هل يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدتنا في التحدث إلى الحيوانات؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدتنا في التحدث إلى الحيوانات؟

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	IMG_٢٠٢٣٠١٢٨_١٣٢٧٣٣.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	52.7 كيلوبايت 
الهوية:	59286

    ظاهرياً، قد لا يبدو أنَّ هناك العديد من القواسم المشتركة بين الفيلم الأمريكي “الدكتور دوليتيل” والذكاء الاصطناعي. حيث ينتمي أحدهما إلى أدب الأطفال في القرن العشرين، بينما ينتمي الآخر إلى القرن الحادي والعشرين. أحدهما طبيب تحوّل إلى طبيبٍ بيطري يمكنه التحدث إلى الحيوانات، والآخر عبارة عن تقنية محوسبة لا يمكنها ذلك، إلا إذا….

    لقد وفّر لنا الذكاء الاصطناعي بالفعل القدرة على إملاء التعليمات على الروبوتات مثل Siri وAlexa، فهل يمكن أن تمتد إمكانياته إلى مملكة الحيوانات؟ هل يمكنه أن يساعدنا في فك رموز بعض الألغاز في عالمنا الطبيعي، وربما أن يسمح لنا يوماً ما “بالتحدث” مع الحيوانات؟

    هناك بالتأكيد من يعتقد ذلك، وقد تم بالفعل إحراز بعض التقدم في محاولة فك شيفرة الاتصالات بين الحيوانات باستخدام الذكاء الاصطناعي. قد تُمكنك هذه الطريقة بعيدة المدى من تناول الطعام مع كلبك، أو شرب الشاي مع سلحفاتك، لكن التكنولوجيا -ونأمل أن تستمر بذلك- تعمل على تحسين فهمنا للأنواع الحية الأخرى، وكيفية تفاعلها مع بعضها البعض. عندما يتعلق الأمر بالتواصل مع الحيوانات فربما قام “دوليتيل” بالمشي (أو التحدث) حتى يُمكِّن الذكاء الاصطناعي من العمل.

    هل تستخدم الحيوانات اللغة؟
    العقبة الأولى في “ترجمة” الاتصالات بين الحيوانات هي فهم كيف يبدو هذا التواصل. تتكون لغة الإنسان من إشارات لفظية وأخرى غير لفظية، والتواصل مع الحيوانات لا يختلف عن ذلك.

    فمثلاً، تقوم الكلاب بهز ذيولها للتعبير عن مجموعةٍ من مشاعرها، ويرقص النحل ليسمح للنحل الآخر بمعرفة مكان العثور على مصدرٍ جيد للرحيق أو حبوب اللقاح. كما تستخدم الدلافين النقرات والصافرات لنقل المعلومات.

    وبالرغم من ذلك، هناك بعض الجدل حول ما إذا كان بإمكاننا اعتبار تلك الإشارات “لغةً”. وهناك نقاشاً، وفقاً للدكتورة دينيس هيرزينغ، مديرة الأبحاث في مشروع Wild Dolphin، عن إمكانية مساعدة الذكاء الاصطناعي في النوم.
    وقد قالت هيرزينغ ل IFLScience: “لا نعلم حالياً ما إذا كانت الحيوانات تمتلك لغةً خاصة بها، لكن يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدتنا في البحث عن تراكيب تشبه اللغة، والتي قد توحي لنا بأن الحيوانات لديها أجزاءً من اللغة”.

    كيف يمكن للذكاء الاصطناعي “ترجمة” الاتصالات بين الحيوانات؟
    وتقول إيلودي ف. بريفر -الأستاذة المشاركة في سلوك الحيوان والتواصل في جامعة كوبنهاغن- لِ IFLScience: “أظهرت أبحاث الصوتيات الحيوية أن أصوات الحيوانات تحمل عدّة أنواع من المعلومات، بدءاً من هوية الحيوان، إلى وضعيته، وحالته الداخلية، وأحياناً تعطينا معلومات عن أشياء أو أحداث خارجية. يمكن للذكاء الاصطناعي التقاط كل هذه المعلومات”.

