بخطى طليقة.. غرف العار
عصمت منصور 23 نوفمبر 2022
اجتماع
سمعان خوام/ لبنان
شارك هذا المقال
حجم الخط
كما يطير العصفور من يد الصياد إذا ما تراخت يده قليلًا، أو عند أول فرصة تتاح له، كان المتورطون في العمالة مع مديرية السجون (في دولة الاحتلال) يفرّون إلى إدارة السجن عند أول فرصة تتاح لهم، ومن هنا جاءت التسمية الشائعة لهم "العصافير".
لم تكن ظاهرة العصافير هامشية ولا مؤقتة، بل ظاهرة مزمنة لازمت الحركة الأسيرة منذ نشأتها الأولى وأصبحت جزءًا عضويًا من تاريخها العريق والمشرّف، وواحدة من أدوات مديرية السجون في مواجهة الأسرى وإضعاف جبهتهم الداخلية ومحاولة كشف أكبر قدر من المعلومات عنهم وعن قياداتهم وخططهم المستقبلية، كما أنها استخدمت من أجل بث الإشاعات والأخبار الكاذبة بهدف نشر روح الإحباط وتثبيط العزائم في المواجهات المفتوحة، أو خلق فتن وصراعات داخلية وافتعال شتى أنواع الأزمات التي كانت كفيلة بأن تشغل الأسرى عن صراعهم الأساسي مع عدوهم المركزي المتمثل في مديرية السجون، وأذرع أجهزة الاحتلال الأمنية.
أجهزة الأمن التي شكلها الأسرى في مواجهة هذه الظاهرة (راجع حلقة سابقة – الأمن) جاءت استجابة غريزية وطبيعية بهدف تمتين الجبهة الداخلية، وصونها والتصدي لمحاولات الاختراق التي تنوعت وتعددت أساليبها وتحولت إلى حرب ظلال خفية ومعقدة، قادت في نهاية المطاف إلى خلق ساحة صراع مركّبة بين الأسرى وما بين العملاء/ العصافير تجسدت في محاولة كشفهم ومحاسبتهم واتقاء شرهم من جهة ومع مديرية السجون التي كانت تمسك بالخيوط التي تحركهم من جهة أخرى.
أنتج هذا الصراع الخفي ظواهر وأعراضًا جانبية مثل انتشار التعذيب بوسائل عنيفة، وتفشي حالة من الخوف والرهبة بين صفوف الأسرى وصلت لدى البعض إلى حد الهوس والجنون، كما أنها لم تخلُ من وقوع أخطاء جسيمة أدت إلى ظلم البعض وتشويه سمعتهم لمجرد الشبهة، أو بسبب تآمر آخرين، وأحيانا بسبب خلافات حزبية داخلية.
هذه الظاهرة التي بدأت فردية ونتيجة ضعف بعض الأسرى وعدم امتلاكهم القوة الداخلية الكافية في مواجهة مصير الأسر، أو احتمال أساليب التعذيب والتنكيل التي مارستها أجهزة أمن الاحتلال ومن ضمنها مديرية السجون عليهم، ليجدوا أنفسهم في معسكر العدو، وأداة من أدواته لمحاربة أبناء جلدتهم، تنظمت مع مرور الزمن وأخذت شكلًا جماعيًا، بحيث لم يعد العميل الفرد يؤدي مهمة محددة تنحصر في جمع المعلومات ونقلها لمشغّليه من إدارة العدو، أو افتعال فتن وخلق مشاكل وصراعات بين الأسرى، وينتهي دوره بمجرد اكتشافه، بل إنها تحولت إلى غرف أو أقسام، وباتت تلعب دورًا محوريًا وإحدى ركائز الأمن التي تستند إليها إسرائيل في الصراع اليومي الذي لا يهدأ على مدار الساعة بين الأسرى وامتداداتهم النضالية الخارجية وبين سجانيهم.
أدت عملية الملاحقة المنظمة، وتجند الأسرى ومؤسساتهم النضالية والتنظيمية، إلى الكشف عن الكثير من العملاء، وقد قاد ازدياد هذا العدد من الهاربين من قبضة أجهزة أمن الأسرى داخل السجون من جهة، وعدم صلاحيتهم للعمل بين الأسرى مرة أخرى بسبب انكشاف هويتهم ومهماتهم التي كلفوا بها من جهة أخرى، وأيضا الخطر الذي يتهددهم إذا ما عادوا، إلى تحولهم إلى عبء على مديرية السجون، التي كانت تتخذ إجراءات معقدة تستنزف طواقمها وإمكانياتها من أجل نقلهم من مكان إلى آخر وتأمين مكان ملائم يضمن حمايتهم وعدم احتكاكهم ببقية الأسرى.
