علم الموقع بالنبأ المفجع بعد وفاة الأستاذة الجامعية والفطوغرافية فريدة بوعشراوي اليوم ، وبهذه المناسبة الأليمة، نتقدم بأحر التعازي لعائلتها وأسرتها وزملائها وأصدقائها رحمها الله وان لله وانا اليه راجعون.
نعيد نشر مقالا للصديق محمد الرايسي عن المسار العلمي والفني للفقيدة:
“فريدة بوعشراوي :الدكتورة الجامعية التي فتنت بفن التصوير الفوتوغرافي وتبنت أساليبه في فصول التدريس وفي محترفات التأطير.
بكل صراحة إنها واحدة من الإطارات الجامعية التي تفخر بها جامعة ابن زهر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ،وتعتز بها فهي لم تحصر مجال اشتغالها ونهل معارفها في لغة موليير أو شكسبير أو يقف ابداعها عند عروض الخليل ونحو سيبويه أو استكشافات كولمبوس أو ألفية ابن مالك.
إنها أستاذة جامعية أكاديرية الأصل و المؤصل سبق صيتها عدستها كأكاديمية بشعبة اللغة الفرنسية تخصص لسانيات.
عشقت فريدة بوعشراوي الصورة وانبهرت بأبعادها وقرات ما وراء الوانها أو ما تحمله تقاسيم تلك الوجوه التي التقطت العدسة اشكالها ،لا تعترف البوعشراوي بسجن الصورة في الإطار المخصص لها بقدر ما تعتبره أرضية وركيزة تحط عليها مع كل مرحلة استراحة رؤيتها و نظرتها التي تقع على جانب من الصورة الملتقطة تلهمها الطبيعة و التراث و تسخر عدستها لترجمة آمال وحنين العين على منظر أو وجه أو وضعية قد تندثر مع الحداثة مع تغيير حالة أو طبيعة كرها أو عن رضا.
إنها فنانة فتوغرافية بكل ما تحمله الكلمة من معنى من المؤسسين لنادي أكادير للتصوير الفوتوغرافي منذ 1998 إلى 2009 ،حتى إنها حظيت بتكليف رئاسة النادي منذ 2006 إلى 2009.
خبرتها في الصورة وشرحها وتحليلها بآليات أكاديمية جعلوا صورها قبلة الزوار بمختلف المعارض الفردية و الجماعية التي نظمتها أو شاركت فيها.
مسارها الفني كفنانة للصورة جعل من عشقها لمصورتها و افتتانها بضبط عين عدستها تنقل هذا الولع و العشق إلى الفصول الدراسية و ادماجها في المقررات الجامعية حين الحديث عن الفن الفوتوغرافي و التواصل البصري.
فقد كانت المسؤولة عن إحداث محترف بهذا الفن و كذا مشروع فوتوغرافي تحت اسم شهر الصورة سنة 2011 .
و اتحفت مدينتها وهواة الصورة بمشروع أرشيفات فوتوغرافية عن المغرب و الذي احتضنته رحاب كلية الآداب و العلوم الانسانية ابن زهر في بحر سنة 2013. ولها في سنة 2016 معرض فوتوغرافي عن المدارس العتيقة بعد اصدارها لكتاب في نفس الموضوع .
هذا الهيام الفريد بين أكاديمية جامعية وعدستها جعل أعمالها الفنية محط الطلب والنشر كواجهات للصفحات الأولى من الكتب والمجلات و الجرائد المغربية ،بل إنها كانت المسؤولة الأولى في انجاز دليل و مطوية سياحية لصالح جهة سوس ماسة درعة كما أطرت ونشطت محترفات تواصلية عن الصورة في ندوات و أيام دراسية وطنيا ودوليا.
عشر صالونات اليوم في سجل نادي أكادير للتصوير الفوتوغرافي و فريدة البوعشراوي واحدة من الدين أحرزوا الجوائز التشجيعية خاصة سنة 2002 حيث حضت بشرف الحصول على الجائزة الثالثة و كذا جائزة الشرف.
كما حضت أعمالها الفوتوغرافية بالانتقاء لمرتين وفي معرضين دوليين الأول بالصالون الدولي للفن الفوتوغرافي بليمور بفرنسا سنة 2009 مما أهل عملها لمنح لقب ” المشاركة المغربية المتميزة”.و الحطوة الثانية بقطر حين حصولها على جائزة AL THANI سنة 2009.
فريدة البوعشراوي نمط آخر من نون نسوة الجنوب الذي نقل إلينا أحاسيس الأمازيغ عبر الصورة وسجلت لنا نظرات عن نساء الاطلس الصغير من خلال تأليف فوتوغرافي لدليل ” مشاعر أمازيغية” .
إن نهج السيرة الفني للأستاذة فريدة بوعشراوي غني نظريا و تطبيقا جالت عدستها مشارق الأرض و مغاربها ،و احتضنت صورها رواقات الكلية والجامعات همها في ذلك التواصل عبر الصورة و التحسيس بأهميتها كوثيقة تحمي التراث و تعرف به وتثمنه.
رسالة آمنت بها واحدة من نساء سوس و آثرت تلقين ابجدياتها لطلابها لتوظيف الصورة كتأشيرات ولوج عوالم كانت حكرا على التقنيات الحديثة و الساتيلات.
فكيف أن حواء من هذا الحجم لا يصلها حظها من الثناء و التقدير و التكريم في طابور إشراقات المدينة ؟ ألا يحق لها رمزيا أن تنال شرف الحصول على درع “انبعاث المدينة”
ألا تستطيع دور أحياءنا و مركبات المدينة أن تؤثث جدران هذه المرافق بابداعات مثل هذه النواعم ومنهم من طينة حواء تشكيلين أو خطاطين؟” ….. بقلم محمد الرايسي.
رحم الله الفقيدة .