    وبشكل أكثر تحديداً، هذا ممكن من خلال التعلم الآلي، وهو شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي يمكنه تحليل البيانات دون الحاجة إلى إتباع تعليمات محددة. من الناحية النظرية، يمكن استخدامه لمعالجة تسجيلات التواصلات بين الحيوانات وبناء نماذج لغوية بناءً على هذه التسجيلات.

    وتضيف بريفر: “يُعَدّ التعلم الآلي أداةً قوية، حيث يمكن تدريبه على تحديد الأنماط الموجودة في مجموعة كبيرة جداً من البيانات، وبذلك يسمح لنا بمعالجة كمية كبيرة من البيانات واكتساب معرفة مهمة حول كيفية تغيّر المعلومات الموجودة في أصوات الحيوانات بمرور الوقت، وما إلى ذلك”
    إنها نفس التقنية التي نستخدمها كل يوم لتشغيل النص التنبؤي، وترجمة Google، والمساعد الصوتي. وقد يكون استخدامها في مجال التواصل مع الحيوانات أكثر صعوبةً بمراحل، لكنّ هذا لم يمنع الباحثين من المحاولة.

    وقالت هيرزينغ ل IFLScience: “هناك العديد من التقنيات والطرق المختلفة للتعامل مع هذا العلم”، وأضافت: “هذا سيختلف اعتماداً على البيانات المستخدمة، أو تقنية الذكاء الاصطناعي، أو حتى فهم الحيوانات نفسها”.

    على سبيل المثال، مشروع Earth Species Project هو منظمة غير ربحية “مكرّسة لفك تشفير اللغة غير البشرية”. وقد ركزوا حتى الآن على الحيتان والرئيسيات، لكنهم يقولون أنهم سيتوسعون في النهاية إلى الحيوانات الأخرى، بما فيها الغرابيات.

    يستخدم المشروع تقنية التعلم الآلي، والتي تتعامل مع اللغة كشكل، “مثل المجرة، حيث يعبّر كل نجم عن كلمة، وتعبّر المسافة والاتجاه بين النجوم عن الترابطات في المعنى بين هذه الكلمات”. ويمكن بعد ذلك “ترجمة هذه الترابطات من خلال مطابقة الهياكل مع بعضها البعض”.
    ما الذي تم إنجازه حتى الآن؟
    تعمل الكثير من المشاريع في الوقت الحالي على كشف أسرار التواصل مع الحيوانات بمساعدة الذكاء الاصطناعي، ومن بينها مشروع Earth Species Project. وفي كانون الأول الماضي، نشر هذا المشروع بحثاً يدّعي أنه حل مشكلة “حفلة الكوكتيل” – وهي المشكلة التي تنشأ عند التمييز بين مصدر الصوت والأصوات المتعددة المتزامنة الأخرى.

    تخيل نفسك في حفلة كوكتيل، يكاد أن يكون من المستحيل معرفة مَن الذي يقوم بطلب مشروبٍ آخر من بين الثرثرة والضوضاء في الخلفية. وتوجد لدينا نفس المشكلة عند فك تشفير الاتصالات بين الحيوانات.

    في هذه الدراسة، قام الباحثون بوضع خوارزمية تجريبية، وقاموا بتطبيقها على أنواع تشمل بعض أنواع القرود، والدلافين قارورية الأنف، وخفافيش الفاكهة المصرية، وقد مكّنتهم من تحديد أي فرد في مجموعةٍ صاخبة من الحيوانات يقوم “بالتحدّث”.

    ويعزز الذكاء الاصطناعي نفسه كأداة قيّمة في مجالات أخرى من علوم الحيوان أيضاً. وقد صرّحت بريفر لِ IFLScience: “لقد تم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل ملحوظ في مجال جديد نسبياً يسمى علم الصوتيات البيئية، والذي يقوم بمراقبة التنوع البيولوجي من خلال المراقبة الصوتية، ويتطلب مجموعات بيانات كبيرة جداً”.

    “وقد استخدمه الناس أيضاً لاستخراج المعلومات من التسجيلات طويلة المدى (مثل تحديد الثديات البحرية في التسجيلات تحت الماء). وفي الآونة الأخيرة، تم استخدامه لتحديد الأنماط في عدة سياقات أخرى، مثل تحديد المشاعر الكامنة لدى [الخنازير والدجاج]”.
يعمل...
X