في سعيها للتخلص من هذه الكتلة منتهية الصلاحية وغير المنتجة قامت مديرية السجون بابتكار آلية جديدة تضمن لها (إعادة تدويرهم وإنتاجهم من جديد) على نحو أكثر خطورة حيث قامت بتجميعهم في غرف جانبية تكون خاصة بهم تكون عادة بعيدة ومنفصلة عن أقسام الأسرى لكنها تحاكي نمط حياتهم.
هذه الغرف والأقسام عرفت فيما بعد باسم غرف العار، وكان كل قاطنيها من العملاء والفارّين من العقاب أو المتورطين في قضايا أخلاقية أو جنائية.
أصبحت غرف العار مصيدة ووكرًا لا يستوعب العملاء ويحتويهم فقط، بل يؤدي خدمات أشد خطورة لصالح مديرية السجون، حيث كانت تتعمد إدخال الأسرى الجدد إليها وإيهامهم أنهم بين زملائهم وسحب اعترافات منهم، أو إجبارهم على الإدلاء بمعلومات وكشف أسرار لم يعترفوا بها أمام المحققين الإسرائيليين.
اسم غرف العار الذي أطلقه الأسرى على هذه الغرف جاء للتدليل على المهمة القذرة التي يؤديها العملاء فيها وأيضًا كنوع من الاحتقار لهؤلاء العملاء والمكانة المنحطة التي وضعوا أنفسهم فيها.
استخدم نزلاء غرف العار خبرتهم التي اكتسبوها أثناء تواجدهم بين الأسرى، ومعرفتهم الجيدة بظروف الحياة داخل السجون وآليات عمل التنظيمات والوسائل التي تتبعها ونمط الحياة الاجتماعية التي ابتدعوها ولغتهم الداخلية، للإيحاء لكل قادم جديد ترسله أذرع أمن الاحتلال، وخاصة جهاز الأمن العام- "الشاباك"- من أجل انتزاع اعتراف منه، فقد كان كل قادم جديد يتم إدخاله إلى هذه الغرف يشعر أنه وصل إلى السجن، وأنه بين رفاقه الأسرى، وما إن يشعر بالأمان بعد فترة تحقيق طويلة ومضنية، حتى يطلب منه تقديم تقرير مفصل حول نشاطه ودوره النضالي ومن هم شركاؤه، بذريعة أن هذه المعلومات ستكون مفيدة للثورة بهدف استمرار النضال والتواصل مع أفراد خليته بعد أسره وتحذيرهم.
أسرى كثر وقعوا ضحية هذه الأساليب الرخيصة خاصة من بين حديثي العهد وعديمي التجربة، وهو ما خلق تحديًا جديدًا أمام أجهزة الأمن التابعة للأسرى، والتي رغم كل ما راكمته من خبرة وتجارب، إلى الهالة المرعبة التي أحاطت بها، كانت محكومة بمعادلة الأسر والقيود التي يفرضها تحديدا في مجالي التواصل والحركة.
لا توجد إحصائيات حول عدد الأسرى الذين ارتبطوا بإدارة السجون، ولا حول الضرر الذي تسببوا به، وربما لن نتمكن أبدًا من معرفة هذه المعلومات بسبب غياب جهاز موحد لمتابعة هذه الظاهرة وتوزع المهمة على كل فصيل أو سجن بشكل منفصل حتى من أبناء التنظيم الواحد، وأيضًا بسبب عدم التوثيق بشكل علمي ومنهجي، وتعرّض ممتلكات الأسرى وأرشيفهم للمصادرة أو التلف، لكن الشيء المؤكد الذي يجمع عليه كل من عايش العقود الأولى من تجربة الحركة الأسيرة هو أن صراعا قذرًا ومرعبًا ومكلفًا جدًا، دار في الخفاء بين الأسرى وآسريهم ترك ندبًا وآثارًا ليس من السهل نسيانها، وأن الأسرى كانوا خلال هذا الصراع ضحايا مرتين حتى عندما يحققون انتصارًا ما لأن مادة هذا الصراع وذخيرته من أبناء شعبهم.
إن هذا الشعور بانعدام مذاق الانتصار ونكهته دفعت الأسرى، وكلما نضجت تجربتهم وتصلب عود مؤسساتهم، إلى البحث عن سبيل آخر وهو الإصلاح ومحاولة استعادة من تم التغرير بهم وإسقاطهم في مستنقع الرذيلة والخيانة، لذا أخذوا يصنّفون هؤلاء العملاء إلى درجات حسب الخطورة ودرجة التورط في العمالة، كما أنهم كفوا عن دفعهم إلى الهرب والارتماء في أحضان عدوهم واكتفوا بعقوبات داخلية مثل المقاطعة الاجتماعية، أو عقوبات جسدية يمكن احتمالها (الجلد) ومن ثم محاولة إصلاحهم واستيعابهم من جديد.
