اضطراب الهوية الجندرية
الهوية الجندرية تُعرّف الهوية الجندرية على أنها تصور شخصي للنفس كذكر أو أنثى (أو نادرًا يكون التصوّر ذكوريّ-أنثويّ)، ويرتبط هذا المفهوم بمفهوم النوع الاجتماعي، والذي يتم تعريفه على أنه المظاهر الخارجية للشخصية التي تعكس الهوية الجنسية، وإنّ الهوية الجندرية -في جميع الحالات تقريبًا- يتم تحديدها ذاتيًّا نتيجة لمزيج من العوامل المتأصلة أو الخارجية أو البيئية، ومن ناحية أخرى، يتجلى دور الجندر في المجتمع من خلال عوامل ملحوظة كالسلوك والمظهر، على سبيل المثال؛ إذا كان الشخص يعتبر نفسه ذكرًا وهو أكثر راحة في الإشارة إلى جنسه الشخصي من الناحية الذكورية، فإن هويته الجنسية هي الذكورية، والتي تتجلّى في اللباس و/أو السلوكيات. أسباب اضطراب الهوية الجندرية إنّ السبب الرئيس لاضطرابات الهوية الجندرية -والذي يُسمَّى طبيًّا Gender Dysphoria- مجهول حتّى الآن، ويجب أن يتم التنويه إلى أنّ مصطلح dysphoria هنا يشير إلى الانزعاج أو عدم الاقتناع بالهوية الجنسيّة عند الإنسان، بمعنى أنّه غير مقتنع بأعضائه الجنسية وهويّته الجسدية ويكاد يشعر نفسه أنّه في جسد لا ينتمي إليه، هذه الفكرة ليست مجرد تَرف طبيّ أو حالات عرضية شدبدة الندرة، هنالك حالات غير قليلة تمر باضطرابات الهوية الجندرية وتعاني منها أشدّ ما يمكن من معاناة، ورغم أنّ الأسباب الرئيسة لهذه الاضطرابات مجهولة، إلّا أنّه يجب التنويه إلى الاحتمالية الكبيرة في تورط التأثيرات الهرمونية والهرمونات المختلفة في الرحم في فترات الحمل على تحديد الهوية الجندرية، وعادةً ما تكون بداية الاهتمامات والأنشطة المشتركة بين الجنسين بين عمر 2 و4 سنوات إشارة إلى وجود اضطرابات في الهوية الجندرية، ويشير بعض الآباء إلى أن أطفالهم لديهم دائمًا اهتمامات مشتركة بين الجنسين، فقط عدد صغير جدًا من الأطفال الذين يعانون من اضطراب في الجنس سيظل لديهم الأعراض في مرحلة المراهقة أو البلوغ في وقت لاحق، وبدايةً للبالغين عادةً في وقت مبكر إلى منتصف سن الرشد، هناك نوعان من الدورات المختلفة لتطوير dysphoria بين الجنسين، وهي على النحو الآتي:[١]
الدورة الأولى: عادةً ما تكون موجودة في أواخر مرحلة المراهقة أو مرحلة البلوغ، وهي استمرار لعسر الشهوة الجنسية التي كان لها بداية في مرحلة الطفولة أو في مرحلة المراهقة المبكرة، وفي سياق آخر تظهر العلامات الواضحة للهوية بين الجنسين في وقت لاحق وبشكل تدريجي مع عرض سريري في وقت مبكر إلى منتصف مرحلة البلوغ. الدورة الثانية: المجموعة التي تظهر الأعراض عندها بشكل متأخِّر قد تكون أكثر تقلّبًا في درجة تحديد الهوية بين الجنسين، وأحيانًا أكثر صعوبةً حول جراحة إعادة تعيين الجنس. أعراض اضطراب الهوية الجندرية إن اضطراب الهوية الجندرية أو النوع الاجتماعي dysphoria يبدو مختلفًا في مختلف الفئات العمرية، وفيما يأتي المعايير التي ينظر إليها المهنيون الصحيون أو الأطباء أو أخصائيو اضطرابات الهوية الجندرية لتشخيص هذه الاضطرابات لدى الأطفال والمراهقين والبالغين، كُلٌّ على حِدة: [٢] أعراض اضطراب الهوية الجندرية عند الأطفال: تناقض بين جنس الطفل المُعبَّر عنه وبين الجنس الذي تم تعيينه عند الولادة، هذا