#سرد_في_روايات_واقعية #الأبله هناك تفاصيل تتجسد في وقائعنا الحالية وتتداولها الأزمنة كحالة ثابتة في خضم تشوهاتنا المجتمعية، الخير والشر هذا النزاع الغرائبي الأبدي وتلك القوة الشرهة للشر وكأن الحالة العدوانية والذاتية والسلطوية هي التفصيل المنطقي والعقلاني للإنسان. هذا ما يخطرلي كلما راجعت رواية " الأبله" تلك التي تجسد الخير بسلوكه المنافي لعقلية الغاب المتبعة في مجتمعات يسودها الزيف والمراوغة .. تتحدَّث الرواية عن الأمير "ميشكين" المصاب بالصرع والذي يعود من سويسرا بعد رحلة علاجه يظهر لنا تفصيله الفطري والعفوي والطيبة اللا متناهية وبشكلٍ خارجٍ عن التقاليد وطبيعة المجتمع الذي اعتاد العدوانية يندفع النَّاس على نعته "بالأبله." يفصل ديستوفيسكي تفصيل شخصية الأمير باسترسال كبير حيث يفصل وقوعه في دوامة العاطفة فيصارعه نوعان من الحب، الحب الحقيقي بينه وبين (آجلايا) ابنة الجنرال والحبّ المتمثل بالعطف والرأفة بينه وبين (أناستاسيا) تلك التي يُريدها جميع من في القصر. يأخذنا ديستويفسكي في صراعات عدّة على المال والسلطة والحب وتبقى ردّة فعل الأمير واحدة حتى بعد محاولة قتله فهو يُعطي دائمًا ويُقابل الإساءة بالإحسان ويصفح عن الجميع، يتحلّى بالإيثار والصِّدق والبراءة، هو الإنسان الخام والمثالي الذي أراد ديستويفسكي صنعه فقد صوّر بعض النقّاد شخصية الأبله بأنّها (مسيح ديستويفسكي) ولكن في النهاية يتبيّن لنا بأنّ المجتمع هو الأبله وليس من يتّصف بتلك الصفات الحميدة. يمر علينا هنا التصور الآني لمجتمعاتنا وكيفية التعامل معها ومدى الاستغراب من وجود الحالة العفوية والصادقة بوصفها بالبساطة والغباء واقعاً هذا المجتمع وغارقاً في عفنه متجاوزاً كل الأسس الأخلاقية والفطرية للإنسان على سلوكه الطيب .. نحن وفي واقعنا الحالي غير متقبلين لحالة العطاء والحب حيث يتصهصه المجتمع عليها بالتسخيف والغباء وكل ما عليك أن تكون لتصبح على قدر الاحترام في هذ المجتمع هو أن تصبح مراوغاً كاذباً وقاطعاً لكل طيب... لم تخرج رواية الأبله عن واقعنا نحن أسرى لها في سلوكنا ومفهومنا.. وفي لمحة بسيطة منها .. نستنتج غرق مجتمعاتنا بالطين..والحمق.
الأبله
تقليص
X
-
الأبله
#سرد_في_روايات_واقعية #الأبله هناك تفاصيل تتجسد في وقائعنا الحالية وتتداولها الأزمنة كحالة ثابتة في خضم تشوهاتنا المجتمعية، الخير والشر هذا النزاع الغرائبي الأبدي وتلك القوة الشرهة للشر وكأن الحالة العدوانية والذاتية والسلطوية هي التفصيل المنطقي والعقلاني للإنسان. هذا ما يخطرلي كلما راجعت رواية " الأبله" تلك التي تجسد الخير بسلوكه المنافي لعقلية الغاب المتبعة في مجتمعات يسودها الزيف والمراوغة .. تتحدَّث الرواية عن الأمير "ميشكين" المصاب بالصرع والذي يعود من سويسرا بعد رحلة علاجه يظهر لنا تفصيله الفطري والعفوي والطيبة اللا متناهية وبشكلٍ خارجٍ عن التقاليد وطبيعة المجتمع الذي اعتاد العدوانية يندفع النَّاس على نعته "بالأبله." يفصل ديستوفيسكي تفصيل شخصية الأمير باسترسال كبير حيث يفصل وقوعه في دوامة العاطفة فيصارعه نوعان من الحب، الحب الحقيقي بينه وبين (آجلايا) ابنة الجنرال والحبّ المتمثل بالعطف والرأفة بينه وبين (أناستاسيا) تلك التي يُريدها جميع من في القصر. يأخذنا ديستويفسكي في صراعات عدّة على المال والسلطة والحب وتبقى ردّة فعل الأمير واحدة حتى بعد محاولة قتله فهو يُعطي دائمًا ويُقابل الإساءة بالإحسان ويصفح عن الجميع، يتحلّى بالإيثار والصِّدق والبراءة، هو الإنسان الخام والمثالي الذي أراد ديستويفسكي صنعه فقد صوّر بعض النقّاد شخصية الأبله بأنّها (مسيح ديستويفسكي) ولكن في النهاية يتبيّن لنا بأنّ المجتمع هو الأبله وليس من يتّصف بتلك الصفات الحميدة. يمر علينا هنا التصور الآني لمجتمعاتنا وكيفية التعامل معها ومدى الاستغراب من وجود الحالة العفوية والصادقة بوصفها بالبساطة والغباء واقعاً هذا المجتمع وغارقاً في عفنه متجاوزاً كل الأسس الأخلاقية والفطرية للإنسان على سلوكه الطيب .. نحن وفي واقعنا الحالي غير متقبلين لحالة العطاء والحب حيث يتصهصه المجتمع عليها بالتسخيف والغباء وكل ما عليك أن تكون لتصبح على قدر الاحترام في هذ المجتمع هو أن تصبح مراوغاً كاذباً وقاطعاً لكل طيب... لم تخرج رواية الأبله عن واقعنا نحن أسرى لها في سلوكنا ومفهومنا.. وفي لمحة بسيطة منها .. نستنتج غرق مجتمعاتنا بالطين..والحمق.الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد