?شوبنهاور والإنتحار:-
إن الإرادة عند شوبنهاور هي أساس الوجود، وكل الكائنات والمشاعر والإنفعالات هي تجليات للإرادة، ويرى شوبنهاور أن إرادة الحياة لها جانبين :
١- إرادة متجهة نحو الحياة تسمى "إرادة الحياة" وفيها يعيش الإنسان للمتع واللذات ويلبي كل ما يشتهيه وهنا يؤكد هذا الإنسان على إرادة الحياة وبالتالي يزيد من معاناة العالم.
٢- "الإرادة المتجهة نحو العدم" وتعني هنا الانتحار. إن عند هذا المستوى الذي يكون فيه تدمير الذات ممكناً، يؤكد شوبنهاور أن الميول الإنتحارية لا تُعبّر حرفياً عن إنكار لإرادة الحياة، وإنما هي بالأحرى نوع من تأكيدها، كما يحدث مثلاً حينما يقتل إنسان نفسه كي يتجنب ألماً ما حاضراً أو متوقعاً.
وهنا نجد أن الدافعية للإنتحار تستند إلى افتراض أساسي بأننا كنا سنعانق الحياة لو أن المتعة هي ما كان متوقعاً بدلاً من الألم! فالمنتحر لا يختلف كثيراً عن شخص يعيش من أجل من شهواته فيعمل على توكيد إرادة الحياة فالإثنين يعتبران توكيداً للإرادة.
أما أفضل طريقة لإنكار الإرادة بعيداً عن الانتحار هي "الزهد" وأن ينأى المرء بنفسه عن متع الحياة، حيث أن هذا ينفي بشكل أكثر أصالة ذلك التوق للحياة المتخذ طابع الفردية دون تأكيد الإرادة بشكل غير مباشر.
فيزعم شوبنهاور باستمرار أننا يمكن أن نعزل أنفسنا عن رغابتنا بحيث نجعلها غير مؤثرة فينا وبحيث نصبح عندها ذاتاً عارفة خالصة خالية من الإرادة تنظر إلى العالم دون اكتراث ودون تورط فيه.
#words_from_another_world #كلمات_من_عالم_اخر