كانت ولا زالت الآثار المصرية بتنوعها وإبداع إنشائها الذي جعل من عجائب الدنيا عالما خاصا ذو سحر يشد اليه الكثيرين من أصحاب الاختصاص بالآثار وعلومها أو حتى من عامة الناس لما تحتويه من ألغاز وأسرار وكنوز.
وحتى مقابرها كانت ذات طابع خاص لدرجة احتوت من ضمن مقابرها المقبرة الأعظم في التاريخ البشري لجمال وروعة محتوياتها التي وجدت مكتملة دون فقدان بالإضافة الى غموض وفاة صاحبها.
وهذه المقبرة الأشهر في العالم واقعة وادي الملوك(الأقصر) في الجانب الغربي للنيل.
بداية حكاية هذه المقبرة:
تعرف مكتشف المقبرة (هاورد كارتر) على أحد أثرياء بريطانيا (اللورد كارنرفون) المهتم والمغرم أيضا بالبحث واستكشاف الأماكن الأثرية فأعجب كارنرفون بفكرة كارتر الاستكشافية و وافق علي تمويل المشروع وعمليات البحث عن مقبرة الملك الأشهر بالتاريخ (توت عنخ امون) وبالفعل حصلا علي تصريح من مصلحة الآثار المصرية بالحفر في عام ١٩٠٨ ، استمرت عمليات الحفر ٦ سنوات إلى أن توقفت عام ١٩١٤ بسبب الحرب العالمية الاولي .
وبعد انتهائها أستمر التنقيب والبحث عن المقبرة وفي ٤ نوفمبر عام ١٩٢٢ عثر كارتر على عتبة سلم وما أن أزال الحطام والأتربة من حولها حتي عثر على ١٦ سلمة أخرى أزاح عنهما ترسيبات وحطام الصخور إلى أن وصل إلي باب عليه أختام من العهد القديم وختم القبور الملكية.
فقام كارتر ومساعديه من العمال بعمل فتحة صغيرة في المانع الثاني ومد يده داخل المقبرة ممسكا شمعة وها هي النظرة الأولى للمقبرة بعد أن أغلقت آخر مرة منذ أكثر من ٣٠٠٠ عام و كتب كارتر في مدونته عن تلك اللحظة الفريدة (بعد أن تعودت عيناي على الظلام بدأت أرى ما بداخل الغرف حيوانات غريبة و تماثيل و ذهب وبريق في كل ناحية )
وجاء شرح تقسيم المقبرة كالآتي بالترتيب :
16 سلمة
دهليز
غرفة مستطيلة
غرفتين اضافيتين
غرفة جانبية
المدخل (a) بسلالم تتكون من ١٦ سلمة يتبعه باب ثم دهليز ثم غرفة مستطيلة يتفرع منها حجرتان ثم حجرة أخرى جانبية ناحية الغرب وعند دخول المقبرة وجدوا محتويات الحجرات الإضافية مكومتين بلا نظام مما يدعم فكرة أن اللصوص قد حاولوا سرقة المقبرة مرتين علي الأقل أو كما يدعي البعض أن كارتر نفسه قد دخل المقبرة قبل الإعلان عن اكتشافها.
أهم وأبرز ما تم العثور عليه في باقي الغرف آسرة وأواني وبعض قطع الأثاث وعجلاته الحربية وكرسي العرش.
– أما الغرفة الجانبية فكانت أبرز محتوياتها دولاب مغطي بالذهب يحتوي على أربعة أواني حفظ بداخلها أحشاء الملك الداخلية.
– حجرة التابوت
وجدت مومياء الملك الأشهر بالتاريخ داخل تابوت من الذهب الخالص داخل تابوتين من الخشب المغطى بالذهب موضوعين جميعهم بداخل تابوت من الجرانيت بداخل ثلاثة أضرحة متداخلة مزينين برقائق الذهب.
إستمرت عمليات التنقيب ١٠ سنوات من عام ١٩٢٢ حتي عام ١٩٣١.
تمت عملية حصر محتويات الغرف وعثر على ٣٥٠٠ قطعة أثرية . أبرزها تابوت الملك الذهبي (110 كيلوجرام من الذهب الخالص)
وفاة الملك :
أثير حول وفاة الملك توت عنخ آمون الكثير من الغموض بسبب وفاته في سن مبكر وهو أمر غير إعتيادي في ذلك الوقت فأتجهت الأراء نحو أن الملك قد قتل وذلك بسبب وجود أثار لكسور بالجمجمة والفخذ حتي أن البعض صنف وفاة الملك بأنها أشهر عملية إغتيال بالتاريخ , إلا أن بعض الأبحاث الحديثة تشير إلي أن الكسور بالجمجمة كانت نتيجة لعملية التحنيط وأن وفاة الملك طبيعية وكانت بسبب الكسر بعظام الفخذ مما تسبب له في تلف الأعصاب مما أدى الي وفاته وبالطبع أيضا هو الملك الأشهر و مقبرته هي الأشهر بسبب الاستخدام الكثيف لأسطورة لعنة الفراعنة المرتبطة بمقبرتة.
تفاصيل مبهرة وتصاميم خلابة قمة في الروعة والجمال طغت على التابوت الذهبي الخاص بالملك توت عنخ آمون المصنوع من الذهب الخالص والأحجار الكريمة المطعم بها.
هو واحد من أجمل التوابيت التي صنعت لملك علي الإطلاق عبر جميع العصور و واحدة من أغلي القطع الأثرية في التاريخ ويذكر أن يزن 110 كجم من الذهب.