لنتعرف .. من هو سليمان عبد العزيز الراجحي - Sulaiman Abdul Aziz Al Rajhi

إنجازات سليمان عبد العزيز الراجحي


توسع نطاق النشاط التجاري للأخوين صالح وسليمان ليشمل مجالات اقتصادية أخرى مثل قطاع البناء والعقارات، وقد ترافق ذلك مع ازدهار أعمال الصرافة، فانتشرت فروعهما في مختلف مناطق المملكة. واستمر الحال على هذا المنوال حتى عام 1971، حين قرر الأخوان فض شراكتهما.

وبعد ذلك بعامٍ واحد، أنشأ الشيخ سليمان مؤسسته التي حملت اسم "سليمان عبد العزيز الراجحي"، التي نشطت بشكلٍ خاص في مجالي الصرافة والعقارات. وقد حقق الشيخ سليمان خلال الأعوام التالية نجاحًا كبيرًا، واكتسب سمعةً طيبةً عند عملائه داخل المملكة وخارجها.

وفي عام 1978، عاد الأخوان، صالح وسليمان، للعمل معًا مرة أخرى، وأسسا بالتعاون مع بقية إخوتهما شركة الراجحي للصرافة والتجارة.

تطورت أعمال الشركة التجارية خلال أعوام قليلة، فامتد نشاطها إلى بلدان العالم المختلفة. وخلال تلك المدة، تنقل الشيخ سليمان بين عدة بلدان أجنبية، واكتسب خبرات عديدة جراء ذلك.

ولكنه اكتشف نتيجة لسفره مدى الحاجة البالغة إلى وجود بنك إسلامي، تكون معاملاته المالية متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية. ومن هذا المنطلق طرح سيلمان على أخوته مشروع تأسيس مصرف الراجحي الإسلامي، وقد لاقت هذه الفكرة ترحيبًا كبيرًا لدى الأخوة نظرًا للتشابه الكبير بين أعمالهم ونشاطات المصرف، فوافقوا عليها وتقدموا جميعًا بطلب إلى الحكومة السعودية كي تسمح لهم بتأسيس المصرف.
وهكذا انطلق مصرف الراجحي للاستثمار سنة 1987. كان عدد المؤسسين الأوائل للمصرف محدودًا، إذ بلغ 132 مساهمًا. ولكن سرعان ما تطورت نشاطات المصرف وتوسع نطاقها، فافتُتحت الفروع في مختلف المناطق داخل المملكة السعودية، بالإضافة طبعًا إلى افتتاح فروع خارجية في عدة بلدان مثل الكويت والأردن.

وقد اضطلع مصرف الراجحي منذ تأسيسه بدورٍ كبير في الحياة الاقتصادية والاجتماعية في السعودية وغيرها، إذ شملت استثماراته قطاعات مختلفة، وامتد نشاطه إلى بلدان جنوب شرق آسيا وعلى رأسها ماليزيا.

أكمل الشيخ سليمان مسيرته الناجحة بعد تأسيس مصرف الراجحي، فعزم على التوجه إلى قطاع الصناعات الغذائية إيمانًا منه بضرورة زيادة كميات الإنتاج الغذائي في المملكة العربية السعودية. وبناءً على ذلك، أعلن عن انطلاق مشروع الدواجن وشركة الروبيان في السعودية، والذين حصدا نتائج عظيمة بالرغم من بدايتهما المتعثرة.

ولم يهمل الشيخ سليمان القطاع الصناعي، فساهم في إنشاء مصانع كثيرة في مختلف المجالات مثل مصنع الكرتون ومصنع البلاستيك وغيرها. كذلك، أسس شركة خاصة بالنقل والشحن.

من جهةٍ أخرى، لم يغفل الشيخ سليمان عن العمل الخيري، وخصوصًا أنه عانى الفقر المدقع خلال طفولته. فأطلق عام 2001 مؤسسة "سليمان عبد العزيز الراجحي الخيرية" التي نشطت في مجالات عديدة مثل تقديم المنح، والمساعدات المادية للجمعيات الخيرية، فضلًا عن دعم المؤسسات الخيرية العاملة في مجالات الصحة والدعوة والتعليم.

وقد افتتحت هذه المؤسسة أكثر من 13 فرعًا في مناطق المملكة السعودية المختلفة. وتابع الشيخ سليمان نشاطه الخيري، فخصص بعض الأراضي والعقارات لتكون أوقافًا يستفيد منها الفقراء. وأيضًا، أعلن عن تخصيص ثلثي ثروته ليكون وقفًا لله.

وحرصًا من الشيخ سليمان على الارتقاء بمستوى التعليم في بلاده، عمل على تأسيس ما يعرف بكليات سليمان الراجحي، وهي مؤسسة غير ربحية تساعد الطلاب في تلقي تعليمهم الأكاديمي في مجالات الطب والتمريض، إذ تتضمن برنامجًا تعليميًا لدراسة الطب مدته 6 سنوات.
ولا تقف فوائد هذه الكليات عند هذا الحد، فهي تقدم خدماتها الصحية مجانًا للمواطنين.

مؤخرًا، أعلن الشيخ سليمان عن توزيع كامل ثروته المالية البالغ قدرها أكثر من 7 مليارات دولار على أولاده، بحيث يحصلون على ثلثها، فيما يكون الثلثان الباقيان ملكًا لشركة سليمان الراجحي للأوقاف.

وبهذا يكون الشيخ سليمان الراجحي قد قدم نموذجًا راقيًا لرجل الأعمال، الذي يفضل المصلحة العامة على مصلحته الشخصية