هنيئًا للّتي أعطت
---
كتب القس جوزيف إيليا من ألمانيا
--
في الحفل التّوديعيّ الّذي أقيم للمستشارة الألمانيّة أنجيلا ميركل طلبت أن تستمع للحن ترنيمةٍ كنسيّةٍ تقول ترجمة كلماتها :
"ربّنا العظيم نحمدك
ونعطيك التّسبيح على قوّتك"
وكأنّها بهذا أرادت أن تنسب كلّ نجاحها الباهر في منصبها محليّّا ودوليًّا إلى القوّة الإلهيّة وتشكر الّله على مدّ العون لها
ولنا أيضًا أن نشكره لأنّه قد منَّ على العالم بحاكمةٍ متميّزةٍ قلّ نظيرها ماضيًا وحاضرًا حافظت على أمن بلادها وازدهارها وآوت مئات الآلاف من الّلاجئين الهاربين من جحيم الحروب في بلادهم .
فلها أكثر من تحيّة شكرٍ وتقديرٍ وهذه القصيدة :
------
يقولُ الكلُّ يا ميركلْ :
لأنتِ المرأةُ الأجملْ
وُهبتِ العقلَ طوباكِ
بهِ حطّمتِ ما أََفشَلْ
ولمْ تخشي بهِ صعبًا
وقد سوِّيتِهِ أسهلْ
جعلتِ القفرَ بستانًا
إليهِ مَنْ شكا أقبَلْ
وكنتِ النّبعَ دفّاقًا
لعطشانٍ أتى ينهَلْ
وصغتِ الثّوبَ لا يبلى
ومَنْ غطّاهُ لا يخجلْ
حكمتِ النّاسَ في عدلٍ
فكنتِ الأحكمَ الأعدَلْ
بقانونٍ بهِ تزهو
بلادٌ ما فمًا كبَّلْ
وساوى بين أفرادٍ
فما أشقى ولا نكَّلْ
بلادٌ ما بها جهلٌ
بهِ تهوي إلى الأسفلْ
ولا مَنْ يشتكي جوعًا
ولا عن سائلٍ يُغفَلْ
بلادٌ قُدتِها حُبًّا
لكي تبقى هي الأفضلْ
ولمْ تجنِي الملايينَ
ولا لمْ تلبَسيْ المُخملْ
هنيئًا للّتي أعطتْ
وما كانت بذا تبخلْ
سيبقى ذكْرُها حيًّا
لأجيالٍ ولن يُهمَلْ
لكِ الشُّكرانُ أنجيلا
بودٍّ صادقٍ يُجزَلْ
فمَنْ جادت بما يبقى
ستبقى لا ولن ترحلْ
وآهٍ كمْ أنا دومًا
بحزنٍ موجعٍ أسألْ :
متى نحظى بحكّامٍ
بما يأتونَ لا نُقتَلْ
وأرضُ الشّرقِ كالغربِ
بها نحيا ولا نُرذَلْ؟
-----
القس جوزيف إيليا
٩ - ١٢ - ٢٠٢١