التنافر يستمر لمدة ستة أشهر على الأقل. رغبة قوية في أن يكون الطفل من النوع الجنسي الآخر. تفضيل الأطفال الذكور لخلع ملابسهم والتعرّي في هذا السن. تفضيل الأطفال الإناث لارتداء الملابس الذكورية. تفضيل قوي لتبادل الأدوار بين الجنسين في اللعب. تفضيل قوي للعب الأطفال أو الألعاب أو الأنشطة النمطية المستخدمة من قبل الجنس الآخر. اضطرابات أو اختلالات ذات دلالة سريرية (فيما يتعلّق بالوحدة السيكولوجية الداخلية كأن يحبّذ الذكر أن يُنادى على أنّه أنثى والعكس بالعكس) في البيئات المختلفة، مثل العلاقات الاجتماعية أو المدرسة أو الحياة المنزلية. عدم الرغبة في القيام بالفحوصات التشريحية أو السريرية (Physical or clinical anatomy). أعراض اضطراب الهوية الجندرية عند المراهقين والبالغين: تناقض بين خصائص الفرد والجنس المُعبَّر عنها أو الموجودة مُسبقًا مثل الأعضاء الجنسية مع الخصائص الجنسية الثانوية (الثديين، شعر الإبط)، هذا التنافر يستمر لمدة ستة أشهر على الأقل. رغبة قوية في التخلص من الخصائص الجنسية الأولية (الأعضاء التناسلية) و/أو الثانوية (نمو الشعر أو عدمه وخشونة الصوت أو ارتخاء الحبال الصوتية ونعومة الصوت). رغبة قوية في الخصائص الجنسية الأولية و/أو الثانوية للجنس الآخر. رغبة قوية في أن يكون الشخص من النوع الآخر. رغبة قوية في التعامل مع الجنس الآخر. قناعة قوية بأن المرء لديه مشاعر وردود فعل نمطية من النوع الآخر. اضطرابات أو اختلالات ذات دلالة سريرية في البيئات المختلفة، مثل بيئات العمل أو المدرسة أو المنزل. تشخيص اضطراب الهوية الجندرية الأفراد الذين يعانون من اضطرابات الهوية الجندرية (Gender dysphoria) هم على تضاد يومي مع هويتهم البيولوجية، أيّ أن إحساسهم لا يتفق مع ما يمتلكونه من أعضاء جنسية معينة (Genital organs) ودوافعهم الجنسية النفسية، هذه القضية مهمة جدًّا في التشخيص، فالاضطراب الحادث نتيجة هذا التضاد هو من العلامات الأولى التي يراها الطبيب أو حتّى الإنسان البسيط، ومن خلال عدة أسئلة بسيطة للمريض عن حياته داخل المنزل وخارج المنزل يتم معرفة علَّته مباشرةً، بعض المرضى يُظهرون غرابةً في التصرّف، كأن يكون ذكرًا بيولوجيًا، لكنّه يأتي لمقابلة الطبيب بزيٍّ أنثوي وخصوصًا الجريء منه، في حالة المريض الذكر، يميل عادةً للبس الأنثوي المتحرر كونه يساعده على الشعور بأنوثته التي لا تستطيع أعضاؤه الذكورية الإفصاح عنها، هو يظن أنّه من خلال هذا اللباس مع بعض مستحضرات التجميل سيصرّح للجميع عن هُويته النفسية أو ما يجب أن يكون، لكن للأسف، ففي كثير من الأحيان يكون المجتمع غير متقبل لسلوكه المحيّر هذا، ويُشعرونَه بغرابته، مما يجعله يعاني من اضطرابات نفسية كالقلق والاكتئاب الأعظم (Major depression) وذلك إذا ترافقَ رفضه المجتمعي مع عزلة شبه دائمة في منزله دون الاحتكاك بالآخرين. ومن الضروري الإشارة لنقطة في غاية الأهمية، وهي أنّ اضطراب الهوية الجندرية ربما لا يعتبره الكثير من الأطباء (وخصوصًا في الغرب) عبارة عن مرض، إلّا إذا أحدثَ تعطيلًا في حياة الشخص، حيث أنّ هذه النوعية من الأمراض تتعلّق بمقدار تعطيلها لحياة الأفراد، فهناك كثير من الذكور مثلًا، والذين