الدكتورالعراقي محمود شوبريكتب مقالة بعنوان تواصل اجتماعي.ليس بالفيس يحيا الانسان..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدكتورالعراقي محمود شوبريكتب مقالة بعنوان تواصل اجتماعي.ليس بالفيس يحيا الانسان..


    تواصل اجتماعي
    كتب الدكتور محمود شوبر من العراق
    (ليس بالفيس بوك وحده يحيا الانسان)
    فتح (المتواصل اجتماعيا )حسابه بالفيس بوك فرأى (المتواصلين اجتماعيا )فتحوا حساباتهم ايضا وقد استنفذوا طاقتهم بما لديهم من منشورات فيها الطالح والصالح.
    ورأى ما رأى اشعار وحكم ومواعظ وحكايا عن السلطة والسلطان، وعن الوقاية من كرونا وادوية جديدة للسرطان، وحادثة سير غير متعمد واخرى عن عمد مع سبق الترصد والاصرار، صور لاطباق اكل شهية واخرى شهية جداً ومثلها اخرى ينشرها البعض للتعويض عن جوع قديم يكمن في رواسب الذات المدنسة بكل مهانات الفقر والحرمان.
    مجلس عشائري يحكم بقضية قتل وهرج ومرج داخل الديوان، والمقتول ينظر من بعيد ماذا يفضي هذا اللقاء هل سيصدر عنه قرار باعادة الحياة له بعد ان سلبها احد الاخوان.
    ولا ادري لماذا اكتب وتنتهي ال( كلمات )بحرف الالف والنون، كأنني مبتدأ يريد ان يكتب الشعر فيمسك بذيل القافية وينسى ان الشعر لايتكيء على الاوزان.
    ويدير صاحبنا (المتواصل اجتماعيا) اصبعه بجميع الاتجاهات ليرى كل المنشورات ، ويعلق هنا ويعلق هناك وفق ضوابط الايقاع الذي تتمترس النفس خلفها. وتكون التعليقات بهذا الوصف اغلبها لا تشي بحقيقة المعنى المتراصف مع الوصف.
    فعلى سبيل المثال لو اخذنا مفردة (منور) فهي تقع تحت مفهوم (الكليشة) التي يراد منها التعليق من عدمه.
    بمعنى اذا شاهدت صورة لاحدهم جالساً او واقفا او نائماً او حتى (ميتاً) {وهذا حصل معي ذات مرة اذ نشرت صورة اقف فيها بجانب عمي الذي توفى وكنت ارثيه وجاء احدهم وكتب (منورين )} ، اذن نحن نكتب (مفردة منور) لنلقي الكرة بملعب الاخر على ان يعيد لنا التعليق بمنشور ننشره بالمستقبل القريب.
    و(هكذا دواليك) (وارجو من الاخوة القراء الكرام عدم التوقف عند مصطلح دواليك لأنني اخال نفسي غير واثق من ترجمته الى العربية)، ينسحب هذا المفهوم واقصد (منور) على اغلب تعليقات هذا (المتواصل ) الذي اشرنا اليه انفا.
    وهكذا بالنسبة والقياس نرى ان تطابق هذا التعليق المفرغ من المحتوى والعاطفة يكون متشابه مع باقي التعليقات الاخرى، واعتقد ان هذا ليس له علاقة ب(المستوى الثقافي) وكذلك (التحصيل العلمي) بل علاقته تكون مرتبطة ب(شخصية الانسان ) وطريقة تفكيره التي تتسطح فتكون عائمة على وجه المباشرة او تتوغل فتكون غائرة في المعرفة والتأويل.
    وعوداً على ذي بدء، نرى ان الفيس بوك ماهو الا عبارة عن طريقة للتواصل (الاجتماعي) ولكنه بالتأكيد ليس مسؤول عن تعضيد روابط هذا الاتصال بل بالعكس في احيان كثيرة يكون سببا في فض عرى التواصل الحقيقة والاطاحة بها مهما كانت متانتها وقوتها وتاريخها. كذلك ارى ان كل الاراء التي تكون على شكل (تعليقات) على منشور ما، لايكون حقيقي او واقعي بل اغلب الظن يكون في مضمار المجاملة و(هذا لا اعترض عليه ) او (نفاقاً) ناتجاً عن (ضعف الشخصية) او (مرضاً نفسياً لا يعلم به هو شخصيا).
    ايضاً لايمكننا ان نعتبر (الفيس بوك) وكل الكائنات الحية التي تتجول في فضاءاته منبراً نقدياً موثوق باحكامه، فكل ما يرشح عن المجاملة والنفاق ليس اهلا ان نتبناه علميا، لانه لا يصمد ازاء الاصالة والتحليل والقراءة النقدية الجادة. ولكن هذا لايعني ان الاعجاب الذي يبديه الغير مختصين انه اشكالية بل العكس تمام، فهو جزء من اسس التداولية للافكار والاراء، تعطي التصور الاولي عن مانطرحه وننشره .
    رأيت فيما رأيت ان هناك لوحةً قبيحة يتزاحم (المتواصلين) على رفدها بكل كلمات الثناء من شاكلة (منور) واخواتها. واعدت حساباتي كثيرا وانا ادقق في النظر لعلي اسأت التقدير. هل يعقل ان تتجاوز التعليقات العشرين بعد المئة ويكونوا جميعهم على خطأ.
    تداركت الامر بعد هنةٍ من التفكير ودخلت على صفحة الفنان الشخصية فوجدتها (فنانة) ولكن مشكلتها انها جميلة جداً تسر الناظرين.
    وهنا اخذتني العزة بالإثم وكتبت (منور).
    (انتهى)
    الصور المرفقة؛ لوحات تم انتاجها من 2010-2014م













يعمل...
X