لنتعرف .. من هو جاك دورسي - Jack Dorsey

إنجازات جاك دورسي


أمضى دورسي فترة وجيزة في جامعة ميزوري للعلوم والتكنولوجيا، وانتقل بعدها للدراسة في جامعة نيويورك.

ولكن على غرار الشخصيات الرائدة في مجال علوم الحاسوب مثل بيل غيتس، وستيف جوبز ومارك زوكربيرغ، ترك دورسي الجامعة دون نيل أي شهادة فيها، وانتقل بعدها إلى مدينة أوكلاند في ولاية كاليفورنيا، حيث أسس هناك شركة تقدم برنامج الإرسال الذي طوره عبر الإنترنت.

وبعد مرور فترة وجيزة، خطرت على بال دورسي فكرة تصميم موقع إلكتروني يجمع بين النطاق الواسع لبرامج الإرسال، وسهولة عمليات المراسلة الفورية.

حاول دورسي ترويج فكرة موقعه، فذهب إلى شركة Odeo الموجودة في منطقة وادي السليكون، التي تعد عاصمة التكنولوجيا في أمريكا والعالم.

وقد قال بيز ستون، المدير التنفيذي للشركة، إن دورسي عرض عليه فكرته قائلًا: "تخيل أن بوسعك مشاركة حالتك مع جميع أصدقائك بسهولة بالغة، مما يمكنهم من معرفة ما تفعله".

وهكذا تعاون دورسي مع ستون وإيفان وليامز لتأسيس شركة جديدة، أطلقوا عليها اسم: Obvious، ولكنه سرعان ما تحول إلى اسم آخر هو تويتر Twitter.

وفي غضون أسبوعين، تمكن دورسي من تصميم موقع بسيط يتيح للمستخدمين نشر رسائل قصيرة لا يتجاوز عدد حروفه 140، وأطلق على هذه الرسائل اسم التغريدات tweets. وقد نشر جاك دورسي أول تغريدة في العالم بتاريخ 21 آذار/مارس عام 2006.

عُيّن دورسي مديرًا تنفيذيًا للشركة، لذا عمل على تغيير منظره الخارجي ليبدو أشبه بمدير ناضج، ولكنه رغم ذلك حافظ على بعض المظاهر الصبيانية مثل قصة شعره، والوشم الموجود على يده. وفي عام 2008، شغل إيفان وليامز منصب المدير التنفيذي للشركة، فيما استمر دورسي في منصب رئيس مجلس الإدارة.

لاقى موقع تويتر في البداية استخفافًا كبيرًا عند البعض، ولاسيما أنهم اعتبروه مجرد أداة سطحية موجهة للأفراد الراغبين في نشر تفاصيل حياتهم الشخصية علانية، فسخر مقدم البرامج كونان أوبراين Conan O'Brien من مستخدمي موقع تويتر في فقرة كوميدية حملت عنوان "متعقب التويتر".

كذلك، عانى الموقع من انقطاع الخدمة بصورة متكررة خلال الأيام الأولى لانطلاقته. ولكن ما لبث المشاهير ورجال الأعمال البارزين أن باشروا في استخدام الموقع ونشر تغريداتهم، فاختلفت النظرة العامة إلى تويتر رأسًا على عقب.

وسرعان ما احتل تويتر قائمة مواقع التدوين الصغيرة، وأضحى في سنة 2008 منصة قوية للمرشحين إلى رئاسة أمريكا، فقد استغلوها لنشر آرائهم، ومخاطبة مناصريهم، ومهاجمة خصومهم.
تصدر موقع تويتر المشهد الدولي بعد الانتخابات الرئاسية في إيران سنة 2009، حين خرج الآلاف من أنصار المعارضة إلى الشوارع احتجاجًا على فوز محمود أحمدي نجاد بكرسي الرئاسة، فلجأت الحكومة الإيرانية إلى إغلاق خدمات الرسائل النصية والأقمار الصناعية منعًا لقيام المحطات الأجنبية بتغطية الأخبار، فلم يجد الإيرانيون وسيلة سوى تويتر لنشر الأخبار عبر تحديثات مباشرة.

وترافق ذلك مع قيام مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية ببعث رسالة إلى دورسي طلب فيها أن يؤخر عمليات الصيانة الدورية للموقع، إفساحًا بالمجال أمام تغريدات المتظاهرين الإيرانيين. وقد وافق جاك دورسي على هذه الطلب وامتثل له.

في عام 2010، بلغ عدد مستخدمي تويتر أكثر من 105 ملايين مستخدم، وبلغ عدد تغريداتهم اليومية أكثر من 55 مليون تغريدة.

ولكن رغم هذا النجاح، ركز دورسي اهتمامه على مشاريع أخرى، فاستثمر أمواله في الشبكة الاجتماعية Foursquare، وأطلق مشروعًا جديدًا حمل اسم Square، يتيح للناس استلام دفعات البطاقات الائتمانية عبر جهاز صغير موصول إلى هواتفهم النقالة أو حواسيبهم.

وفي عام 2013، نمت الثروة الشخصية لدورسي نموًا كبيرًا بفضل الطرح الأولي لأسهم تويتر، فكان سعر السهم حين بدء التداول 26 دولارًا أمريكيًا، ولكنه ارتفع بسرعة كبيرة إلى 45 دولارًا خلال اليوم الأول من التداول.

وهكذا في غضون ساعات قليلة، تحول دورسي إلى ملياردير بفضل قيمة أسهمه التي بلغ عددها 23.4 مليون سهم. ولذلك، باشر بعدها بمناقشة إمكانية طرح أسهم شركته الأخرى Square.

عاد دورسي مرة أخرى ليشغل بصورة مؤقتة منصب المدير التنفيذي لتويتر في عام 2015، ومن ثم شغل المنصب بصفة دائمة.

ولكن لم يمض وقت طويل على توليه رئاسة الشركة، حتى صدر إعلان بأنها ستعمل على تسريح 8٪ من الموظفين العاملين لديها.

وقد علق دورسي ذلك بالقول إن هذه الخطوة "جزء من خطة شاملة لتنظيم أولويات الشركة، وتحريك الكفاءات في مختلف أنحائها وفروعها".