يعانون مثل هذا النوع من الاضطرابات، يتعايشون كإناث، على المستوى الشكلي والنفسي وحتى على مستوى العلاقات الجنسية، وعندما يتعلّق الأمر بالأطفال، يعملون على قضية التبني أو أنّهم يكونون من أصحاب المذهب اللإنجابي، هذه القضايا قد تكون شائكة في المجتمع هنا، لذلك سيلجأ المريض على الفور للعلاج الهرموني أو الجراحي بحثًا عن تغيير جذري في حياته حتّى لا يسبّب المشاكل لنفسه، وذلك دون إعطاء الفرصة لنفسه في التعايش مع الحالة دون التدخل الطبي، ومن الجدير بالذكر أن التشخيص يعتمد على استمرار الأعراض التي تمت الإشارة إليها في فقرة الأعراض لمدة تزيد عن ستة أشهر، وهذا ما يخوّل الأطباء لافتراض التشخيص المناسب والبدء على تطبيق خطة علاجية سليمة. [٣] علاج اضطراب الهوية الجندرية يُوصى عادةً باستشارة أسرة الطفل وأخذ التاريخ المرضي الكامل -إن وجد- للطفل قبل البدء بالمعالجة، ويُوصى أيضًا بالعلاج الفردي أو الأزواج للبالغين، ويُعد إعادة تعيين الجنس من خلال الجراحة وعلاج اضطرابات الهرمونات خيارًا جيّدًا، ولكن قد تستمر مشاكل الهوية بعد هذا العلاج، وإنّ كثير من البالغين الذين يعانون من خلل في الجسد يكتشفون طرقًا مريحة وفعالة للحياة لا تتضمن جميع مكونات العلاج الثلاثي الطور (النفسي والجراحي والهرموني) بينما بعض الأفراد ينجحون في القيام بذلك من تلقاء أنفسهم، إلا أن العلاج النفسي قد يكون مفيدًا للغاية في تحقيق الاكتشاف والنضج الشخصيين اللذين يسهّلان الراحة الذاتية، وترتبط أفضل النتائج بالتشخيص المبكر والبيئة الداعمة والعلاج الشامل الذي يحترم رغبات الفرد.[٤]
/
الهوية الجندرية تُعرّف الهوية الجندرية على أنها تصور شخصي للنفس كذكر أو أنثى (أو نادرًا يكون التصوّر ذكوريّ-أنثويّ)، ويرتبط هذا المفهوم بمفهوم النوع الاجتماعي، والذي يتم تعريفه على أنه المظاهر الخارجية للشخصية التي تعكس الهوية الجنسية، وإنّ الهوية الجندرية -في جميع الحالات تقريبًا- يتم تحديدها ذاتيًّا نتيجة لمزيج من العوامل المتأصلة أو الخارجية أو البيئية، ومن ناحية أخرى، يتجلى دور الجندر في المجتمع من خلال عوامل ملحوظة كالسلوك والمظهر، على سبيل المثال؛ إذا كان الشخص يعتبر نفسه ذكرًا وهو أكثر راحة في الإشارة إلى جنسه الشخصي من الناحية الذكورية، فإن هويته الجنسية هي الذكورية، والتي تتجلّى في اللباس و/أو السلوكيات. أسباب اضطراب الهوية الجندرية إنّ السبب الرئيس لاضطرابات الهوية الجندرية -والذي يُسمَّى طبيًّا Gender Dysphoria- مجهول حتّى الآن، ويجب أن يتم التنويه إلى أنّ مصطلح dysphoria هنا يشير إلى الانزعاج أو عدم الاقتناع بالهوية الجنسيّة عند الإنسان، بمعنى أنّه غير مقتنع بأعضائه الجنسية وهويّته الجسدية ويكاد يشعر نفسه أنّه في جسد لا ينتمي إليه، هذه الفكرة ليست مجرد تَرف طبيّ أو حالات عرضية شدبدة الندرة، هنالك حالات غير قليلة تمر باضطرابات الهوية الجندرية وتعاني منها أشدّ ما يمكن من معاناة، ورغم أنّ الأسباب الرئيسة لهذه الاضطرابات مجهولة، إلّا أنّه يجب التنويه إلى الاحتمالية الكبيرة في تورط التأثيرات الهرمونية والهرمونات المختلفة في الرحم في فترات الحمل على تحديد الهوية الجندرية، وعادةً ما تكون بداية