ملخّص كتاب عقيدة الصّدمة لناعومي كلاين.عندما تكون الأزمات وقودًا للرأسمالية.فراس رهجة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ملخّص كتاب عقيدة الصّدمة لناعومي كلاين.عندما تكون الأزمات وقودًا للرأسمالية.فراس رهجة




    ملخّص كتاب عقيدة الصّدمة لناعومي كلاين...عندما تكون الأزمات وقودًا للرأسمالية
    elma3rifah.com
    ملخّص كتاب عقيدة الصّدمة لناعومي كلاين...عندما تكون الأزمات وقودًا للرأسمالية
    يُجمِع أغلب الكتاب والنقاد أن كتاب "عقيدة الصدمة" يمكن اعتباره موسوعة كبيرة في علم السياسة والإقتصاد. وقد نال الكتاب شهرة واسعة في العالم، وكانت فيه عين الكاتبة ناعومي كلاين كالكاميرا توثق وترصد أُثناء زياراتها الميدانية لبعض البلدان التي عرفت أزمات وكانت شاهدة على صعود رأسمالية الكوارث.

    ملخص كتاب "الطريق إلى الامتياز" للدكتور ابراهيم الفقي
    رواية شيفرة بلال جرعة من الأمل في الحياة في قالب قصصي شيّق
    هل تحبّ أن تكون شخصا فاعلًا؟ إليك كتاب العادات السبع لستيفان آر كوفي
    تعرض الكاتبة الكندية ناعومي كلاين في كتابها "عقيدة الصدمة" كيف أحكمت رأسمالية الكوارث هيمنتها على النظام العالمي من أجل خلق سوق حرة ليس فيها قيود، وذلك بالاستفادة من الكوارث والازمات واستغلالها وربما إحداثها لنفس الأغراض مستخدمة أسلوب العلاج بالصدمة.
    تقول ناعومي كلاين : "لا تحدث الصدمة فقط عند حدوث كارثة، بل أيضًا حينما يضيع تسلسل الأحداث وعندما يضيع تاريخنا وعندما نصبح في حالة اضطرار، والشيء الذي يبقينا في حالة وعي وإنتباه…وفي مواجهة الصدمة…هو تاريخنا".


    وبالتالي تعدّ فترة الأزمة التي نمر بها الآن هي الوقت المناسب جداً للتفكير في التاريخ، للتفكير في الاستمرارية وللتفكير في الجذور. إنها الفرصة المناسبة لوضع أنفسنا في حكاية الصراع المستمر للبشرية.من هي ناعومي كلاين ؟

    ناعومي كلاين صحفية سياسية وكاتبة ومؤلفة أفلام تسجيلية كندية من أصل أمريكي، ولدت عام 1970. تتنقل ناعومي بين عواصم العالم وجامعاته الكبرى لشرح رؤيتها الخاصة بالعديد من القضايا الإقتصادية والسياسية التي تشهدها الساحة الدولية، وكذلك منظورها لأوجه الترابط الوثيق بين الأحداث السياسية والوقائع الاقتصادية. وقد دوّنت ملاحظاتها بنفسها في عدد من البلدان التي حدثت فيها الكوارث، وأوردتها في الكتاب الذي نتحدث عنه اليوم: عقيدة الصدمة.



    ومن مؤلفاتها كذلك : "بلا علامات تجارية : لا فضاء ولا اختيار ولا وظائف ولا علامات تجارية": صدر في يناير 2000، ويعتبره الكثيرون إنجيلًا لحركة العولمة البديلة خاصة لصدوره بعد أحداث سياتل 1999 بأشهر قليلة.ما رأي الكتاب والنقاد في "عقيدة الصدمة" ؟

    يُجمِع أغلب الكتاب والنقاد أن كتاب "عقيدة الصدمة" الذي صدر عام 2009 يمكن اعتباره موسوعة كبيرة في علم السياسة والإقتصاد. وقد نال الكتاب شهرة واسعة في العالم، وكانت فيه عين الكاتبة ناعومي كلاين كالكاميرا توثق وترصد أُثناء زياراتها الميدانية لبعض البلدان التي عرفت أزمات وكانت شاهدة على صعود رأسمالية الكوارث، مما أعطى للكتاب بُعدًا ومصداقية. فخرجت "عقيدة الصدمة" على هيأة فيلم تسجيلي موثق.

    و تُرجِم الكتاب فعليًا بالكامل كما أُنجِز منه شريط وثائقي، وحُمِّل الشريط أكثر من مليون مرة على الشبكة العنكبوتية. وفيه ترصد ناعومي كلاين أن صعود رأسمالية الكوارث يرتبط بحدوث الآفات الطبيعية والأزمات والحروب والطوارئ والإنقلابات.لمحات في كتاب عقيده الصدمة :

    تبدأ ناعومي كلاين كتابها عقيدة الصّدمة بسردٍ لمجموعة من الأحداث. إذ تعود بنا سريعًا للأزمة الاقتصادية التي خيّمت آثارها على العالم إلى حدود الحرب العالمية التانية، وكانت شرارة انطلاقها هي انهيار بورصة وول ستريت في ذات خميس من سنة 1929 سمي بالخميس الأسود.