ما بين جدران الأسر، نشأت قصص صراعات وحروب خفية لا يمكن اختزالها أو رسم صورة واضحة لها لشدة تداخلها وديناميتها وتفاوتها بين حقبة زمنية وأخرى.
إن الخلاصة الوحيدة المؤلمة من هذه التجارب هي أن الزمن كان أسرع بكثير من قدرة منظومة الأسرى على مجاراة مديرية السجون، وأن السكين كانت تنغرز في لحمهم الحي، وأن كل درس تعلموه وحولوه إلى قانون دفعوا ثمنه مضاعفًا، قبل أن يستقر بهم الحال إلى ما وصلوا إليه الآن.
*أسير مُحرّر وروائي فلسطيني. وهذا النصّ فصل آخر من محاولة كتابة سيرة اجتماعية ـ ثقافية لتجربة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
عصمت منصور 23 نوفمبر 2022
اجتماع
سمعان خوام/ لبنان
شارك هذا المقال
حجم الخط
كما يطير العصفور من يد الصياد إذا ما تراخت يده قليلًا، أو عند أول فرصة تتاح له، كان المتورطون في العمالة مع مديرية السجون (في دولة الاحتلال) يفرّون إلى إدارة السجن عند أول فرصة تتاح لهم، ومن هنا جاءت التسمية الشائعة لهم "العصافير".
لم تكن ظاهرة العصافير هامشية ولا مؤقتة، بل ظاهرة مزمنة لازمت الحركة الأسيرة منذ نشأتها الأولى وأصبحت جزءًا عضويًا من تاريخها العريق والمشرّف، وواحدة من أدوات مديرية السجون في مواجهة الأسرى وإضعاف جبهتهم الداخلية ومحاولة كشف أكبر قدر من المعلومات عنهم وعن قياداتهم وخططهم المستقبلية، كما أنها استخدمت من أجل بث الإشاعات والأخبار الكاذبة بهدف نشر روح الإحباط وتثبيط العزائم في المواجهات المفتوحة، أو خلق فتن وصراعات داخلية وافتعال شتى أنواع الأزمات التي كانت كفيلة بأن تشغل الأسرى عن صراعهم الأساسي مع عدوهم المركزي المتمثل في مديرية السجون، وأذرع أجهزة الاحتلال الأمنية.
أجهزة الأمن التي شكلها الأسرى في مواجهة هذه الظاهرة (راجع حلقة سابقة – الأمن) جاءت استجابة غريزية وطبيعية بهدف تمتين الجبهة الداخلية، وصونها والتصدي لمحاولات الاختراق التي تنوعت وتعددت أساليبها وتحولت إلى حرب ظلال خفية ومعقدة، قادت في نهاية المطاف إلى خلق ساحة صراع مركّبة بين الأسرى وما بين العملاء/ العصافير تجسدت في محاولة كشفهم ومحاسبتهم واتقاء شرهم من جهة ومع مديرية السجون التي كانت تمسك بالخيوط التي تحركهم من جهة أخرى.
"أدت عملية الملاحقة المنظمة، وتجند الأسرى ومؤسساتهم النضالية والتنظيمية، إلى الكشف عن الكثير من العملاء" |
هذه الظاهرة التي بدأت فردية ونتيجة ضعف بعض الأسرى وعدم امتلاكهم القوة الداخلية الكافية في مواجهة مصير الأسر، أو احتمال أساليب التعذيب والتنكيل التي مارستها أجهزة أمن الاحتلال ومن ضمنها مديرية السجون عليهم، ليجدوا أنفسهم في معسكر العدو، وأداة من أدواته لمحاربة أبناء جلدتهم، تنظمت مع مرور الزمن وأخذت شكلًا جماعيًا، بحيث لم يعد العميل الفرد يؤدي مهمة محددة تنحصر في جمع المعلومات ونقلها لمشغّليه من إدارة العدو، أو افتعال فتن وخلق مشاكل وصراعات بين الأسرى، وينتهي دوره بمجرد اكتشافه، بل إنها تحولت إلى غرف أو أقسام، وباتت تلعب دورًا محوريًا وإحدى ركائز الأمن التي تستند إليها إسرائيل في الصراع اليومي الذي لا يهدأ على مدار الساعة بين الأسرى وامتداداتهم النضالية الخارجية وبين سجانيهم.
أدت عملية الملاحقة المنظمة، وتجند الأسرى ومؤسساتهم النضالية والتنظيمية، إلى الكشف عن الكثير من العملاء، وقد قاد ازدياد هذا العدد من الهاربين من قبضة أجهزة أمن الأسرى داخل السجون من جهة، وعدم صلاحيتهم للعمل بين الأسرى مرة أخرى بسبب انكشاف هويتهم ومهماتهم التي كلفوا بها من جهة أخرى، وأيضا الخطر الذي يتهددهم إذا ما عادوا، إلى تحولهم إلى عبء على مديرية السجون، التي كانت تتخذ إجراءات معقدة تستنزف طواقمها وإمكانياتها من أجل نقلهم من مكان إلى آخر وتأمين مكان ملائم يضمن حمايتهم وعدم احتكاكهم ببقية الأسرى.