الاهتمامات والأنشطة المشتركة بين الجنسين بين عمر 2 و4 سنوات إشارة إلى وجود اضطرابات في الهوية الجندرية، ويشير بعض الآباء إلى أن أطفالهم لديهم دائمًا اهتمامات مشتركة بين الجنسين، فقط عدد صغير جدًا من الأطفال الذين يعانون من اضطراب في الجنس سيظل لديهم الأعراض في مرحلة المراهقة أو البلوغ في وقت لاحق، وبدايةً للبالغين عادةً في وقت مبكر إلى منتصف سن الرشد، هناك نوعان من الدورات المختلفة لتطوير dysphoria بين الجنسين، وهي على النحو الآتي:[١]
الدورة الأولى: عادةً ما تكون موجودة في أواخر مرحلة المراهقة أو مرحلة البلوغ، وهي استمرار لعسر الشهوة الجنسية التي كان لها بداية في مرحلة الطفولة أو في مرحلة المراهقة المبكرة، وفي سياق آخر تظهر العلامات الواضحة للهوية بين الجنسين في وقت لاحق وبشكل تدريجي مع عرض سريري في وقت مبكر إلى منتصف مرحلة البلوغ. الدورة الثانية: المجموعة التي تظهر الأعراض عندها بشكل متأخِّر قد تكون أكثر تقلّبًا في درجة تحديد الهوية بين الجنسين، وأحيانًا أكثر صعوبةً حول جراحة إعادة تعيين الجنس. أعراض اضطراب الهوية الجندرية إن اضطراب الهوية الجندرية أو النوع الاجتماعي dysphoria يبدو مختلفًا في مختلف الفئات العمرية، وفيما يأتي المعايير التي ينظر إليها المهنيون الصحيون أو الأطباء أو أخصائيو اضطرابات الهوية الجندرية لتشخيص هذه الاضطرابات لدى الأطفال والمراهقين والبالغين، كُلٌّ على حِدة: [٢] أعراض اضطراب الهوية الجندرية عند الأطفال: تناقض بين جنس الطفل المُعبَّر عنه وبين الجنس الذي تم تعيينه عند الولادة، هذا التنافر يستمر لمدة ستة أشهر على الأقل. رغبة قوية في أن يكون الطفل من النوع الجنسي الآخر. تفضيل الأطفال الذكور لخلع ملابسهم والتعرّي في هذا السن. تفضيل الأطفال الإناث لارتداء الملابس الذكورية. تفضيل قوي لتبادل الأدوار بين الجنسين في اللعب. تفضيل قوي للعب الأطفال أو الألعاب أو الأنشطة النمطية المستخدمة من قبل الجنس الآخر. اضطرابات أو اختلالات ذات دلالة سريرية (فيما يتعلّق بالوحدة السيكولوجية الداخلية كأن يحبّذ الذكر أن يُنادى على أنّه أنثى والعكس بالعكس) في البيئات المختلفة، مثل العلاقات الاجتماعية أو المدرسة أو الحياة المنزلية. عدم الرغبة في القيام بالفحوصات التشريحية أو السريرية (Physical or clinical anatomy). أعراض اضطراب الهوية الجندرية عند المراهقين والبالغين: تناقض بين خصائص الفرد والجنس المُعبَّر عنها أو الموجودة مُسبقًا مثل الأعضاء الجنسية مع الخصائص الجنسية الثانوية (الثديين، شعر الإبط)، هذا التنافر يستمر لمدة ستة أشهر على الأقل. رغبة قوية في التخلص من الخصائص الجنسية الأولية (الأعضاء التناسلية) و/أو الثانوية (نمو الشعر أو عدمه وخشونة الصوت أو ارتخاء الحبال الصوتية ونعومة الصوت). رغبة قوية في الخصائص الجنسية الأولية و/أو الثانوية للجنس الآخر. رغبة قوية في أن يكون الشخص من النوع الآخر. رغبة قوية في التعامل مع الجنس الآخر. قناعة قوية بأن المرء لديه مشاعر وردود فعل نمطية من النوع الآخر. اضطرابات أو اختلالات ذات دلالة سريرية في البيئات المختلفة، مثل بيئات العمل أو المدرسة أو المنزل. تشخيص اضطراب الهوية الجندرية