    ثم تأخذنا إلى سياق بداية صعود أفكار رأسمالية الكوارث المتوحشة. وكانت البداية في جامعة ماكجيل من خلال أبحاث قادها الدكتور أوين كاميرون عن أثار الحرمان من الحواس والتي تصيب الإنسان بالملل وفقدان القدرة علي التحمل. وكان الدكتور يستخدم أسلوب عزل المريض النفسي عن حواسه ويستخدم الصدمات الكهربائية أملًا في استرجاع المريض لحالته الأولية قبل المرض (مثل صفحة بيضاء)، وهذا يسمى العلاج بالصدمة. واستمرت هذه الأبحاث إلى أن خرج للوجود دليلٌ سُمِّي دليل كوبارك لاستجواب المعتقلين وأخذ المعلومات منهم اعتمادًا على أسلوب أوين كاميرون.
    من جهة أخرى، كان ميلتون فريدمان، أستاذ الإقتصاد في جامعة شيكاغو، يؤمن أيضًا بمفهوم العلاج بالصدمة الإقتصادية من أجل دفع السوق نحو الخوصصة. إذ يعتقد فريدمان أن السوق يضبط نفسه بنفسه تلقائياً دون حاجة لأي تدخل من الحكومات وأن العلاج بالصدمة الإقتصادية تشجع المجتمع لتقبل فكرة الرأسمالية الحرة بلا قيود. إنها عقيدة الصدمة.

    وكانت أفكار فريدمان الاقتصادية إلى جانب بعض المنظرين الإقتصاديين مثل النمساوي فريدريش فون هايك مخالفة لبعض الأفكار السائدة حينها ومن أهمها النظريات الاقتصادية لجون ماينار كاينيزي، والتي ترى بأهمية تدخل الحكومات في الأسواق لضبطها وتنظيمها مع ضرورة دعمها لقطاعي التعليم والصحة وتوفير فرص عمل للسكان في المنظومة الإقتصادية.

    وهنا، تورد ناعومي كلاين في كتابها الممتع "عقيدة الصدمة" نماذج حية على صعود رأسمالية الكوارث كتطبيق عملي لهذه الأفكار الاقتصادية التي تؤمن بمفهوم العلاج بالصّدمة. ومن أهمّ هذه النماذج نذكر :صدمة الانقلابات في التشيلي:

    عرفت تشيلي خلال العقدين الخامس والسادس مرحلة من النموّ والازدهار شكّلت نموذجًا في بلدان أمريكا الجنوبية، وكانت الحكومة التشيلية تفرض رقابة جيّدة على السوق الاقتصادية من أجل ضبط الأسعار وتوفير فرص الشّغل للساكنة النشيطة. وهو الأمر الذي حرّك مخاوف الشركات الأمريكية على استثماراتها في البلاد. وهنا كان لا بد من اللجوء لأفكار فريدمان لتنفيذ عقيدة الصّدمة باستخدام الطلاب التشيليين العائدين من الجامعات الأمريكية إلى بلدهم متشبّعين بهذه النظريات الاقتصادية.



    كانت الصدمة تقضي باحداث الإنقلاب في البلاد، فكانت المحاولة الأولى فاشلة، لكن أعقبها انقلاب حقيقي على الرئيس سلفادور آلييندي الذي وصل إلى الحكم عبر انتخابات ديموقراطية سنة 1970، لكنه كان مرفوضًا من قِبَل البيت الأبيض. سادت الفوضى بعد الإنقلاب وتزعزع الإقتصاد ثم تولى الديكتاتور أغوستو بينوشيه الحكم سنة 1973. ثم بعد ذلك جاءت الصدمة الثانية المتمثلة في الرعب والترهيب باعتقال الآلاف واقتيادهم للملعب الوطني أمام الناس لزرع الرعب فيهم، ثم أخذهم إلى المعتقلات لتعذيبهم تنفيذًا لأفكار كاميرون ودليل كوبارك في استنطاق المعتقلين الذي ذكرناه من قبل.

    وجاءت فيما بعد الصدمة الإقتصادية إذ رُفعت الرقابة على الأسعار والحواجز الجمركية على الاستيراد، وخُفِض الإنفاق العمومي. وكان التعذيب والتنكيل مصير كلّ من يعارض فكرة التغيير الإقتصادي الجديدة.

    واستمرّ الحكم الديكتاتوري العسكري بقيادة بينوشيه في تشيلي لمدّة 17 عامًا إلى أن قُبِض عليه في لندن في 2002 بعد أن دخل إلى بريطانيا من أجل العلاج.

    وتناولت الكاتبة ناعومي كلاين تجربة عدد من دول أمريكا الجنوبية التي نالت نصيبها من الممارسات والإنتهاكات، مثلما حدث في تشيلي، من أجل فرض هيمنة وسيطرة رأسمالية الكوارث، مثل الأوراجوي والأرجنتين والبرازيل.صعود رأسمالية الكوارث في بريطانيا

    عندما تولّت مارغريت تاتشر منصب رئاسة الوزراء في بريطانيا سنة 1979 اتّبعت نهجًا اقتصاديًا ينبني على فلسفة فريدريك فون هايك وكذلك أفكار ميلتون فريدمان، فعملت على خفض الإنفاق الحكومي ومعدلات الضرائب، وقلّصت من ملكية الحكومة ومن تدخّلها في تشغيل الصناعات.
يعمل...
X