يوميات ابرة طبية
ما أصعب ان يكرهني المحتاجون الي؛فانا اسمع بكاء الطفل الذي تؤلمه وخزتي وشتم امه لي كما اصغي الى أنين الكبير ودعاء مرافقه الا يراني ابدا بعد شفائه من المرض ولا سيما اولئك الذين لا يتوفرلديهم المخدر المخفف مع انني احمل لهم الدواء النافع. لكن يعزيني ان اعظم الاهداف تترافق مع الالام؛فلا أمومة بدون معاناة ولا انجاز بلا تعب ولا متعة وتمتع الا بعد طول حرمان وتمنع،ولذلك كنت امل ان يتفهم من يخاف او ينزعج مني ذلك،واتمنى ان يتذكرني عند الشفاء.لكنني اليوم اجلس مع امثالي من الابر والادوية على الرفوف يكاد الصمت المخيم على الصيدليات يقتلنا،ولو فتح الصيادلة عبواتنا لوجدوها مبللة لا من رطوبة الشتاء بل من دموع البقاء فيها،فهل تم الاستغناء عنا لارتفاع اسعارنا؟وهل سنفسدونرمى لعجز المرضى عن شرائنا؟اه ربما الطفل لم يرتح فقط من وخزاتنا بل ارتاح ورقد الى الابد،وكذلك الشيخ المتالم والشاب الموجوع فالصمت يلف اسرتهم وبيوتهم بينما اقول للابر حولي مزقوا ذلك الصمت واصرخوا معي نحن لم نصنع لنبقى حبيسات زجاجات صغيرة في عبوات كبيرة بل لنخترق شرايينكم ايها المرضى ونجري مع دمائكم نريد ان ننبض بالعافية في اجسادكم فانتم تستحقون الحياة. وليتني استطيع مع غيري من الابر بدل جمودنا في اماكننا ان نوخز من يرفع اسعارنا ويمنع بيعنا ان نوخزه ونوخزه حتى يحس بالالم ويشعر بالمتألمين الذين فقدوا الامل بالبشر وبقي لهم الرجاء برب العالمين .ونعم الرجاء ودمتم قرائي مع احبائكم سالمين