الأفراد الذين يعانون من اضطرابات الهوية الجندرية (Gender dysphoria) هم على تضاد يومي مع هويتهم البيولوجية، أيّ أن إحساسهم لا يتفق مع ما يمتلكونه من أعضاء جنسية معينة (Genital organs) ودوافعهم الجنسية النفسية، هذه القضية مهمة جدًّا في التشخيص، فالاضطراب الحادث نتيجة هذا التضاد هو من العلامات الأولى التي يراها الطبيب أو حتّى الإنسان البسيط، ومن خلال عدة أسئلة بسيطة للمريض عن حياته داخل المنزل وخارج المنزل يتم معرفة علَّته مباشرةً، بعض المرضى يُظهرون غرابةً في التصرّف، كأن يكون ذكرًا بيولوجيًا، لكنّه يأتي لمقابلة الطبيب بزيٍّ أنثوي وخصوصًا الجريء منه، في حالة المريض الذكر، يميل عادةً للبس الأنثوي المتحرر كونه يساعده على الشعور بأنوثته التي لا تستطيع أعضاؤه الذكورية الإفصاح عنها، هو يظن أنّه من خلال هذا اللباس مع بعض مستحضرات التجميل سيصرّح للجميع عن هُويته النفسية أو ما يجب أن يكون، لكن للأسف، ففي كثير من الأحيان يكون المجتمع غير متقبل لسلوكه المحيّر هذا، ويُشعرونَه بغرابته، مما يجعله يعاني من اضطرابات نفسية كالقلق والاكتئاب الأعظم (Major depression) وذلك إذا ترافقَ رفضه المجتمعي مع عزلة شبه دائمة في منزله دون الاحتكاك بالآخرين. ومن الضروري الإشارة لنقطة في غاية الأهمية، وهي أنّ اضطراب الهوية الجندرية ربما لا يعتبره الكثير من الأطباء (وخصوصًا في الغرب) عبارة عن مرض، إلّا إذا أحدثَ تعطيلًا في حياة الشخص، حيث أنّ هذه النوعية من الأمراض تتعلّق بمقدار تعطيلها لحياة الأفراد، فهناك كثير من الذكور مثلًا، والذين يعانون مثل هذا النوع من الاضطرابات، يتعايشون كإناث، على المستوى الشكلي والنفسي وحتى على مستوى العلاقات الجنسية، وعندما يتعلّق الأمر بالأطفال، يعملون على قضية التبني أو أنّهم يكونون من أصحاب المذهب اللإنجابي، هذه القضايا قد تكون شائكة في المجتمع هنا، لذلك سيلجأ المريض على الفور للعلاج الهرموني أو الجراحي بحثًا عن تغيير جذري في حياته حتّى لا يسبّب المشاكل لنفسه، وذلك دون إعطاء الفرصة لنفسه في التعايش مع الحالة دون التدخل الطبي، ومن الجدير بالذكر أن التشخيص يعتمد على استمرار الأعراض التي تمت الإشارة إليها في فقرة الأعراض لمدة تزيد عن ستة أشهر، وهذا ما يخوّل الأطباء لافتراض التشخيص المناسب والبدء على تطبيق خطة علاجية سليمة. [٣] علاج اضطراب الهوية الجندرية يُوصى عادةً باستشارة أسرة الطفل وأخذ التاريخ المرضي الكامل -إن وجد- للطفل قبل البدء بالمعالجة، ويُوصى أيضًا بالعلاج الفردي أو الأزواج للبالغين، ويُعد إعادة تعيين الجنس من خلال الجراحة وعلاج اضطرابات الهرمونات خيارًا جيّدًا، ولكن قد تستمر مشاكل الهوية بعد هذا العلاج، وإنّ كثير من البالغين الذين يعانون من خلل في الجسد يكتشفون طرقًا مريحة وفعالة للحياة لا تتضمن جميع مكونات العلاج الثلاثي الطور (النفسي والجراحي والهرموني) بينما بعض الأفراد ينجحون في القيام بذلك من تلقاء أنفسهم، إلا أن العلاج النفسي قد يكون مفيدًا للغاية في تحقيق الاكتشاف والنضج الشخصيين اللذين يسهّلان الراحة الذاتية، وترتبط أفضل النتائج بالتشخيص المبكر والبيئة الداعمة والعلاج الشامل الذي يحترم رغبات الفرد.[٤]
/