربط بشكل عضوي بينهم وبين كل ثائر ومقاتل حرية عبر التاريخ، وهو قانون النضال من أجل العدالة والحرية وتحدي الظلم والاستعباد.
يروي الأسرى تجاربهم الحياتية اليومية داخل زنازينهم التي كانوا يقضون فيها ما لا يقل عن 20 ساعة يوميًا، وكيف كانوا يتسابقون في خدمة بعضهم البعض والسهر على من يصيبه المرض بينهم، وكيف يعلّم أحدهم الآخر القراءة والكتابة، أو كيفية تقسيم أعباء التنظيف والخدمة فيما بينهم بشكل متساوٍ، لتكشف هذه الحكايات الحقيقية والتفاصيل البسيطة أن هناك روحًا عظيمة وإرادة جبارة نمت وتطورت عبر النضال لدى هؤلاء الأسرى وجعلتهم أكبر من السجن وأصلب من أن يفتك بهم السجان.
"التثقيف كان موجودًا وحاضرًا بقوة واحتل مكان الصدارة في أولويات الأسرى الذين اعتبروه سلاحًا إضافيًا في معركة البقاء والانتصار الحقيقي الذي يبدأ بالانتصار على الذات وقتل الفراغ، بحيث سجلت معدلات الأمية مستوى صفريًا في كل السجون" |
النهار يبدأ بالرياضة، ومن ثم إفطار جماعي، ونظافة وترتيب للزنازين وجلسات تثقيفية وقراءة ذاتية وفترات استراحة وسط النهار (قيلولة) وحتى برامج التلفاز والراديو كانت منتقاة وتعطي الأولوية للبرامج المفيدة.
التثقيف أيضًا كان موجودًا وحاضرًا بقوة واحتل مكان الصدارة في أولويات الأسرى الذين اعتبروه سلاحًا إضافيًا في معركة البقاء والانتصار الحقيقي الذي يبدأ بالانتصار على الذات وقتل الفراغ، بحيث سجلت معدلات الأمية مستوى صفريًا في كل السجون وكانت تحارب بشكل صارم وإلزامي، ومن ثم يتم تثقيف الأسير بتاريخ شعبه وقضيته وتاريخ الحركة التي يواجهها (الصهيونية) ومن ثم الثورات العالمية وتجارب الشعوب الأخرى لينطلق بعدها في عملية تثقيف ذاتي وفق اهتماماته وميوله، والتي كان يعبر عنها في كتابات كانت تنشر في مجلات ثقافية وحزبية واعتقاليه تصاغ بخط اليد ويتم اختيار أسماء لها تعبر عن توجهاتها واختصاصها وخلفية الجهة التي كانت تصدرها (يسارية أو قومية أو دينية) ولا يتم إغفال الرسومات أو الأطر الجمالية الفنية في تصميمها.
هذه العملية الدؤوبة والأصيلة، والتفاصيل اليومية الصغيرة والعادية، هي التي أغنت حياة الأسرى الداخلية وعززت من لحمتهم وخلقت هويتهم المتميزة وقدمت للعالم تجربة فريدة وممتدة تفوقت على جلادها، والتي من خلالها فقط تمكنوا من اجتراح هذه المعجزة الحية، وليس من خلال الشعارات والخطابات والمبالغات والعيش على الذكريات والأساطير والبطولات الفردية.
إن كل تجربة خلاقة وممتدة تنجح في اجتياز امتحان الواقع إنما هي في الواقع عبارة عن سلسلة تجارب فردية ومجموع حيوات وعيش يومي وحركات بسيطة تسير بقناعة وتناغم نحو غاية واحدة بروح وثّابة وارادة جماعية.
*أسير مُحرّر وروائي فلسطيني. وهذا النصّ فصل آخر من محاولة كتابة سيرة اجتماعية ـ ثقافية لتجربة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.