في سعيها للتخلص من هذه الكتلة منتهية الصلاحية وغير المنتجة قامت مديرية السجون بابتكار آلية جديدة تضمن لها (إعادة تدويرهم وإنتاجهم من جديد) على نحو أكثر خطورة حيث قامت بتجميعهم في غرف جانبية تكون خاصة بهم تكون عادة بعيدة ومنفصلة عن أقسام الأسرى لكنها تحاكي نمط حياتهم.
هذه الغرف والأقسام عرفت فيما بعد باسم غرف العار، وكان كل قاطنيها من العملاء والفارّين من العقاب أو المتورطين في قضايا أخلاقية أو جنائية.
أصبحت غرف العار مصيدة ووكرًا لا يستوعب العملاء ويحتويهم فقط، بل يؤدي خدمات أشد خطورة لصالح مديرية السجون، حيث كانت تتعمد إدخال الأسرى الجدد إليها وإيهامهم أنهم بين زملائهم وسحب اعترافات منهم، أو إجبارهم على الإدلاء بمعلومات وكشف أسرار لم يعترفوا بها أمام المحققين الإسرائيليين.
اسم غرف العار الذي أطلقه الأسرى على هذه الغرف جاء للتدليل على المهمة القذرة التي يؤديها العملاء فيها وأيضًا كنوع من الاحتقار لهؤلاء العملاء والمكانة المنحطة التي وضعوا أنفسهم فيها.
"اسم غرف العار الذي أطلقه الأسرى جاء للتدليل على المهمة القذرة التي يؤديها العملاء فيها وأيضًا كنوع من الاحتقار لهؤلاء العملاء والمكانة المنحطة التي وضعوا أنفسهم فيها" |
أسرى كثر وقعوا ضحية هذه الأساليب الرخيصة خاصة من بين حديثي العهد وعديمي التجربة، وهو ما خلق تحديًا جديدًا أمام أجهزة الأمن التابعة للأسرى، والتي رغم كل ما راكمته من خبرة وتجارب، إلى الهالة المرعبة التي أحاطت بها، كانت محكومة بمعادلة الأسر والقيود التي يفرضها تحديدا في مجالي التواصل والحركة.
لا توجد إحصائيات حول عدد الأسرى الذين ارتبطوا بإدارة السجون، ولا حول الضرر الذي تسببوا به، وربما لن نتمكن أبدًا من معرفة هذه المعلومات بسبب غياب جهاز موحد لمتابعة هذه الظاهرة وتوزع المهمة على كل فصيل أو سجن بشكل منفصل حتى من أبناء التنظيم الواحد، وأيضًا بسبب عدم التوثيق بشكل علمي ومنهجي، وتعرّض ممتلكات الأسرى وأرشيفهم للمصادرة أو التلف، لكن الشيء المؤكد الذي يجمع عليه كل من عايش العقود الأولى من تجربة الحركة الأسيرة هو أن صراعا قذرًا ومرعبًا ومكلفًا جدًا، دار في الخفاء بين الأسرى وآسريهم ترك ندبًا وآثارًا ليس من السهل نسيانها، وأن الأسرى كانوا خلال هذا الصراع ضحايا مرتين حتى عندما يحققون انتصارًا ما لأن مادة هذا الصراع وذخيرته من أبناء شعبهم.
"أصبحت غرف العار مصيدة ووكرًا لا يستوعب العملاء ويحتويهم فقط، بل يؤدي خدمات أشد خطورة لصالح مديرية السجون، حيث كانت تتعمد إدخال الأسرى الجدد إليها وإيهامهم أنهم بين زملائهم وسحب اعترافات منهم" |
ما بين جدران الأسر، نشأت قصص صراعات وحروب خفية لا يمكن اختزالها أو رسم صورة واضحة لها لشدة تداخلها وديناميتها وتفاوتها بين حقبة زمنية وأخرى.
إن الخلاصة الوحيدة المؤلمة من هذه التجارب هي أن الزمن كان أسرع بكثير من قدرة منظومة الأسرى على مجاراة مديرية السجون، وأن السكين كانت تنغرز في لحمهم الحي، وأن كل درس تعلموه وحولوه إلى قانون دفعوا ثمنه مضاعفًا، قبل أن يستقر بهم الحال إلى ما وصلوا إليه الآن.
*أسير مُحرّر وروائي فلسطيني. وهذا النصّ فصل آخر من محاولة كتابة سيرة اجتماعية ـ ثقافية لتجربة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.